سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 11:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمکن إعتبار سقوط نظام بشار الاسد الذي کان يعتبر حليفا أساسيا وعمقا استراتيجيا لنظام الملالي بمثابة بداية المرحلة الاخطر والاکثر حساسية لنظام الملالي، لأنها تتميز بکونها طريقا بإتجاه واحد لهذا النظام أي لا يوجد هناك أي عودة منه!
هناك ملاحظتان مهمتان بخصوص خطورة هذه المرحلة بالنسبة للنظام؛ الاولى کون النظام صار يفقد الثقة والاعتبار الدوليين وتميل الدول الغربية بشکل خاص الى سلوك نهج يعتمد على العقوبات والضغوط السياسية والاقتصادية على حد سواء ولاسيما وإن الحد الاقصى من العقوبات الامريکية في طريقها، أما الملاحظة الثانية؛ فإن تزايد حدة المواجهة الشعبية ضد النظام والمقترنة أساسا بتصاعد نوعي للعمليات الثورية لوحدات الانتفاضة في سائر أرجاء إيران بالاضافة الى الدور السياسي ـ التعبوي غير المسبوق للمقاومة الايرانية على الصعيد الدولي وإن التظاهرة الضخمة لآلاف الايرانيين في باريس في الثامن من فيبراير الجاري حيث يعلنون عن رفضهم للدکتاتورية في إيران ومطالبتهم بالجمهورية الديمقراطية، واحدة من النماذج العملية على ذلك.
الخط والمسار العام للأحداث والتطورات الجارية في إيران لا تبشر بالخير والتفاٶل بالنسبة لنظام الملالي أبدا، ولعل إستجداء وتوسل النظام من أجل التفاوض معه نموذجا واضح على ذلك مع ملاحظة إن النظام وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، يعترف بأن النظام لم ير أي إشارة من الإدارة الأميركية الجديدة بشأن التفاوض. في الوقت الذي يواجه فيه النظام تزايدا غير مسبوقا في العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنه وفي الاول من فبراير الجاري، ردت هذه الوحدات على جرائم وإنتهاکات النظام بحق الشعب الايراني بسلسلة عمليات إستهدفت مراكز القمع التابعة للباسيج والحرس ورموز النظام المکروه والمرفوض شعبيا.
نظرة الى الاوضاع والتطورات الجارية في إيران، تلفت النظر الى إن من أهم سماتها السرعة وهو ما يخشاه النظام کثيرا لأنه يوما بعد يوم يفقد قواه أکثر فأکثر وبذلك تضعف قدرته في مواجهة الضغط الداخلي ضده ولاسيما وإن إحراق أوکار القمع والجريمة للحرس والباسيج والاقتصاص من رموز النظام ومطاردتهم، يشير الى أن النظام في حالة دفاع سلبي واضح المعالم عن نفسه وهذا الدفاع السلبي يضعف يوما بعد يوم فيما يرى العالم کله کيف إن قوة وإمکانية وحدات الانتفاضة والمقاومة الايرانية تزداد يوما بعد يوم وتثبت بذلك جدارتها ومن دون شك فإن الايام القادمة ستشهد أحداثا وتطورات قد تقبل الطاولة على رأس النظام الرجعي في طهران وتجعله عبرة لمن إعتبر.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟