أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (1)















المزيد.....


الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (1)


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 8242 - 2025 / 2 / 3 - 18:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في القسم الأول من هذا الكتاب كُنا نتساءل أين ورد مسمى " مقاطعة مُصري" في مدونات تاريخية أخرى، ‏غير تلك الواردة في مراسلات تل العمارنة، وكيف يمكننا تحديد الإسقاط الجغرافي لإقليم "مصر" داخل جزيرة ‏العرب أو "مصرايم " في العهد القديم. فبكل تأكيد إذا كانت هناك مقاطعة اسمها "مُصري " وسط هذه الممالك ‏والعشائر المنتشرة في أركان الجزيرة العربية، فحتماً سيبقى لها أي أثر يدل على ملامحها وموقعها.. فهل ورد في ‏الشام أم في الجزيرة العربية؟ وإذا ورد اسم مقاطعة مُصري قديماً في الشام فهذا معناه أن أورشليم ويهوذا ‏بجوارها، وإذا ورد في جزيرة العرب فمعناه أن أورشليم ويهوذا بجوارها، لأن هذه المجموعة من الممالك ‏العشائرية كانت تكون تحالفات عصبية ضد بعضها البعض، وليس من المنطق القول بأن أورشليم كانت في ‏فلسطين الحالية، بينما باقي المقاطعات كانت في جنوب اليمن مثل سبأ ومعن ومصرن، بل إن المنطق يقتضي أن ‏تكون كل هذه المجموعة في نطاق إقليمي واحد، وهذا ما سنثبته خلال السطور التالية. ‏

والحقائق آنفة الذكر في رسائل تل العمارنة لم تكن الإثبات الوحيد على وجود إقليم في جزيرة العرب باسم ‏مُصري تحيط به مجموعة من المقاطعات الجبلية المتماثلة، فعلى سبيل المثال الكاتب الإغريقي "أبولودور‎" ‎‎(Appollodorus) ‎‏ كان على علم بهذه المسألة وسجلها في مؤلَفه " المكتبة ‏‎(Bibliotica)‎‏ "، الذي يعتقد بأنه ‏صدر في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد، وفي ذلك المؤلَف الذي يحوي الخرافات والأساطير الإغريقية، أشار ‏الكاتب إلى وجود مملكة باسم "مصر" في جزيرة العرب" ، وهذه الإشارة العابرة لإقليم مصر، تؤكد أنه وجد في ‏ذاكرة العالم القديم وحتى القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد، معلومة أو بقايا معلومة عن مملكة باسم مصر في ‏جزيرة العرب، وهي ذاتها مصر التي نزح إليها قبيلة الفراعنة من عشيرة العماليق كما ورد بمدونات الإخباريين ‏العرب. وللحقيقة فإن المدونات التاريخية بوجهٍ عام لهي أكثر مصداقية بالطبع من مدونات التوراة. ‏
غير أن المؤرخ هيرودوت زار أرض إيجبت وادي النيل وعاش فيها سبع سنوات وتعايش مع أهلها وانغمر ‏بثقافتها، ونطق اسمها "إيجبتوس"، وقد درس المنطقة جيداً ووصف البحر المتوسط والبحر الأحمر واستعمل ‏اسميه بالتبادل (بحر الجنوب – البحر الأحمر) ويذكر هيرودوت فلسطين بقوله: (لكني رأيت بأم العين تلك الصب ‏ما تزال قائمة في ذلك الجزء من سورية المسمى فلسطين) ، وأضاف: (يسكن البلاد الممتدة من أرض الفينيقيين ‏حتى حدود مدينة كاديتس السوريون الذين يسمون "الفلسطينيون"). وفي موضع آخر سجل أن الفينيقيين ‏و"سوريي فلسطين" كانوا وفق روايتهم الذاتية قد قطنوا سواحل البحر الأحمر في البداية ومنها انتقلوا للاستقرار ‏على سواحل البحر في سوريا ، فهم بذلك تعود أصولهم إلى عشيرة الفلشتيم التي ذكرتها التوراة بجزيرة العرب.‏

ليس ذلك فقط، بل إن هيرودوت تحدث في أدق التفاصيل حيث كان الأقباط القدماء يعتقدون أن الختان يزيل ‏النجاسة ويجعل الرجل طاهراً، وكان الرجال الأغراب الوافدين إلى بلادنا وادي النيل وغير مختونين محرم عليهم ‏دخول المعابد الجبتية أو تلقى التعليم ويعاملوا معاملة الأنجاس لحين اختتانهم‎.‎‏ ويرى هيرودت أن الختان عند ‏قدماء الجبتيين كان الدافع إليه دائماً صحياً، وقد رُوي عن هيرودوت أنه سأل الفينيقيين والسوريين عن عادة ‏الختان فقالوا: إنهم أخذوها من الأقباط، وإن الأقباط يمارسون الختان حفظاً على النظافة، ولو كان اسم " مصر" ‏متداولاً في هذا الزمان للدلالة على بلادنا وادي النيل لذكره صراحة. لكنه لا يشير بتاتا في كتابه إلى وجود مدينة ‏في فلسطين تدعى أورشليم، ولا إلى أحداث السبي البابلي، ولا إلى مملكة كانت تدعى إسرائيل أو يهوذا رغم قربه ‏من الأحداث لو كانت في فلسطين، بينما مر على سواحل البحر الأحمر وذكر إمارة "مُصري " غرب جزيرة ‏العرب. وهذه الإمارة عرفها البابليون في أواخر القرن السادس ق.م باسم "مصرو" و"مُصر" وعرفها الفرس ‏باسم " مصرايا " و"مدرايا " و" مدراتو " وعرفها المعينيون اليمنيون باسم "مصر" و"مصرن" والآراميون ‏باسم "مصرين". وأما الإسرائيليون فعرفوها باسم "مصرايم".‏

وهـو أيضـاً مـا يذهب إليه جيمس هنري حيث يعـزى ‏‎(Musri)‎‏ المـذكورة في الآثـار الآشـورية ورسائل تل ‏العمارنة إلى بـلاد غـير معروفـة بعـد تقـع في شمـال بـلاد العـرب ويشـبه اسمهـا اسـم مصـر وهـو الاسـم ‏المتعارف عليه اليوم لبلاد وادي النيل حسب قول هنري. بل إن هناك من تجاوز الجزم بانتفاء علاقة الأثـر ‏المـذكور في رسائل تل العمارنة مـن أمثـال ‏Winckler ,Hommel, Cheyne‏ وخلصوا بعد دراسة كل الخيوط ‏المتعلقة بهذا الأثر المهم إلى وجوب نقل جغرافيا التوراة من بلاد القبط إلى شمال الجزيرة العربية، وذلك بعـد أن ‏تـبين لهـم أن ذاك هـو السـبيل الوحيـد لرفـع التناقضـات المتراكمـة بـين روايـات التوراة وأسماء القرى الواردة ‏فيها وبين شهادة الآثار الميدانية. ولكن لا حياة لمـن تنـادي بعــد أن غــرق العــالم بثقافة يهودية .‏

وبرأينا أن "مُصر" أرض تقع في جنوب غرب الجزيرة العربية. وللبرهان على ذلك علينا أولاً استشارة ‏التوراة وما قاله المؤرخون القدامى وإعادة قراءة النقوش الأثرية التي ورد فيها اسم "مصر" قراءة موضوعية. ‏تقول التوراة واصفة تنقلات إبراهيم(ع): "وانتقل إبراهيم من هنالك إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وشور" ، ‏وتكرر التوراة الإشارة إلى الموضع (شور) عدة مرات، كموضع أو منطقة شهيرة في تلك البلاد الجنوبية التي ‏ارتحل إليها إبراهيم. وتحدد التوراة في موضع آخر مكان بلاد (شور) قائلة: "شور التي أمام مصر(سفر التكوين ‏‏(25: 18)، وقد افترض مؤخرا الأشاوس على الفور أن المقصود من (شور) هو بلاد أشور الرافدين، بينما بلاد ‏آشور لا تقع في الجنوب ولا تقع أمام مصر وادي النيل ولا خلفها، بل إن بينهما مسافة تتجاوز 3000 كلم وما ‏بينهما دول كاملة هي بلاد الشام (الأردن وفلسطين وسوريا). والتوراة تقول أن شور هي من بلاد الجنوب التي ‏ارتحل إليها إبراهيم، أي جنوب بلاد الشام حسب التصور الصهيوني، فأين موضع شور هذه التي أمام مصر؟ إن ‏تحديد موضع شور هذه، سوف يؤكد أن هناك مقاطعة في شبه الجزيرة العربية وتحديداً قرب حدود اليمن مع ‏السعودية أطلق عليها اسم مصر.. ‏

ويقول د. أحمد داود: إن جميع أسماء المواضع المقترنة بهؤلاء إنما هي أسماء لأشخاص أو أسر رعوية ‏صغيرة أو لمضارب خيام وهنا وهناك، ولا بد من تنبيه القارئ إلى عدم الخلط بين أسماء هذه العشائر البدوية ‏التوراتية، كأمثلة على ذلك نقول إن "آشور" الواردة في التوراة هو آشور بن ددان بن يقشان بن إبراهيم من ‏زوجته قطورة، وأن "آشوريم " هم هذه العشيرة وليس المقصود بها الآشوريين سادة الدولة السورية في العاصمة ‏آشور على الدجلة وأن "شبأ " كما رأينا هو شبأ بن يقشان بن إبراهيم من زوجته قطورة، وليس المقصود بها دولة ‏‏"سبأ في اليمن، وبالمناسبة أيضاً نقول إن بلقيس هي زعيمة (ملكة " هذه العشيرة، وليس في تاريخ اليمن كله ولا ‏في سجلات ملوكها أي (ملكة) دعيت بهذا الاسم وقد نبه إلى هذه الحقيقة كل من موسيل ووينكلر والدكتور جواد ‏علي وغيرهم . يقول وينكلر " أما آشوريم فإنهم عشيرة عربية من قبائل قطورة بإجماع علماء التوراة، ولا صلة ‏لهم بـ" آشور" أي الآشوريين، وقد ورد في الترجوم أن آشوريم مضرب لخيام آشور... وقد ورد اسم آشور في ‏نصوص معينة مقرناً باسم موضع "عبر نهرن" وتقع هذه المنطقة في طور سينا إلى بئر السبع وحبرون وتحاذي ‏‏"مصري" في جزيرة العرب .‏
وهذا ما يعني أن اليهود هم من نجحوا في إطلاق مسمى آشور وبلاد ما بين النهرين وبلاد الرافدين كاسم ‏للإمبراطورية العراقية شمالاً، كما نجحوا في إطلاق اسم مصر على إمبراطورية وادي النيل جنوباً، ونجحوا في ‏إطلاق اسم كوش على شعوب السودان وإفريقيا، وعبر النهر صارت هي بلاد نهر الأردن ليصبح اليهود هم ‏الإمبراطورية البينية وليس عشيرة رعوية جبلية تتنقل حاملة خيامها بين الجبال والوهاد. ‏

وبالتأكيد تركت هذه المملكة المصرية البائدة آثار متناثرة في زوايا التاريخ العربي الروائي الشفوي، ولذلك ‏نجد في كل ركن معلومة متناثرة غير واضحة المعالم، لكن هناك آثار جغرافية أخرى متناثرة، فما زالت الكثير ‏من القرى والجبال والتخوم تحمل أسماء وألقاب نبتت في تاريخ هذه المملكة البائدة . فيقول د. كمال إن هناك ما لا ‏يقل عن 28 قرية تحمل اسم فرعه في غرب شبه الجزيرة، وقرية آل فراعة في منطقة بلسمر، وهناك قريتان ‏تسميان الفرعة بالقرب من أبها حيث توجد قرية المِصرمة و"بيت فرعه " ومعروف أن القرآن نطق الاسم باللسان ‏العربي "فرعون" بينما اللسان العبري "فرعه " وهو ذاته الاسم الذي ما زال متداولاً محلياً بين السكان أنفسهم ‏بعدما تحولوا من العبرية والآرامية إلى العربية ، فالجغرافيا لم تتغير خلال حقبة الثلاثة آلاف سنة الماضية، ‏والأسماء هي الأسماء، الجبال هي الجبال والقرى والمدن تظل بأسمائها وإن تحرف بعضها مع الاستعمال الشعبي ‏لكنه يبقى محتفظاً بأصل القالب الصوتي، ولا يختلف كثيراً بين اللغة العربية والعبرية، فما تقوله التوراة يمكن ‏فهمه بالعربية لأنهما في الأصل لهجتان مشتقتان من اللغة (الآرامية) فالأسماء في اللّغتين نفس الإيقاع الصوتي أو ‏نفس الفونيميا، كما نلمس ذلك في أسماء الأنبياء: أبراهام/‏ إبراهيم، جوزيف/‏ يوسف، موسّا/‏ موسى..إلخ.‏

ولو فتحنا التوراة .. لوجدنا أن اسم جبل عسير مذكور بها أكثر من 200 مرة .. تحت اسم "سعير" وسعير ‏هو عسير بعد تطبيق خاصية ‏الانقلاب والتبادل الوارد في اللغات الشرقية.. مثل كلمة زواج .. وجواز ..وأن لأهل ‏بني إسرائيل قصص ومغامرات وحروب عديدة جميعها في جبل عسير أو سعير .. ‏والسبب الحقيقي لكراهية بني ‏إسرائيل لهذا الجبل .. أن الله لعن هذا الجبل على لسان النبي دانيال وحرم عليهم أن يدخلوه .. ومن المعروف أن ‏النبي ‏دانيال هو نبي بني إسرائيل أثناء فترة الأسر البابلي، وهو الذي قاد بني إسرائيل من بابل إلي فلسطين اليوم ‏‏.. وليس لفلسطين الجنوب وإلي موقع ‏هيكل سليمان الأول في جبل سعير‎ ..‎‏ يمكننا الحصول على معلومات أكثر ‏عن عسير حيث أنها منطقة خضراء أكثر خصوبة وخضرة من إيجيبت وهي من أفضل مناطق زراعة العنب وهو ‏من أشهر منتجاتها الزراعية .. ونعلم جميعا كيف أن العنب والغلال كان لهما دورا في قصة سيدنا يوسف بأرض ‏مصر . كما أن بها غابات يعيش بها قرود وغزلان بسبب الوفرة المائية بها .. ومنها حصل سيدنا موسي على ‏الأخشاب الثقيلة لبناء معبده ومنها أيضا حصل سليمان على أخشاب الأرز لبناء هيكله .. ولازال العرب البدو ‏يستخدمون هذا اللقب .‏

ولو بحثنا في كامل أسماء العرب وعائلاتهم وقبائلهم القديمة سنجد أسماء عائلات عربية شهيرة مثل عائلة ‏القحطاني أو غيرها من العائلات القديمة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 3000 عام، وأخصها عائلة تحمل اسم ‏‏" فرعون ".. لم نجده أبدا في إيجبت ولا في أي دولة عربية من المحيط إلي الخليج باستثناء مكان صغير جداً في ‏منطقة عسير، ولازالت تلك العائلة تعتبر من أقدم العائلات بتلك المنطقة وتحديداً في منطقة" أبها- الباحة - نجران ‏‏- جيزان " واذهب لخميش مشيط .. ستجد هذا الاسم "فرعون- غسان نجيب فرعون .. ثم أذهب للبلدة المجاورة ‏اسمها بلجرشي بها الكثير من العائلات باسم فرعون، وهناك قطوف المصري، وقطوف تعني عنب؛ أي قرية ‏العنب المصري .. ما علاقة هذا الاسم بكميت وادي النيل القديمة .. وعنب قصة سيدنا يوسف والجنات المعروشة ‏التي كان يعيش فيها فرعون مصر .. لماذا أستخدم الله كلمة يعرشون وصفاً للحدائق التي كان يعيش فيها فرعون ‏مصر. بل إن السبب أن العنب كان من أشهر منتجات ذلك البلد، لأن أرض وادي النيل كانت مشهورة بالعمارة ‏والمعابد والأهرامات، فلو كان الأمر هنا وأراد الله أن يجعلها عبرة لهدم الأهرام كي تكون عبرة فعلية لجميع ‏الشعوب. ‏

وفي قول الله تعالى يقول: وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ‏وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا‎ ‎وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ‏‏�) الأعراف.‏
في تفسير الطبري: قال جل ثناؤه: ﴿وأورثنا )؛ لأنه أورث ذلك بني إسرائيل بمهلك من كان فيها من ‏العمالقة". وهذا معناه أن فرعون وقومه كانوا من العماليق أولاد عمومة بني إسرائيل. ويقول: وأما قوله: ودمرنا ‏ما كان يصنع فرعون وقومه‎ ‎؛ فإنه يقول: وأهلكنا ما كان فرعون وقومه يصنعونه من العِمارات ‏والمزارع"...وقوله ﴿ وما كانوا يعرشون‏‎(‎، يقول: وما كانوا يبنون من الأبنية والقصور، وأخرجناهم من ذلك كله ‏وخرَّبنا جميع ذلك‎.‎‏ وعن مجاهد(في تفسير الطبري) يعرشون أي يبنون البيوت والمساكن ما بلغت، وكان عنبهم ‏غير معرَّش. ((فما علاقة وادي النيل بالعنب ؟ أو كيف عرف مجاهد أن العنب لم يكن معرش؟ إلا إذا كان على ‏علم مسبق بهؤلاء القوم الذين وصفهم ابن كثير بأنهم من العماليق، وكانوا يعيشون بالقرب منه في شبه جزيرة ‏العرب ))!. ‏

وفي تفسير القرطبي قال: والظاهر أنهم ورثوا أرض القبط " أي مجرد تخمين لا يعتمد على أي إشارة أو ‏قرينة. ومن الواضح أن الله دمر هذه المملكة دماراً شاملاً، فهل حدث مثل هذا الدمار في أرض النيل؟ وهل تمكن ‏بني إسرائيل من أرض وادي النيل بعد غرق فرعون وجنوده؟ فالله يقول أنه أورثهم ومكن لهم في الأرض التي ‏هي مسرح الأحداث، فهل استقر بني إسرائيل في وادي النيل إيجبت أو تمكنوا منها بالغلبة على أهلها وشعبها ؟ ‏وهل يقول الله على العمارة والقصور والأهرام (دمرنا ما كانوا يعرشون؟ برغم أنها جميعها ما زالت باقية بتسلسل ‏تواريخها بدقة ودون حتى فاصل زمني يكون قد حدث فيه خراب ! ثم أن القصور والأهرام والمعابد لا يسري ‏معها استخدام كلمة يعرشون لأنها بناء بالأحجار والجرانيت وليست عرائش عنب أو أسقف خشبية، بل إن الأهرام ‏أصلاً بلا سقف، فهي بناء قائم على نظرية هندسية لا تحتاج سقف، ويتبين ذلك بالوقوف على كلمة يعرشون ذاتها ‏لا تتسق مع بناء الأهرامات لأن الأصل فيها ليس التعريش وإنما هندسة التقعيد والصعود المائل حتى يتلاشى حيز ‏السقف، أما كلمة تعريش فلا تتسق مع العمارة المنتشرة في أرض إيجبت وادي النيل بأي حال، وعلى الجانب ‏الآخر يؤكد الدكتور أحمد القشاش أن منطقة عسير كانوا على مدار تاريخهم يسكنون بيوت معروشة بالقش ‏والحطب وروث البهائم مع الطين وبلا أبواب خشبية، بل يجعلون لها فتحات قصيرة يضعون عليها ستائر قصيرة ‏‏.. ثم أن الله تعالى يقول: فرعون ذي الأوتاد، فكيف فسر المفسرون كلمة الأوتاد بأنها الأهرام، وهل أن الأهرام تم ‏بناءها في عصر بني إسرائيل؟ فالهرم الأكبر يسبق ذلك بألف عام، فكيف ألحقه الله بحاكم جاء بعد ألف عام؟ غير ‏أن كلمة الأوتاد في القرآن تعني الجبال وليس الأهرام، يقول تعالى ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً򞑳/النبأ. وعسير بطبيعتها ‏منطقة جبلية.‏
يُتبع ...‏‎

‏( قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ (‎
‏ (رابط الكتاب على أرشيف الانترنت ):‏‎
https://archive.org/details/1-._20230602
https://archive.org/details/2-._20230604
https://archive.org/details/3-._20230605

‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA

‏#ثورة‏‎_‎التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (12)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (11)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (10)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (9)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (8)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (7)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (6)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (5)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (4)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (3)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (2)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (5)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (4)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (3)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (2)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (1)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (6)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (5)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (4)‏


المزيد.....




- الرسوم الجمركية.. ترامب يعلن تطورًا جديدًا بعد اتصال مع رئيس ...
- الشرع يتحدث لـ-تلفزيون سوريا- عن معركة إسقاط النظام: خطط لها ...
- ترامب يفرض رسوماً جمركية إضافية.. فمن الدول المتأثرة وكيف رد ...
- أحمد الشرع يبدأ أولى زياراته الخارجية إلى السعودية ويؤدي منا ...
- تبون يتحدث عن شرطه الوحيد للتطبيع مع إسرائيل، ما هو؟
- نور عريضة تتحدث لترندينغ عن حملتها مع هيفاء وهبي ضد التحرش ا ...
- -مخاطرة بأمننا-.. شولتس يهاجم المحافظين بسبب تشديد الهجرة
- حكومة غزة: الاحتلال الإسرائيلي يماطل في تنفيذ البروتوكول الإ ...
- رئيس الوزراء الكرواتي يعلق على فكرة ترامب حول فرض رسوم على ا ...
- على خلفية تصريحات ترامب.. غرينلاند تخطط لتشديد قيود التبرعات ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (1)