|
ترامب العراقي.. ومآلات العقوبات القصوى!!
مازن صاحب
الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 10:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثمة شخصية عراقية عرفت ب(حسون الأمريكي) ولست اليوم بصدد المقارنة بين الثابت والمتحول في مصالح الولايات المتحدة الأمريكية على طريقته.. بل محاولة تحليل الأمر الرئاسي الذي اتخذه الرئيس ترامب لفرض العقوبات القصوى على إيران وانعكاسها على منظور عراق واحد وطن الجميع. الأمر الذي صمتت اغلب مواقع التواصل الاجتماعي لمنصات الواتس اب عن مناقشته بانتظار مواقف ربما تظهر بعد الاجتماع المرتقب لتحالف إدارة الدولة وفق دعوة السيد السوداني له. هذا الترقب الصامت.. ربما يمنح الكاتب السياسي فرصة تحليل أصحاب المصلحة عراقيا واقليميا وامريكيا.. لبيان سيناريوهات متعددة الأطراف بثقافة دولة وليس اجندات أحزاب متضاربة على حافة هاوية محلية واقلبمبة ودولية. وفق هذا المنظور يبدو من الممكن القول : اولا : وضوح السياسات الأمريكية والسعي لرفع سقف المطالبات يمكن أن يذهب إلى نموذج ردود الأفعال الناسخة لها كما حصل في سياسات الحرب التجارية وتراجع ترامب امام مستجدات تحديات ردود الأفعال الكندية المكسيكية وربما الصين أيضا. ولكن.. هل يمكن أن يتراجع ترامب عن قرار العقوبات القصوى على إيران وما ورد فيها عن العراق؟؟ الأكيد تعتمد الاجابة الصحيحة والواقعية على رد فعل إيران والمقاومة الإسلامية.. في حساب تطابق المصالح مع مشروع صفقة القرن المتجددة بترحيل مواطني غزة والانتقال إلى الاستثمار الكامل لحقول نفط وغاز شرق المتوسط... هذه الإزاحة الاستراتيجية تقتل صميم مشروع المقاومة الإسلامية.. بعد أن نامت جذوة العروبة على وسادة الاتفاق الابراهيمي.!! هذا التصعيد الفج بكل هذه الصلافة العنجهية بوجود النتين ياهو في البيت الابيض.. تبدو الأكثر اثارة.. واصرارا على المضي بالصفحات الجديدة للشرق الأوسط الجديد.. التي لم تفهم من جمهور الادلجة الشعبية لمحور المقاومة الإسلامية عراقيا لاسيما فصائل الإطار التنسيقي المتصدية للسلطة. ثانيا : يقوم المنهج الإيراني في التعامل مع هذا النمط من الفجاجة الوقحة بأسلوب التسكين وتقديم أطراف محور المقاومة الإسلامية بدائل. كما حصل في انتفاضة الأقصى التي تبرأت إيران منها علنا وان كانت الداعم الأساس لكل عناصر حماس في غزة.. انتهاء المعركة بصفحات خاسرة في جنوب لبنان وسقوط نظام بشار الأسد.. والمتغير السوري يمكن أن يجعل محور المقاومة الإسلامية الأساس في التصدي الإيراني لهذه السياسات الأمريكية.. ولكن بوجود الرئيس ترامب لا يمكن لإيران الافلات من العقوبات الأمريكية التي ربما سترد عسكريا على اي عمل مسلح من الفصائل الإسلامية.. وتكون ضد مراكز عسكرية او صناعية إيرانية. لذلك ظهر الدكتور ظريف واضحا وهو يتحدث في مؤتمر دافوس الاخير.. ان الدولة الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية على استعداد للحوار واعادة الاتفاق على الملف النووي.. لكن يبدو أن إيران الثورة لها كلمة أخرى.. تتمثل في انعكاس ذلك على محور المقاومة الإسلامية. ومنه الفصائل الحزبية العراقية المتصدية للسلطة اليوم. ثالثا : عراقيا.. سيواجه الامن الوطني العراقي تحديات الفصل بين قوات الحشد الشعبي وعمليات الفصائل الحزبية المتصدية للسلطة.. التي ستظهر في فعاليات قتالية بعناوين أخرى كما تفعل عندنا تدخل الانتخابات البرلمانية.. بعناوين أحزاب لا تمتلك اجنحة مسلحة. قيام هذه الفصائل باي أعمال ضد المصالح الأمريكية او داخل الأراضي السورية او عدم التفاهم على سياسات عمل عراقية تؤسس الحلول الأفضل للتعامل مع الأمر الرئاسي الأمريكي بفرض العقوبات القصوى على إيران.. يعني انتقال ملف العراق من وزارة الخارجية إلى مكتب الامن القومي الأمريكي.. وادراج هذه الفصائل أشخاص وأحزاب على قائمة الإرهاب الأمريكية التي ربما يتباهى بها الكثير من قادة هذه الأحزاب وتلك الفصائل ولكن النتيجة النهائية تنال العراقيين!! أبرز ما يؤثر على المشهد المنظور والذي لابد من مناقشته على طاولة اجتماع قيادات تحالف إدارة الدولة المتوقع... يتمثل في الاتي : ١. انتقال سريع لاستكمال الربط الكهربائي مع السعودية والاردن.. وتطبيق خطة طوارئ في نقل الغاز من السعودية وقطر لتامين الحد المقبول في إنتاج الطاقة الكهربائية في قيظ الصيف المقبل. ٢. ما صدر عن إصلاحات القطاع المصرفي في بيان مكتب السيد السوداني بعد اجتماعه مع محافظ البنك المركزي. لم ولن ولا يلغ حقيقة نقل الدولار الأمريكي لايران المعاقبة.. لان اغلب الاستيراد من إيران يدفع اليوم بالدينار العراقي مقابل الدولار والذي يعني في الأسابيع المقبلة شحة الدولار في الأسواق العراقية ثم ارتفاع قيمته مقابل الدينار العراقي. ناهيك ان عمليات الاستيراد العشوائية من دول الجوار ما زالت خارج معايير الجودة الشاملة بمنظومة المصارف العراقية مقابل معايير البنك الدولي والفيدرالي الأمريكي. لذلك المتوقع وصول سعر صرف الدولار الى اكثر من ٢٥٠ الف دينار لكل مائة دولار أمريكي بما يحقق مقولة السيد عمار الحكيم عن العودة لحمل العملة العراقية ب(الكواني) كما كنا نفعل في أيام العقوبات الدولية والحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي.. وهذا يعني سقوط الدولة تحت العقوبات الأمريكية على إيران فقط لأن أحزاب الإطار التنسيقي وبقية أحزاب تحالف إدارة الدولة غير قادرين على فصل مصالح العراق عن إيران بسبب عقائد الفصائل الحزبية المتصدية للسلطة. ٣. ستتكرر الدعوة للاقلمة عراقيا كحلول لبقية أحزاب تحالف إدارة الدولة لاسيما حركة تقدم ومن يتحالف معها ضمن ما يعرف المحافظات الست.. بعنوان عريض للخلاص من واقع العقوبات الأمريكية.. كما سيكون هناك مواقف اكثر وضوخا في إقليم كردستان بعد تشكيل حكومته المقبلة.. ربما تفصل كليا بين التحالف المباشر مع السياسات الأمريكية الجديدة وبين ما يمكن أن يكون في مواقف الفصائل الحزبية المتصدية للسلطة في بغداد. ٤. هكذا نعود إلى المربع الأول في مؤتمر لندن بين أحزاب المعارضة العراقية والادارة الأمريكية التي تعاملت مع المرحوم الدكتور أحمد الجلبي في إسقاط الدولة العراقية ونظامها السابق.. وتشكيل نظام مفاسد المحاصصة... وما يدور من أحاديث عن تغييرات مرتقبة.. لن تكون بأفعال أمريكية. بل نتاج الأخطاء التي توظف في مثل هذا التغيير.. على حافات حادة خلال الانتخابات المقبلة نهاية العام الجاري.. العام الأصعب والأكثر قساوة على العراقيين. فهل سيكون هناك مواقف للمرجعية الدينية العليا تعاضد بقاء الفصائل الحزبية المتصدية للسلطة وتكرر النصح والإرشاد فقط ام سيكون هناك متغيرات منهجية تفصل بين مصالح عراق واحد وطن الجميع.. وبين الموقف الحالي في التعامل مع السياسات الأمريكية لصالح إيران وليس لصالح العراق؟؟ الواقع والتحديات ربما اقول ربما لن تجعل للمرجعية الدينية العليا اي موقف بالضد من الموقف الإيراني في توظيف كل قدرات العراق تحت ادارة الفصائل الحزبية المتصدية للسلطة.. وتكتفي النصح والإرشاد كما فعلت في بيانها الاخير بعد زيارة المبعوث الاممي للنحف الاشرف. ٤. جل ما ستحاول أحزاب الإطار التنسيقي فعله المناورة بين الثابت والمتحول الأمريكي والايراني.. وتطرح إمكانية التوسط بين واشنطن وطهران.. لكن يبدو أن هذه الفرصة المميزة قد غابت نتيجة سياسات ترامب الأخيرة... بانتظار اي أخطاء لهذه الفصائل الحزبية والرد عليها.. من يدري كيف وباي نموذج.. فضلا عن وقائع محاسبة ذات الفصائل عنما قامت به من أفعال ضد القواعد الأمريكية خلال الأعوام القليلة الماضية. مناقشة اجتماع تحالف إدارة الدولة والاطار التنسيقي هذه المتغيرات بواقعية وموضوعية.. يمكن أن ينتهي إلى الخروج حتى بالحد الأدنى المقبول لمواجهة التهديدات للأمن الوطني العراقي وتحديد سياقات واضحة لتعريف العدو والصديق وانتهاج سياسات عمل عراقية بحتة.. وربما تنتهي إلى الكثير من الكلام المعسول من.دون نتائج حقيقية على الأرض العراقية ...ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!
#مازن_صاحب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العودة إلى المربع صفر!!
-
الأتمتة الإدارية... حوكمة الفساد!!
-
ترامب وصخب المفاوضات.. عراق بلا موقف!!
-
العم ابو ناجي... سايكس بيكو جديدة!!
-
الاختباء خلف الأصابع!!
-
اوهام السلطة.. تفاهة القوة!!
-
منهج التفكير (بوصلة وطن)!!
-
الوحدة ٨٢٠٠.. وافخاخ الغرف المظلمة!!
-
الذكاء الاصطناعي.. حضارة جديدة.. اين نحن؟؟؟
-
مخاطر وتحديات.. اين الحلول؟؟
-
ازدواجيات.. بلا ديمقراطية!!
-
اللعبة الصفرية.. والغباء السياسي!!
-
فيروز.. اين القضية؟؟
-
التفكير الإيجابي.. نصف الكأس!!
-
سيناريوهات إيرانية امام تداعيات سورية!!
-
نشوء وسقوط الدول.. نماذج متغيرة!!
-
لعبة الأمم.. روليت اللاعبين!!
-
العصر الصهيوني الجديد.. وادوار (النخب الواعية)!!
-
الحرث السوري ومناجل الفرقاء!!
-
الإسلام السياسي وخطاب (المرجفين)
المزيد.....
-
مفاوض إسرائيلي سابق عن خطة ترامب بشأن غزة: هل سنرى أكياس جثث
...
-
كيث كيلوغ يقيم فرص أوكرانيا في الحصول على سلاح نووي
-
حوادث الطائرات ترفع مستويات القلق وتزيد من مخاوف السفر جواً
...
-
دراسة: غير المتزوجين أكثر عرضة للاكتئاب
-
ترامب: إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة عند انتها
...
-
خبراء المتفجرات من وزارة الطوارئ الروسية يدمرون الذخائر الأو
...
-
مدفعية مجموعة القوات -دنيبر- تدمر مواقع العدو في خيرسون
-
توقيع مذكرة تفاهم في مجلس الدوما الروسي مع البرلمان العربي
-
إيطاليا.. سالفيني وحزبه يرحبان بخطة ترامب بشأن غزة -إذا كانت
...
-
وزيرة بريطانية: سنعارض أي جهود لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|