أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أزاد خليل - العبودية الحديثة: قصة الدمشقي وفنون التقديم والطاعة














المزيد.....


العبودية الحديثة: قصة الدمشقي وفنون التقديم والطاعة


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 17:49
المحور: كتابات ساخرة
    


في قلب الشام، يتدفق تاريخ طويل بمدينة دمشق، مدينة تعرفت على تليد الحضارات وتقاطع الأمم. ولكن في هذا التاريخ الغني، تكمن قصة أخرى، قصة عن الدمشقي الذي جعل من تقديم الولاءات للأسياد فنًا من فنونه، يمارسه بمهارة وتقنية لا تضاهى.

منذ القدم، كانت دمشق مركزًا تجاريًا مزدهرًا، حيث تجمع الذهب ويتركز الركض وراء المال. لم يكن هذا فقط مهنة، بل كان أسلوبًا للحياة. تحت سلطة البيزنطيين، كان الدمشقيون يتجارون ويتعاملون مع السلطة بمهارة، ولكنهم لم يترددوا في تقديم الولاءات عندما سقطت هذه السلطة بيد الغزوات الإسلامية من جزيرة العرب. وهكذا، أصبحوا موالين للخلفاء الإسلاميين، إلا أنهم لم يلبثوا أن تحولوا لخدمة المغول عندما أقدموا عصا الطاعة لهم بعد سقوط الحكم الإسلامي.

أساطير تتحدث عن أن بعض أبناء الشام هم من بقايا المغول الذين توقفوا عند هذه الأرض وأصبحوا جزءًا من تاريخها، لكنهم ما زالوا يحملون خصلة الطاعة للقويين. وفي هذا السياق، يستمر الدمشقي في تجارته، ليس فقط في السوق بل في السياسة أيضًا، حيث يتاجر بالولاءات كما يتاجر بالسلع.

جاء العثمانيون، فكانوا خدامًا لهم، ثم الفرنسيون، وكل مرة يتكيف الدمشقي مع السلطة الجديدة، يتقبلها بمرونة ويقدم لها الولاء باستمرار. هذا السلوك لم يتوقف حتى بعد استقلال سوريا، حيث رأينا كيف تحول الولاء من بشار الأسد إلى الجولاني، وكيف تغيرت الشعارات من "نحبك يا كبير" لبشار إلى "منحبك جولاني جولاني" بعد تغير المعادلات السياسية.

لكن في خضم هذه الطاعة والولاءات، ينتشر خطاب عنصري من قبل بعضهم، حيث يرون أنفسهم أعلى منزلة من باقي السوريين،أنا لا أتحدث عن أبناء الشام الشرفاء والوطنيين وأصحاب الفكر ومن يؤمن بإختلاف الأخر لكن ثمة مجموعة ضالة نسيت اللحاق بقطيعها البائد في جبال منغوليا المصفقين لسفك الدماء ونشر خطاب الكراهية والعنصرية بين أبناء سوريا ولا أخجل في أن أقول بأنهم لا يتهمون الشخص بسبب هويته القومية فقط بل حتى الدينية والفكرية وأنا أعلم ُ ، علم اليقين كمية الغضب التي سوف يشعر بها من سيجد هذه صفات تليق به وتناسبه ومفصلة على مقاس فكره العنصري الإلغائي
انا لا اعرف كيف من ينادي بالحرية لنفسه ، ويحرمها من الأخر بل ويعتبرها خيانة للوطن إذا تجرأ وطالب بالحرية والعدالة والمساواة أحدٌ غيره

الدمشقي، بكل تاريخه وثقافته، يجسد صورة معقدة من الإنسان الذي يعيش في دوامة التاريخ، يتأقلم باستمرار مع القوى التي تسيطر على أرضه. ولكن، في هذه المرحلة من التاريخ، يطرح السؤال: هل سيستمر الدمشقي في تقديم الطاعة، أم سيبحث عن هوية جديدة تتناسب مع متطلبات العصر الحديث، عصر الحرية والكرامة الإنسانية؟

قصة الدمشقي هي قصة عن البشرية نفسها، حيث يتقاطع فيها الولاء مع الطموح، والطاعة مع الحرية. فهل سيستمر هذا التاريخ في الدوران حول نفسه، أم سيفتح صفحة جديدة حيث يكون الدمشقي مواطنًا، قبل أن يكون تاجرًا بالولاءات؟



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد : صرخةٌ في وجه التاريخ وهوية متمردة في وجه التهميش
- ماذا بعد انتصار الثورة السورية؟ تحديات المرحلة الانتقالية وغ ...
- “من يحكم سوريا غدًا؟ جدل الشرعية والواقع العسكري”
- هل يفقد الشرق الأوسط أخر مسيحي!
- أكراد سوريا: بين هوية مهددة ومستقبل مجهول
- سورية بعد الحرب: هل يتحول الاستقرار الهش إلى سلام دائم؟
- -المسيحيون في سوريا: إرث تاريخي وحضاري تحت التهديد وخطوات دو ...
- -الفتنة القادمة من منغوليا: سقوط غابة السلام-
- “سوريا بين مطرقة الجهادية وسندان اللامركزية: فرصة ضائعة أم أ ...
- الخوف الذي يهدد وجود الأقليات في سوريا: الكورد ، الآشوريون، ...
- “توقف واقرأ جيدًا: الاستقلال حقٌ مشروع وليس انفصالًا يا هذا”
- الثورات العربية: هل حققت الديمقراطية أم أعادت إنتاج الاستبدا ...
- العنصريةُ في الإعلام العربي: إسكات الأصوات الكوردية وتهميش ا ...
- -السجادة السحرية، الضبع الخسيس، والحمار البسيط صراعٌ على الس ...
- الضباع والثعالب: قصة وادي الأحلام المغدور
- بعد سقوط النظام: سوريا بين العدالة والانتقام
- دراسة بحثية : الربيع العربي في الشرق الأوسط تداعياته الإقليم ...
- قرية على شفا الهاوية
- كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب
- الخيرات المفقودة: العراق وسوريا بين الفساد وسوء الإدارة والف ...


المزيد.....




- -نسائم الإضاءة وستائر الدهشة-.. حوارات مع الشاعر الفلسطيني م ...
- أوكرانيا تعترف بأن اللغة الروسية تضاهي الأوكرانية استخداما ب ...
- زوار كثر بلا كتب.. جولة في معرض القاهرة للكتاب
- وزارة الثقافة في صنعاء تحتضن معرضا فنيا عن القضية الفلسطينية ...
- صوت أم كلثوم ينبعث من الكتب والمقاهي بعد 50 عاما على رحيلها ...
- 50 عامًا بعد الرحيل.. ودموع فرقة أم كلثوم لم تجف
- محاضرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تستعرض ثراء وتنوع الثقافة ...
- مهرجان كان السينمائي يختار الممثلة جولييت بينوش لرئاسة لجنة ...
- صدور أول كتاب للفن المعماري الطليعي الروسي باللغة العربية في ...
- الكويت تطلق الدورة الـ30 لمهرجان القرين الثقافي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أزاد خليل - العبودية الحديثة: قصة الدمشقي وفنون التقديم والطاعة