أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى مصر والأردن ؟















المزيد.....


هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى مصر والأردن ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 18:42
المحور: حقوق الانسان
    


جاء السيد ترامب الى البيت الأبيض وبيده قائمة طويلة من القرارات منها داخلية ومنها خارجية . لا اعتقد سوف يحقق منها الكثير لا الداخلية ولا الخارجية . ونحن نتحدث عن طموحاته الخارجية , فان تحقيقها سيكون اصعب عليه من طموحاته الداخلية , حيث ان المجلسين سيطر عليهما حزبه ومن المحتمل ان يستطع تحقيق بعضها . طموحاته الخارجية كثيرة ومتفرعة وبعيدة جغرافيا و تتداخل بعضها البعض , وبذلك فسيكون من الصعب عليه تمريرها في ظل وجود قوى خارجية غير متناغمة معه . دعني اعطيك مثل واحد عن تداخل اجنداته . السيد ترامب يريد من الدول المصدرة للنفط تخفيض سعره , على الرغم من ان هذه المادة تباع في الأسواق الامريكية ارخص من الماء ! سعر النفط الحقيقي يجب ان يكون ليس اقل من 200 دولار الان. على كل حال , ولكن فات على السيد ترامب ان طلب تخفيض أسعار النفط العالمي سوف يأثر على انتاج النفط الأمريكي ,لان كلفة انتاج النفط الأمريكي اعلى بكثير من كلفة انتاج النفط في العراق او السعودية او ايران او الكويت . وهذا يعني ان معظم عمال انتاج النفط سوف يخسرون عملهم , وهم عشرات الالاف.
السيد ترامب يتحرك وكانه الزعيم الأوحد على هذا العالم , وهذا يتعارض مع السيادة الوطنية لكل دول العالم الصغيرة والكبيرة . انه يريد تحقيق مطالب عديدة من دول العالم في ان واحد , وهذا غير ممكن . المثل العراقي يقول " رمانتين بس اييد ما تلزم", بمعنى ان اليد الواحدة لا تستطع حمل رمانتين مرة واحده , وكذلك لا تتحقق المطالب كلها في وقت واحد مستخدما لغة التهديد والوعيد , وكانه يتعامل مع برنامج " ما يطلبه المستمعون " , تذاع الاغنية حسب الطلب , ولا يعرف انه يتعامل في قضايا عالمية قد يتمدد تأثيرها على مصالح دول اخرى , في الوقت الذي يرفضون قادة كثيرون الاملاءات بدون تفاوض ومباحثات طويلة عريضة . رغبته في الاستحواذ على جزيرة كريين لاند (Greenland) على سبيل المثال بدون شك سوف يزعج بريطانيا والتي تقول بانها صاحبة الحق بها , الدنمارك صاحبة الرعاية عليها , فرنسا وألمانيا التي تخسران استثماراتهما في الجزيرة , إضافة الى أبناء الجزيرة الذين رفضوا الطلب الأمريكي بقوة و بسرعة وبدأوا يطالبون بالاستقلال وإعلان دولتهم . حتى تصريحاته حول قدرته على وقف القتال في أوكرانيا تواجه عراقيل كثيرة ومنها رفض فرنسا وألمانيا وقف الحرب , كما ذكرت وزيرة الخارجية نمساوية السابقة من ان الأوربيون اليوم اكثر تشددا وصرامة ضد بوتين حتى من الكونغرس الأمريكي.
السيد ترامب الان يريد من الأردن ومصر استضافة شعب غزة , أي اسكانهم في أراضي البلدين , ولكن الطلب واجه سنامي من ردود الفعل الرافضة لرغبته , ولم يصفق له الا ابطال مجازر غزة : بنيامين نتنياهو , بتسلئيل سموتريتش , و ايتمار بن غفير. انه قرار متسرع وغير مدروس في الوقت الذي يزحف الغزاويين الى بيوتهم المدمرة وهم يهتفون لفلسطين . الرئيس ترامب يجب ان يعلم ان غزة ليست ارض معروضة للبيع , وان الأوطان لا تباع ولا تشترى.
ان طلب السيد ترامب بنقل الفلسطينيين من ارضهم الى مصر والأردن طلب غير معقول وغير مسؤول , و يؤشر على انه متسرع في اتخاذ القرارات وهو امرا جديدا على إدارة الدولة الامريكية المعروفة بدراسة القرارات الرئاسية قبل الإعلان عنها . بجانب تمسك أبناء غزة بارضهم والذي اذهل العالم واسقط كل المؤسسات الدولية التي تتعامل مع حقوق الانسان , فان طلب السيد ترامب بنقل أبناء غزة الى الأردن ومصر يعد دعوة لاقهار إرادة الشعوب , وظلم للضعيف , الامر الذي يؤدي الى المقاومة المسلحة والى انتشار موجة التسليح في العالم . بكلام اخر , ان السيد ترامب بقراره هذا يريد اثارة الحروب و قتل السلام في العالم.
المستشارون الذين يحيطون بالسيد ترامب لم يفقهوا بانهم يعيشون في قرن 21 وليس في قرن 19 او أوائل القرن 20 , حيث ان دولة واحدة كانت تلعب بمقدرات العالم , الان توجد اكثر من دولة لها وزنها على الساحة الدولية ولا تقبل فرض الواقع كما كان سابقا , و هذا ما تحث به المؤرخ البريطاني واستاذ جامعة أكسفورد تيموثي غارتن اش عندما تحدث عن الصراع في أوكرانيا , حيث اعتبر الصراع يحمل " أهمية تاريخية كبيرة ", ويعكس حقيقة ان العالم يعيش حاليا في " عصر ما بعد الغرب". وأوضح " على عكس القرنين الماضيين , لم يعد الغرب هو من يحدد اجندة السياسة العالمية, للمرة الأولى , تمتلك دول كبرى مثل الصين والهند وروسيا ودول متوسطة مثل تركيا وجنوب افريقيا والبرازيل القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية لموازنة الغرب" . العالم يتغير , ولكن الإدارة الامريكية الجديدة لا تريد ان تفهم ذلك.
اما الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو فقد وصف السيد ترامب بانه رجل استعراض رائع , وعلى الدول الأخرى التوقف عن التركيز على قراراته او تغطية تصريحاته. ووجه لوكاشينكو كلامه نحو الرئيس ترامب قائلا , " ان الكثير من افعالك مصممة خصيصا للجمهور لانهم يستمتعون بها". وأشار الى انه يجب على الدول الأخرى ان تتوقف عن التركيز على أفعال ترامب , وان تهدأ وتولي اهتماما اقل لها , وان قرارات السيد ترامب تخص الداخل , مضيفا " هذه مشاكلهم دعوهم يتعاملون معها".
لقد خيب السيد ترامب ضن الكثير من الشعب الأمريكي الذين كانوا يأملون استفادته من اخطأ الرئيس جو بايدن وان ينتهج سياسة اكثر عقلانية من سابقه فيما يخص الشرق الأوسط الذي تعبت شعوبه من التدخلات الأجنبية والحروب بأنيابه , وتخلفهم الاقتصادي على الرغم من وجود ثروات طبيعية وتاريخية هائلة في أراضيهم . الإدارة الجديدة مدعوة لإعادة الثقة في نفوس أبناء المنطقة , وان تكون عادلة للشعب الفلسطيني الذي عانى اكثر من 70 عاما من الظلم والقهر وعلى ارضه وارض اجداده . كان من المفروض ان تكون اول قرارات الرئيس ترامب هو قرار حل الدولتين بدل الطلب من الأردن ومصر إسكان الغزاويين في أراضيهم , والذي جلب عليه غضب احرار العالم .
ان رفض الشعب الفلسطيني لقرار الرئيس ترامب بكل تأكيد سوف يؤدي الى تراجعه عن قراره , وهي حالة غير غريبة للسيد ترامب.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق
- يوم قيامة العراق!
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه
- هل يستطيع دونالد ترامب وقف حرب أوكرانيا يوم 20 كانون الثاني ...
- لماذا تخل أصدقاء بشار الأسد عنه ؟
- هل ان غاز قطر قادر على طرد غاز روسيا من اوروبا ؟
- الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!
- عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده
- سر تراكض العرب نحو سوريا
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان


المزيد.....




- وصول 9 معتقلين أفرج عنهم الاحتلال إلى قطاع غزة
- نتنياهو يطالب الوسطاء بضمان سلامة الأسرى
- أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين.. ماذا تغيّر في غياب محمد فلنة؟ ...
- -صفعة جديدة للمحتل-.. تفاعل مع مشاهد تسليم الأسرى في جباليا ...
- مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين لدى استقبالهم الأسرى ...
- بتسليم الأسرى.. فصائل غزة تتحدى إسرائيل
- إصابة شابين بالرصاص واعتقال طفل خلال اقتحام الاحتلال غرب رام ...
- إسرائيل تكشف شروطها لاستئناف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
- تقرير ميداني:الاحتلال يخنق الضفة الغربية بمئات الحواجز والبو ...
- ترصد معاناة الأطفال حول العالم: صور اليونيسف لعام 2024


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى مصر والأردن ؟