أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شكران خضر - -مشاهد … من تأريخنا المنسي-














المزيد.....


-مشاهد … من تأريخنا المنسي-


شكران خضر

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 08:02
المحور: كتابات ساخرة
    


دعوني أروي لكم حكايات من تراثنا المثير للجدل
والمليء بالمفارقات …!!
حيث تتراكم الأحجار على بيوت المفكّرين
وتحترق المخطوطات كما لو كانت تهديداً وجودياً
ويُقمعُ العقلُ … بأسم العقيدة

تخيّلوا معي … مشهداً سريالياً
ألسنة اللهب تلتهم …
كتب ( إبن رشد ) ، ذلك العقل النيّر …
بصفحاتها المليئة بالحكمة
لتتحوّل إلى رماد
بقرار من حراس "الحقيقة المطلقة"
وكأنّ النار كانت الرد الأمثل
على فكرٍ … يدعو للتأمل والتفكير..!!

و يُـكافأ ( إبن سينا ) …!!
ذاك الطبيب العبقري
الذي عَلَّم أوروبا كيف تُفكِّر
ليمنحوه لقب "إمام الملحدين" ..!!!
لأن عقله تجاوز سقفَ التلقين
وكاد يُـهدِّد مهنةَ (الوعّاظ) …
الذين يرون في كل فكرةٍ جديدة
مؤامرةً شيطانية

و( الرازي ) …
ذلك العبقري المتمرد
الذي لم يتمكن من إخفاء شجاعته
وتجرأ على نقد الأفكار الجامدة
وكأنه يقول : "العلمُ لا يُبنى على تقليد أعمى"
فكان جزاؤه … الوصم والتشهير

أما ( التوحيدي ) …
فلم ينتظر … حتى يحرقوا كتبه
فأحرقها بنفسه … غُـصّةً وقهْـراً
في مشهدٍ يختزل مأساة المفكر
حين يضيقُ به الخناق

وعلى المنوال ذاته …
اختار ( المعرّي ) سجن نفسه في بيته
وإن كان سجناً … أنتج لنا أروع الأدب
لا خوفاً من بطش السُلطات
بل قرفاً من عالم …
يطارد العقل كما لو كان وباء
وكأنه أدرك أن الحريةَ الفكرية في عصور الظلام
تُشبه زراعةَ الورود في صحراء

و ( إبن المقفّع ) الذي غادَرَنا في ريعان شبابه
ولم تتجاوز سنواتُ عمره الثلاثين
قبل أن يُقتلَ بوحشية وشراسة
لأن كلماته … كانت أقسى من السيوف

وماذا عن ( أخوان الصفا ) ..؟؟
أولئك الفلاسفة الذين اضطروا إلى التخفّي كالأشباح
خوفاً من سيوف "حراس الفضيلة" ..!!
فتُهدر دماؤهم لو عُرفوا
وكأنّ التفكيرَ جريمةٌ لا تُغتفر ..!!

و ( الجاحظ ) المسكين …
الذي قضى نحبه مسحوقاً
تحت كتبه …
في مشهدٍ يليق به
كعاشق للمعرفة
وكأنه أراد أن يترك لنا رسالة مفادها
أن الموتَ تحت الكتب
خيرٌ من الموتِ تحت سوط الجهل

وتوالت العشرات من أصحاب الفكر
والعقول النيرة
بالتصدّي للجهل والظلام
من دون خوف أو حذر
فهذا هو ( الحلاج )
الذي صرخ : "أنا الحق"
فذُبحَ بتهمة الهرطقة
فمَن كان الأكثرُ خطراً ..؟؟
الحلاجُ … الذي تحدّث عن وحدة الوجود …
أم أولئك الذين إختزلوا اللهَ في فقْهِ السيف

وكأن التأريخ … يثبت لنا مراراً
أن الفكرة قد تكون …
أكثر خطورةً من السيف
لذلك يُحاربها الجهلاء
"تجار الدين"
"وعاظ السلاطين"
"عبيد البلاط"

فجميع العلوم التي لا تحفظُ هيبتهم
يتمّ وضعها في سلّة المحرّمات
مع الشعوذة … والسحر والتنجيم
فهي تنقض صلاة المؤمنين

هذا هو تأريخنا المكشوف
تعكس صراعاً أبدياً
بين الجمود و التجديد
بين النقل و العقل
و بين الوصاية و الحرية

تحرّر … يُقابل بالتكفير
وعقلٌ … يُقابل بالحرق
واختلافٌ … يُقابل بالرجم
فهل نتعلم من دروسه …
أم نكرّر المأساة بأشكال جديدة؟
ونعيد إنتاجَ "محاكم التفتيش" بثوبٍ جديد ..؟؟

لكن التأريخ يخبرنا ….
أنّ العقول الحرّة
هي من تدفع الثمن دائماً
وأنّ النور الذي يشعّ منها
لا يمكن إخماده
حتى لو أحرقتْ كل الكتب
وهُدرتْ كل الأرواح

===========



#شكران_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية ( العدالة المؤجلة )
- أنا لا أفكر … إذن أنا تابع مأمور
- باگه لا تفلّين … خبزة لا تثلمين … أكلي لمن تشبعين …!!!
- رسالة من مواطن تركماني - ومن كتلة (الأغلبية الصامتة)
- أزمات كركوك … نزاعات الملكية
- أزمات كركوك …/ فشل الأحزاب … أم عزوف الجماهير ..!!!
- أزمات كركوك … التصميم الأساس
- أزمات كركوك … التركمان - مهمّشون أمْ مشتّـتون
- أزمات كركوك … (( تعريب وتكريد … أم تهميش للتركمان ))
- أزمات كركوك … (( إدارة المدينة ))
- أزمات كركوك … الأستثمار
- نشوة
- تفاهـــة …!!
- حفرة … في وادي السلام
- من … نحن ؟؟؟
- ما بين كركوك … و بغداد
- أما آن الأوان … ؟؟؟
- ملف الأستثمار … إلى أين ؟؟
- إتفاقية القرن بين الحقيقة والوهم ..!!!


المزيد.....




- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شكران خضر - -مشاهد … من تأريخنا المنسي-