أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ الجزء الأول. دعاية مغرضة














المزيد.....


الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ الجزء الأول. دعاية مغرضة


ماهر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث اليوم في بعض القنوات الإعلامية العربية هو نفاق مفضوح، وازدواجية لا حدود لها. فإذا كنا جميعًا نسعى للعيش كـ”سوريين”، كما يروج البعض، فلماذا هذه الازدواجية المخزية؟ لماذا يتم تجاهل معاناة الكورد بشكل مستمر، ويُحاول تصويرهم كـ”تابعين” لا حق لهم في الدفاع عن أنفسهم، بينما في المقابل، إذا أصاب أصبع أحد العرب بأدنى ضرر، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، وكأنما قيامتهم قد قامت؟ هذا التناقض العميق يكشف عن حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها: الإعلام العربي يدير ظهره للكورد في الوقت الذي يسعى فيه إلى تصعيد مواقفهم المطالبة بالحقوق.

ألم تسألوا أنفسكم، كيف يعيش الكورد في وطنهم؟ كيف يعيشون بين جدران من الظلم والتمييز؟ هل لأنهم يتحدثون لغة مختلفة، أم لأنهم يعتزون بهويتهم الثقافية؟ هل يستحق منهم أن يعاملوا بهذا الشكل الوحشي لمجرد أنهم يطالبون بالحق في الحياة والحرية؟ ماذا عن المعاناة اليومية التي يتعرضون لها على يد أولئك الذين يرفعون شعارات الوحدة والحرية وهم أول من ينقضون عليها؟ كأنما حقوق الآخرين لا تهم طالما لم تكن هذه الحقوق من نفس العرق أو الطائفة.

إن واقع الكورد في سوريا هو جرح مفتوح يعمقه الصمت الإعلامي العربي. فما يفعله الإعلام العربي الآن ليس مجرد تجاهل لهذه المعاناة، بل هو في الواقع تواطؤ مع الظلم. الأبواق الإعلامية التي تندد بالكورد في كل موقف، وتعتبر مطالبهم بالكرامة والعدالة “مؤامرة” و”تخريبًا” في نظرهم، هي نفسها التي ترفع صرخات الاستغاثة إذا أصيب أحد أبنائها بخدش بسيط. هؤلاء، الذين يتظاهرون بحبهم للوطن، يتجاهلون حقيقة أن الوطن لا يكون بخير إذا كانت أجزاؤه مهددة بالاضطهاد والتهميش. أين هي العدالة حينما يتم تجنب الحديث عن الانتهاكات المستمرة بحق الكورد وتقتصر الخطابات على إبراز معاناة الآخرين؟

إن تكرار هذه الازدواجية الإعلامية يجعل من الكلام عن “الوطن السوري” حديثًا فارغًا. كيف يمكن أن يكون الوطن واحدًا ونحن لا نعيش في عدالة واحدة؟ كيف يعقل أن يطالب الكورد بالصمت على حقوقهم، ويجب أن يكونوا “تابعين” في نظر البعض، في حين أن هذا “الوطن” يصرخ بآلامه إذا أصاب أحد أبنائه أي مكروه؟ ما هذه “الوطنية” التي تقوم على قمع جزء من شعبه وإرغامهم على الصمت؟ ما هذه “الوحدة” التي تقوم على تهميش أحد مكوناتها؟

إن الصمت على هذا الظلم، وتجاهل المعاناة الكوردية، هو بمثابة نفاق لا يُغتفر. لماذا نعيش في وطن واحد إذا كان بعضنا يعامل وكأنه ليس جزءًا من هذا الوطن؟ لماذا يطالب الإعلام العربي بترسيخ مفهوم “الحرية” لغيره في حين يغض الطرف عن معاناة شعب كامل؟ لماذا يجب على الكورد أن يقبلوا بأن تكون أصواتهم مغيبة، وأن يُحكم عليهم بالصمت أمام من يظلمهم؟ هل لأنهم أقل شأنًا؟ هل لأنهم ليسوا جزءًا من هذا الوطن في نظر بعضهم؟ أم أن الإعلام العربي يعتقد أن معاناتهم لا تستحق أن تُسمع؟

إذا كان الإعلام العربي يرفع شعار “الحرية” و”العدالة” للمجتمعات العربية، فما الذي يمنعهم من رفع نفس الشعارات عندما يتعلق الأمر بالكورد؟ هل لأنهم في نظرهم أقل قيمة؟ هل لأنهم في مناطق لا تهمهم؟ لا يمكن لهذه الازدواجية أن تستمر، ولا يمكن لنا أن نصدق بعد الآن أن هناك “وطنًا واحدًا” إذا كانت معاناة جزء كبير من هذا الوطن تهمش بهذه الطريقة. كيف يمكن للمواطن السوري أن يثق في وحدة وطنه إذا كانت بعض أطيافه تُقمع وتُستبعد؟ كيف يمكن الحديث عن “سوريا للجميع” في حين يتم تجاهل أنصاف الشعب الذين يصرخون من الظلم؟

إن مطالب الكورد لا تقتصر على “العيش كسوريين”، بل على أن يكونوا جزءًا فاعلًا في وطنهم، مع كامل حقوقهم وكرامتهم. كفى زيفًا، كفى نفاقًا. الوطن لا يُبنى إلا على أساس العدالة والمساواة. لا يمكن التحدث عن وحدة وطنية حقيقية في ظل هذا التهميش المتعمد للحقوق الكوردية. نحن لا نطلب أكثر من أن نكون جزءًا من هذا الوطن بشكل حقيقي، لا أن نظل صامتين أمام الظلم على مرأى ومسمع من الجميع.



#ماهر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الثاني
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(4)- ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(3) ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . ا ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير 
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الأول
- تحرير الأرض أم اغتصابها؟ زيف الشعارات وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- فرقة -البيتلز- تفوز بجائزة غرامي بعد 5 عقود على تفككها
- الشرع في أنقرة: زيارة ثنائية ورهانات إقليمية
- مصدر: لقاء ترامب ونتنياهو سيكون -ملحميًا- بسبب غزة وإيران وا ...
- ما هدف تعميق نفوذ تركيا العسكري بسوريا؟
- هل يريد ترامب شراء أوكرانيا؟
- على خطى ترامب.. أكبر أحزاب ألمانيا يسعى لتشديد سياسية اللجوء ...
- مسؤول أميركي يتوقع استئناف ترامب -الضغط الأقصى- على إيران
- تقرير إسرائيلي: زيادة دراماتيكية بعمليات المقاومة خلال عامين ...
- ويتكوف ووالتز: نبحث مع الشركاء نقل سكان غزة ويمكننا التوصل ل ...
- -ماذا تقصد بآسف؟-.. عائلة فلسطينية تطالب بالعدالة بعد مقتل ط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ الجزء الأول. دعاية مغرضة