أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -السلام في زمن الماديات: عندما يتحول حلم العالم إلى صفقة تجارية-














المزيد.....


-السلام في زمن الماديات: عندما يتحول حلم العالم إلى صفقة تجارية-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 10:17
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم أصبح فيه المال هو المحرك الرئيسي لكل شيء، ومنظومة القيم الإنسانية تتداعى تحت وطأة التنافس المادي، نجد أنفسنا في معركة غير متكافئة مع مفهوم السلام الذي يبدو وكأنه تحصيل حاصل في عالم يترنح تحت أثقال الجشع. في هذا السياق، لا نجد السلام إلا في أحلامنا، أو على الأقل في إعلانات المكيفات التي تباع في المجمعات التجارية على مدار الساعة. لكن لا داعي لليأس، فالعقل البشري دائما قادر على الإبداع، حتى في أسوأ الظروف. لذا، دعونا نفكر بشكل غير تقليدي، قد يساعدنا ذلك في اقتناص بعض السلام، حتى لو كان مجرد وهم مزين بالابتسامات المزيفة.

فكروا في المسابقة العالمية التي قد تغير كل شيء: "أفضل دكتاتور في العالم"! أظن أن هذه الفكرة قد تجذب جميع الحكام الذين يشعرون بالإحباط من تراجع شعبيتهم بسبب نقص الحروب أو الأزمات. لنقم بتخصيص جائزة سنوية تمنح لأفضل دكتاتور، والشرط الوحيد هو أن يكون قد ابتكر أكبر عدد من القوانين الغريبة التي تضمن أفضل عيش للمواطنين... في عالمه الخاص. كأن يفرض قوانين تلزم الجميع بالسلام، بينما هو نفسه يوقع عقود الأسلحة في نفس الوقت. الفائز بالجائزة سيكون له تمثال ذهبي على شكل دبابة، في إشارة ساخرة إلى مدى تداخل السلام والحرب في عالمنا المعاصر.

لكن دعونا نعطي الماديات نصيبها في عالم السلام. إذا كانت الأموال هي القوة التي تحرك الجميع، فلماذا لا نحولها إلى أداة لتحقيق السلام؟ فكرة "السلام مقابل المال" قد تبدو غريبة، لكنها قد تكون الحل المثالي. لماذا لا ننشئ منصة إلكترونية لبيع "أيام السلام"؟ تقوم الدول بشراء هذه الأيام، وكلما كانت الأزمة أكبر، كلما ارتفعت الأسعار. يمكن أن نطلق عروضا مغرية مثل "اشتر يومين من السلام واحصل على الثالث مجانا!" بالطبع، ستكون هناك بعض الدول التي ستتمسك بمبدأ "شراء السلام بالجملة" لأن ذلك سيوفر عليهم تكاليف الحروب المستقبلية.

أما إذا كانت الاجتماعات العالمية المرهقة هي السبب في عدم إتمام أي اتفاقيات حقيقية، فقد يكون الحل في "مؤتمر السلام العالمي على الإنترنت". تخيلوا حكام العالم يجلسون في منازلهم، مرتدين ملابس النوم، يتناولون فنجانا من القهوة ويتجادلون حول كيفية تحقيق السلام بينما تظهر كاميراتهم خلفهم غرف الأطفال المليئة بالفوضى. ستكون هذه الصورة، بلا شك، تذكيرا ساخرا لنا بأن الوصول إلى السلام يتطلب أكثر من مجرد كلمات جوفاء تطلق من هنا وهناك.

وماذا عن السلام في "علبة"؟ في زمن تسويق كل شيء، لماذا لا نبيع السلام مثل أي منتج آخر؟ يمكنك شراء علبة تحتوي على "سلام جاهز للاستخدام"، الذي يتكون من مزيج من الكلمات الطيبة، الابتسامات، وبعض الشوكولاتة التي تساعد على تهدئة الأعصاب. لا شك أن هذا المنتج سيحقق مبيعات هائلة في كل الأزمات. يمكن أن يصبح هدية شعبية في المؤتمرات الرسمية، حيث يمكن للحضور تبادل العلب في مشهد يبدو أكثر فكاهة من كونه جديا.

أما إذا كانت مشكلة السلام تكمن في غياب الضمير، فإن الحل قد يكون في "الضمير الصناعي". لماذا لا نصنع برنامجا ذكيا، يدعى "ضمير 3000"، ليفحص قرارات الحكام في الوقت الفعلي ويخبرهم إن كانت قراراتهم تتوافق مع القيم الإنسانية أم لا؟ بالطبع، سيظل هناك خيار "تجاهل" لأولئك الذين يفضلون تجاهل الحقائق المزعجة.

في النهاية، لا يمكننا تجاهل أن السلام في هذا الزمن أصبح كحلم بعيد المنال، لكنه ليس مستحيلا إذا نظرنا إليه من زاوية ساخرة. ربما في عالم مادي يتنافس فيه الجميع على القوة والمال، قد يكون الحل الوحيد لتحقيق السلام هو استعادة القدرة على السخرية من الواقع. ومن يدري، لعل السخرية تكون في بعض الأحيان أقوى أداة يمكن أن تفتح أبوابا كانت مغلقة بسبب الجدية المفرطة.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كأس إفريقيا: مهرجان الرفاهية الذي يمول بدموع الفقراء-
- -عندما يسوق العالم مجنون: الرئيس الأمريكي على دراجة بلا عجلا ...
- الإنسانية للبيع: قراءة ساخرة في ملف تبادل الأسرى
- حكومة الكراسي الفارغة: مشهد ساخر في زمن العزلة السياسية
- -سيرك الدماء: حين تتحول الحرب إلى عرض عبثي تصرخ فيه الأمهات-
- -النجم الشعبي: حين يصبح التحكيم أشبه بجلسة شاي في عرس شعبي-
- ترامب ونتانياهو: كوميديا السياسة بين التهديدات والنفاق الدبل ...
- أسكاس أمباركي 2975 : عندما يصبح العبث سياسة رسمية
- -انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة: سلام مرتقب أم استراحة محارب ...
- حين تشتعل الأرض: السياسة بين العبث وإنذار النهاية
- -النار التي أحرقت جنون العظمة: من كاليفورنيا إلى غزة.. حين ت ...
- نبيل عيوش، وأوسكار المغرب: عندما يصبح -الكل يحب تودا- أسوأ م ...
- بدون فلتر *** ليبيا: قهوة ورصاص مع لمسة من الموت
- بدون فلتر *** أحلام الطفولة: حين تسخر الحياة من طموحاتنا وتع ...
- -منطقة الساحل: منافسة أم فرصة للتعاون؟ المسألة التي طرحتها ج ...
- لطيفة أحرار: خطوة جريئة أم مشهد من مسرحية؟
- -عندما يصبح لعب الأطفال مأساة سياسية: هل من يوقف هؤلاء؟-
- -من 2025 إلى 2026: خريبكة تختار فوضى الزمن في خطوة نحو العصر ...
- -بدون فلتر *** ديك رومي بين التين الشوكي: ملحمة عبثية في كرم ...
- -من الهجاء إلى الاعتذار: تأملات كاتب في العام الجديد-


المزيد.....




- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...
- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...
- اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -السلام في زمن الماديات: عندما يتحول حلم العالم إلى صفقة تجارية-