أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - هل يأخذ عبدي بكلام البارزاني؟















المزيد.....


هل يأخذ عبدي بكلام البارزاني؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8242 - 2025 / 2 / 3 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"من حق العاقِل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله
عقولَ الحكماء، فالرأي الفذُّ ربما زلَّ، والعقلُ الفردُ ربما ضلَّ".

بعيداً عن الحديث عما تم التطرق إليه مؤخراً في الاجتماعات الثنائية بين المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فمَن يُمعن النظر في المشهد السوري عسكرياً لن يغيب عنه الدور الفاعل لتركيا التي تدعم منذ سنوات مجموعة من الكتائب السورية المخصصة لمحاربة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) سابقاً ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) فيما بعد، وحتى إن لم تتدخل قواتها بشكلٍ مباشر، فهي على الأقل تساند تلك الكتائب بالقصف المدفعي أو الطيران الحربي والمسيرات، بل وهي جاهزة على الدوام إذا ما رأت أيَّ تراخٍ في الموقف الدولي للدخول بجيشها إلى المعركة ضد مسلحي (PYD) أو قوات (قسد)، وهي ما تزال مستمرة في نهجها إلى يومنا هذا، ومهيأة على الدوام لاقتناص أيّ فرصة تنال عبرها من تلك القوات، إن لم تجد قوات (قسد) أو قائدها العام مظلوم عبدي طريقة فعّالة لانتزاع الذريعة التي تتحجج بها تركيا؛ أي تواجد كوادر من حزب العمال الكوردستاني (PKK) بين صفوف قوات (قسد)؛ وهنا لا نقول إنَّ تركيا محقة أو لا، إنما ذلك الحزب هو الذريعة الدائمة لديها، إلى جانب أنها الدولة التي لها اليد الطولى في سوريا، ولها علاقات إقليمية ودولية واسعة، كما أنَّ معظم دول المنطقة وكذلك الأمر الدول الإقليمية بحاجتها بناءً على المصلحة المتبادلة وليس بناءً على حق تركيا في التدخل، إذ أن تلك الدول عادةً لا تعارضها، وعلى الأغلب تغض أبصارها في ما تعمل عليه أنقرة على الحدود أو داخل سوريا، وهذه الجزئية يعرفها القاصي والداني، ولكن من أجل نزع فتيل الحرب في الفصل الأخير من عمر الثورة السورية، جاءت مبادرة مسعود بارزاني ليس حباً بتركيا، ولا كرهاً بحزب العمال الكوردستاني، إنما خشيةً من تكرار سيناريوهات عفرين ورأس العين وتل أبيض، وبالتالي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال لعب دور الوساطة بين تركيا وقسد التي تتعرض المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى هجماتٍ عسكرية متكررة.

وحيال مبادرة البارزاني، فلنفترض جدلاً أنَّ حال مظلوم عبدي هو حال بطل الفيلم الهندي (بي كي) أو بالإنجليزية (PK)، ذلك الرجل الذي قدِم من جهة الفضاء وتقطعت به السبل على الأرض، وكما هو حال (بي كي) الذي لا يعرف شيئاً عن أهل الأرض وعاداتهم وثقافاتهم ومواقفهم والمحطات الرئيسية لهم، ولنفترض أن مظلوم عبدي هو الآخر لا يعرف شيئاً عن شخصية البارزاني ومواقفه، ولا عِلم له بمسار الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ التأسيس إلى الآن، ولا شك في أن المعني بهذه القضية، أي (عبدي)، تهمهُ المبادرة، لذا، مطلوب منه التعرف ولو خطفاً على أهم المحطات الخاصة بالذي يود القيام بدور الوساطة بينه وبين مَن يُعاديه، وبما أن طبول الحرب تُقرع على تخوم سد تشرين ولا وقت لديه للغرق في بطون الكتب لمعرفة كل شيء عن البارزاني للاطلاع على تجربته، وبما أننا معنيون بسلامة المدنيين وقلقون عليهم من تداعيات الصراع التناحري هناك، فبودنا تذكير السيد (عبدي) بموقفين صغيرين فقط للحزب الديمقراطي الكردستاني وزعيميه، علَّه يستفيد من تجربتهم التاريخية، وبناءً عليه يُجنب مناطق نفوذه الموت والخراب والدمار.

فالموقف الأوَّل للحزب الديمقراطي الكوردستاني هو أن الزعيم الكوردي الراحل ملا مصطفى البارزاني، أي والد مسعود بارزاني، بعد أن توجه إلى إيران ليكون إلى جانب قاضي محمد وهو يُعلن عن تأسيس الدولة الكوردية ذات الحكم الذاتي في ميدان (جار جرا) بمدينة مهاباد في 22 كانون الثاني (يناير) 1946، لم يفرض البارزاني نفسه على كورد إيران، ولا طالبهم بالمناصب السيادية، ولا استحوذ على المقدرات المالية للجمهورية، ولا وضعَ يده على مراكز القرار، ولا غدا وجوده الداعم عبئاً على أهل المكان، إنما قدَّم كل ما استطاع تقديمهُ، وفي اللحظة التي قرَّر فيها قاضي محمد الاستسلام مع كوكبة من قيادة الجمهورية لكي لا يطال الدمار المدينة كلها، ولكي لا يتسببوا بارتكاب المجازر بحق المدنيين، لم يعارض البارزاني رغبة قاضي محمد، ولا ورَّطه في الحرب بدعوى أنه سيدافع عنه حتى آخر بيشمركة لديه، إنما التزم بكل ما اتفقت عليه قيادة الجمهورية الفتية، وارتأى الاِنسحاب من المنطقة والتوجه نحو الاتحاد السوفييتي من أجل الحفاظ على أرواح الجماهير الكوردية عقب انهيار الجمهورية الفتية وإعدام قادتها بفعل توافق المصالح بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية آنذاك، أي بريطانيا، فرنسا، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية؛ وعلى (عبدي) إذن إفهام الكوادر القادمين من خلف الحدود بأن الشعب هو الأهم، وبالتالي الاقتداء بتجربة البارزاني قولاً وسلوكاً، إذا ما كانوا معنيين حقاً بمصير المنطقة وسلامة أهلها وكرامة ناسها.

والموقف الثاني هو أنه قبيل هجوم أنصار الحشد الشعبي الموالي لإيران في 2022 على مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد، لإضرام النار بالمقر وتدمير محتوياته، كانت مجموعة كبيرة من كورد بغداد قد أبدت استعدادها وجاهزيتها للقيام بتحويط المكتب بأجسادهم، وتشكيل طوق أمني بشري لمنع أنصار الحشد الشعبي من حرقه، إلاَّ أن قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني رفضت استخدامهم كدروع بشرية كرمى الحجارة، وقال البارزاني إن حياة هؤلاء أبدى من ذلك المقر، إذ بإمكانهم بناء مقر آخر عوضاً عنه أو حتى أكبر منه، أما الضحايا فما الذي سيُعيدهم أو يُعوض أهاليهم؟ لذلك لم يسمح لهم حينئذٍ بأن يكونوا قرابين مكتبَ الحزبِ، لأن الإنسان لديه أهم من البنيان، وهذه السردية ينبغي أن يحشرها مظلوم عبدي في أقحاف كل الذين يأخذون المدنيين إلى سد تشرين ومواقع الاشتباكات وخطوط النار ليجعلوا منهم دروعاً بشرية من أجل البروباغندا (Propaganda) التنظيمية!

على كل حال، فالمواقف المماثلة للحزب الديمقراطي وقادته كثيرة ولا تُحصر في مقالة خاطفة، ولكننا نكتفي بهذين الموقفين فقط عسى ولعل قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي يُمعن فيهما النظر، ويستفيد منهما في المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة، فيقارن بين تصرفات كوادر إدارته مع الأهالي من المدنيين في سد تشرين وتصرفات قيادة الإقليم مع المدنيين الكورد في بغداد، وكذلك الأمر ليقارن بين ما يفعله الكوادر القادمون من خلف الحدود ممن صاروا الذريعة الدائمة التي تهدِّد مصير أبناء المنطقة من قِبل دولة جارة تحاول بشتى السبل استغلال تلك الذريعة لإنهاك المجموع بدعوى محاربة تلك الفئة، وبين كل ما قدَّمه البارزانيون لجمهورية مهاباد بدون أيَّ مقابل، وكيف كان تصرفهم في الفصل الأخير من عمر الجمهورية المغدورة حفاظاً على حياة وكرامة مَن تبقى من المدنيين!



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفنة من كشكول المجريات
- عفرين لدى الإدارة الجديدة
- أيكون الشرع مانديلا سوريا؟
- الإرهاب المحبَّب والمكروه
- ما تبقى من سورية
- حذاقة الهيئة واستهتار الحُماة
- لو كان الداعي صادقاً
- في مديح العدو
- تفعيل ما تبقى من الطائف
- حياة الأوادم في الشمال
- التوافق على النكوص
- لأجل هذا خرجنا
- الامتثال لأوامر المعتدي
- مسارُ القطعانِ في السماء
- فعاليتكَ تُغيظ المتكلسين
- صفاقة المجلوب
- كونوا رحماء كالسيّاف
- الاستعراض الإيراني الناجح
- زاهدي وعملية زوال إسرائيل
- طهران من الفعل إلى المحاكاة


المزيد.....




- الرسوم الجمركية.. ترامب يعلن تطورًا جديدًا بعد اتصال مع رئيس ...
- الشرع يتحدث لـ-تلفزيون سوريا- عن معركة إسقاط النظام: خطط لها ...
- ترامب يفرض رسوماً جمركية إضافية.. فمن الدول المتأثرة وكيف رد ...
- أحمد الشرع يبدأ أولى زياراته الخارجية إلى السعودية ويؤدي منا ...
- تبون يتحدث عن شرطه الوحيد للتطبيع مع إسرائيل، ما هو؟
- نور عريضة تتحدث لترندينغ عن حملتها مع هيفاء وهبي ضد التحرش ا ...
- -مخاطرة بأمننا-.. شولتس يهاجم المحافظين بسبب تشديد الهجرة
- حكومة غزة: الاحتلال الإسرائيلي يماطل في تنفيذ البروتوكول الإ ...
- رئيس الوزراء الكرواتي يعلق على فكرة ترامب حول فرض رسوم على ا ...
- على خلفية تصريحات ترامب.. غرينلاند تخطط لتشديد قيود التبرعات ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - هل يأخذ عبدي بكلام البارزاني؟