عبد الرحمن سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 11:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاأحبذ اقتباس العبارات المبتورة في أغلب الاحيان ، ومرد ذلك هو اعتقادي بأن في كل اقتباس شيء من الخيانة للسياق التاريخي . الا أن عبارة " نيتشه " : ( من يحدق طويلا في الهاوية ، فالهاوية ستحدق فيه . ) حضرت بقوة في الذاكرة وأنا أتابع الاحداث العراقية وتداعياتها المتضاربة منذ اعدام الديكتاتور . كتاب وساسة واعلاميون ، هواة ومحترفون ، شهود وشهود زور قالوا جميعا قولتهم في الامر ، الا الضحية الحقيقية للجلاد التي بقيت صامتة لانها ظلت غائبة ومغيبة . أ قسرا كان ذاك ، أم خوفا أم تواطؤا مع المنتحلين ؟
لم يعد الجواب سهلا للمجيب . كل ماأعرفه أن الجميع يتحمل مسؤولية هذا الغياب ، لماذا ؟
ان التهميش والتغييب المستمر والمقصود للضحية الحقيقية ، يقودها حتما الى أحد أمرين : أما الانفجار وهو الذي يتجلى أمامنا بصورة انتحار عدمي وبشع للفقراء وضد الفقراء( الضحايا في الحالتين مهمشون ) في عالم العرب والاسلام ، وذلك بعد أن أغلق المستبد( لكل بلد عربي صدامه الخاص به) كل نوافذ الحياة وجعل من الموت هدفا أسمى ليكون المهمش مخدوعا مرتين ، مرة في حياته وأخرى في موته ، وللاشارة فقط ، ينبغي أن لاننسى أن هذه الجماهير ، هي ذات الجماهير التي كانت ماركسية يوما وقومية يوما آخر في حقباتها السابقة ، وأما يقودها التهميش الى تبني اطروحة الجلاد والسعي للبقاء على قيد الحياة وان بأكثر أشكالها دونية ومسخا وتزويرا للضمير ، وبمعنى آخر ، يقودها الى تغييب نفسها بنفسها ، بانتظار خلاصها الابدي الذي تجده حينا في الغيب ذاته وأحيانا أخرى في صورتها التي توحدت بصورة جلادها بشكل يصعب معه التفريق . ثمة من يراقب كل مايجري بمنتهى الدقة ويخصص له الاموال والعسس والاقمار الصناعية ، وثمة من لايزال يبحث عن صورة جلاده المفتقد ، حتى ولو في القمر
بين الاثنين أيضا ثمة فاصل قاتل يسمى : الحداثة
#عبد_الرحمن_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟