أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - (وعد)














المزيد.....


(وعد)


ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


لو خُيّرت عزيزي (عزيزتي) القارئ؛ بين أن تحتفظ بكل ما تملك من ماديات في هذه الدنيا أو بذكرياتك ومن تحب، فماذا ستختار؟
اسمح لي ان اختار نيابة عنك؛ سأختار الحب والذكريات فهما أغلى أرصدتنا في الحياة
لعلك تتسائل من جديد ولم هذا الإختيار؟!

اقول لك: ما أعظم الحب! إنه سرّ الوجود الاعظم ومحرك الحياة، بل هو سر العبادة، وهو الذي يحدد قيمتنا الحقيقية في هذا العالم.
هو الذي يرسم الحد الفارق بين الإنسان وغيره من الكائنات.

قد تتباين الظروف وتتغير الأيام، ويبقى الحب المحرك الرئيس الذي يبعث فينا الحياة. الحب خيطٌ من نور يربط بين القلوب، فهو الذي يمنح حياتنا معنى وهدفًا نعيش من أجله.

إن الإنسان الذي يعيش بلا حب، يعيش وكأنه ميت، لا يدرك معنى للوجود ولم يذق طعم السعادة. لذلك قولا واحدا، يمكن القول أنه لا قيمة للإنسان بدون الحب، فهو العنصر الفريد النادر الذي يجعل حياتنا ذات مغزى، ويرتقي بروحنا ويعظم ذاتنا.

إن الحب ليس مجرد شعور عابر، بل هو الأثر الذي يظل في القلب يمنح الحياة بريقها الخاص. وتبقى الذكريات الجميلة إكسير وعطرا فواحا، نشتم عبقه كلما تذكرنا لحظات السعادة مع أحبائنا، فنبتسم لا إراديًا، وتبقى رصيدا نأخذه معنا في رحلة الآخرة برفقة من احببنا.

لا شيء يمكنه سلب ذكرياتنا منا، فهي رصيدنا الحقيقي الذي لا يتبدل ولا ينضب. قد تغادرنا الوجاهة والمكانة الاجتماعية والمناصب والارصدة، لكن الذكريات الجميلة التي تشاركناها مع أحبائنا هي التي تظل حية فينا. فكل لحظة حب، وكل كلمة طيبة، وكل فعل خير، هي بذرة تُزرع في القلوب، تنمو وتُزهر لتُثمر أجمل الذكريات، وستظل رصيدنا الحقيقي الذي سنحمله معنا إلى الأبد.

هل فكرت يومًا في الأثر الذي تتركه كلماتك وأفعالك في نفوس الآخرين؟

إننا نلتقي يوميًا بالعديد من الناس، يمر اغلبهم في حياتنا مرور الكرام، لكن القليل هم من يتركون أثراً عميقاً في قلوبنا. هناك قليلون فقط، الذين يملكون القدرة على سكن قلوبنا واحتلال مكانة خاصة فيها. هؤلاء الأشخاص هم الذين نحتفظ بهم في ذاكرتنا، لأنهم يضيفون لحياتنا شيئًا لا يمكن لغيرهم أن يمنحه. إنهم الذين يسهمون في تشكيل هويتنا ويسعدون مهجتنا، الذين يبقون فينا حتى بعد أن نغادر هذا العالم.

إن البصمة الجميلة التى نتركها في حياة الآخرين هي أحد أغلى أرصدتنا في الحياة. لا شيء يعلو قيمة من أن يذكرنا الناس بخير، أن نتواجد في قلوبهم رغم المسافات. الحياة قصيرة بما يكفى فما هى الا لحظة عابرة في يوم مقداره الف سنة عند الله تعالى، لكن المشاعر الرقيقة التى نتركها في الناس تدوم. فكل ابتسامة نرسمها على وجه شخص، وكل آية نذكر بها غيرنا وكل كلمة مشجعة، وكل مساعدة نقدمها، هي هدية خالدة تظل تضيء حياة الآخرين.

إن الحب، و الذكريات، والأثر الطيب هي ثروتنا الحقيقية في هذه الحياة. فكلما زرعنا الحب في قلوب الآخرين، وكلما تركنا فيهم بصمة طيبة، اقتربنا أكثر من تحقيق المعنى الحقيقي لوجودنا.

ما أجمل أن تكون سببًا في سعادة إنسان! أليس كذلك؟

في النهاية، وعندما نلتقي بأحبتنا في الجنة، سنجد أن كل لحظة حب مررنا بها كانت هي سر سعادتنا في الدنيا والآخرة.

ويبقى الحب هو المحرك، والمحفز لنا والامل الذي نترقب حدوثه، وننتظره؛ إما واقعا دنيويا، أو وعدا الاهي نلقاه.

سؤال يتردد كثيرا، رجل يسأل لا أريد ان تصاحبني زوجتي في الجنة؟ ولم ايها الرجل؟ كانت عنيدة، لم تكن تطيعني، كانت متسلطة، وكانت وكانت..، وسيدة تسأل لا اريد زوجي في الجنة، ولم ايتها الزوجة؟ قالت: كان بخيلا، كان فظا، كان يسئ معاملتنا، كان مهملا لي ولأولادنا، وكان وكان ..وتعددت الاسباب.
قلت لهم:
يقول الله تعالى علي اهل الجنة في القرآن الكريم: " لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد" (ق-٣٥)، ولكن شريطة الإخلاص والرضا بقضاء الله وقدره وبقسمته وعدله.

وتذكرت قول الله تعالى في محكم تنزيله:
"فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)"الزمر

فالأولي ان نركز اولا في كيفية دخول الجنة، وليس ما بعد ذلك. لكم جميعا أقول سعادتنا الحقيقية في الجنة
وساعتها نقول:
طابت العشرة، طابت الجيرة، طابت الصحبة، والزمالة، والصداقة والاخوة، طابت الابوة والامومة والبنوة، طاب الحب، طاب الرحم، وطاب النسب، طاب الشباب والكهولة والطفولة والصبا، طابت الحياة وستطيب الجنة بوجودكم فيها. وعد إلاهي بان يجمعنا بصحبة من نحب، وبذكرياتنا الجميلة.

قال رجل لرسول الله صل الله عليه وسلم؛ أنى أحب الله ورسوله، فقال له: "إنك مع من أحببت".
فاللهم ارزقنا الجنة، واجمعنا بمن نحب.



#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 25 يناير الجديدة
- معًا نحو السلام: مبادرة الوحدة العربية كقوة داعمة للاستقرار ...
- حكايتى مع حزب الوفد المصري (تاريخ عريق وحاضر متجدد)
- قيامة السنوار
- التحالف الضروري لحفظ السلام العالمي
- نحو عالم أكثر رقيا وتحضرا وإنسانية 3
- نحو نظام عالمى أكثر إنصافا 2
- آلية التعامل مع الأنظمة غير الديموقراطية نحو نظام عالمى اكثر ...
- نصرة المستضعفين، والمظلومين والدفاع عنهم في الشريعة الاسلامي ...
- الوطن اللى كان
- الاستعلام الأمنى والتخلف الأممي
- الاستثمار الأجنبي، والفخ الخفى
- خارطة طريق للتعامل مع أزمة غزة
- رسالة إلي رؤساء العالم
- نظام جديد لإدارة التمويل لتعزيز كفاءة النشاط الاقتصادي
- التنمية، والقضاء على التضخم
- النظام الاقتصادي الجديد وحقوق العمال
- فكر اقتصادي جديد
- كل يوم يندبح واحد مننا
- قلت وقالت


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - (وعد)