أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة














المزيد.....


الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجلاد والضحية: رواية إسرائيل بعد تدمير غزة

دورة الصراع العربي الإسرائيلي   معقدة ، مليئة بالاحداث الدراماتيكية . وتقدم إسرائيل نفسها في كل مرة على انها دولة صغيرة محاصرة من قبل جيرانها العرب، تعاني من التهديدات الوجودية . هذه الصورة النمطية تتكرر في كل الحروب العربية الإسرائيلية ، حيث  كانت الرواية الصهيونية تروج لفكرة أن اليهود كانوا ضحايا للاضطهاد عبر التاريخ، خاصة بعد المحرقة النازية (الهولوكوست) خلال الحرب العالمية الثانية. هذه السردية جعلت من إسرائيل، في أعين الكثيرين، الضحية التي تسعى لحماية نفسها من أعدائها . ولكنها تحولت من ضحية إلى جلاد، نتيجة ممارساتها  القمعية والعنيفة ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في الأراضي المحتلة.
وقد تجلى ذلك بوضوح في الحرب الأخيرة على غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني وتدمير شامل للبنية التحتية .
لقد كانت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة عملية غير مسبوقة . جرى خلالها تسوية أحياء بأكملها، ومحو عائلات، كما تم تدمير مدارس ومستشفيات وملاجئ ، فشهد العالم اكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية . الأرقام مذهلة، والجروح التي لحقت بالمجتمع الفلسطيني ستستغرق أجيالا للشفاء . وعندما تتم إزالة الأنقاض، سيتبين أن عدد الضحايا أكبر بكثير من العدد الرسمي المعلن عنه . وكان معظم القتلى من النساء والأطفال. وهناك أيضاً أكثر من مائة ألف جريح . اضافة الى الاعتقالات والترحيل والجوع ونقص الأدوية.

هذه الأعمال لم تعد تتناسب مع مفهوم الدفاع عن النفس، بل تحولت إلى إبادة جماعية ضد شعب أعزل
على وفق منظمة العفو الدولية .

     وبينما كان العالم يشاهد عمليات القتل والتدمير في ارتفاع مستمر ، وصور المعاناة تنتشر، نشأ سؤال ملح: هل يمكن لدولة لها السلطة الساحقة وتتسب في مثل هذه المعاناة أن تدعي أنها ضحية؟

التاريخ لا هوادة في حكمه. إنه لا يسجل فقط لحظات النصر والمأساة ولكن أيضًا الأدوار المتغيرة للجلاد والضحية.
إسرائيل، التي كانت تدعي أنها ضحية، أصبحت اليوم جلادًا يمارس القمع والعنف ضد شعب أعزل.
ان الضرر المعنوي الذي لحق
باسرائيل كان هائلا . بعد ما شاهده العالم أجمع في اللقطات من غزة،
وقد تبدد آخر بقايا لصورة الضحية، كما لن يكون من الممكن وصف كل منتقدي تصرفات إسرائيل بمعاداة السامية. وسوف تتزايد هذه الانتقادات أكثر فأكثر، ليس فقط ضد الإبادة الجماعية، بل أيضاً ضد السياسات التي ستتبعها إسرائيل في المستقبل.

للمجتمع الدولي دور حاسم في محاسبة إسرائيل على أفعالها . فقد قالت محكمة العدل الدولية إن استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني . كما أمرت إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة اوالتحريض المباشر عليها .

ولأول مرة يتشكل تحالف من 9 دول "مجموعة لاهاي" لانهاء الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية،  وإنهاء الإفلات من العقاب ، ودعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير .
وستواجه إسرائيل إدانة تاريخية،
إذا لم تعالج القضية الفلسطينية بشكل عادل. فالعنف والقمع لن يحققا الأمن لإسرائيل، بل سيزيدان من الكراهية والرغبة في الانتقام. القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان الأساسية، مثل الحق في الحياة والحرية والعدالة .

الحل الوحيد لهذا الصراع الطويل لايكمن في العنف المفرط والحروب المستمرة بل في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني .
يبقى الخيار: هل ستستمر إسرائيل في طريق الدمار والعزلة الدولية، أم أنها ستعترف أخيرًا بأن الأمن الحقيقي لا يأتي من الهيمنة العسكرية ولكن من السلام والعدالة؟

العالم يراقب والتاريخ يكتب حكمه بالفعل .
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية
- فشل الديموقراطية في العراق
- الحشد الشعبي ومخالفات الإطار الدستوري
- الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم
- انفلات السلاح في العراق. . تحديات خطيرة
- فن الاستماع والحديث
- إسرائيل من العنصرية الى الفاشية
- مقال
- دعونا نعيد بناء الوطن
- اوجه الشبه بين حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل
- صناعة الجهل


المزيد.....




- بطريقة استفزازية.. شاهد رجلًا ينتحل شخصية ضابط هجرة ويحتجز ل ...
- الحكومة الإيطالية تؤكد أن الإفراج عن مسؤول ليبي يعود إلى -ثغ ...
- السعودية والأردن.. كيف ردت الدول العربية والغربية على إعلان ...
- ترامب: سنمتلك غزة ونحولها إلى -ريفيرا- الشرق الأوسط.. ما تفا ...
- شانيل تغضب جزائريين بتصاميم الفساتين التي تشبه الجبة النايلي ...
- لطيفة الدروبي: ماذا نعرف عن سيدة سوريا الأولى؟
- -ريفييرا الشرق الأوسط-.. هل ينجح ترامب في فرض خطته حول غزة؟ ...
- لافروف: ترامب اعترف بسبب أزمة أوكرانيا
- حركة فتح تدعو الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لمراجعة جميع ا ...
- سلطنة عمان تؤكد موقفها الرافض لأي محاولات لتهجير سكان قطاع غ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة