شهربان معدي
الحوار المتمدن-العدد: 8242 - 2025 / 2 / 3 - 01:37
المحور:
الادب والفن
*عتبات منسيّة..
بقلم شهربان معدّي
قمرٌ مكسور
على عتبة بيتنا
تنوح يمامة..
يا لعزفها الحزين
أغنية المطر
أحواض النّعناع ذابلة
ساعة الشّمس
تلعب الغُميضة
والدي لم يعد ذلك المساء
على عتبة الباب
قلادة القرنفل المجفّفة
تحمل رائحة أُمّي..
مداسك الملطّخ بالوحل
على عتبة البيت
ما زال ينتظرك أبي..
كانت الطّريق لبيتنا
كرنفال زهور
أين دعسات اخوتي؟
على العتبات المهجورة
تتجوّل قوافل النمل
سلّة المهملات لم يعد لها أثرا..
سنوات عجاف
سهم الحظّ
لم يتجاوز عتبة النّازحين..
لو يعود بي الوقت؟
لقبّلت عتبة دارنا
تشتاقها ريحانة الرّوح
على عتبة بيتنا الحجريّة
كتبت لَكَ..
أول قصيدة
أول سن حليب سقطت
خبّئتها هناك..
تحت العتبة..
على عتبة بيتنا العتيقة
كشريط سينمائي
تمرّ كلّ ذكرياتي
بيوت مهجورة
عتبات تنوح
أين اختفى كلّ الصّغار؟
ظلال رماديّة
لا يؤنس العتبات
سوى قطط شريدة..
أه كم أشتاقك
يا عتبة دارنا..
كيف لي أن أفارقك؟
ثمّة أحد يسأل عن الغيّاب..
سوى حبل غسيل..
وعتبة مهجورة..
أين ذهب بائع الكعكبان؟
على العتبة الصغيرة
ما زال ينتظره الصّغار..
*ما زالت تنبش في صدري
تهليلة جدّتي الحزينة:
"يا بيتنا بالشوك سدّوه
وإن طالت الغيبات هِدّوه"
#شهربان_معدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟