أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب














المزيد.....


التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 06:56
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


يمكن أن تكون هذه السيرة الاعتقالية هي الوحيدة التي تتحدث عن تحدي المحتل في رفض إجراءات الأسر، "كفاح الخطاب" أصر على أن يُعامل كأسير حرب، وليس كسجين أو معتقل أو مجرم، فهو كابين طيار فلسطيني، لهذا رفض أن يخض للعد الصباح والمسائي، وحتى ارتداء (الشاباص) ملابس السجن الخاصة بالفلسطينيين، وهذا الأمر تسبب له بأكثر من معاناة، معاناة الحبس الانفرادي، وألمه عندما وجد نفسه يتمرد على القادة "مروان البرغوثي، أحمد سعيدات" وغيرهم حيث كانوا يقفوا عند العدد ويرتدون ملابس السجن، بينما "كفاح" رفض، وهذا الأمر سبب له ألم نفسي، وألم جسدي، ومع هذا أراد الاستمرار في مواجه إجراءات السجان ورفضها جملة وتفصيلا.
إذن نحن أمام موضوع "السجن والأسر" ومواجهة العدو وسجنه، وهذا الموضوع قاس ومؤلم، ليس على الأسير فسحب، بل على المتلقي أيضا، من هنا ارتأى الكاتب إيجاد طريقة يمرر بها هذا الألم والمعاناة من خلال طريقة عرض للأحداث، فكان يشرك القارئ من خلال مخاطبته مباشرة بعبارة "عزيزي القارئ" وهذه الطريقة التي أستخدمها الكاتب أكثر من عشرين مرة في سيرته الاعتقالية، ساهمت في (تهدئة) الأجواء، وأيضا أعطت المتلقي جرعة من الراحة، وجعله يشعر بأنه قريب/صديق للكاتب، وهذا سهل عليه تناول الكتاب.
من هنا يمكننا القول إن كتاب "كفاح كفاح" جمع بين وطنية المضمون، وفينة التقديم، وهذا ما يعطي الكتاب قيمة معرفية ونضالية، وقيمة أدبية فنية.
سأحاول التوقف قليلا عند بعض المحطات في الكتاب، لإعطاء القارئ صورة أوضح عما جاء فيه، فعندما قرر عدم الانصياع للعدد، لم يهتم "كفاح" لما سيحل به من أذى، بل كان همه موقف القادة منه: "أني سأكون محرجا وقت طقس العدد الذي سيكون في ذات الوقت الإفطار وسيكون مرون وكريم يونس وغيرهم موجودين، وسيبدو الأمر محرجا لهم لعدم وقوفي للعدد وهم الذين سيقفون على العدد كالآخرين" ص167، وهذا مؤشر على نبل "كفاح" وحرصه على مشاعر قادته، لهذا لم يكن يهتم لما سيحل به من سجن انفرادي، أو من ضرب، أو حرمان من الزيارة أو الكنتين، فكل همه مشاعر زملاءه الأسرى.
أما عن ألمه الجسدي الذي ترتب عليه رفضه الانصياع لإجراءات السجن، من امتناعه عن الوقوف عند العدد وارتداء ملابس السجن: "لكما حاولت إقناع الجندي بأني محصور وأريد التبول، إلا أن ويرد عليّ بجرافة رافضا، ليتساوق معه الكلب الراقد بجانبه الذي يفهم من لهجته أن ينبح عليّ مهددا ومتوعدا أن أصمت" ص384، ومع هذا استمر "كفاح" في الامتناع عن الوقوف عند العدد ورفض ارتداء ملابس السجن، رغم كل الطرق التي استخدمها السجان، إن كانت بالتهديد أو بالترغيب، بقي "كافح" مصرا على موقفه.
يذكر "كفاح" موقف "لأحمد سعيدات" الأمين العام لجبهة الشعبية، عندما جاء مدير السجن ليتفاوض معه حول أضراب قام به الأسرى، فرد "سعدات" عليه: "لماذا تتعبون أنفسكم وتأتون للعنوان الخاطئ، هناك لجنة لقيادة الإضراب وتعرفونها، فلماذا لا تتوجهون إليها وما أنا إلا جندي تحت إمرتهم" ص198، هذا الموقف للأمين العام، يشير إلى نبل القائد وتواضعه، وعدم تجاوزه اللجنة رغم أنه أمين عام الجبهة.
رغم شراسة السجان ووحشيته في التعامل مع الأسرى، إلا أن العيد ممن كتبوا سيرتهم الاعتقالية كتبوا عن بعض السجانين بطريقة إيجابية، منهم "كفاح" الذي يتحدث عن نائب مدير السجن الذي وجد في "كفاح" حالة فريدة تستحق الاحترام، لإصرارها ورفضها الخضوع لإجراءات السجن، فهو أسير حرب وليس سجين جنائي، من هنا مد يده لمصافحته قائلا "أنا أحترمك" ص109، فتثبيت هذا الموقف في مؤلف أدبي يحسب للفلسطيني الذي يتحدث بموضوعية وحيادية حتى عن عدوه.
ونجد في الكتاب بعض الحكم التي تمثل رؤية الكاتب لتجربته في الأسر : من هذه الحكم: "المعرفة الحقيقية هي أن تعلم كم أنك لا تعلم" ص98، وهذا الحكمة يؤمن بها كل من يمارس فعل القراءة، فكلما قرأنا أكثر تأكدنا أننا لا نعرف شيئا، وإننا جاهلين وبحاجة إلى مزيد من المعرفة.
وعن تجربته في مقارعة السجان يقول: "أنا بخير ما دمت أعاند الباطل" 417، هذه الفقرة نثرها الكاتب في أكثر من موضع في الكتاب، وهذا يشير إلى أهمية المواجهة وعدم القبول بالواقع لأنه يتنافى مع إيماننا، مع قناعتنا.
الكتاب من منشورات الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، فلسطين، رام الله، الطبعة الأولى 2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ية والواقع في رواية -العاشق الذي ابتلعته الرواية- أسيد الحوت ...
- الإنجليز وعملائهم في مذكرات صلاح الدين الصباغ
- المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد الم ...
- فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»
- بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرم ...
- الشاعر في قصيدة -حملت حروفي- أحمد الخطيب
- سلاسة التقديم في بكائيات غزة ميسون حنا
- العالم في قصيدة -نصفان: مأمون حسن
- صلاح أبو لاوي في صباح الحرية
- الصراع في ومضة -الولد الجني- المتوكل طه
- صيغة السرد والمضمون -ال...هو/ القاروط/أيوب- في رواية -الكوان ...
- اليهودي في رواية -كوانتوم- أحمد أبو سليم
- الأسر والأسرى في كتاب -حسن اللاوعي- إسماعيل رمضان
- -إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية ...
- الثورة في ديوان -أعرني بعض إيمانك- فكري القباطي
- صلاح أبو لاوي والموت
- السلاسة والوحدة في مجموعة -أسرار خزنة- هدى الأحمد
- أثر القمع رواية -الثانية وخمس وعشرون دقيقة- طايل معادات
- التمرد في كتاب -النهر لن يفصلني عنك- رمضان الرواشدة
- مهدي نصير وتقديم الألم


المزيد.....




- روسيا طرحت على الأمم المتحدة مشروع قرار يحدد مفهوم الأمن الم ...
- سفير فلسطين في الأمم المتحدة: يجب احترام رغبة الفلسطينيين
- بأمر ترامب.. وصول أول طائرة مهاجرين مرحلين إلى غوانتانامو
- وزير الأوقاف: مكرمة من خادم الحرمين لـ1000 حاج من ذوي الشهدا ...
- مدن -الملاذ الآمن- تقاوم خطة ترامب لترحيل المهاجرين
- اعتقالات واقتحامات وإغلاق حواجز في الضفة والقدس
- مواجهات عنيفة في نابلس واعتقالات واسعة في الخليل
- وصول أول دفعة من المهاجرين المرحلين إلى غوانتانامو بأمر ترام ...
- هل يتوهم ترامب أن تصريحاته العنصرية ستنجح بتهجير الغزيين؟
- غوانتانامو تفتح أبوابها لأول دفعة من المهاجرين تنفيذا لقرار ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب