أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - رواية الخوف من النور.. دوجلاس كينيدي














المزيد.....

رواية الخوف من النور.. دوجلاس كينيدي


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


بعد أن تتم إقالته، يجد بريندان، وهو في الخمسينيات من عمره، نفسه عاطلا عن العمل. للتعامل مع الاحتياجات الأكثر إلحاحا وكسب المال بسرعة، يقرر العمل لدى أوبر. خلف مقود سيارته، لا يتوقف الزبائن الذين لا يطاقون عن الركوب والنزول، في متاهة لوس أنجلوس، حيث تجتمع الثروة الأكثر وقاحة مع الفقر الأكثر كارثية.

عندما يقوم بنقل زبون اسمها إليز، لا شيء يسمح له بتوقع الكارثة التي توشك أن تزلزل وجوده. ومع ذلك... فإن الأحداث التي سيعيشها ستجبره -هو الرجل المتضرر بشدة من الأزمة، المتزوج الذي لديه ابنة- على إعادة النظر في أولوياته والتساؤل عن أسئلة جوهرية.

تصبح الولايات المتحدة بسبب ترامب الذي تسبب في تفاقم الانقسام الذي تعانيه، بعد اعتلائه العرش، مثالا لا ينبغي الاحتذاء به.

يسلط دوجلاس كينيدي الضوء على الجانب الآخر من أميركا، الجانب المظلم، المضاد للحلم الأميركي: الأوضاع المالية الصعبة، فقدان الوظيفة دون سابق إنذار، ودون تأمين البطالة أو التأمين الصحي، والوظائف الغريبة الضرورية للبقاء على قيد الحياة، كما يكشف عن نظام عمل أوبر.

من خلال معرفتي الجيدة بالولايات المتحدة، أود أن ألفت انتباهكم إلى نقطة واحدة: كل ما قاله دوجلاس كينيدي في "الخوف من النور" صحيح. كل شيء عن الحياة في لوس أنجلوس، وتكاليف المعيشة، وعادات الأغنياء، والعبيد المعاصرين، صحيح.

ظهرت هذه الرواية في لحظة مهمة من تاريخ البلاد: التشكيك في حق المرأة في الإجهاض.
لقد أدرك الحزب الجمهوري أن استعادة البيت الأبيض يتطلب حشد الأصوليين الدينيين لصالح قضيته. إن تصوير دوجلاس كينيدي لأفكار داعش أميركا من خلال الكاهن تودور (إحدى شخصيات الرواية)، يوضح بشكل جيد للغاية إلى أي مدى يسعى البيض المتطرفون إلى الاستحواذ على السلطة والتحكم في السود -بشكل واضح- وفي النساء كذلك.

تحظر الكثير من الولايات الأميركية -حاليا- الإجهاض، وبالتالي، هناك الآلاف من النساء في منزلة الدجاج البياض. حيث لم يعد للمرأة أي حق في التصرف في جسدها: حالات الحمل غير المرغوب فيه، الاغتصاب، سفاح القربى، مهما كان السبب، فإن الجواب على الحق في الإجهاض يظل كما هو: لا. بل وحتى وسائل منع الحمل أصبحت غير قانونية في بعض الولايات مثل لويزيانا.

يحلل دوجلاس كينيدي الخطاب البيوريتاني، ويسلط الضوء على هذه الطفرة المسيحية في مواجهة "الاسترخاء الأخلاقي" ليبين إلى أي مدى أصبح الحوار بين المعسكرين مستحيلا بكل بساطة.
إنه زمن تشهد فيه الولايات المتحدة الأميركية حربا أهلية للأفكار وتراجعا حادا في التعليم وزيادة الجهل الذي تغذيه الأخبار الكاذبة.

الذين هم مثل بريندان الذي لا يزال بإمكانه إثارة النقاش، مشغولون للغاية بالبقاء على قيد الحياة في مدينة مترامية الأطراف حيث المال هو الملك.

أرى أن دوجلاس كينيدي كان ذكيا للغاية حين جعل زوجة بريندان مناضلة بيوريتانية نشيطة. لقد وجدتها فكرة رائعة بقدر ما هي حقيقية. فهذا يظهر بوضوح أن الأصولية لا تخص الرجال فحسب، بل إن النساء أيضا، ولأسباب عديدة من بينها الخلفية الثقافية والاجتماعية... إلخ، يعتبرن أسلحة جيدة للإقناع والتجنيد.

إذا كانت "الخوف من النور" ( Afraid of the Light) في المقام الأول رواية إثارة مشوقة، ذات حبكة رائعة ومنعطفات وتقلبات جيدة، فإنها قبل كل شيء صورة مثيرة للاهتمام للغاية لأميركا اليوم: عدم الاستقرار، الانقسامات الاجتماعية، التضخم، والصراع الطبقي. كما تشير إلى حق المرأة في التحكم في جسدها.

في عام 1985، تخيلت الأديبة الكندية الكبيرة مارغريت أتوود مجتمعا يقتصر فيه دور بعض النساء على الإنجاب للتعويض عن الانخفاض الحاد في معدل المواليد.
وكم كانت محقة! لا شك لدي أننا إزاء ديستوبيا. من الواضح أن هناك مستقبلا مرعبا يقترب أكثر فأكثر من حاضرنا.

وأخيرا، يُظهر دوجلاس كينيدي في "الخوف من النور" قدرته الكبيرة على الملاحظة والتحليل، بل وعلى التنبؤ أيضا. وقبل كل شيء، يبدي موهبة هائلة في كشف نمط تفكير مقزز ورجعي. إن عبارة "الخوف من النور" تعكس بقوة كل مخاوفي بشأن المصير الذي ينتظر النساء في السنوات القادمة.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة كتاب كبار أدركهم الموت قبل نوبل
- وعاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض
- هل ستصبح كندا الولاية الأمريكية 51؟
- مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه
- رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر
- عن رواية قصة خرافية.. ستيفن كينغ
- ستيفن كينغ والأدب الخفيف
- عن رواية حجر القمر.. ويلكي كولنز
- خواطر
- فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف
- قصة بعنوان توم. من مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- الناقد عمار بلخضرة يكتب عن شيء مختلف
- صباح مقاطعة شامبانيا (فرنسا)
- من سجل تجاربي ٣
- مشيناها خطى كتبت علينا
- الناقد الأستاذ عمار بلخضرة يكتب عن رواية -سقوط-
- من سجل تجاربي ٢
- حوار أجرته معي الكاتبة ياقوت شريط
- سقوط؟
- عن روايتي -سقوط- بقلم الكاتب الطيب صالح طهوري


المزيد.....




- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - رواية الخوف من النور.. دوجلاس كينيدي