صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8241 - 2025 / 2 / 2 - 23:34
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
ليس جديدا، ولا مدهشا، ولا مقلقا، ولا مخيفا، ولا معيبا؛ فكل شيء في هذا البلد تحول الى خراب، خصوصا هذه المدينة البائسة بغداد، حولتها قوى الإسلام السياسي الى مدينة لا يمكن العيش بها، بيئتها ملوثة تماما، والنفايات علامتها المميزة، صارت تتربع على عرش أسوأ المدن من حيث المعيشة؛ المضحك في الامر ان بغداد هذه اختيرت عاصمة للسياحة لهذا العام 2025، وهذه هي النكتة التي لابد من معرفة كيف تم اختيارها؟
في عام 1948 أصدر الدكتور موسيس ديرهاكوبيان كتابه "حالة العراق الصحية في نصف قرن"، وهو أحد اهم المؤلفات التي ارشفت للواقع الصحي في العراق، بحث الدكتور موسيس وخلال 20 فصلا كل شيء يخص الواقع الصحي، لم ينسى شيئا، من أثر البيئة الى تطور التعليم وأثره على المستوى الصحي الى غذاء الناس وعلاقته بالمستوى الصحي الى تأثير السياسة الصحية على سير الامراض؛ لقد بحثها بشكل دقيق، مصحوبا بالجداول والبيانات.
وفقا لإحصائيات فأن هناك ألف مستشفى في العراق، وهذا العدد غير كاف تماما مع النسب السكانية المرتفعة، فعدد السكان تجاوز الأربعين مليون نسمة، وغير مناسب مع الامراض والاوبئة الجديدة؛ وبمقارنة بسيطة نأخذها من الدكتور موسيس، فهو يذكر انه في العام 1968 بلغ عدد المستشفيات 149 مستشفى، وفي سنة 1976 بلغ العدد 194، أي بزيادة بلغت خمسة مستشفيات في كل سنة؛ اما في الوقت الحالي، فأن السوداني افتتح مستشفى واحدة في بغداد، وقد هلل وطبل لها الكثيرين لهذا الإنجاز.
احد اهم فصول كتاب الدكتور موسيس فصل الخدمات العامة، وفيه يبحث أثر تصميم الشوارع على المستوى الصحي وتلوث البيئة من جراء المرور والازدحام؛ وكان يتحدث عن الطرق أعوام الخمسينات، ترى ماذا سيقول لو انه عاش في بغداد اليوم؟
ستبقى بغداد في ذيل القوائم بالصحة والتعليم والنظافة والبيئة والأمن والمعيشة، انها مدينة خربة، ويعود الفضل في ذلك الى بلطجية الإسلام السياسي.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟