أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: عمل -الليفياثان- لتوماس هوبز/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري














المزيد.....


إضاءة: عمل -الليفياثان- لتوماس هوبز/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


مقدمة عامة مبسطة؛
يعتمد توماس هوبز (1588 - 1679) () في عمله الرائد "الليفياثان" (1651) ()على أحد أكثر الكتب تأثيرًا في الفلسفة السياسية الحديثة، حيث يستكشف ديناميكيات القوة والسيادة والطبيعة البشرية. ويعكس النص، الذي كُتب في سياق عدم الاستقرار والحرب الأهلية في إنجلترا، اهتمام هوبز بالفوضى والفوضوية، ويقدم حلاً نظريًا وعمليًا للتنظيم السياسي والاجتماعي: إنشاء قوة مطلقة ومركزية، يمثلها "الليفياثان"، وهي شخصية أسطورية ورمز للسلطة التي لا تقبل الشك.

- الطبيعة البشرية: الأنانية والصراع؛
في قلب حجة هوبز تكمن وجهة نظره المتشائمة للغاية للطبيعة البشرية. يصف الرجال بأنهم أنانيون في الأساس، مدفوعون بغريزة الحفاظ على الذات والرغبة المستمرة في السلطة. في حالتهم الطبيعية، أي قبل تشكيل أي مجتمع منظم، يعيش البشر في حالة حرب "الكل ضد الكل" (حرب الكل ضد الكل)()، حيث تكون الحياة "وحيدة، فقيرة، قذرة، وحشية وقصيرة". وتؤكد هذه النظرة الأنثروبولوجية على الحاجة إلى قوة سيادية قادرة على قمع الدوافع الطبيعية التي تؤدي إلى الصراع.

يستند هوبز في تحليله هذا إلى فكرة المساواة الطبيعية بين البشر، ليس بالمعنى الأخلاقي أو الاجتماعي، بل بمعنى القدرة: فجميع البشر، في ظل ظروف متساوية، لديهم القدرة على تدمير بعضهم البعض. ومن المفارقات أن هذه المساواة هي جذر الصراع، لأن الأفراد، لكونهم متساوين في القوة والعقل، يتنازعون على نفس الموارد ويرغبون في إخضاع بعضهم البعض لضمان بقائهم وراحتهم.

- العقد الاجتماعي: من الطبيعة إلى الألعاب النارية؛
الحل الذي اقترحه هوبز للهروب من هذه الحالة من الطبيعة الفوضوية هو إنشاء ميثاق أو عقد اجتماعي. في هذا العقد، يتخلى الأفراد طواعية عن جزء من حريتهم الطبيعية في مقابل الأمان والنظام. إن السيادة هي اتفاق متبادل ينقل فيه الجميع حقوقهم إلى سلطة مشتركة، وهي السيادة، التي تصبح صاحبة السلطة المطلقة.

إن السيادة، التي يصورها لنا شكل ليفيثان، تُصَوَّر على أنها من صنع الإنسان، أو "رجل مصطنع" يتألف جسمه السياسي من اتحاد كل الأفراد. ويشكل هذا البناء المجازي جوهر عمل هوبز: فالليفيثان كائن مصطنع، خلقه العقل البشري، ليحل محل الفوضى الطبيعية بالنظام المدني. وهو حارس السلام والأمن، ولكنه أيضاً المحكم الأعلى، الذي يتمتع بالسلطة المطلقة لضمان الاستقرار الاجتماعي.

- السيادة المطلقة: الأساس والحدود؛
يزعم هوبز أن السيادة يجب أن تكون مطلقة وغير قابلة للتجزئة من أجل تجنب العودة إلى حالة الطبيعة. ولا يمكن الطعن في السيادة أو تقييدها، سواء كانت ملكاً أو جمعية أو أي شكل آخر من أشكال الحكم، لأن أي تقييد للسلطة السيادية من شأنه أن يعرض قدرتها على الحفاظ على السلام للخطر. في هذا الدفاع عن السلطة المطلقة ينأى هوبز بنفسه عن منظري العقد الاجتماعي اللاحقين، مثل لوك وروسو، الذين يؤكدون على الحقوق غير القابلة للتصرف والحريات الفردية.

ومع ذلك، فإن السيادة عند هوبز ليست تعسفية بالمعنى الاستبدادي. فالحاكم موجود لتحقيق وظيفة محددة: ضمان السلام والأمن. وإذا فشل في حماية رعيته أو أصبح عاجزاً عن الحفاظ على النظام، فإن العقد الاجتماعي ينكسر، وتعود حالة الطبيعة. ويكشف هذا الاحتمال الضمني للثورة ضد حاكم غير كفء أو مضطهد عن توتر في نظرية هوبز: فبينما يدافع عن السلطة المطلقة، فإنه يدرك أن شرعيته مرتبطة بفعاليته.

- ليفيثان كعمل حديث؛
يمثل ليفيثان علامة بارزة في الفكر السياسي لعدة أسباب. أولاً، ينفصل هوبز عن فكرة أن شرعية السلطة السياسية مستمدة من الإرادة الإلهية، النموذجية للحق الإلهي للملوك. وبدلاً من ذلك، يؤسس هوبز السلطة السياسية على الموافقة العقلانية للأفراد، مما يمثل انتقالاً من مركزية الدين في العصور الوسطى إلى مركزية الإنسان الحديثة.

وعلاوة على ذلك، يقدم العمل مفهومًا ميكانيكيًا وماديًا للسياسة. متأثرًا بالعلوم الطبيعية والمنهج الديكارتي، يرى هوبز المجتمع كنظام من القوى المتحركة، يحكمه قوانين عقلانية وقابلة للتنبؤ. يرفض التفسيرات الميتافيزيقية أو الغائية، ويعامل السياسة كعلم قائم على الملاحظة والاستنتاج.

- النقد والإرث؛
على الرغم من تأثيرها، فإن نظرية هوبز ليست خالية من النقد. يزعم كثيرون أن نظرتهم إلى الطبيعة البشرية متشائمة ومختصرة بشكل مفرط، وتتجاهل القدرات البشرية للتعاون والتعاطف والفضيلة. علاوة على ذلك، غالبًا ما يُنظر إلى دفاعك عن السلطة المطلقة على أنه خطير لأنه يفتح المجال لإساءة استخدام السلطة والاستبداد.

ومع ذلك، فإن إرث ليفيثان لا يمكن إنكاره. افتتح هوبز التعاقدية الحديثة ووفر إطارًا نظريًا للتفكير في العلاقة بين الأفراد والدولة، وبين الحرية والسلطة. لا يزال عمله مرجعًا لا غنى عنه لفهم ديناميكيات القوة، وأسس السيادة، والتوترات بين الأمن والحرية.

- الخلاصة؛
وبالعودة لما خضنا به. أعلاه. أسرى بنا؛ إلى آن هوبز. في ليفيثان، قدم تحليلًا عميقًا وتحديًا للحالة الإنسانية والحاجة إلى التنظيم السياسي. إن فكره، على الرغم من الجدل، يظل ذا صلة، خاصة في عالم حيث تستمر قضايا السلطة والأمن والحرية في تشكيل المناقشات حول المجتمع والدولة. في نهاية المطاف، فإن هذا العمل هو دعوة للتأمل في أسس التعايش الإنساني وفي حدود وإمكانيات السلطة السياسية بأشكالها المتعددة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 01/30/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزفي بطيء/بقلم روبرتو ارميخو - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- إضاءة: رواية -أيام ضائعة- للوسيو كاردوسو/ إشبيليا الجبوري - ...
- الضياع / بقلم هيرمان هيسه - ت: من الألمانية أكد الجبوري
- إضاءة: -الفردوس المفقود- لجون ميلتون/ إشبيليا الجبوري - ت: م ...
- إضاءة: رواية -عش النبلاء- لإيفان تورغينييف/ إشبيليا الجبوري ...
- -اليسار ليس مستيقظا” وفقا لسوزان نيمان/الغزالي الجبوري - ت: ...
- إضاءة: رواية -الإنسان بلا صفات- لروبرت موزيل/إشبيليا الجبوري ...
- الصهيونية: نظرة إلى الوراء/ بقلم حنة آرندت -- ت: من الألماني ...
- أعود إلى وطني/بقلم روبرتو ارميخو - ت: من الإسبانية أكد الجبو ...
- إضاءة: رواية -المراهق- لفيودور دوستويفسكي/إشبيليا الجبوري - ...
- الصهيونية: نظرة إلى الوراء/ بقلم حنة آرندت - ت: من الألمانية ...
- العزلة الباهرة/ بقلم فلورا أليخاندرا بيثارنك* - ت: من الإسبا ...
- إضاءة: رواية -العمى- لجوزيه ساراماغو / إشبيليا الجبوري - ت: ...
- مراجعات: مراجعة كتاب:-مشكلة الدلالة في فلسفتي كانط وهوسرل- ل ...
- إضاءة: رواية -الغريب- لألبير كامو/إشبيليا الجبوري -- ت: من ا ...
- أخطر ايديولوجيا في القرن الحادي والعشرين/ بقلم سلافوي جيجيك ...
- إضاءة: رواية -الغريب- لألبير كامو/إشبيليا الجبوري - ت: من ال ...
- قصة قصيرة- -أم الوحش-/ بقلم مكسيم غوركي -
- إضاءة: -هكذا تكلم زرادشت- لفريدريك نيتشه/ إشبيليا الجبوري - ...
- إضاءة: إشكالية أفاق الحداثة في فنون الأدب لأمريكا اللاتينية ...


المزيد.....




- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: عمل -الليفياثان- لتوماس هوبز/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري