أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد المسيح ستيتى















المزيد.....


المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد المسيح ستيتى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 21:09
المحور: الادب والفن
    


المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد المسيح ستيتى
من فضائل الكويت علينا سلسلة المسرح العالمي التي تعرفنا على الآداب العالمة بطريقة سهلة، حيث تباع السلسلة في كافة الأكشاك والمكتبات وبسعر زهيد جدا، كنت قد قرأت هذه المسرحة في السابق، وها أنا أعود إليها لأهميتها المعرفية ولقيمتها الأدبية، فهي تكشف الوجه الحقيقي للثائر المزيف، وحقيقة الثوري المبدئي، وطبيعة الدولة/النظام الذي يهتم بوجوده بصرف النظر عن الأشخاص/الأدوات التي تؤدي هذا الدور، بمعنى أن المسرحية تكشف كل عناصر التغيير في المجتمع، وتكشف حقيقة الدولة/الملك/النظام وكيف يدير الدولة ويتعامل مع المتغيرات.
"فيريول" والحكم
الشخصيات المركزية في المسرحية هي الملك، "دينيس" الدكتاتور الثوري المرتد، والثوري المبدئي "فيريول" فمن خلال حوار الشخصيات نصل إلى مجموعة من حقائق وغالبها نطق بها "فيريول" وهذا يعكس طبيعته المبدئية التي ترفض المساومة أو التراجع عن أفكار ومبادئه، يقول عن الأفكار وأهمية فصلها عن الأشخاص بقوله: "وإننا نجل الأفكار لا الأشخاص" ص41، وهذه مسألة في غاية الأهمية، فنحن في المنطقة العربية نتجاهل الأسس والمبدئ والأفكار وكيف بدأت، ونتبع/نتمسك بالأشخاص رغم انحرافهم وحتى خيانتهم، من هنا تجدنا في تراجع مستمر حتى أصبحت أحزابنا وحركاتنا فارغة من مضمونها الثوري/المبدئي، وأمست مجرد شكل/صنم نعبده ونجله رغم أنه يضر ولا ينفع.
إذن يجب التركيز على الانسجام بين أفعال الأشخاص وأقوالهم/مبادئهم التي انطلقوا منها ويستندون عليها، وإلا أصبحنا مجرد حالمين رومنسيين، يقول "فيريول" بهذا الصدد: "عندما قبلنا بلقب "الثوريين" تخلينا نهائيا عن التساهل الصبياني...أني ارتاب في الثوري الذي لا يريد أن يقدم على العمل الثوري إلا إذا كان مضمونا النتائج، هذا الإنسان الماهر سوف ينتهي بع الأمر إلى أن يصبح عضو في أكاديمية أو سفير لدى الفاتيكان" ص45، هذا حال العديد من (قادتنا) الثوريين، فقد نجحوا شخصيا ووصلوا إلى أعلى المراتب، لكنهم فشلوا ثوريا/اجتماعيا، من هنا تجدنا نتقهقر إلى الوراء وبطراد، وهذا يعود إلى تخلي (قادتنا) عن مبادئهم وأفكارهم التي اعتمدوها عندما بدأوا وانطلقوا، فأنعكس تخاذلهم وتراجعهم على القاعدة التي لم تجد نموذجا تقدي به، ففقدانها النموذج/القائد المبدئي جعلها ضائعة وكافرة بالحزب/بالحركة، ومن ثم تنطوي على نفسها.
وبعد وصل "دينيس" إلى عضوة البرلمان وتم ترشيحه ليكون رئيس الحكومة خاطبه "فيريول" بحقيقته: " يعتقد أنك قادر على التنكر لحزبك ولمبادئك مقابل منصب ... نحن أناس من السهل إغراؤهم ومن السهل أفاسدهم" ص88 وص91، اللافت في هذا القول أنه يتناقض مع واقعنا في المنطقة العربية، فبعد أن يخون الثائر/القائد ويصل إلى مركز تجدنا نجله ونحترمه، وكأنه بوصوله إلى المركز حقق أحلامنا/مبادئنا نحن، وليست مصالحه والشخصية التي حققها ووصل إليها، فيا لنا من منافقين، حتى رفاقنا/أخوتنا لا نستطيع مكاشفتهم بحقيقتهم، فكيف لنا أن نكشف الحقيقة للجماهير/للشعب/للأمة التي يفترض أننا قدوتها وطليعتها!؟.
من هنا يمكننا القول إن هناك قيمة أخلاقية ومعرفية تطرحها المسرحية، تصلح لكل حركة تغيير، بصرف النظر عن مكانها وزمانها، وهذا ما يجعلها مسرحية عالمية وليست مسرحية قطرية، فيمكن الاستفادة منها لكل من يسعى إلى التغيير، إلى الثورة، ليعرف كيف يكون المبدئي، الثوري، وإلى أين سيكون بعد أن يرتد القادة عن مبادئهم، فيقضي "فيريول" في السجن، لأنه أصبح يشكل عائقا وخطرا على "دينيس" ومركزه الجديد.
"دينيس" اللامبدئي
في المقابل هناك "دينيس" (الواقعي) الذي يرى نفسه بأنه الثورة والثورة هو، ومن حقه أن يتصرف ويعمل كيفما شاء، وليس لأي أحد أن يعترض، في حواره مع "فيريول" يمكنا أخذ صورة عن طبيعته وطريقة تفكيره:
"فيريول ـ طالما قضيتنا واحدة، تعلم جيد أنه لا يوجد ما تخشاه من جانبي.
ـ دينيس ـ ولكن ... يمكن أن يأتي يوم تكافح فيه ضدي... أليس كذلك؟ أجبني.
ـ فيريول ـ حتى إذا عملت ضدك فسيكون ذلك لمساعدتك" ص96، نلاحظ ذروة الانتماء والمحافظة على المبادئ، يقابلها الشك وعدم اليقين عند "دينيس" الذي يسعى لمصالحه الشخصية، ويرى في الحزب مجرد عتبة/أداة/وسيلة لتحقيق مصالحه الشخصية، وليس هو أدة لتحقيق مصالح وأهداف الحزب.
"يرى" دينيس" أن كل ما يفعله من خيانة ما هو إلا لتحقيق مبادئ الحزب، فهو يرى نفسه الحزب والحزب هو: "أطلب منكم مساعدتي هناك من يحاول الآن دفعكم إلى ارتكاب أعمال عنف دنيئة، فلا تنقادوا إليهم، وأنتم تعلمون جيدا أني مجبر على حفظ النظام والخدمات العامة بأي ثمن، وإلا، فإن وزارتي ستسقط، وسيحل محلي ألد أعدائكم محلي لسنوات" ص 126، هكذا يفكر الانتهازي المرتد، يقارن نفسه بمن وجدوا لخدمة النظام، فأولئك أكثر عنفا وقسوة تجاه المعارضة، وأكثر حرصا من "دينيس" على خدمة الملك، لهذا يجب مساعدته من الحزب، ودعم القيام بأعمال تخل بالنظام، فيا لها من رؤية ثائر وثوري!!!
لم يقتصر الأمر على مخاطبة رفاقه بروح المنهزم، بل نجده يطلب من الملك أن يعطيه الحرية المطلقة العمل والتصرف لكي يثبت أنه قادر على حفظ النظام والقضاء على المعارضة: "دينيس ـ ارحني من البرلمان.
الملك ـ ماذا تطلب مني؟
دينيس ـ مرسوما بحله، بلا تاريخ، ليكون هنا، في جيبي
الملك ـ ولكنها الدكتاتورية!
دينيس ـ لا قيمة لهذه الكلمة" ص140و141، وهنا يصل الثائر الانتهازي إلى أسوء المنازل، فهو لم يكتف بخيانة الحزب والجماهير التي يفترض أنه وجد لخدمتها،، بل تعداها إلى حرمانها من البرلمان، ووسيلة إيصال مشاكلها همومها للملك، كل هذا ليثبت للملك أنه قادر على تحقيق الأمن، وبهذا يكون "دينيس" أسوء من الذين تحدث عنهم مع "فيريول" عندما قال له أنهم إذا لم يساعدوه سيأتي من هو أسوء منه، لكنه هنا تجاوز حتى من هو أسوء منه، لهذا كانت الدكتاتورية هي وسيلته الوحيدة ليحقق ذاته كرئيس للحكومة.
الملك والدولة
الملك في المسرحية يمثل الدولة، النظام، فرغم وجود شيء من الهموم الشخصية له، إلا أنه يمثل الدولة التي تسعى للحفاظ على كيانها، بصرف النظر عمن يقوم بهذا الأمر، من هنا نجده يستعين (بالمعارض الثوري) "دينيس" ليكون رئيس الحكومة، كما أنه ينظر إلى الأمام، إلى المستقبل لتزدهر المملكة: "أفضل أن يتميز عهدي ببعض التجارب الجريئة على أن يصبغ بكفاح كئيب ضد روح العصر" ص54و55، وهذا ما يجعلنا نقول إن هناك جامع بين الملك كشخص والملك كنظام/كدولة، فهو يريد لدولته أن تواكب العصر وأن تنجز ما يميزها، وهو رجل يعرف طبيعية الحركة الثورية وكيف تعمل، وكيف يمكن إطفائها وإخمادها في مهدها: "الحركة الثورية قد لا يكون من الصعب إثارتها، لأنه يوجد كثير من المستائين، ولكن الصعوبة تكمن في تطوريها أو حتى في المحافظة عليها" ص73، هذه حقيقة الحركة الثورية العربية التي لم تحسن تطوير ذاتها، ولا المحافظة على مبادئها، فنزلقت وراء الواقع وأمست عارية بلا ثوريا تستر عريها، وبلا جماهير تحميها أو تحمل فكرها.
وعن طبيعة الدولة وطبيعة عملها يقول: "أن الملوك لا أصدقاء لهم" ص119، وهنا يطرح الملك طبيعة الدولة، وكيف يتعامل مع الأشخاص/الأحداث، فهو يسعى لتحقيق مصالحه/ مصالح دولته بصرف النظر عن الطريقة/الشخص/الوسيلة المستخدمة.
المسرحية من منشورات وزارة الإعلام، الكويت، العدد 176.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»
- بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرم ...
- الشاعر في قصيدة -حملت حروفي- أحمد الخطيب
- سلاسة التقديم في بكائيات غزة ميسون حنا
- العالم في قصيدة -نصفان: مأمون حسن
- صلاح أبو لاوي في صباح الحرية
- الصراع في ومضة -الولد الجني- المتوكل طه
- صيغة السرد والمضمون -ال...هو/ القاروط/أيوب- في رواية -الكوان ...
- اليهودي في رواية -كوانتوم- أحمد أبو سليم
- الأسر والأسرى في كتاب -حسن اللاوعي- إسماعيل رمضان
- -إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية ...
- الثورة في ديوان -أعرني بعض إيمانك- فكري القباطي
- صلاح أبو لاوي والموت
- السلاسة والوحدة في مجموعة -أسرار خزنة- هدى الأحمد
- أثر القمع رواية -الثانية وخمس وعشرون دقيقة- طايل معادات
- التمرد في كتاب -النهر لن يفصلني عنك- رمضان الرواشدة
- مهدي نصير وتقديم الألم
- جواد العقاد والارتباك - وفي إيابي
- البياض في قصيدة -معراج واسع للقصيدة- سائد أبو عبيد
- الإيجابية في رواية -زمن القناطر- عامر سلطان


المزيد.....




- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد المسيح ستيتى