فضفضة 2

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 16:47
المحور: الادب والفن
    

هل يمكن تصور ان كل هؤلاء البشر من الرجال والنساء والشباب والفتيات قد خرجن صباحا للسعى على رزقهن حبا وعشقا فى العمل ؟

نظرة واحدة الى وجوههم المكدودة المرتبكة والمنهكة تستطيع القول عكس ذلك ، اعتقد انه ليس هناك اجمل ولا افضل من الكسل اللذيذ ، حيث يمكن للمرأ ، ان يظل فى فراشه الوثير صحبة امرأة دافئة او حتى وحده ، الى ان ينتابه الملل فيقوم من نومه على كوب القهوة الاثير .

اننى انظر الى الناس حولى وانا فى انتظار دورى فى رول المحكمة واراقبهم كما يراقب الصياد فريسته ، بين شخص يعبث بتليفونه المحمول على غير هدى كما يبدو من عضلات وجهه ، واخرى يمشى مهرولا ويصعد على السلم عله يلتقى بمن واعده باللقاء فى المحكمة لانجاز امرا ما ، وبين فتاة تبدوا فى كامل زينتها صحبة محام ، وقد اتت على ما يبدوا للاقرار بصفقة بيع ، لانها تبتسم للمحامى من ان لاخر ، يا بخته .
وهذا زميل يقلب فى الاوراق وما رتبه يعيد ترتبه ، يبدو باحثا عن شيىء ما فهو مثلى لايجيد ترتيب اعماله الادارية . هناك فى اقصى اليسار رجلا غارقا فى تفكيره ، ترى فيما يفكر ؟

وتلف وتدور فتاة مكحولة العينين ذات شعر اصفر فاقع مرتب بشكل ذيل حصان تابعة لبوفيه المحكمة ، صائحة فى همس مسموع ، قهوة شاى يا باشا حاجة ساقعة ، ببسى ، وتكاد تنكفىء على كتف العميل لتقنعه بتناول شىء ما . فيما تفكر هذه الفتاة فى غدوها ورواحها بهذه الشكل الملح مثل النحلة ، ربما لاتفكر اصلا ؟

ان الحياة عالم غريب – هل هى مجدية ؟ – والاخطر من هذا السؤال هو السؤال الاخر هل هناك امكانية لتحاشى العيش في هذه الحياة ؟
ان الانتحار هو ما يلجأ اليه البعض عندما يشعر ان حياته اصبحت مزعجة اكثر مما يحتمل وانها مفروضة عليه فرضا ، ولا مجال للفرار منها منها الا بالانتحار .

ويقول البعض مفلسفا الامر انه لم استشر فى الوجود فليكن له وحده قرار الخروج من الوجود .

اعتقد ان الانسان عليه ان يواجه الحياة بكل صعوباتها وان يجد طريقا متوازنا للعيش فيها ، نعم الحياة بها معاناة ، ولكن مع يملكه الانسان من عقل يمكن تسوية الامر والاستمرار فى الحياة بتكلفة نفسية اقل معاناة .
فى كل الاحوال هناك امورا لايمكن فهمها فى هذه الحياة الطويلة القصيرة . ورغم تقدم البشرية المذهل فى مجال العلوم الا ان هذا الانسان البسيط الجبار الحقير عصى على الفهم حتى الان .

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات