2/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام التفاهة ) الجزء الاول (العقل النقدي: مشروع للتحرر من أوهام سرديات التاريخ الجاهزة والمصنعة )

سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 00:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

2/
إذا كان التشخيص الأول يكمن في فهم عمق الأزمة، فإن الخطوة التالية تتطلب استكشاف مسارات التجاوز.
العقل النقدي ليس مجرد أداة هدم، بل هو مختبر لإعادة اختراع الوعي وتجديد آليات الفهم،وعبر مسارات ثلاثة هي :
المسار الأول:
"إعادة اختراع المؤسسات المعرفية"
- تحويل الجامعات من مصانع للشهادات إلى مختبرات للتفكير
- تعزيز ثقافة النقد المنهجي بدلاً من الاستظهار والتكرار
- فتح مساحات للحوار متعدد الأصوات والرؤى

المسار الثاني:
"تفكيك المركزيات الفكرية"
- نقد المنظومات المعرفية المغلقة
- تجاوز ثنائيات المركز والهامش
- اكتشاف مساحات الاختلاف كفرصة للإثراء المعرفي
-تجاوز المرجعيات الفوقية التي تقسم الأدب بجميع أنواعه إلى قديم وجديد وحداثي ومابعد حداثي ومابعد بعد حداثي ومن ثم صنفت النقد تصنيفات تبعا للتعسف المرجعي لجينولوجيا الأدب والأدبية وجميع التقسيمات والتصنيفات والمرجعيات لا قاعد منهجية لها ولا تأصيلات معرفية تقف على أسس علمية تصمد حيال التفكيك والسبر الموضوعي

المسار الثالث:
"استعادة دور الثقافة التحررية البانورامية ( بتعريف غير مستهلك للثقافة )"
- إعادة الاعتبار للفكر كممارسة نقدية وليس كمنتج استهلاكي
- تأسيس أشكال جديدة من التضامن الفكري
- خلق مساحات للتعبير تتجاوز منطق البورصة والاسهم والربح والخسارة والانتشار ومحدودية التداول...

3/
التفكيك والإعادة:
مشروع العقل النقدي المتجدد

1. نقد المؤسسات المعرفية:
الجامعة اليوم باتت مصنعًا للشهادات وليست معملًا للأفكار. هذا التحول الخطير يعني تحويل العقل إلى مجرد آلة استظهار وتكرار، بدلًا من كونه مختبرًا للإبداع والاكتشاف. المطلوب ثورة معرفية داخل هذه المؤسسات تعيد اختراع منظومة التعليم، حيث:

- يصبح النقد منهجًا وليس هامشًا
- تتحول قاعات الدرس إلى فضاءات للحوار المفتوح
- يُمنح الطالب مساحة للتساؤل والاختلاف

2. تفكيك المركزيات الفكرية:
الوعي النقدي يعني تفكيك المسلمات الكبرى. فالتاريخ ليس سردية واحدة، بل متعدد الروايات والتأويلات. علينا أن نكسر أصنام المركزية المعرفية التي تختزل التجارب الإنسانية في نماذج أحادية.

3. استعادة الثقافة التحررية:
الثقافة ليست منتجًا للاستهلاك، بل هي مشروع تحرر مستمر. هنا يكمن دور المثقف النقدي في:
- فضح آليات الهيمنة الثقافية
- خلق مساحات بديلة للتعبير
- تأسيس أشكال جديدة من التضامن الفكري

4. التحدي الأكبر: إعادة اختراع الوعي
المهمة الجوهرية للعقل النقدي هي تجاوز حالة الشلل الفكري. كيف؟
- بتفكيك الخطابات الجاهزة
- بكشف زيف الأيديولوجيات المهيمنة
- بإعادة صياغة الأسئلة الكبرى بشكل مختلف..

فالعقل النقدي ليس مجرد أداة تفكيك، بل هو مشروع إعادة تأسيس للوعي. إنه رحلة مستمرة في اكتشاف المُمكن، وفي تحرير الفكر من قيوده.

#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات