شبكة اليسار الشيوعي
مترجم
(Communist Left Network)
الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 00:00
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الرأسمالية تعني إعادة الإنتاج اللامحدود لرأس المال؛ فالغرض من الإنتاج الرأسمالي هو رأس المال ذاته. إن التوسع المفرط والسريع في الإنتاج السلعي، متجاوزًا أي حد طبيعي، لا يولد رفاهية أفضل للبشرية، بل سلسلة من الأزمات الكارثية للإنتاج الزائد مما يؤدي إلى تدمير الحياة الاجتماعية على المستوى العالمي. ومن بين هذه الأزمات – التي أنكرها المنظّرون البرجوازيون لعقود، والتي تراها النظرية الماركسية الأصيلة على أنها حتمية – فإن الطبقة العاملة هي الضحية الأولى، إذ تعاني من البطالة، وتراجع الأجور، وتزايد أعباء العمل.
بالنسبة للرأسمالية، فإن الحرب هي النتيجة الحتمية لأزماتها الدورية الناتجة عن فائض الإنتاج. وبالتالي، لا مفر من الحرب الرأسمالية. إن الدمار الهائل الذي أحدثته الحروب العالمية الحديثة هو وحده الذي يسمح للرأسمالية بأن تبدأ دورتها الجهنمية لإعادة الإعمار والتراكم من جديد.
إن حروب عصرنا الإمبريالية العالمية – رغم تسترها الدائم خلف ستائر "الإنسانية" و"الديمقراطية" و"السلمية" و"الدفاعية" و"المناهضة للإرهاب" – هي حروب ضرورية للأنظمة الرأسمالية المختلفة من أجل اقتسام الأسواق المستنزفة، وتقسيم القارات فيما بينها. وبالتالي، فهي حروب للحفاظ على الرأسمالية، سواء على المستوى الاقتصادي، أو بقدر ما تتيح، خلال الأزمات، القضاء على جزء من القوى العاملة الذي يتجاوز قدرة نظام الإنتاج المحدودة على توظيفه. في الواقع، إنها مذابح هائلة للعبيد الذين لا يستطيع رأس المال، في تلك اللحظة، دعمهم. الخيار أمامنا هو إما الحرب أو الثورة، ولا شيء آخر.
الموقف الشيوعي الثوري تجاه الحرب يتمثل في إدانة فكرة إمكانية التوافق بين السلام والرأسمالية، باعتبارها وهماً مأساوياً. كما يؤكد أن إسقاط السلطة البرجوازية وتدمير علاقات الإنتاج القائمة على رأس المال هما السبيل الوحيد لتحرير البشرية من هذه المأساة المتكررة. وعلى نهج ماركس ولينين ينادي الحزب بتكتيكات المناهضة الطبقية للنزعة العسكرية والتآخي على الجبهات، والانهزامية الثورية على الجبهة وخلفها، والتي تهدف إلى تحويل الحرب بين الدول إلى حرب بين الطبقات.
#شبكة_اليسار_الشيوعي (هاشتاغ)
Communist_Left_Network#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟