4(النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام التفاهة) الجزء الاول (العقل النقدي: مشروع للتحرر من أوهام سرديات التاريخ الجاهزة والمصنعة )

سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 08:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

6/
التفاهة كمشروع وجودي: "سيكولوجيا الاستلاب المعاصر
وصناعة الجهل Agnotology"

1. السوق كمنظومة وجودية:
- تتجاوز كونها آلية اقتصادية إلى منظومة شاملة لإعادة إنتاج الوعي
- تحويل الإنسان من كائن مفكر إلى مجرد وحدة استهلاكية
- خلق هوية مزيفة مبنية على الامتلاك والاستهلاك
- إلغاء مساحات الوجود الإنساني المعقدة

2. نزع القداسة عن المعرفة:
- تسطيح المفاهيم المعقدة
- تحويل الثقافة إلى سلعة قابلة للتداول
- إلغاء الفوارق بين العمق والسطح
- خلق ثقافة "التعبئة والتغليف" الفكري

3. آليات التدجين المعرفي:
- إنتاج أنظمة معرفية مبسطة
- تقليص مساحات التفكير النقدي
- خلق أيديولوجيا الرضا والقبول
- محاصرة الوعي في دوائر مغلقة

4. الهوية الاستهلاكية:
- صناعة هويات مؤقتة وعابرة
- ربط الذات بالامتلاك والاستهلاك
- خلق وهم الحرية من خلال الاختيارات الاستهلاكية
- تحويل الاختلاف إلى مجرد تنوع سطحي

5. استراتيجيات المقاومة الجذرية:
- إعادة اختراع مفهوم الوعي
- بناء فضاءات للتفكير النقدي
- تأسيس منظومات معرفية بديلة
- خلق أشكال جديدة من التضامن الفكري

6. التحدي الوجودي:
- رفض منطق الاستهلاك كهوية
- استعادة عمق التجربة الإنسانية
- التأسيس لوعي نقدي متحرر
- خلق مساحات للتفكير خارج السياقات المهيمنة

فالسوق ليست مجرد آلية اقتصادية، بل مشروع شامل لإعادة هندسة الوجود الإنساني نفسه.
7/
كتاب "نظام التفاهة" للمفكر الفرنسي جيل ليبوفيتسكي (آلان دوبو) يعتبر من أهم الدراسات النقدية المعاصرة التي تحلل ظاهرة التفاهة في المجتمعات الاستهلاكية. سأقدم تحليلًا عجولًا لكنه عميق، لأهمية الكتاب:

1. نقد منظومة الاستهلاك:
- يفكك آليات الإنتاج الثقافي السطحي
- يكشف كيف تتحول التفاهة إلى نمط حياة
- يحلل عمليات التسطيح المجتمعي بعمق فلسفي

2. سوسيولوجيا التفاهة:
- يقدم تشريحاً دقيقاً للوعي الاستهلاكي
- يوضح كيف تصبح التفاهة منظومة معرفية
- يربط بين الاقتصاد والثقافة والوعي الاجتماعي

3. أهم المحاور النقدية:
- نقد ثقافة الاستهلاك المفرط
- تفكيك آليات إنتاج المحتوى السطحي
- كشف استراتيجيات التسويق الثقافي
- تحليل سيكولوجيا الاستهلاك المعاصر

4. الأهمية المعرفية:
- يقدم أداة تحليلية نقدية للمجتمعات المعاصرة
- يفسر كيف تتحول التفاهة إلى نمط حياة
- يكشف آليات الهيمنة الثقافية الخفية

5. الرؤية النقدية:
- يتجاوز النقد السطحي إلى التحليل العميق
- يقدم منظوراً فلسفياً متكاملاً
- يرصد التحولات الكبرى في المجتمعات الاستهلاكية

الكتاب يعد مرجعاً أساسياً لفهم الديناميكيات المعقدة للثقافة المعاصرة، وكيف تتحول التفاهة من هامش إلى مركز في المنظومة الثقافية والاجتماعية.


للتوسع في تحليل نقدي لكتاب "نظام التفاهة" و عمق رؤية ليبوفيتسكي:

1. المنظور الفلسفي العميق:
- نقد جذري لمفهوم الثقافة المعاصرة
- كشف آليات الاستلاب الرمزي
- تفكيك علاقات القوة داخل المنظومة الاستهلاكية
- تحليل التحولات العميقة في الوعي الاجتماعي

2. جدلية التفاهة:
- التفاهة ليست مجرد ظاهرة سطحية
- هي منظومة معرفية متكاملة
- آلية لإعادة إنتاج الهيمنة الثقافية
- أداة لتخدير الوعي النقدي

3. استراتيجيات الهيمنة:
- صناعة الرغبات الوهمية
- تحويل الإنسان إلى مستهلك
- إلغاء مساحات التفكير النقدي
- خلق وهم الحرية الاستهلاكية

4. النقد الراديكالي:
- كشف زيف الديمقراطية الاستهلاكية
- تفكيك أوهام التحرر الفردي
- إظهار آليات القمع الناعم
- رصد عمليات التنميط الثقافي

5. الرؤية المستقبلية:
- تشخيص أزمة الوعي المعاصر
- استشراف إمكانيات المقاومة
- طرح بدائل للتفكير النقدي
- فتح مساحات للوعي المختلف

العمق الفلسفي والسوسيولوجي للكتاب:

1. فلسفة التفاهة كمشروع وجودي:
- التفاهة ليست حالة عرضية، بل منظومة معرفية شاملة
- آلية متطورة لإعادة إنتاج الهيمنة الثقافية
- تحويل الوعي الإنساني إلى مجرد آلية استهلاكية
- طمس مساحات الصراع الفكري والوجودي

2. سيكولوجيا الاستلاب المعاصر:
- خلق هويات مصنعة وهمية
- تفكيك مفهوم الذات الحقيقية
- إنتاج أنماط من الوعي المشروط
- صناعة الرغبة كآلية للسيطرة

3. نقد منظومة الإنتاج المعرفي:
- تحويل المعرفة إلى سلعة
- تسطيح المفاهيم المعقدة
- إلغاء عمق التجربة الإنسانية
- خلق ثقافة سريعة الاستهلاك

4. آليات المقاومة الممكنة:
- إعادة اختراع الوعي النقدي
- بناء فضاءات للتفكير المختلف
- رفض منطق الاستهلاك كهوية
- خلق أشكال جديدة من التضامن الفكري

5. الرؤية الاستشرافية:
- كشف أزمة الحضارة الاستهلاكية
- نقد أوهام التقدم التكنولوجي
- استعادة عمق التجربة الإنسانية
- التأسيس لوعي نقدي متحرر

فالكتاب يقدم تشريحاً عميقاً لأزمة الوعي المعاصر، حيث تتحول التفاهة من ظاهرة هامشية إلى مشروع شامل لإعادة هندسة الوجود الإنساني.

8/
تحليلاً للواقع الثقافي والعلمي والنقدي من منظور دوبو، و أهم محاور رؤيته النقدية:

1. الواقع الثقافي:
- تحول الثقافة إلى سلعة استهلاكية
- سيادة ثقافة السطح والإلهاء
- تفكيك المركزيات المعرفية التقليدية
- إلغاء الفوارق بين الجاد والسطحي

2. المشهد العلمي:
- أزمة المنهجية العلمية التقليدية
- هيمنة نماذج البحث الممولة من السوق
- تراجع استقلالية البحث العلمي
- صناعة المعرفة كمشروع تجاري

3. الفضاء النقدي:
- أزمة الفكر النقدي المعاصر
- تحييد دور المثقف النقدي
- إشاعة ثقافة الرضا والقبول
- تفكيك آليات النقد التقليدية

4. استراتيجيات المقاومة:
- إعادة اختراع الوعي النقدي
- بناء فضاءات معرفية بديلة
- تأسيس منظومات فكرية متحررة
- خلق أشكال جديدة من التضامن المعرفي

5. الرؤية الاستشرافية:
- نقد منظومة الإنتاج المعرفي السائدة
- كشف آليات الهيمنة الثقافية
- استعادة عمق التجربة المعرفية
- التأسيس لوعي نقدي متحرر

6. محددات التحليل:
- رفض الأحادية المعرفية
- تفكيك المركزيات الفكرية
- إظهار تعقيد التجربة الإنسانية
- نقد منطق التبسيط والاختزال

قدم دوبو رؤية نقدية شاملة تكشف أزمة الوعي المعاصر، حيث تتحول المعرفة من مشروع تحرري إلى آلية للسيطرة والتنميط وأداة هيمنة بيد النخبة الأوليخارشية التي تقود السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة كما تتحكم بتوجهات العلم والفكر والأدب والأدبية عبر قيادة ظاهرة أو عميقة الأضمار لجميع الموسسات المناط بها فعل وتفعيل تلك الأنشطة الإنسانية والتطورية التعليمية والفكرية والعملية والعلمية والثقافية والأعتقادية والسلوكية والبحثية ...إلخ
لا يمكن دراسة التفاهة وتوصيف مآلاتها اذا لم نذاكر دروس علم الجهل والتي يعد
د.روبرت بروكتر من جامعة ستانفورد الأمريكية
أول من نحت مصطلح Agnotology والذي يترجم تجاوزًا "علم" الجهل .بناء قاعدة الجهل سسيولوجيا كما يشرح مبتكر المصطلح يكون من عبر إذاعة معلومات، توسم اعتباطًا بالعلمية وفي حقيقتها معلومات افتراضية مضللة نشرت لدواع وغايات بعينها تقف خلفها جهات ممولة ، يقوم الإعلام والدوائر الرسمية والحكومات المحلية والأقليمية والعالمية وبتوجيه منظمات اممية وأقليمية وبدعم كامل وبتمويل شامل من الشركات الكبرى والعابرة للقارات . ويصنع الجهل المقنن عبر :
1-حجب المعلومات والتعمية عليها ..
2-زرع الريبة والتشكيك بالمفاهيم السائدة والمتداولة...
3- استحداث مفاهيم تجيب على تساؤلات الرأي العام وتلبي الفضول لمعرفة وكشف المحجوب من المعلومات والتي أشيع عنها بأنها سرية وخطيرة وعلى درجة عالية من الأهمية . وفق هذه التقانة تسير بدراية وتوجيه مسيطر عليه عملية مدروسة بعناية ومكلفة بادارتها جهات مدربة بشكل احترافي متقدم موضوع تحت تصرفها إمكانيات مادية وبشرية غير محدودة هي من تنهض بالعمليات التي تدعى إدارة المدرك الحسي Perception Management الجمعي
Collective consciousness

والذي هو الأساس في عملية صنع الجهل وتوجيهه وقيادته عالميًا واقليميًا ومحليًا ...
يتبع الجزء الثاني

#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات