أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - حكومة ترامب الجديدة حكومة أغنى أغنياء أمريكا















المزيد.....


حكومة ترامب الجديدة حكومة أغنى أغنياء أمريكا


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكومة ترامب الجديدة
حكومة أغنى أغنياء أمريكا

الحكومة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب هي حكومة أباطرة المال في أمريكا، حكومة الثراء الفاحش. فقد جمع دونالد ترامب حوله كوكبة من أكثر الأمريكيين غنى علما وأنّ ترامب نفسه هو أغنى رئيس في تاريخ أمريكا إذ تصل ثروته إلى 6.2 مليار دولار فيما لم تبلغ ثروة من سبقوه من الرؤساء إلا بضعة ملايين فقط من الدولارات. فعندما غادر رونالد ريغن البيت الأبيض لم تكن ثروته تتعدّى 16 مليون دولار ولم تزد ثروة الرئيس ابن الرئيس تاجر البترول، ملك تكساس، جورج بوش، عن 50 مليون دولار وكانت ثروة ريتشارد نيكسون عند الخروج من الحكم في حدود 20 مليون دولار. وما هذه إلا بعض الأمثلة التي تعطينا فكرة عن حجم ثروة ترامب مقارنة بالرؤساء الذين مروا من البيت الأبيض ممّا يجعله في غير حاجة، كما صرّح عند استلام مفاتيح البيت الأبيض، للراتب الرئاسي الذي يبلغ 400 مليون دولار سنويا أي ما مجموعه في نهاية ولايته الرئاسية 1600 مليون دولار.

وقد تجمّع حول ترامب عدد من أباطرة المال. إيلون ماسك صاحب أكبر ثروة في العالم والمقدرة بـ 400 مليار دولار وهي متأتّية من الاحتكارات الكبرى التي يمتلكها، تيسلا TESLA وSpaceX. وقد عُيِّنَ إلى جانبه مقاول كبير من الحزب الجمهوري، المرشح السابق للرئاسة Vivek Ramaswamy، مسؤولا عن وزارة الكفاءة الحكومية (Department of Government Efficiency). ومعروف عن إيلون ماسك قناعاته الليبرالية المتطرفة ذلك أنه عندما اشترى الشبكة الاجتماعية X (شبكة تويتر سابقا) قام بطرد 3700 من أصل 7500 عامل بالشركة دون أدنى إعلام مسبق بقرار الطرد. وهو لم يتردد بعد تعيينه الرسمي إثر أداء ترامب اليمين عن أداء التحية النازيّة مرتين متتاليتين. وبالإضافة إلى ماسك وفيفاك نذكر شارلز كوشنير Charles Kouchner والد جيراد كوشنير زوج ابنة ترامب (إيفانكا) صاحب الثروة الضخمة المقدّرة بـ 7.1 مليار دولار وقد عين سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية في فرنسا. وللتذكير فإن شارلز كوشنير، اليهودي من أصل بولوني عضو الحزب الجمهوري النشيط ضمن اللوبي الصهيوني، كان حوكم من أجل قضايا فساد جبائيّ في مجال المضاربات العقارية وقضى بسبب ذلك أكثر من سنة في السجن وهو معروف بعلاقاته المتينة بترامب.

ومن وجوه الحكومة الجديدة أيضا نائب وزير الدفاع ستيفن فينبرغ Steve Feinberg صاحب المؤسسات الاستثمارية الكبرى Cerberus Capital Management التي استثمرت في مجال الصواريخ الفرط صوتية وتمتلك شركة "دينكوورب" العسكرية الخاصة التي باعها سنة 2020 إلى شركة احتكارية أخرى مختصة في الصناعات الحربية تدعى "أمينتوم". وتبلغ ثروة ستيفن فينبرغ حسب مجلة "فوربس" 5 مليارات دولار. وقد عبرت العديد من الأوساط الأمريكية (في عالم الصحافة وحتى في الكنغرس) عن تحفظات إزاء تعيينه في هذا المنصب خشية أن يستغل صفته كنائب لوزير الدفاع في خدمة مصالحه الخاصة في مجال الاستثمارات العسكرية وفي عالم "السيليكون فالي" Silicon Valley. وقد اختار ترامب ضمن فريقه الحاكم أيضا وارن ستيفنس سفيرا لدى المملكة المتحدة ولياندرو ريزوتو جونيور Jr Leandro Rizzuto في منصب السفير لدى منظمة الدول الأمريكية اعترافا له بالجميل لما قدمه من دعم ومساعدات سياسية ومادية لحملات ترامب الانتخابية منذ سنة 2016 (هبة بـ360 مليون دولار). وتبلغ ثروة كل واحد منهما 3.5 مليار دولار.

وعلى غرار ذلك، وردا للجميل، عين ترامب في وزارة التربية ليندا ماك ماهون Linda McMahon الرئيسة السابقة لمنظمة المصارعة (catch) وهوارد لوتنيك Howard Lutnick وزيرا للتجارة وتبلغ ثروة الأولى 3 مليار دولار وثروة الثاني مليار ونصف من الدولارات.

هذا جزء من قائمة أصحاب المليارات الذين دخلوا الحكومة الأمريكية الجديدة (والقائمة طويلة وتضم إلى جانب هؤلاء حوالي 20 مليارديرا آخر في مراكز حكومية وديبلوماسية عليا مثل وزارات الداخلية والخزانة والصحة والطاقة ووكالة الناسا Nasa والمبعوثين الخاصين في مناطق كثيرة من العالم منها المبعوث إلى الشرق الأوسط الخ...).

وما من شكّ في أنّ هذه التّعيينات لها أكثر من مغزى. وقد توقّفنا عند القليل من تفاصيلها للتدليل على أن الفريق الحكومي في الجهاز السياسي للدولة الامبريالية الأعظم حاليّا في العالم قد بات يمثل الطغمة المالية والاحتكارات العظمى لا بالمعنى السياسي التقليدي أي بصفته تعبيرة سياسية تتبني خياراتها وسياساتها فقط وإنما تمثيلا مباشرا بتواجد أصحاب هذه الاحتكارات، أصحاب المليارات، ضمن الفريق الحاكم وفي المناصب التنفيذية للسلطة السياسية. فهذه الحكومة بتركيبتها تلك هي صورة حية عن اندماج نخبة الطغمة المالية العالمية بجهاز الحكم التنفيذي. فلا وسيط بينهما ولا تكليف بالوكالة عنها ولا تمثيل سياسيّا تقليديّا أو رمزيّا لها. إن الاحتكارات الكبرى في مجال التكنولوجيا الحديثة (Tesla وX وTruth Social والعديد من شركات ومؤسسات قطب سيليكون فالي التكنولوجي) والصناعات الحربية وكبرى شركات المضاربات العقارية ممثلة في الرموز والأسماء التي أوردناها أعلاه قد مسكت بيدها جهاز الحكم لتتولى وبشكل مباشر إدارة شؤون مصالحها في مناخ اقتصادي عالمي في أوج أزمته وفي أجواء سياسية متحولة ومتوتّرة للغاية وهو أمر لافت في التحوّلات التي تشهدها الدولة البورجوازيّة في المرحلة الاحتكاريّة.

إنّ الشعار القديم المتجدّد هو "الدولار أوّلا" وشعار المرحلة هو "أمريكا أوّلا" في إشارة إلى أنّ المصلحة "الوطنيّة" هي في الحقيقة مصلحة الكرتيلات العظمى التي تضفي على العولمة الرأسماليّة في عصر الكواسر والطغمة الماليّة، في عهد حكومة أصحاب المليارات بزعامة ترامب معنى غير المعنى المتداول. عولمة لا تعني غير خضوع العالم، كل العالم، لإرادة هذا الفريق الذي لا يمثل إلا الأقلية الأغنى 0.0001 % من أقليّة أصحاب المليارات (813 ملياردير). وفي سبيل ذلك سيتعين على بقية الدول والشعوب أن تقبل بالاتجاه الجديد "للعولمة تحت الضغط العالي للاحتكارات الكبرى" بما يستوجب نسف قواعد التنافس والصراع في ظل الاحتكارات الذي عوض منطق التنافس الحر في المرحلة المبكرة من النظام الرأسمالي، بمعنى أدق نسف أسس المنظمة العالمية للتجارة وقواعد التجارة العالمية ومراجعة نظام الرسوم والامتيازات التجارية والديوانية المتفق عليها.

ليس ذلك فقط وإنما سيتعين على الجميع، وليس بنما وقروينلاند وكندا والمكسيك وفلسطين (غزة)، أن يقبل صاغرا بمفهوم "السيادة" الوطنية الجديد، من منظور ترامب وفريقه، وإلا فإن الحرب هي الفيصل. وهو ما يتطلّب من العمال والشعوب بشكل عام الانتباه إلى المخاطر التي تتهدّدهم وتتهدد السلم العالمي وتنظيم صفوفهم في أسرع وقت ممكن للمواجهة. إنّ المسألة في غاية الجدّية.

2 فيفري 2025



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى تأسيس الاتحاد: مرّة أخرى في الأزمة النقابية وشروط تج ...
- الأزمة الراهنة للرأسمالية العالمية: صعود قوى اليمين المتطرّف ...
- الأزمة الراهنة للرأسمالية العالمية: صعود قوى اليمين المتطرّف ...
- ترامب على خطى أسلافه: جنون العظمة ونزعات الغطرسة والتوسّع وت ...
- الأزمة الراهنة للرأسمالية العالمية: صعود قوى اليمين المتطرف ...
- أزمة الاتحاد: المخاطر واضحة والطريق إلى الحلّ أوضح
- مرة أخرى حول الموقف من تطورات الوضع في سوريا
- حول التقرير السنوي للرابطة التونسية لحقوق الانسان
- منعرج جديد وخطير في حياة الاتحاد
- سقوط نظام الأسد في سوريا: في ميزان الربح والخسارة
- 3 ديسمبر : تاريخ خالد وأزمة خانقة
- الشّعبويّة في تونس البواطن والظّواهر
- عجلة التاريخ تدور أحيانا إلى الوراء
- رسالة مفتوحة إلى الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التون ...
- أوت 1924: تاريخ صنع التاريخ أو صورة أوت 2024 في مرآة أوت 192 ...
- المشهد ... والمشهد الآخر أو واقعة -أبو شجاعة-
- وحدة اليسار في فرنسا ووحدة اليسار في تونس مقارنة ما لا يقارن
- التصويت تحت وقع الأزمة
- إدغار موران: -لدي تعاطف نقدي مع الجبهة الشعبية الجديدة-
- ماذا لو انتصر اليسار في فرنسا ؟؟


المزيد.....




- فرقة -البيتلز- تفوز بجائزة غرامي بعد 5 عقود على تفككها
- الشرع في أنقرة: زيارة ثنائية ورهانات إقليمية
- مصدر: لقاء ترامب ونتنياهو سيكون -ملحميًا- بسبب غزة وإيران وا ...
- ما هدف تعميق نفوذ تركيا العسكري بسوريا؟
- هل يريد ترامب شراء أوكرانيا؟
- على خطى ترامب.. أكبر أحزاب ألمانيا يسعى لتشديد سياسية اللجوء ...
- مسؤول أميركي يتوقع استئناف ترامب -الضغط الأقصى- على إيران
- تقرير إسرائيلي: زيادة دراماتيكية بعمليات المقاومة خلال عامين ...
- ويتكوف ووالتز: نبحث مع الشركاء نقل سكان غزة ويمكننا التوصل ل ...
- -ماذا تقصد بآسف؟-.. عائلة فلسطينية تطالب بالعدالة بعد مقتل ط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - حكومة ترامب الجديدة حكومة أغنى أغنياء أمريكا