أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - تهجير الفلسطينيين من ارضهم مخالف للقانون الدولي ومهدد للسلم والامن الدوليين















المزيد.....


تهجير الفلسطينيين من ارضهم مخالف للقانون الدولي ومهدد للسلم والامن الدوليين


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمعت كمعظم سكان العالم للتصريحات الغريبة و المفاجئة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي الذي نظمه بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو ، التي قال فيها بانه ينوي تهجير الفلسطينيين من غزة واسكانهم قسرا في الأردن ومصر وباقي الدول العالمية ليحول غزة الى مشروع عقاري كبير او ما اسماه ريفيرا الشرق الاوسط ، هذه التصريحات الخطيرة التي بينت من جديد سيطرة العقلية الاقتصادية الراسمالية الفجة في العالم على انقاض القيم الإنسانية النبيلة وعلى انقاض القانون الدولي الإنساني ، تصريحات غير مسؤولة وغير واقعية بتاتا ،أتت في وقت كان العالم ينتظر من حكام البيت الأبيض الجدد مواقف أخرى مغايرة ، تصحح الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها الإدارة الامريكية السابقة بقيادة بايدن اتجاه الفلسطينيين واتجاه كل الديموقراطيين والاحرار في العالم حيث سمحت لليمين الإسرائيلي في تدمير غزة وابادة جزء من شعبها بالسلاح الأمريكي تحت ذريعة القضاء على حماس ، كما سمحت إدارة بايدن ببقاء نظام الأسد الجاثم على شعبه و السكوت على جرائمة المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية ، كما سمحت إدارة بايدن لإسرائيل بتدمير جزء من لبنان وتهجير الالاف المدنيين من القرى الجنوبية .. ، كان من المنتظر ان يساهم الرئيس الأمريكي الجديد في مساعي إيجاد تسوية سياسية في الشرق الأوسط على أساس قيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا الى جانب و حصر دوامة العنف والاقتتال في المنطقة والتمهيد لحوار إسرائيلي فلسطيني يوقف الإرهاب والتطرف و يبني قواعد الثقة لاستئناف مباحثات ومناقشات الوضع النهائي المفضي لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة بجاور دولة إسرائيل الامنة المستقرة ، وكان من المتوقع ان يقوم الرئيس الأمريكي الجديد بلجم اليمين الإسرائيلي المتطرف ومواجهة كل أفكاره الدينية المتطرفة التي تبني عقيدتها على القتل والابادة واسترداد أراض موعودة في التوراة وغيرها من المرتكزات الأيديولوجية التي يبني عليها اليمين الإسرائيلي عدوانه وشغفه للدماء والحروب ، انتظر العالم رئيس دولة عظمى ينشر السلم والامن الدوليين ويتجاوز منطق سابقيه في غزو أفغانستان والعراق و سوريا و اليمن .. حيث ماتزال تداعيات التدخلات الامريكية العنيفة في عدد من مناطق العالم شاهدة على الجرائم البشعة التي ارتكبها الساسة الامريكيون وقاموا بالاضرار بشكل كبير بصورة أمريكا لدى الشعوب .
فكرة تهجير الفلسطينيين من ارضهم و تقويض حلم الدولة الفلسطينية عبر الاعتراف الأمريكي بضم الضفة الغربية لإسرائيل ، فكرة غير قابلة للتحقق عمليا ولم يستسغها حتى عتاة الدولة الإسرائيلية أمثال يهود بارك واخرون الذين اعتبروا الفكرة محض خيال ، كما ان هذه الفكرة ستواجه من طرف كل الدول المحيطة بفلسطين حيث ان تهجير الفلسطينيين الى الأردن يعني تغيير ديموغرافي كبير في بلد شهد تشكل منظمات فلسطينية عانى معها النظام الأردني سابقا ومنها منظمة أيلول الأسود التي ورطت الأردن في حروب داخلية خطيرة في السبعينات وادت الى مشاكل اردنية داخلية عويصة وجروح لم تندمل بعد بين الفلسطينيين والاردنيين ، التهجير نحو الأردن هو اعلان حرب من قبل إسرائيل على بلد صغير امن مستقر ونقض لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الهشة أصلا ، التهجير الفلسطيني هو تهديد حقيقي لنظام الحكم الأردني الذي عانى تاريخيا من النكبة الفلسطينية ومن جميع التطورات السلبية التي يعرفها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، كما ان تهجير الفلسطينيين الى مصر هو مس واضح بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وعودة لعقارب الساعة الى الصفر ، الى زمن الصراع والاحتراب المصري الإسرائيلي ، فهل يعقل الرئيس ترامب فعلا ما يقول ؟
قد يكون رئيس الوزرء الإسرائيلي بينيامين نتانياهو اسعد رجل في العالم اليوم وهو يرى بام عينيه ويسمع باذنيه مباشرة رئيس دولة أمريكا العظمى يخلصه من كابوس غزة و من اهوال شعبها، وسيكون وزراء اليمين الإسرائيلي بن غفير وسموتريتش اكثر سعادة منه لانهم يحققون احلامهم التلموذية المتطرفة بايدي أمريكية وبسلاح امريكي و بدعم من رئيس امريكي ينظر الى العالم بمنظار الاستثمار و المال والاعمال ولا يبالي لا بالانسانيات ولا بالشعارات الحقوقية ولا يكترث لا بالمحاكم الجنائية الدولية ولا بقراراتها ، بل أولى خطواته هي الانسحاب من كل المنظمات الدولية التي لا عائد مالي استثماري لها ، فانسحب من دعم الانروا وهي منظمة اغاثية دولية لها دور محوري في دعم الساكنة المتضررة من الحروب و المجاعات و الأوبئة مما يعني ان الغاء الدعم الأمريكي لها هو اعدام للمبادرات الإنسانية التي تنقذ الالاف النساء والشيوخ والأطفال في فلسطين والعالم ، كما ان الانسحاب الأمريكي من مجلس حقوق الانسان الاممي و من اتفاقية المناخ العالمية ومن كل المنظمات الحقوقية الدولية هو اعلان نكوصي لدور الولايات المتحدة على صعيد نشر الديموقراطية وحقوق الانسان واعتبارها من الدول الديموقراطية الحرة ،لكن الإدارة الجديدة أعلنت بدون شك ولا دوران انها مصطفة مع الراسمال المتوحش الذي يمهد للحروب العالمية ولمزيد من الاحتقانات الدولية عبر الضغط على الصين ومواجهة المكسيك وكلوبيا والتحرش بوحدة أوروبا و استهداف كندا وابتزازدول الشرق الأوسط . لكن هل الولايات المتحدة الامريكية بتاريخها وقوتها ستبقى رهينة تقديرات شخصية لرئيسها الجديد ، ام هي منظومة دولتية قادرة على كبح جماح التغلغل اليميني في دواليب إدارة ترامب ؟ بطبيعة الحال وزير الخارجية الأمريكي الجديد مارك روبيو يعرف تمام المعرفة تشعبات القضية الفلسطينية وفي ادارته للخارجية يعرف ان قرار ترامب لتهجير الفلسطينين غير قابل للانجاز لذلك حور كلام رئيسه ليقول بانه يقصد المساهمة في اعمار غزة وليس احتلالها ، لكن الأكيد ان حقوق الانسان والديموقراطية وجميع القضايا الإنسانية ستعاني مع الفكر الترامبي الذي يجسد تراجعا أمريكيا خطيرا في مجال الالتزام بالديموقراطية وحقوق الانسان في العالم .
الامن و السلم الدوليين اليوم امام محك حقيقي مع رئيس امريكي جديد يسعى لاظهار القوة الامريكية على حساب الشعوب الأخرى ويسعى لبيع الامن والسلم والاستقرار لكل بلدان العالم ، فهاهو يساوم النيتوو الاتحاد الأوروبي على امن أوروبا ، وفي الشرق الأوسط يطالب امراء الخليج باموال طائلة لحمايتهم من شعوبهم ، اما الدول الفقيرة التي ليس لديها ما تعطيه فلا يكترث اليها تماما ولا تهمه لا مجاعات شعب السودان ولا اقتتاله الطائفي كما لا تهمه كل القضايا الإنسانية العادلة ومنها الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ القاتلة و لا يصغي لمطالب منظمات حقوق الانسان حول أوضاع المعتقلين في سجون الطغاة في العالم ولايسمع لصيحات ونداءات منظمات الصليب الأحمر ولا اليونسيف ولا اليونسكو ولا الأمم المتحدة حول القضايا الحقوقية التي راكم المجتمع الدولي في سبيل تحصينها و الحفاظ عليها تراكمات مهمة معمدة بدماء ملايين الضحايا والمعذبين .
فكرة تهجير الفلسطينين من غزة وتسويغ احتلال الضفة الغربية هي أفكار قديمة متجددة تمتح من مرجعية يمينية متطرفة تعادي الإنسانية وتعلي من قيم الراسمال على حساب كرامة وحقوق الانسان ، أفكار يجب التصدي لها عبر مجتمع دولي متضامن و قطب دولي يضم الخيرين في العالم وجميع محبي السلام والديموقراطية في العالم وهم كثر لكنهم مشتتين و متفرقين على الملل والنحل والأحزاب و النقابات ، حان الوقت لاحياء جبهات المقاومة الدولية ضد الأفكار اليمينية المتطرفة في العالم بلبوساتها المختلفة الدينية والمذهبية والثقافية... حان الوقت لتشكيل جبهات للتصدي لكل الأفكار التراجعية النكوصية التي تستهدف المكتسبات الإنسانية في مجالات حقوق الانسان والحريات الأساسية ،فرئاسة ترامب وقتية ظرفية محدودة في الزمان لكن الأفكار الترامبية المستوحاة من العقائد الأيديولوجية الرجعية تعيش طويلا وتعتاش على الفراغ و الفوضى و الانانية التي تطبع العالم ، بمعنى ان مواجهة الأفكار الترامبية لا يكون بالشعارات ولا بالوقفات ولا بالندوات فقط بل يجب العمل على تقوية منظمات المجتمع المدني الداعية للسلام المتبنية لحقوق الانسان وجميع القوى الدولية الفاعلة التي تسعى الى قيام نظام دولي عادل متوازن وقائم على احترام القانون الدولي وسيادة حقوق الشعوب .



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستطيع النظام السوري الجديد القطع مع منظومة الاستبداد الا ...
- حرب07 أكتوبر 2023 الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني : اعلان انت ...
- في رثاء ابي
- هل القضاء على -حماس- يمر بالضرورة عبر إبادة أطفال غزة ؟
- طوفان الدم : او عندما يصبح القتل على الهوية والتنكيل باسم ال ...
- التراث الصحراوي : التاريخ والذاكرة محاولة قراءة
- الامازيغ في درس التاريخ المغربي
- الدكتورمحمد الشيخ بيد الله : التضحية في اقسى تجلياتها من اجل ...
- الشهيد ريان : الألم والامل
- دور التصوف المغربي في تمتين وتوطيد العلاقات المغربية الافريق ...
- كتاب الحركة المعينية يؤرخ للعلاقات التاريخية بين قبائل الجنو ...
- الدكتور محمد المازوني احد اعلام تاريخ الجنوب المغربي الذي بص ...
- لن اهاجم الرئيس الجزائري ، ولكن... ؟
- لا نموذج مغربي للتنمية بدون نخب سياسية نزيهة وفاعلة و اقتصاد ...
- موت الضمير الإنساني وغياب العدالة الدولية في حرب غزة2021
- شجرة الأركان عنوان التفرد البيئي والحضاري والثقافي المغربي ع ...
- سامي كليب : الاعلامي والمثقف الذي يجمع بين الثقافة الواسعة و ...
- شذرات من حياة الأستاذ العربي اقسام البعمراني .
- التفوق الاستراتيجي المغربي في افريقيا اصبح حقيقة .
- نوال السعداوي : ايقونة النضال النسائي التحرري ضد الظلم الاجت ...


المزيد.....




- من يقصد ترامب بـ -الجميع- الذين أحبوا خططه في غزة؟
- ترامب: إسرائيل ستسلمنا قطاع غزة بعد انتهاء القتال ونتنياهو ي ...
- لبنان: تعثّر تشكيل الحكومة بعد 3 أسابيع من تكليف نواف سلام.. ...
- الدفاع الأوكرانية تعلن استلام مقاتلات -إف-16- من هولندا
- مصرع طيارين اثنين في تحطم طائرة خفيفة بضواحي موسكو (فيديو)
- محكمة تركية تصدر أغرب وأطول حكم في التاريخ!
- هجوم مصري حاد بعد تصريحات -غير مسؤولة- لوزراء في حكومة نتنيا ...
- إعلام عبري يكشف تفاصيل لأول مرة حول لقاء لم يتم بين السنوار ...
- التجارة الجزائرية تسحب حلوى على شكل عين بشرية من الأسواق
- فيديو من الأرشيف السوفيتي.. جهاز المخابرات الخارجية الروسي ي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - تهجير الفلسطينيين من ارضهم مخالف للقانون الدولي ومهدد للسلم والامن الدوليين