علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 11:35
المحور:
الادب والفن
في غابةٍ بعيدة، حيث تعيش الطيور مغردةً بين الأشجار العالية، كان هناك سربٌ من الطيور القوية التي تعيش على أكل الحشرات، ولم يكن النمل استثناءً. كانت الطيور تنقضُّ على أسراب النمل وتأكله بلا رحمة، غير عابئة بتوسلاته أو محاولاته الهرب.
كان النملُ صغيرًا وضعيفًا مقارنةً بهذه الطيور الضخمة، لكنه لم ينسَ أبدًا ما حلَّ به، وكان دائمًا يراقب ويتذكر. وكان هناك نملة حكيمة تهمس في آذان صغارها: "لا تخافوا، فالدنيا تدور، وما نحن عليه اليوم قد يكون حالهم غدًا."
مرت الأيام والفصول، وجاءت عاصفةٌ عاتية ضربت الغابة، فأضعفت الطيور، وسقط الكثير منها جريحًا بين الأشجار. بعض الطيور كسرت أجنحتها، وبعضها لم يعد قادرًا على الطيران بعيدًا. أصبحت ضعيفةً، لا تقوى على الهروب أو الدفاع عن نفسها.
عندما رأت أسراب النمل ذلك، تجمعت بأعدادٍ لا تُحصى، وهاجمت الطيور الجريحة التي كانت يومًا ما جلاديها. تسلق النمل على أجساد الطيور، ودخل بين ريشها، وبدأ ينهشها كما فعلت به من قبل. كانت الطيور تصرخ وتحاول الطيران، لكن بلا جدوى.
وهكذا، دارت الدائرة، وتحقق وعد النملة الحكيمة. تعلّمت مخلوقات الغابة درسًا قاسيًا: لا أحد يبقى قويًا إلى الأبد، ومن يستهين بالضعفاء اليوم، قد يصبح فريستهم غدًا.
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟