علي مارد الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 8242 - 2025 / 2 / 3 - 20:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على الرغم أن بغداد، المدينة التاريخية، وعاصمة العالم القديم، والتي تستقر على كنوز من الطبقات الآثارية المتعددة، لا يصح بأي حال من الأحوال تغيير ملامحها الأصلية أو تشويهها أو العبث في تصميمها الأساسي.
ورغم أن بناء المجسرات يبدو في ظاهر الأمر حلًا منطقيًا لتخفيف الازدحامات المرورية، إلا أن هناك عدة أسباب ربما أدت إلى هذا التأثير العكسي الذي نشهده اليوم ومنها:
1. أن بناء مجسرات جديدة قد يجذب المزيد من المركبات إلى المنطقة، حيث يعتقد السائقون أن المرور سيكون أسرع، مما يؤدي إلى زيادة في الحركة المرورية بشكل يتجاوز سعة الشوارع، حيث يتجمع عدد كبير من المركبات التي تحاول الصعود أو النزول، مما يؤدي إلى اختناقات مرورية، خاصة إذا لم تكن الطرق الجانبية مصممة بإتقان لاستيعاب الحركة.
2. تم بناء أغلب المجسرات بشكل غير مدروس ولم يؤخذ بالحسبان تطوير الشوارع المتصلة بها أو تحسينها، مما يخلق عنق زجاجة عند نقاط الاتصال بين المجسرات والطرق السطحية.
3. لم يتم تصميم بعض المجسرات ضمن رؤية لمنظومة مرورية متكاملة، وهذا ما تسبب بتحويل الزحام من نقطة إلى أخرى بدلاً من حله. حيث نقلت المجسرات الازدحام إلى مناطق جديدة بسبب سوء التخطيط. بالإضافة إلى غياب أو عدم تنظيم عمل إشارات المرور أسفل المجسرات أو عند نقاط الدوران القريبة، مما يؤدي إلى ازدحام كبير أسفل المجسر أو عند المخارج.
4. أن الاعتماد على المجسرات دون توفير حلول بديلة، مثل وسائل النقل العام الفعال (القطارات والحافلات)، يؤدي إلى استمرار تزايد عدد المركبات على الطرق، وبالتالي زيادة الازدحام.
5. إغراق العاصمة بغداد المكتظة سكانيًا بالمجمعات السكنية والجامعات الأهلية والمدارس الخاصة، إلى جانب افتتاح العديد من المولات والأسواق والمطاعم قرب الشوارع الرئيسية دون تخطيط عمراني مسبق. بالإضافة إلى ذلك، لم تُعالج مشكلة تركز الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية داخل العاصمة.
6. توجد ثقافة عامة غير حضارية وغير قانونية، ولا تخضع للمحاسبة من قبل الجهات الرسمية، تتمثل في تجاوز أصحاب المحلات والبسطيات على الأرصفة، مما يجبر المشاة على النزول إلى الشوارع. حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الازدحام المروري، ويعرض حياة الناس وسلامتهم للخطر.
7. أخيرًا، تكمن المشكلة الأساسية في وجود أكثر من ستة ملايين مركبة في شوارع بغداد، رغم أن طاقتها الاستيعابية لا تتجاوز 300 ألف مركبة. ومن دون معالجة أصل هذه المشكلة، فإن جميع الحلول الأخرى ستكون مجرد ترقيعات وقتية غير فعالة.
#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟