أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة














المزيد.....


على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


على الأكتاف ووجوه الأحباب - قصص ليست عابرة
لا أحد يعلمنا الضحك ، لا أحد يعلمنا ذرف الدموع ، ولكن المواقف وحدها هي التي تجعلنا نخضع للأحاسيس والمشاعر ونتنهد عندما نجد أنفسنا في حالة عجز ، بينما حولنا هدير الأصوات فرحة.
أمام الشاشة التي أشرقت بفرح صامت ، تنقل مهرجانات الباصات التي قفز زجاج نوافذها ليحتضن الشارع والوجوه التي لا تصدق أن الشارع أصبح تحت خطواتهم ، رأيت الأسرى المحررين فوق الأكتاف والضحكات تقفز من فوق الملامح المتعبة ، هذه الأعناق التي لم تنحن الآن تنحني للأحباء الذين جاءوا لعناقهم ، تلمس بأصابعها حقيقة وجودهم بيننا .
همست لنفسي هؤلاء انتصروا على الزمن والقضبان والزنازين ، انتصروا على السجن و السجان ..!! تحرروا بعد سنوات طويلة ، هناك تفاوت بالسنواتن تعددت السنوات والسجن واحد ؟ ولكن نعرف كيف كانت قسوتها وعذابها وانتظارها ؟ كيف كانت لياليها وكوابيسها ؟ كيف كانت العيون تغفو و الحدقات تُحصي عدد الأبناء وتمرر بالدموع على ملامحهم التي تكبر في ظل الغياب ..!! نعرف كيف كانت الأصابع تعد بقايا السنوات وتطالع خطوط الأيدي التي تجعدت وتلفظ أمنياتها بهدوء حتى لا تسخر الجدران .
لم أغادر مقعدي ، هذه الوجوه أعرف بعضها ..!! طقوس الفرح المليئة بالصخب تمزق كل الأفكار.
الذي نعلمه أن السجن السياسي ليس نزهة في بحيرة ، بل هو حفرة عميقة - والحفر أشكال وألوان قد لا يصدقها الانسان ، لأنه يُصنع ديكورها حسب مزاج السجان ، لكن الذي أعرفه كانت وجوه الأسرى وهي تضحك ليست وجوهاً عادية ، أنها خرائط لوطن ما زال يشهق شهقات الوجع والظلام.
لكن مهلاً غبار الزمن لم يستطع أن يمحو التعب ..!! أنهم أمامنا بكامل ثيابهم البسيطة، أما التلويح بالأيدي والقبلات الطائرة فهي وجع الحكايات والليالي المعتمة والخوف والجوع والدهشة والانتظار والتساؤل عن القادم .
قرأت أدبيات السجون عامة وأدبيات السجناء الفلسطينيين ، من مذكرات وسير ذاتية إلى دراسات وابحاث عن أساليب التحقيق، قرأت عن لقاءات المحامين الذين حولوا بعض القضايا إلى قصص وحكايات ، ولكن الواقع يبقى يحيا تحت ركام الأيام المغلفة بالسنوات التي سرقت العمر ؟
عرفت بعض الأسماء التي تحررت ، ورأيت وجوه الآباء والأمهات والزوجات و الأخوات ، عرفت كيف كانت لهفة الاشتياق والعناق الذي لم يترك مجالاً لمعرفة أن السنوات الآن اختصرت وتحولت إلى لحظة تتجسد فيها حرية الطيران في فضاء محاط بالقيود.
بعد خلع ثياب الفرح ، كانت لحظات الذاكرة التي تمشي على مهل ، كل شيء تغير ، الوجوه التي أمامهم ، الحارات والبيوت والأصدقاء ، والأجيال الجديدة الواقفة تنظر إليهم بفخر واعتزاز ، كل شيء تغير ..وتغيرت أيضاً ملامحهم أمام المرايا في البيوت التي عادوا إليها .
أما الحكايات ، لكل أسير حكاية ولكل محرر قصة . لا يمكن أن تكون حكاية عابرة وفرحة تائهة ، أنها سنوات قد ضاقت حلقاتها ، لكنها فرجت .. !! حكايات جعلت من دموعي جناحاً يطير إليهم ، كم كنت أود أن أكون بينهم .
ذلك الأسير المحرر الغزاوي الذي وجد زوجته وبناته قد استشهدوا في القصف .
أما المرأة التي انتظرت خطيبها أكثر من عشرين عاماً - ليس غريباً الوفاء الفلسطيني - لكنها الآن أعظم من اسطورة " بنلوبي " الاغريقية زوجة البطل اوديسيوس " في حرب طروادة .
والأسير الزوج الذي ترك زوجته حاملاً وعندما تحرر وجد ابنته التي ولدت وهو في السجن قد كبرت وتزوجت وأصبحت أماً .
الحكايات كثيرة .. أطلقت عليها " من أدب المحررين " .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة العودة في الشارع الغزي
- حكايات من تحت الركام
- العربي والفلسطيني 2024
- أيها الرئس من كان منكم بلا سجن فليبدأ ويرمه بحجر
- رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة
- بين الموت والركام لا أحد
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه
- مقابر جماعية - هنا غزة
- أنا لا أثق ... آخ ياغزة
- في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة
- الطفولة والحصان في غزة
- في غزة : يخرج ن القهر الرقص والطناجر
- مدرستي ما أحلاها
- في غزة أصبح اللون الأبيض رمزاً للوداع


المزيد.....




- جسد شخصيته في فيلم -الشبكة الاجتماعية-.. جيسي أيزنبرغ لا يري ...
- مع ختام معرض الكتاب.. متى يعلن وزير الثقافة واتحاد الناشرين ...
- لوحات 18 فنانا مصريا تشارك في معرض لوحة في كل بيت بأتيليه جد ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صالح العويل
- إيرادات فيلم الدشاش في السعودية 2025 في الأسبوع الأول بعد ال ...
- المنافسة تشتعل.. أوفر 10 أفلام حظا للفوز بجوائز الأوسكار 202 ...
- الموصل تنهض من رماد: السوداني واليونسكو يشهدان إحياء روح الم ...
- ليبيا تطلق استراتيجية رقمية لنشر الثقافة والإبداع
- دمشق التي تغادر زمن الوجع والمرارة
- منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !! ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة