أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد النور إدريس - مغامرات باحميد وصراخ التكتوك للقاص عبد النور إدريس














المزيد.....


مغامرات باحميد وصراخ التكتوك للقاص عبد النور إدريس


عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)


الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


مغامرات باحميد وصراخ التكتوك
في حلقات: الحلقة رقم2
قصة قصيرة للقاص: ادريس عبد النور


في أحد الأحياء الهادئة التي لا يحدث فيها شيء سوى همسات الريح وأزيز السيارات، ظهر رجل غريب الأطوار اسمه باحميد. كان يفتح لايفاته في سيارته الصغيرة يطل على مقهى الحي، ذلك المكان الذي يعج بالرواد صباحًا ويهدأ مساءً، إلا عندما يقرر باحميد فتح "لايف" على التكتوك.

الصراخ فلسفة حياة

كان باحميد يؤمن بشيء واحد: "الصراخ هو مفتاح التعبير عن الذات". كلما جلس أمام الكاميرا في بثه المباشر، كان يطلق العنان لحبال صوته وكأنه يخطب أمام جيش. كانت تعابير وجهه تتغير بسرعة، من الغضب إلى الضحك إلى الدهشة، وكأنه مسرحية متنقلة.
"يا ناس، أنتم لا تفهمون..لا للإضافات!" يقول باحميد بحماس.
"الصراخ ليس ضجيجًا، إنه فن!"
كان سكان الحي يسمعونه بوضوح، خاصة الجيران في الطابق العلوي. أحدهم، العم مسعود، علق مرة قائلاً:
"باحميد يجعلنا نشاهد لايفاته مجانًا، سواء أردنا أم لا!"

مقهى الحي والمغامرات الليلية

كان باحميد يعشق مقهى الحي. يجلس هناك يوميًا، يرتشف الشاي المغربي ويفتح مواضيع للنقاش مع الرواد. لم يكن أي موضوع بسيطًا بالنسبة له، حتى طلب الشاي قد يتحول إلى حوار فلسفي:
"لماذا الشاي أخضر وليس أزرق؟ أليس الأزرق لون الهدوء؟"
لكن عندما تغيب الشمس، يعود إلى غرفته الصغيرة، يضع هاتفه على الحامل، ويبدأ بثه المباشر. كان يعتقد أن مكانه بجوار المقهى يمنحه طاقة خاصة للصراخ، وكأنه يستمد القوة من صوت الملاعق والأكواب وضجيج السيارات.

مغامرة غريبة مع الشرطة

في ليلة هادئة، وبينما كان باحميد في ذروة بثه المباشر، قرر أن يشرح نظريته الجديدة:
"الصراخ هو نوع من الصلاة، لكنه صلاة للروح!"
لكن صوته المرتفع أيقظ الحي بأكمله، بل وصل حتى مركز الشرطة. فجأة، سمع طرقًا على زجاج باب السيارة. فتح باحميد ليجد شرطياً ينظر إليه بجدية.
"سيدي، هناك شكاوى كثيرة عن الضجيج."
لكن باحميد لم يتردد في الرد:
"أنا لا أصرخ، أنا أُعلّم الناس كيف يعيشون!"
ابتسم الشرطي وقال:
"حسنًا، علمهم بهدوء من فضلك!"

نهاية درامية وبداية جديدة

رغم التحذير، لم يتوقف باحميد عن بثه المباشر، لكنه تعلم درسًا: أن يخفض صوته قليلًا... أو هكذا كان يقول لنفسه. أصبح حديث الحي والمنصة، بين معجب بفلسفته الغريبة وبين من يعتبره مصدرًا للإزعاج.
لكن بالنسبة لباحميد، كان كل ذلك مجرد جزء من مغامرة الحياة. وكما قال في إحدى لايفاته:
"الحياة بدون صراخ، مثل الشاي بدون نعناع—بلا طعم!"
وهكذا استمر باحميد في طريقه، يفتح لايفاته بجانب مقهى الحي، مستمتعًا بالصراخ الذي يجعله يشعر بأنه حي في سيارته الصغيرة.



#عبد_النور_إدريس (هاشتاغ)       Abdennour_Driss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغامرات BH ومنصة التكتوك للقاص عبد النور إدريس
- قصيدة - الأناني - للشاعر عبد النور إدريس
- قصيدة -زوبعة المشاعر- عبد النور إدريس
- قصيدة: أَخافُ عَلَيْكِ شعر:عبد النور إدريس
- قصيدة -أغار عليكِ- شعر عبد النور إدريس
- قصيدة غناء النجوم شعر عبد النور إدريس
- قصيدة -دهشة المطر- شعرعبد النور إدريس
- قصيدة الرقص عند الفجر شعر عبد النور إدريس
- قصيدة: الشاعر الفينيكس شعر عبد النور إدريس
- قصيدة:هَمس الطين شعر عبد النور إدريس
- قصيدة : أميرة البنفسج شعر عبد النور إدريس
- قصيدة خريطة التاج شعر عبد النور إدريس
- قصيدة:أحرف تهجٍّ للبدء المقدس شعر عبد النور إدريس
- قصيدة تراتيل صوفية ،شعر عبد النور إدريس
- فِلِيسُ... امرأةٌ بنت الطين شعر عبد النور إدريس
- قصيدة مسرودة الفجر
- قصيدة اختيار شعر عبد النور إدريس
- قصيدة يوم مولد طفل آذار
- قصيدة مثل قهوة الصباح شعر عبد النور إدريس
- سلمى..طفلة المعبر شعر عبد النور إدريس


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد النور إدريس - مغامرات باحميد وصراخ التكتوك للقاص عبد النور إدريس