|
أشلاء الأبطال في غزة وفي جنوب البطولة
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8241 - 2025 / 2 / 2 - 18:02
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يُسجل التاريخ عادة بعد كل مراحل الحروب الطويلة المُستدامة منذ ظهور البشر على هذه الارض الفانية كما ورد في كل الكتب السماوية الثلاثة لا سيما اذا ما عددنا مزاياها لدى الطوائف والشعوب على الاقل التي ابدت غضبها في العقود الاخيرة الماضية بعد ابتداع عملية تطييَّر وتشريد الشعب الفلسطيني و محاولة زرع شعب بديل مهد الطريق لتواجده الوارد في كتاب التوراة وصُوِرَّ للعموم أن الفلسطينيين هُم مَنْ يحتل ارض يهودا والسامرة . فلذلك كان الدعم المادي والمعنوي برز منذ صدور قرار مجلس الامن الدولى الذي يحمل رقم 181 سنة 1947 بمنح إسرائيل كل ما تريده لتشييد كيانها الصهيوني الباطل رغماً عن انف الشعوب العربية والاسلامية المجاورة لدولة فلسطين التي كانت لها كيان منظم و حدود وعملة وطنية وجيش وربما مشروع بناء جامعات وثانويات ومدارس لتأهيل ثقافة العشق ما بين الناس والارض وما بين إبداء الايمان اللامتناهي في تقديم الغالي والنفيس لحماية خلود الارض ومن عليها . هنا يعود بنا الحديث الى متلازمة وحدوية ما بين الشعبين اللبناني والفلسطيني المقاوم !؟. على الاقل منذ اندلاع عملية طوفان الاقصى الي أسهمت في اعلاء سيرة جدية لمعاني المقاومة و أبعاد الالتفاف حول نمط واقعي افرزته ظروف الصراع ضد إسرائيل الغاصبة وتعامل محور الممانعة والمقاومة مع تلك المرحلة الدقيقة التي غيرت وجه التاريخ الماضي والمعاصر ، والى اللحظة تأخذ المنطقة ضبابية غير واضحة المعالم فيما اذا كُنا قدمنا كل ما لدينا من عنفوان بعد الهجمة الاسرائيلية على محور المقاومة خلال الستة عشر شهراً من القتال والمواجهة . والكل يدرى مدى حاجاتنا في ترقب جدي لمًا ينتظرنا بعد تهافت عوامل تقديم المجتمع الدولى كل الخدمات التي تحتاجها إسرائيل و قُدِمت لها على صواني من الماس مدموغة بأختام البيت الابيض والقوى الاطلسية . فيما كانت المقاومة رغم الخسارة الجسيمة التي وصلت الى حدِ ازاحة اعمدتها وقياداتها السياسية والعسكرية خلال الاعتداءات الاسرائيلية في استخدامها الاسلحة الفتاكة والممنوعة والمحرمة دولياً بعد تغاضي القاصي والداني والسكوت عن افعال الجيش الصهيوني الجبان في تجدد ارتكاب المجازر على الارض ضد المدمنين من جهة وشن غارات جوية على مراكز قيادات المقاومة واستهداف رجالاتها على ارض غزة وداخل عواصم عربية في سوريا بعد استهداف قنصليات ايران اكثر من مرة مباشرة حينما اتضح مشروع تكامل حلف المقاومة. كما كان استهداف مكاتب محددة داخل العراق بعد كل رشقة صواريخ مباشرة واصابة اهداف دقيقة موجعة داخل مناطق حيوية حول مفاعل ديمونة التى تعتبر خطوطاً حمراء لما تحتويه من مشاريع قواعد نووية محصنة . كما كانت قوات انصار الله في اليمن تعرضت الى هجمات غير مسبوقة إنتقاماً على ارسال الحوثيون صواريخ باليستية طويلة المدى في فرط صوتها حيثُ كانت صادمة للحكومة الصهيونية المتمثلة بالثالوث الاكثر رغبة في شرب دماء العرب . بينيامين نيتنياهو جزار غزة - واثمار بن غفير ، العنصري الذي يقول دائماً انني لن استريح أبداً ما دام صوت الأذان يُسمع ويلعلع عبر مآذن المسجد الاقصى ، وقرع اجراس الكنائس، فتدميرهُ واجب قومي يهودي صهيوني يحتم علينا تطوير خطط التدمير الآتي قريباً ، وقريبا جداً كما يتصور ، ويعتبر يسرائيل سيموتريتش ، وزير خزينة العدو صاحب مقلب اخر في ترويج عمليات المزايدة حتى على نظراءه في حكومة العدو فيعتبرهم عملاء للأسلام ولحركة حماس والجهاد وحزب الله ، مباشرة عندما يُوافقون على الانصياع الى وقف الحرب ولو لمدة قصيرة ، وهو يعتقد كغيره من اسياد الكيان الصهيونى المتغطرس ان اللغة الوحيدة في التعامل مع محيط دولة الكيان ترك محركات الطائرات المقاتلة تختار خارطة ووجهة الغارات التي تؤدي واجبها دون نقطة دم واحدة من شعب الله المختار . اذا تلك فرضية بسيطة من عقيدة صهاينة العصور القديمة والحالية ، رغم هذا الاعتقاد لديهم ، كان رد ابناء غزة شعاعاً واضحاً في عشق التراب الفلسطيني وان كانت عنواين الابنية المدمرة قد تاهت ما بين الركام والاسمنت الصامت حيثُ رفرفت راية المقاومة والعلم الفلسطيني فوق ما تبقى من حصاد الحصار والدمار الاكثر شراسة الذي غير وجه التاريخ الحالى . وكانت نهاية توقيت الزمن المعقود على جبهة جنوب لبنان منذ الاسبوع الماضي بعدما سارت الجموع دون تنظيم يُذكر او حتى تحديد وقت وزمن لعودة سكان القرى والضيع المتاخمة على طول الشريط الحدودي الممتد منذ نقطة مراقبة بلدة الناقورة الساحلية صعوداً بالقطاع الاوسط حتى ملامسة مرتفعات كفر شوبا وشبعا شرقاً على الكتف الغربي لجبل الشيخ وهضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 . الاهالى يعودون الى ديارهم هنا وهناك وفي مقدمة اولياتهم البحث بعد تقليب الكتل الاسمنتية عن الاجساد الطاهرة لبقايا اشلاء الشهداء الذين ظلوا تحت الركام منذ بداية خطة اسناد حرب غزة التي قال عنها سيد المقاومة الشهيد حسن نصرالله ، ان الدماء واحدة ، والمصير واحد ، والنصر واحد ، وحتى الارتقاء بمستوى تقديم التضحيات واحد .والعودة واحدة . لا بد لنا هنا المرور على فرضيات قادمة كمًا يُروِجُ لها بعد اكثر من بيان اصدره حاكم البيت الابيض الجديد دونالد ترامب عن عملية تهجير الفلسطينيين وتوزيعهم على دول الجوار في الجمهورية العربية المصرية ، وكان قد تحادث مع رئيسها عبد الفتاح السيسي الذي ابدى امتعاضه من تقبل مشروع لانتقال للفلسطينين خوفاً من سحب التغطية والدعم المادي والمالي والمعنوي المُتفق عليه نتيجة اتفاقات كامب ديفيد الشهيرة التي إستمرت منذ عهد السادات الى وقتنا الحاضر "" 1977 - وصاعداً دون تغييَّر يُذكر رغم تبدل احداث الربيع العربي الذي اطاح بالرئيس حسني مبارك والاتيان بالرئيس محمد مرسي الذي تم اغتياله واتهامه في اعادة احياء الاخوان المسلمين - وتم تنصيب السيسي لمتابعة شؤون حماية اتفاق كامب ديفد "" ، وكان الملك الاردني عبدالله ابن الحسين قد شَمْرَ عن سواعده في تصريحات صحافية عن إستبعاد فرضية المؤامرة والتوطين الفلسطيني داخل مملكة الاردن الآيلة الى السقوط اذا ما فعلاً تم اجباره على مراعات فكرة دونالد ترامب الجهنمية التي قد تحظي بقبول معظم الدول العربية والاسلامية الزاحفة بإتجاه التطبيع المُذل والمُشين . مع كل تلك الفرضيات الوهمية التي يُناور الاعلام المنظم الذي يخدم صهاينة العصر والاضاءة على المشاريع المُشار اليها رغم التعقيدات الادارية والتخبط ما بين ما تفرضه ادارة ترامب وما تسعي اليه حكومة العدو الصهيوني الغاشم ، فيتصرفون كما ان الساحة وملاعبها مفتوحة امام ترسيخ خطط إسرائيل وفرض حدود الشرق الاوسط الأجدد . على الجانب الاخر برزت الوحدة الوطنية والشعبية بعد تكامل عودة اهالي غزة حيث تصدرت التصميم على الالتصاق بالارض والعيش داخل الخيام ولكن فوق ركام البيوت المهدمة التي تحتضن اشلاء الشهداء. كما كان اهالي جنوب لبنان بعد التحدى والتصدي المباشر من نقطة صفر كما اثبتته الوقائع التي غيرت صورة سمعة المقاومة انها تلقت ضربة قوية ولن تتمكن من العودة الى الالتزام بمشروع تحرير الارض بعد الهزيمة والانكسار في هيكلها الهرمي وإغتيال الامين العام السيد الشهيد حسن نصرالله . يتوهم الجميع عندما يُصرحون ان المقاومة انتهت وقد يتحول لبنان مجدداً الى تقديم اوراق اعتماد لدى دونالد ترامب و إرضاءه في تسهيل مهمة عودة اتفاق الهدنة المُبطن مع الكيان الصهيونى الغاصب . فمهمة العماد جوزيف عون رئيس الجمهورية ومرشحه للحكومة نواف سلام مجازفة آيلة الى السقوط اذا ما كانت ملاحمها تَرشَّح مسودة اتفاق ايار جديد . حذارى من الهبوط والركوع بلا اعادة نظرة تاريخية لعودة المقاومة مهما كانت الدوافع .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / 2 شباط - فبراير / 2025 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عادوا سيرًا على الأقدام
-
الأرض لِمَنْ رواها من دماء زكية
-
صرامة حازمة
-
مُحاسبة المقاومة من باب التحريض
-
ألجلاد سابقاً يغدو ضحيةً اليوم بعد مهزلة فُرض الرؤساء في لبن
...
-
مهلة غير كافية للإستقواء على تجريد سلاح المقاومة
-
ألرئيس هو الحَّل أم لعبة ألأمم
-
جَلادُنا يتمادى
-
ما ألفارق إذا كُنتَ خادماً في الجيش الأمريكي أو في مواقع لدى
...
-
ليلة القبض على قلب العروبة النابض
-
فقرة صباحية ترامب بلطجي العصر
-
إرتداء ربطة العنق والتخلى عن الجلباب
-
اذا كنت مارونياً فأنت مشروع رئيساً للجمهورية
-
قفزة من فوق سياج المقاومة والممانعة
-
يُراقب من فوق هضبة الجولان بلا منظار
-
غابة بلا أسدُها هل ينفع الزئير لاحقاً
-
مقدمة فضيحة الشرق الاوسط الجديد
-
غضب الصهاينة عالى اللهجة
-
عندما يتكرر المشهد العظيم
-
محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها
المزيد.....
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
-
تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج
...
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
-
برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|