كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 05:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صدمة وغضبا عالميا عندما أعلن بعنجهية خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في البيت الأبيض مع صديقه المقرب وحليفه وشريكه في الجرائم والعنصرية بنيامين نتنياهو، وبدون اعتبار للفلسطينيين والعرب والمسلمين وللقوانين الدولية والقيم الأخلاقية عن عزم بلاده على الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين الذين يفوق عددهم مليوني نسمة إلى دول أخرى.
هذه الفكرة قديمة بلورتها وطرحتها للتداول الاستخبارات الإسرائيلية بعد الهجوم الذي شنته حماس على جنوب دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر 2013. فما هي دلالاتها وما هو هدف ترامب ونتنياهو الحقيقي من طرحها؟
فكرة تهجير أهلنا في غزة تدل دلالة واضحة على أن إدارة ترامب تخلت عن حل الدولتين، وإن موقفها يتطابق مع موقف اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعمل على إقامة " إسرائيل الكبرى " ويرفض الوجود الفلسطيني، وعلى عجز الدول العربية والإسلامية وخنوعها غير المسبوق للإملاءات الأمريكية والصهيونية، وأن ترامب يراهن على صمت وخنوع وقبول العرب حكاما وشعوبا لإرادته ورغبته في الهيمنة على العالم العربي ونهب ثرواته، وعلى نفاق دول الغرب التي تدعم دولة الاحتلال وترفض اتخاذ أي إجراءات حقيقية لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
اما الأهداف الكامنة وراء هذه الخطة فمن ضمنها إنهاء ما فشلت دولة الاحتلال في إنهاءه منذ خمسة عشر شهرا، أي القضاء على حماس واستسلام المقاومة ودفن فكرة حل الدولتين. وهناك احتمال ان ترامب سيتراجع عن هذه الفكرة الجنونية غير الواقعية المرفوضة عربيا ودوليا التي طرحها بالتنسيق مع نتنياهو ربما كمناورة لاستغلالها في دفع المزيد من الدول العربية خاصة السعودية للتطبيع مع دولة الاحتلال مقابل التخلي عن فكرة تهجير الغزيين وتصفية القضية الفلسطينية! فهل سينجح ترامب ونتنياهو في تنفيذ مؤامراتهم وتغيير الشرق الأوسط وفقا لرغباتهم ومخططاتهم؟
خطة أو في الحقيقة .. مؤامرة .. ترامب ونتنياهو لبسط سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة تهدف إلى تحقيق إبادة جماعية لأهلنا هناك تحت غطاء التهجير، وإلى توسع إسرائيلي جديد بغطاء أمريكي. ولهذا فإن إفشال هذه المؤامرة يعتمد في الدرجة الأولى على صمود الفلسطينيين في وطنهم وتمسكهم بأرضهم وتعزيز مقاومتهم في غزة والضفة وتوحيد صفوفهم وإنهاء الانقسام ورفض التهجير؛ وعلى مواقف الدول العربية خاصة مصر والأردن ورفضهم استقبال المهجرين الفلسطينيين، وتمسك السعودية بموقفها الرافض للتطبيع مع دولة الاحتلال إلا بعد ان تقبل حلا سلميا يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟