أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: الرسم: فلسفة الشغف لدى رينوار/إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري















المزيد.....


إضاءة: الرسم: فلسفة الشغف لدى رينوار/إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


لعناية صحة نشر “عنوان" المقال دقة (كملكية فكرية/دون تقطيع).هو:

نظرة عامة موجزة؛
ان فلسفة الشغف في نظر رينوار؛ نظرة فلسفية ونفسية هي إعلان "هوية (رينوار)". إي. إن تأكيد الفنان التشكيلي الفرنسي بيير أوغست رينوار (1841 - 1919)() الشهير "أحتاج إلى الشعور بعاطفة الحياة، العاطفة من حولي"(). بمعنى. يتجاوز مجرد تمجيد الحسي ويقدم نفسه كمفتاح تفسيري لجوهر فنه وفهمه للوجود. أكثر من مجرد عقيدة جمالية، تعكس كلماته فكرًا متجذرًا بعمق في إدراك التجربة الإنسانية، ولا يستحضر الجماليات الانطباعية فحسب، بل وأيضًا المفاهيم الفلسفية والنفسية حول طبيعة العاطفة والإدراك. وإن فلسفة الشغف عنده. هوية صريحة وعلامة فارقة مرهفة لروحه وريشته معا. إن شئتم.

لم يقتصر رينوار، سيد التقاط الضوء واللحظة العابرة، على إعادة إنتاج الواقع المرئي؛ سعى فنه إلى التقاط نبض الحياة في أكثر مظاهره دقة وزوالًا. لم تكن انطباعيته مجرد تمرين فني، بل كانت انغماسًا حساسًا في تدفق الوجود، ومحاولة لتبلور على القماش ما تراه العيون وتشعر به الروح في وقت واحد. بالنسبة له، لم يكن الرسم مجرد فعل ميكانيكي للملاحظة، بل كان تمرينًا عميقًا للانغماس العاطفي، حيث يندمج اللون والشكل لترجمة حالات العقل.

1. الشعور كمبدأ للخلق: منظور إنساني؛
من وجهة نظر نفسية، يمكن قراءة الحاجة إلى الشعور بعاطفة الحياة في ضوء علم النفس البشري، الذي دافع روادها، مثل كارل روجرز وأبراهام ماسلو، عن أولوية التجربة الذاتية والسعي لتحقيق الذات. يتماشى فن رينوار مع هذا المفهوم، لأنه لا يسعى فقط إلى تمثيل العالم، بل إلى تجربته بشكل مكثف، والتقاط جوهره الأكثر حميمية.

بالنسبة للإنسانيين، لا تعد العاطفة بيانات هامشية للتجربة الإنسانية، بل أحد عناصرها التأسيسية. في عالم يحكمه غالبًا العقلانية التقنية ومنطق المنفعة، يذكرنا رينوار أن الشعور هو فعل مقاومة ضد آليات الحياة. إن أعماله تؤكد على الحاجة إلى تجربة اللحظة بكاملها، ليس فقط الوجود، بل والحضور الكامل، للسماح للحياة بالمرور من خلالنا وتحويلنا.

2. العاطفة كظاهرة جماعية: التلوث العاطفي؛
إن ذكر رينوار لـ "العاطفة المحيطة" يشير أيضًا إلى إلقاء نظرة على البعد بين الأشخاص للتجربة الإنسانية. وكما تعلمنا علم نفس العواطف، فإن الشعور لا يحدث في عزلة؛ فنحن كائنات أساسية قابلة للاختراق من قبل بعضنا البعض. والعواطف، كما زعم ويليام جيمس، هي ظواهر ديناميكية لا تنشأ فقط من داخل الفرد، بل من التفاعل المستمر مع البيئة ومن حولنا.

يضعنا رينوار، مؤكدًا على أهمية العاطفة التي تحيط به، أمام ما أسماه ليف فيجوتسكي منطقة التطور القريب للتجربة الإنسانية: ما نشعر به ليس ملكنا حصريًا، ولكنه يتشكل ويتأثر باستمرار بالاتصال بالآخر. إن لوحاتك تعكس هذه الظاهرة، حيث تغمر لوحاتك أجواء نابضة بالحياة، حيث تتشابك الشخصيات البشرية في تفاعلات عاطفية. إن صورك ومشاهد التجمعات الاجتماعية ليست مجرد تصويرات؛ إنها سجلات للحساسية الجماعية، من ما نفتقده عندما ننظر بأعيننا فقط وليس بروحنا.

3. جماليات الحضور: فلسفة اللحظة؛
لقد أدرك رينوار، مثل كل انطباعي، أن الفن لا ينبغي أن يكون تمثيلًا ثابتًا للواقع، بل التقاط اللحظة، والتدفق، واهتزاز الضوء وزوال الشكل. إن التزامك بالحاضر يعيدنا إلى هنري برجسون، الذي تعارض فلسفته الخاصة بالمدة فكرة الزمن باعتباره سلسلة من اللحظات المنعزلة. بالنسبة لبرجسون، فإن الزمن المعاش ليس ميكانيكيًا، بل سائلاً، وهذا السائل على وجه التحديد هو ما يسعى رينوار إلى التقاطه في فنه.

إن العمل الانطباعي لا يجمد الزمن، بل يحرره. في لوحة "الخروج الأول" (1875)()، على سبيل المثال، لا يصور رينوار فتاتين شابتين في أولى رحلاتهما الاجتماعية فحسب، بل يغوص أيضاً في اهتزاز اللحظة، في الترقب الصامت، في الضوء الذي يرقص على وجهيهما. هذه الصورة، مثل العديد من الصور الأخرى، ليست مجرد مشهد، بل هي دعوة للنظرة الشعرية، والإدراك الحساس، وممارسة التأمل.

4. مقاومة الانفصال: الأهمية المعاصرة لرسالة رينوار؛
في أواخر الحداثة، حيث تسارع الزمن وأصبحت العلاقات الإنسانية تعتمد بشكل متزايد على العالم الافتراضي، يتردد صدى اقتباس رينوار كنداء إيقاظ. في عالم يسود فيه التشتيت وحيث يذوب الاتصال بالحاضر في إشعارات وتحفيزات لا تنتهي، تصبح الحاجة إلى الشعور بإثارة الحياة ضرورة فلسفية.

تعزز الثقافة الرقمية الابتعاد عن الواقع، واستبدال التجربة المباشرة بالمحاكاة. يدعونا رينوار، بهوسه بالضوء والملمس والتجربة الحسية، إلى العودة إلى الاتصال بالملموس، باللحظة الحية، بالتجربة غير الوسيطة. يتحدانا عمله للابتعاد عن الأتمتة الإدراكية وإنقاذ الحساسية كطريقة للوجود.

وبالتالي، يتجاوز إرثه إتقان الرسم ويدخل مجال أخلاقيات الإدراك: كيف يمكننا أن نشعر ونرى ونكون حاضرين حقًا مرة أخرى؟ كيف يمكننا استعادة القدرة على الدهشة في مواجهة الحياة العادية؟

- الخاتمة:
إذن لدى رينوار الفنان/الإنسان أن الفن كشاهد على الشعور. وإن جملة رينوار ليست مجرد بيان فني، بل هي دعوة إلى تجربة الحياة الكاملة. إن التزامك بالعاطفة والإدراك الحساس يتجاوز الرسم ويصل إلى الأسئلة الكبرى للوجود البشري. في عالم معرض للانعدام الحسي والأتمتة، تذكرنا رسالتك بأن عظمة الحياة لا تكمن في أحداثها غير العادية، بل في كيفية تعلمنا أن ننظر ونشعر ونعيش اللحظة.

لذا، لا ينبغي لنا أن نكتفي بالإعجاب بعمل رينوار، بل أن ندمجه كطريقة للرؤية والعيش. فكما يعلمنا، فإن فن الحياة الحقيقي لا يكمن في امتلاك المعرفة بالعالم، بل في السماح للذات بأن تلمسها. لا بل هوية صريحة وعلامة فارقة مرهفة لروحه وريشته معا. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 02/04/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية لا تفسر بمنطق -رأس المال- فحسب (1- 7)/ الغزالي ال ...
- ما هي النظرية النقدية؟ عند تيودور أدورنو/ شعوب الجبوري
- إضاءة: رواية -زورباس اليوناني- لنيكوس كازانتزاكيس /إشبيليا ا ...
- إضاءة: حضارة المشهد/ لماريو فارغاس يوسا/ إشبيليا الجبوري - ت ...
- إضاءة: أهمية رواية -مذكرات منزل الأموات- لفيدور دوستويفسكي/إ ...
- قصيدة: المكان/ لشاعر بنما الثائر ديماس ليديو بيتي* - ت: من ا ...
- إضاءة: ملحمة -الأوديسة- لهوميروس/ إشبيليا الجبوري - ت: من ال ...
- إنجلز ودوستويفسكي: الإدمان على الكحول والفقر/الغزالي الجبوري ...
- العمى الأخلاقي و الحداثة السائلة/ شعوب الجبوري - ت: من الألم ...
- إلى الغائب أوزوالدو إسكوبار/بقلم روبرتو ارميخو
- الشاعر روبرتو ارميخو... بين العزلة والمنفى/إشبيليا الجبوري - ...
- DeepSeek تهز وول ستريت: بداية تحول الصراع في الهيمنة التكنول ...
- إضاءة: عمل -الليفياثان- لتوماس هوبز/ إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- نزفي بطيء/بقلم روبرتو ارميخو - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- إضاءة: رواية -أيام ضائعة- للوسيو كاردوسو/ إشبيليا الجبوري - ...
- الضياع / بقلم هيرمان هيسه - ت: من الألمانية أكد الجبوري
- إضاءة: -الفردوس المفقود- لجون ميلتون/ إشبيليا الجبوري - ت: م ...
- إضاءة: رواية -عش النبلاء- لإيفان تورغينييف/ إشبيليا الجبوري ...
- -اليسار ليس مستيقظا” وفقا لسوزان نيمان/الغزالي الجبوري - ت: ...
- إضاءة: رواية -الإنسان بلا صفات- لروبرت موزيل/إشبيليا الجبوري ...


المزيد.....




- مداخيل السينما بالمغرب تحقق 12.7 مليون دولار في 2024
- مكتب نتنياهو يُعلن إرسال وفد إلى الدوحة نهاية الأسبوع لمناقش ...
- أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
- بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: الرسم: فلسفة الشغف لدى رينوار/إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري