أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - الميديا الرئيسة في عالم الرأسمال تزيف الوقائع وتحتفي بقتل الفقراء والملونين















المزيد.....


الميديا الرئيسة في عالم الرأسمال تزيف الوقائع وتحتفي بقتل الفقراء والملونين


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 14:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


نضال شعبي وليس الاغتيال الفردي

خلاص الطبقة العاملة لا ينجز بالاغتيالات الفردية؛ غير ان صحافة التيار الرئيس المهيمن تغطي على الاغتيالات الطبقية. تمتدح الميديا الرئيسة بحفاوة بالغة اغتيال الفقراء والملونين، وتعمل من جريمة سخيفة نضالا طبقيا. وهذا ما يعرّيه باول ستريت ـ أحد صحفيي الاستقصاء الأميركي، ورئيس تحرير مجلة كاونتر بانش الإليكترونية الأميركية:
بريت ستيفنز معلق بصحيفة نيويورك تايمز له جمهور كبير من المتابعين، نشر مؤخرا مقالة "رأي" بالصحيفة زعم فيه أن بريان تومسون، الرئيس التنفيذي لشركة التأمين التابعة لشركة يونايتد هيلث جروب الذي اغتاله لويجي مانجيوني، هو "البطل الحقيقي للطبقة العاملة" في قصة اغتيال تومسون. يعلل ستيفنز تقديره بإن تومسون، وليس مانجيوني، هو الذي يستحق هذا اللقب، لأن ضحية الاغتيال ينتمي لعائلة تنحدر من الطبقة العاملة؛ بينما ينحدر القاتل من النخب ويحمل شهادات جامعية من جامعة آيفي.
يكتب ستيفنز: "ربما أُنهِيَت بوحشية حياة تومسون، لكنها ستظل نموذجًا لرجل موهوب وحازم من أصول متواضعة تمكن من الارتقاء إلى قمة حياة مؤسسة كبرى دون الاتكاء على آباء أوعضوية رابطة خريجي جامعة آيفي".
ستيفنز وزميله ديفيد بروكس، معلق تافه ومحافظ بصحيفة التايمز يجد أن ما يبعث على السخرية أن يحتضن الكثيرون في "اليسار"، كمدافع عن البروليتاريا، شخصًا ينتسب الى النخب (مانجيوني).
يا لها من متاهة غبية ينسجها أيديولوجيو البرجوازية هؤلاء!
يلزم هنا نقطتان للتصحيح والتوضيح.
نقطة اولى، لا تحتاج الطبقة العاملة إلى اغتيالات يقوم بها ذئب وحيد ضد أحد الرؤساء التنفيذيين لشركة كبرى؛ إنما تحتاج إلى حركة شعبية ثورية حقا تطيح بالرأسمالية داخل وخارج نظامي التأمين و الطبابة[تأكيد الكاتب ]. إنها تتطلب استبدال نظام الربح فاقد الروح بنظام اشتراكي جديد. تشير إحصائيات منظمة أوكسفام المستندة الى العقلانية إلى أن اللامساواة في الاقتصادي الرأسمالي تسبب الموت ل 21300 شخص يوميا[تأكيد الكاتب].
علاوة على هذا العدد المروع من الجثث، يعمل نظام الربح مدمن النمو واستهلاك الوقود الأحفوري على إلغاء البيئة الصالحة للعيش، ويدفع العالم إلى شفا حرب نووية، وينشر الفاشية أمام أعيننا في الداخل والخارج.
االنظام الراسمالي يفسد ضحاياه
الثورة المطلوبة لتخطى هذا الجنون بأجمعه، ولا تنحصر في اغتيال أحد المدراء التنفيذيين لشركة كبرى، مهما قد تتمظهر هذه التصرفات انعكاسا للغضب الطبقي المحق والمشروع ضد الطفيليات الرأسمالية. إذا بقي على حاله نمط الإنتاج الرأسمالي وبنيته الفوقية السياسية والأيديولوجية، يعمد النظام تنمية رأسماليين ومديرين تنفيذيين جدد مقابل كل واحد يرحل بصورة طبيعية او بغيرها. (الرئيس التنفيذي الجديد لشركة يونايتد هيلث هو السير أندرو فيليب ويتّي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جلاكسو سميث كلاين، أكبر شركات الأدوية في بريطانيا).
ونقطة ثانية، لا يتعلق الأمر بالطبقة التي تنتمي إليها، إنما بالطبقة والنظام الذي تخدمه. بناءً عليه ماذا لو أن تومسون "منحدر من الطبقة العاملة"؟! من يهتم؟ فقد بات واحدا من القلة الصغيرة المكونة من أبناء الطبقة العاملة ارتقوا إلى المناصب العليا في الطبقة البرجوازية الإدارية، وأمكنه ذلك عن طريق خدمة المصالح الأساسية للمستثمرين الطفيليين، ممن عهدوا اليه مهمة تقليص استفادة شرائح الطبقة المتوسطة والعاملة من الرعاية الصحية. غدا واحدا من كبار الفاسدين ضمن مافيا التأمين الرأسمالية. من يدري كم من أفراد الطبقة بعث بهم تومسون الى حتفهم بأسرع مما لو لم تقطع شركة يونايتد هيلث المعالجات المطلوبة لإطالة حياتهم؟ أخمن العدد عدة آلاف.
على يد أحد "أبطال الطبقة العاملة"!
رغم أنني لا أعتقد أن مانجيوني "خدم الطبقة العاملة" حقًا أو عزز قضية الاشتراكية من خلال قتل مدير تنفيذي لشركة التأمين، ماذا لو كان يأتي من خلفية مميزة؟ لقد تطلب نضال الشعب ضد الرأسمالية دائما منشقين طبقيين وخونة من الطبقة المتوسطة وحتى الرأسمالية.
على الرغم من كل رعب بروكس وستيفنز من تصرفات مانجيوني، أين هو رعبهم من 21300 شخص أو أكثر ممن يبيدهم نظام الأرباح يوميًا [1] بينما يحول الكوكب إلى غرفة غازات دفيئة عملاقة ويجعل البيئة التي نتقاسمها جميعًا ممكنة تمامًا غير صالحة للعيش؟ [بيتر فيليبس. جبابرة رأس المال: كيف تهدد الثروة المركزة الإنسانية-نيويرك]:
-2024Censored Pres ص 41

وحيث انني لا اعتقد أن مانغيوني قد "خدم حقا الطبقة العاملة " او عمل على تطوير قضية الاشتراكية عن طريق اغتيال أحد المدراء التنفيذيين لشركة التأمين فما قيمة انحداره من طبقة ذات امتيازات؟ على الدوام اقتضى نضال الشعب ضد الرأسمالية ظهور خونة و منسلخين عن طبقتهم، من الطبقة الوسطى وحتى من بين الرأسماليين .
بينما يحول الكوكب إلى غرفة غازات دفيئة عملاقة ويضع البيئة التي نتقاسمها جميعًا أمام إمكانية ان تغدو غير صالح للعيش؟
شيء آخر يستحق إشارة نقدية فيما يتعلق بدراما مانجيوني، ألا وهو التناقض الصارخ بين الطريقة التي تعاملت ما يفترض انها حكومة الشعب الأمريكي في مدينة نيويورك مع قضيته، وكيف تعاملت مع شاب أبيض آخر، هو دانييل بيني، جندي بحرية سابق، رد في العام الماضي على تفجر انفعال مرَضي لرجل أسود في قطار الأنفاق بخنقه حتى الموت مدة خمس دقائق.
قتل موضع حفاوة!
انتهى مانجيوني، لم يعد زعيم مافيا التأمين الصحي للقتل الجماعي، إذ حول إلى مدينة نيويورك مع عرض في منتهى الروعة لقوة بوليس الدولة الفاشي بما في ذلك عمدة بوليس المدينة المخضرم. تمت شيطنته عبرميديا اليمين بقيادة قناة "فوكس نيوز" رغم تمظهر تلك الميديا “بالشعبوية" وهي تحتضن العنف السياسي (كما رأينا في احتفائها بالقاتل العنصري والفاشي كايل ريتنهاوس[ رحل من ولايته الى ولاية ثانية حيث تظاهر الملونون احتجاجا على الفتل البوليسي، فقتل ببندقيته ثلاثة من المتظاهرين، لكن محكمة يرأسها قاض يميني براه، وأشاد بفعلته ترامب في رئاسته الأولى– من المترجم]-.
وكذلك في السادس من يناير. بيني يخنق حتى الموت رجلا أسود مختلا عقليًا أمام جمهور في وسيلة نفل، ينال البراءة من هيئة محلفين في مدينة نيويورك، ويلقى الحكم حفاوة ميديا اليمين التي ظلت على الدوام تؤيد أفعال بيني القاتلة.
تجاوز عدد ضحايا مانجيوني بكثير إجمالي عدد ضحايا الفاشي تيموثي ماكفي (168 قتيلاً وأكثر من 600 جريحا) ولم يتم عرض ماكفي أبدًا بهذه الطريقة (حتى لو تم إعدامه المبرر... أجل، بإجماع السلطات الفيدرالية بات مانجيوني مستحقا عقوبة الإعدام).
ما سر هذا المعيار المزدوج؟ فاشية قومية البيض الأمريكان والتي لا ينبغي إطلاقا أخذها على أنها شعبوية، نظرا لكون الفاشية تتوافق إلى حد كبير مع عدم المساواة الرأسمالية والسلالة الطبقية - أمر بالكاد يمنع المتحدثين والطواغيث ممن بات يطلق عليهم "الجمهوريون الشعبويون " [ ريبولي فاشيست] التيار الرئيسي من وصف الفاشيين الجمهوريين بشكل روتيني بـ "الجمهوريين الشعبويين".
احدث كتب باول ستريت "حدث هذا هنا : أميريكانرز، نيوليبَرالز واكتساح أميركا"- يستعمل اسم الفعل ترامبينغ بمعنى اكتساح كناية عن الرئيس الجديد



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعمار الاستيطاني سينتهي في فلسطين وإسرائيل
- نظام يمارس الخداع بمهارة وعلة الدوام
- ذئاب ترامب شرعت العواء على فلسطين
- تنديد بتجار الموت – التحذير النبوئي للدكتور مارتن لوثر كينغ
- ألكابوس لن ينتهي، حتى لو توقف قصف القنابل.
- الدروب تنتهي بالوساطة الأميركية
- خطر حرب إقليمية ماثل بعد الانقلاب بسوريا
- الصهيوينة والامبريالية كيان واحد يفيض كتلة وينحسر ويزول كتلة
- تاريخ من العذابات المتواصلة
- عقم الخطاب المدني مع سلطوية المصالح والامتيازات
- في ذكرى رفعت العرير.. قلسطين خالدة في قصائد شعرائها
- ليزلي أنجيلين: نفاق حكومتنا يفطر القلب
- هل كان 7 أكتوبر شركا للإيقاع بغزة في حرب الإبادة؟
- آلية دولية للعلاقات العامة تشجع على الإبادة الجماعية
- المخابرات المركزية الأميركية مولت التنظيمات الجهادية وسلحتها ...
- ادمان اللاشرعية ..البدايات
- كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية-7
- كيف أدمن الصهاينة انتهاك الشرعية-6
- الكابوس .. دولة منفلتة العقال
- كيف ادمن الصهاينة انتهاك الشرعية-3


المزيد.....




- الاتحاد العام التونسي للشغل يساند ويتضامن مع النقابات المغرب ...
- العدد 591 من جريدة النهج الديمقراطي
- ماركيز صحفيا في أوروبا الاشتراكية.. الأيديولوجيا والحياة الي ...
- نتنياهو: ترامب أفضل صديق في تاريخ إسرائيل واليمين المتطرف يع ...
- الرفيق رشيد حموني يفسر تصويت حزب التقدم والاشتراكية ضد قانون ...
- مناقشة التقرير السنوي لدار الخدمات النقابية والعمالية تحت عن ...
- إضراب عمال مخزن شركة “الراية ماركت”
- إدارة شركة “تي أند سي” تصدر قرارًا بوقف تسعة عمال عن العمل
- “أمن الدولة”.. تجدد حبس عبد الخالق فاروق 15 يومًا: و”المفوضي ...
- “تغريب” شادي محمد من سجن “العاشر 6” إلى “برج العرب”.. وزوجته ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - الميديا الرئيسة في عالم الرأسمال تزيف الوقائع وتحتفي بقتل الفقراء والملونين