أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟














المزيد.....


من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 20:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ابتلت دول العالم الثالث , على الرغم من فقرها , بتقليد الدول الغنية بكل شيء , البس والشرب والاكل والاناقة و تأثيث البيوت , والان انتشار السوبرماركت على حساب باعة المفرد ! هذه الاسواق انتشرت في معظم الدول العربية , وأخيرا في العراق . هذه الأسواق ستقضي على الاعمال العائلية وينقلب صاحبها من مالك لعمل الى عامل في احد هذه الأسواق او ينزوي لينتظر موته . وهذه الحقيقة , لان عندما يخسر الاب عمله سوف لن يسمح لأولاده بتكرار تجربته الفاشلة , وانما سيدعوهم الى البحث عن عمل لا يموت , ربما موظف حكومي او مستخدم في احدى الشركات الكبرى. السوبرماركت يقتل تقريبا جميع الاعمال الصغيرة , البقال, العطار, بائع الكماليات , محلات القرطاسية , محلات الأثاث, , محلات الأحذية, القصاب , السماك , محلات بيع المكسرات , بيع الزهور , محلات بيع الحلويات , وبائع الخبز . أصحاب هذه الاعمال سوف يتقلص اعدادهم مع زيادة عدد السوبرماركت في السوق , وتتقلص قدرتهم المالية , في الوقت الذي تعد هذه الشريحة العمود الفقري للطبقة الوسطى والتي تعد العمود الفقري لنمو الاقتصاد الوطني . بكلام اخر, ستتقلص قدرة هؤلاء الباعة على شراء بيت , ارسال الأولاد الى المدارس والجامعات , السفر للسياحة والاستجمام , شراء اثاث للبيت , وحتى الذهاب الى مطاعم المدينة مما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني.
موجة السوبرماركت تعد كارثة على مراكز المدن . فبعدما كانت مراكز المدن مكتظة بالمحلات التجارية و المتسوقين , أصبحت فارغة من المتبضعين ولم يبقى منها الا بعض مكاتب المحاميين , البارات , وبعض المطاعم التي لا تستطع السوبرماركت الدخول لها . وفي الأخير تصبح المدينة فارغه خالية من المشترين وغير جاذبة حتى لأبناء المدينة , يتجول فيها فقط من ليس له شغل او عمل. ولهذا السبب فان المدن الامريكية ترفض رفضا قاطعا دخول السوبرماركت اليها , لأنها تقضي على معظم الاعمال الصغيرة فيها.
العكاز الذي يتعكز عليه انصار السوبرماركت في وجه المعارضين لها , هو انها توفر فرص عمل لأبناء المدينة , ولكن في الحقيقة انهم يخلقون فرص عمل قليلة من اجل قتل فرص عمل كثيرة ذات دخل يستطع اصاحبها من اطعام عائلته و يوفر مستقبلا زاهرا لها.
ان رفض منح إجازة للسوبرماركت وحماية الاعمال التجارية الصغيرة انما يضيف الى مراكز المدن مسحة جمالية وحياة مزدهرة, وهذا ما اصبح يفتقده المواطن في الدول الصناعية , وهو السبب الذي يجعل بعض المدن اكثر جاذبية من غيرها . مصدر هذه الجاذبية هو محلات بيع المفرد والبسطات في المدن التي توفر له كل ما يفقده المواطن في مدن أخرى . هذه المجمعات تزدهر لانهال انها تقدم بضاعة لا يجدها المواطن في الأسواق المركزية وأصبحت مراكز جذب لكل من يبحث عن التجديد و الندرة والحداثة . توجد هذه المجمعات في جميع الولايات الامريكية تقريبا , وفي جميع الدول الصناعية . أصحاب الاعمال الصغيرة يوفر سلعة تطابق ذوق المتبضع, لا سلعة واحدة تطابق كل الاذواق و الاحجام.
في زيارتي الأخيرة للعراق لاحظت ان هناك اتجاه في توسع عدد السوبرماركت . لقد شاهدت احدها يحتوي قسم للمعلبات المتجمدة , قسم للبقالية , واخر للمعجنات , واخر للحلويات , وللقرطاسية , و اللحوم . واذا وفقهم الله , فقد يضيفون اقسام أخرى منها بيع إطارات السيارات , الحلاقة , العناية بالأظافر, بيع المجوهرات , صيدلية , القماش , وفحص العيون . وهذا ما توفره محلات Walmart, Target, Sam Club في معظم المدن الامريكية.
ان حجم الاقتصاد الأمريكي الكبير والمساعدات المالية السخية التي توفرها الحكومة الفيدرالية لمواطنيها في حالة افلاسهم او تسريحهم من العمل كفيلة من تقليل الصدمة , اما في الدول النامية فلا عند العاطل عن العمل الا الله والمحسنين . بكلام اخر, ان مئات من أصحاب المحلات في المدن العراقية سيخسرون أعمالهم بسبب المنافسة غير العادلة بينهم وبين السوبرماركت , وستضاف اعدادهم الى اعداد العاطلين , بالوقت الذي يعاني العراق من نسبة بطالة عالية وعدم قدرة الدولة على جذب استثمارات داخلية وخارجية لانعاش القطاع الصناعي و الزراعي .
أصحاب المحلات الصغيرة من أمثال حاج إبراهيم العطار يعيلون عوائل كبيرة وقابلون بما يرزقهم الله وليس لهم القدرة على منافسة المحلات الكبيرة , وان اغلاق محلاتهم يعد خسارة لعوائلهم , ومن أمثال الحاج إبراهيم يتحول من مواطن منتج الى مواطن يعتمد على كرم الدولة , والذي "لا يسمن ولا يغني من جوع".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق
- يوم قيامة العراق!
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه
- هل يستطيع دونالد ترامب وقف حرب أوكرانيا يوم 20 كانون الثاني ...
- لماذا تخل أصدقاء بشار الأسد عنه ؟
- هل ان غاز قطر قادر على طرد غاز روسيا من اوروبا ؟
- الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!
- عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده
- سر تراكض العرب نحو سوريا
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره


المزيد.....




- محافظ سلطة النقد يطلع مسؤولي الخزانة الأمريكية على تطورات ال ...
- سوريا تتفق مع شركة فرنسية لتشغيل محطة حاويات ميناء اللاذقية ...
- -يكتب بماء الذهب-.. رسالة الأمير تركي الفيصل إلى ترامب حول ت ...
- ترامب ومستقبل العلاقات الاقتصادية لدول الخليج مع أميركا والص ...
- مجلس الذهب العالمي يتوقع استمرار الإقبال من البنوك المركزية ...
- مصر.. قرارات ترامب تنعكس على أسعار الذهب المحلية
- ريكاردو باصوص: الكوميديا كوسيلة لتعزيز الحس النقدي
- 2.2 مليار دولار أرباح -كريدي أجريكول- في الربع الأخير
- أوروبا تحقق مع منصة شي إن الصينية للتجارة الإلكترونية
- إيران تسجل رقماً قياسياً في إنتاج الغاز الطبيعي


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟