أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»















المزيد.....


بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 21:11
المحور: الادب والفن
    


بعد أن أصبحت كرة القدم لها مكانتها في حياة معظم الناس والدول، كان من الضرورة تناولها وتخصيص أدب يتحدث عنها، وهذا ما فعله الأديب الأردني هارون الصبيحي، في مجموعته القصصية «الطريق إلى المرمى» التي يتحدث فيها عن كرة القدم، اللاعبين، الجمهور، الحكام، الأندية، المدربين، وأعتقد أنها المجموعة القصصية الأولى في الوطن العربي التي ثيمات جميع قصصها تتحدث عن كرة القدم.
ونلاحظ أن المجموعة لا تقرأ في جلسة واحدة رغم سلاسة السرد ومتعة الأسلوب، وهذا يعود إلى العقل الباطن للمتلقي الذي يقوده إلى الملعب ويكتفي بمشاهدة مباراة أو اثنتين في أحسن الأحوال، وهذا الأمر انعكس على تناول المجموعة التي تتحدث عن الكرة، وتفاصيل اللعب، وكيف يؤدي اللاعبون دورهم، وما يواجهونه أثناء اللعب، فالمجموعة متعلقة بكرة القدم، وتكاد أن تكون شاملة جامعة، لكل ما هو متعلق بكرة القدم، حتى إن القاص يقودنا إلى تحليلها نفسيا وفلسفيا، كما هو الحال في قصة «كرة في القلب» وغيرها، سأحاول تناول معظم قصص المجموعة، ليتعرف القارئ على أهميتها والطرح الذي تحمله.
قصة «معركة في الملعب»
فيها رمزية سياسية، حيث تجري المباراة بين الفريق الأحمر (الدولة الغنية والقوية) والفريق الأصفر (الدولة الفقيرة)، الحكم يتلاعب بالنتيجة من خلال احتساب هدف في حالة التسلل، ونجد (خيانة) أحد اللاعبين من الفريق الأصفر الذي يسجل هدفا في فريقه (بالخطأ) ونلاحظ أن القاص أدخل السياسية في ملعب كرة القدم، وأعتقد أنه كان ناجحا في ذلك.
«القرار»
جاءت بصيغة أنا القاص/السارد، وأيضا حاول فيها السارد إدخال الواقع من خلال الكرة، التي دخلت بالخطأ في مرمى فريق الخصم، ما منح الفوز لفريق القاص، وكذلك فلسفة القرار في الملعب الذي يؤدي إلى تسجيل الهدف، كما هو الحال في الحياة بشكل عام.
قصة «مدرب المنتخب» تتحدث عن أهمية النقد ودوره في تصحيح الأخطاء، وهذا ما فعله المدرب «مرجاني» في المباريات، لكنه في المباراة النهائية يخسر بنتيجة قاسية أربعة إلى واحد، ويتحدث الكاتب بلسان الشخوص عن الغرور بسبب سماع المديح وتجاهل الواقع والتاريخ، في هذه القصة استخدم القاص أنا القاص والقص الخارجي.
« اعتراف»
يعترف «سعيد» بأنه سجل هدفاً بالحظ، وهذا ما جعله بطلاً وطنياً حفر أسمه في تاريخ الوطن، يتعاقد مع فريق إسباني، لكن الفريق الإسباني يكتشف ضعف سعيد ويفسخ العقد، لكنه يبقى بنظر الجماهير اللاعب الخالد الذي سجل هدفاً دوليا، واللاعب الأول الذي تعاقد مع فريق إسباني، سعيد يعترف بأن النتائج الجيدة التي حققها المنتخب في كأس العالم تعود لتألق حارس المرمى «عدنان» الذي دافع بشراسة عن المرمى، ولاعبو خط الدفاع محمود وفراس وعامر وجميل، لكن حال الجمهور والتاريخ هو تذكر من سجل الأهداف متجاهلين دور بقية اللاعبين، نهاية القصة كانت صادمة للقارئ بموت…
قصة «نصيب»
تتحدث عن «وائل» المشجع المنتمي والمتفاعل مع فريقه، انعكس تفاعله وتأثره بالكرة حتى في البيت وهو نائم، يذهب إلى المباراة النهائية، يأتي هاتف من زوجته لكنه لا يرد، بسبب اندماجه في المباراة، في آخر دقيقة من المباراة يخسر فريقه بسبب هدف يسجله مهاجم الخصم «نصيب» وهذا ما يجعله يعود إلى بيته حزيناً جداً، لكنه ما أن يصل إلى البيت حتى تصدمه زوجته بمفاجأة مذهلة.
«تسلل»
تتناول حال تعليقات الجمهور السخيفة، وما فيها من تفاهة، ورغم التشنجات والتشدد في إطلاق العبارات التي تصل إلى البذاءة، إلا أن الكرة تخفف عن الجمهور من خلال: «تنسيهم واقعهم المؤلم»، أعتقد أن هذه القصة تبين (بوضوح) حال الجمهور (المهزوم/المنكسر/الضعيف) الذي يبحث عن (لعبة/لهاية) تنسيه واقعه البائس، وتشير القصة إلى استغلال وتوظيف كرة القدم من جهات معادية لبث الفتنة.
«كابتن ماري»
تتحدث القصة عن كرة القدم النسائية، اللافت في هذه القصة بدايتها التي تتحدث عن فتاة تنقذ طفلا سقط من الدور الثالث وتلتقطه قبل أن يسقط على الأرض، ثم يبدأ السارد الحديث عن «ماري» حارسة المرمى المتألقة التي تصل بفريقها إلى نهائي كأس العالم، لكنها في المباراة النهائية تقفز لصد ضربة حرة مباشرة ليرتطم رأسها بالقائم وتغيب عن الوعي، هنا ينتهي الحديث عن المباراة لينقلنا السارد إلى المستشفى (وهذيان) ماري: «لم يمت، الطفل بخير، لم يدخل المرمى، الكرة دخلت…لا»، في القفلة مفاجأة.
قصة «احتياط»
تتحدث عن «باسم» اللاعب المتألق إذ لعب لاعب احتياط في الشوط الثاني، واللاعب (الفاشل) إذا لعب لاعبا أساسيا في الشوط الأول، وهذا الأمر لم يقتصر على حياته داخل الملعب فحسب، بل طال أيضا حياته خارج الملاعب، حتى بعد تطوعه في الجيش أصبح «جندي احتياط» وهذا الأمر يقونا إلى أن لكل إنسان مجالا يبدع فيه، وإذا ما غير/بدّل المكان الذي يبدع فيه يفشل، فعليه (تقبل) الواقع والرضى بالمجال/بالحال/بالظرف الذي يبدع فيه.
«ركلة مذهلة»
يسرد فيها لاعب كرة قدم قصته، حيث كان صاحب قدم قوية تثير الذهول لقوة ركلتها للكرة، لكنه يقيم علاقات مع النساء، يعاقر الخمر، يقامر، يحدثنا عن مباراته مع دولة حدودية ويأخذنا إلى عام الفانتازيا: «ماذا لو سددت كرة صاروخية وتجاوزت الملعب والمدينة والحدود وسقطت داخل أراضي تلك الدولة! واصطدمت بطائرة تعبر الأجواء، واتجهت نحو رأس أو صدر الزعيم الجالس في المنصة الرسمية!»، نهاية القصة كانت صادمة جداً للقارئ.
قصة «كاريف ودارمون»
تتحدث عن دخول الذكاء الاصطناعي إلى الملاعب، لاعب (روبوت) تتم برمجته ويسجل أهدافاً مذهلة، لكنه في المباراة الأخيرة يعجز عن ذلك بسبب لا يخطر على بال…
«جنون وشر»
تتحدث عن فوز في الوقت بدل الضائع، وعن حارس مرمى الخصم الذي أبدع وتألق في صد كل الهجمات، لكن آخر كرة استطاع «مهند» من تسجيل الهدف، وبعد عودته إلى البيت تقابله أمه بهذه أسئلة: «هل رأيت الحزن والأسى في عيون لاعبي وجمهور الفريق الخاسر؟ هل رأيت دموعهم وشعرت بحسرتهم؟ ما هو شعور أمهاتهم عند رؤيتهم على هذه الحالة؟» رغم إنسانية الأسئلة، إلا أنني أعتقد أن هناك مبالغة فيها، فقد اعتاد الجمهور وكذلك اللاعبون على الربح والخسارة، ومهما كانت المباراة مهمة تبقى هذا المعادلة التي يعرفها الجمهور واللاعبون.
قصة «سمير مارادونا»
تتحدث عن الطفل العاشق والمبدع في لعب الكرة، حتى إنه كان يفضلها على المدرسة، ولكثرة غيابه يقرر والده أن يترك المدرسة ليعمل معه في محل الخضار، يلتقي صديقه «عصام» ويذهبان إلى ناد رياضي كان قد أعلن عن رغبته في ضمن لاعبين جدد، ويعجب المدرب بـ»سمير» ويخبره بضرورة أن يأتي ليشارك في التدريب مع الفريق، لكن بعد عودته إلى محل الخضار، يقابله والده بالضرب، مما جعله يخرج من باب الدكان مسرعا، ليكون ضحية حادث سير، بعد أعوام طويلة يسرد لنا الكاتب نهاية مأساوية للقصة.
«دفاع شرعي»
تتحدث عن الحكم الأجنبي الذي ينحاز للفريق الأجنبي على حساب الفريق الوطني العربي، فيشهر البطاقة الصفراء والحمراء في وجه أكثر من لاعب، وعند احتجاج أحد اللاعبين على تحكيمه يصرخ الحكم في وجهه «أنت إرهابي» أعتقد ان القصة إسقاط على ما يحدث في فلسطين وأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول تحديداً، حيث أسماء أبطال القصة العرب من قيادات المقاومة مثل يحيى وإسماعيل ومحمد…
«كرت أحمر»
تتحدث عن «فراس وسمير» اللذين يتركان بيتهما ويلتحقان بصديقهما نمر الذي يعلمهما النشل، يذهبان إلى نادي المدينة ويتم اختيارهما كلاعبين أساسيين محترفين، يخوضان مباراة مع نادي القلعة ويكون الحكم منحازا بشكل واضح لهذا النادي، ولكثرة تحيزه يقوم فراس بنشل الكرت الأحمر من جيبه من، وبعدها يقرر الحكم رفع الكرت بوجه أحد لاعبي فريق المدينة، ليتفاجأ بعدم وجوده، ما جعله سخرية للاعبين وللجمهور، وهنا يقول فراس «النشل أحيانا عمل جيد».
قصة «كرة في القلب»
السارد في هذه القصة عائلة مكونة من ثلاثة أشخاص، الزوج «عاطف» المولع بالكرة، وزوجته «سميرة» التي كرهت الكرة بسبب زوجها الذي تعلق بالكرة على حساب البيت وتأمين حاجاته، والابن محمود، سأكتب هنا ما قاله محمود عن كرة القدم و»محمود» الذي يكشف حقائق عن كرة القدم، موضحا أنها تجاوزت كونها كرة، لأن ما يصرف على الكرة يعد بالمليارات في المقابل هناك الملايين من الجياع، وهذا يشير إلى أنها لم تعد لعبة، بل وسيلة اضطهاد طبقي يمارسه رأس المال بحق الفقراء، لكنه يعترف بأنها لعبة جميلة جدا ومثيرة، وكما لها سلبيات أيضاً هناك إيجابيات.
«ملعب الوطن»
قصة رمزية فلسفية تتحدث عن صحافي شهير يستفيد من لعبة كرة القدم ويتعلم منها، ويعترف بأن الإعلام هو فريق النظام ومهمته نفخ البشر وركلهم لتسجيل أهداف لصالح النظام، فريق النظام لا يخسر إلا إذا لعب أمام فريق أجنبي…
قصة «كرة الغضب»
يستشرف الكاتب في هذه القصة المستقبل عام 2040، حيث تتطور قوانين الكرة فيكون كرت أزرق للاعب المخالف الذي عليه الخروج من الملعب لمدة عشر دقائق، ونجد أن المرأة تلعب مع فريق الرجل، وهي الموكلة بتسديد ضربات الجزاء، فالقاص يتحدث عن لعبة متطورة، لعبة ستبقى محط أنظار الناس.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر في قصيدة -حملت حروفي- أحمد الخطيب
- سلاسة التقديم في بكائيات غزة ميسون حنا
- العالم في قصيدة -نصفان: مأمون حسن
- صلاح أبو لاوي في صباح الحرية
- الصراع في ومضة -الولد الجني- المتوكل طه
- صيغة السرد والمضمون -ال...هو/ القاروط/أيوب- في رواية -الكوان ...
- اليهودي في رواية -كوانتوم- أحمد أبو سليم
- الأسر والأسرى في كتاب -حسن اللاوعي- إسماعيل رمضان
- -إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية ...
- الثورة في ديوان -أعرني بعض إيمانك- فكري القباطي
- صلاح أبو لاوي والموت
- السلاسة والوحدة في مجموعة -أسرار خزنة- هدى الأحمد
- أثر القمع رواية -الثانية وخمس وعشرون دقيقة- طايل معادات
- التمرد في كتاب -النهر لن يفصلني عنك- رمضان الرواشدة
- مهدي نصير وتقديم الألم
- جواد العقاد والارتباك - وفي إيابي
- البياض في قصيدة -معراج واسع للقصيدة- سائد أبو عبيد
- الإيجابية في رواية -زمن القناطر- عامر سلطان
- الأخلاق وجمالية الكتابة في رواية -لم أكن أتوقع- راشد عيسى
- الواقع في قصة -الكابوس- مأمون حسن


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»