|
لماذا يكره الفرس العربان؟ (1/2)
ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 22:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا السؤال يسأله دائما الكثيرون من الكتاب والمفكرين، وجميعهم تقريبا من الدول المجاورة لإيران (الفارسية)، وهي مملكة آل سعود والبحرين والكويت والعراق …، أي تلك الدول التي تعاني من هذه الكراهيه أكثر من غيرها. وتُجمِع إجاباتهم على أن السبب في هذه الكراهيه يرجع إلى « شعور الفرس بالنقص إزاء المستوى الحضاري العظيم للأمة العربية، فالفرس عندما استقروا في الهضبة الإيرانية وجدوا العراق موطن الحضارة الإنسانية والإبداع الإنساني، بينما لم يتمكنوا هم عبر تاريخهم من تقديم إسهام حضاري مماثل، وكان كل الذي فعلوه أنهم نقلوا إنتاج حضارة وادي الرافدين إلى فارس ...» https://alwatannews.net/article/499764/دراسة-كراهية-الفرس-للعرب-قديمة-والإيرانيون-خذلوا-شيعة-الخليج وبذلك أصبح من المعتاد جدا أن نقرأ هذه الأكاذيب الفجة في أمة يتحكم فيها قدر كبير من النرجسية والغرور لاعتقادها أنها خير أمة أخرجت للناس، وأن حضارتها المزعومة بلغت مستوى يسبب الإحساس بالنقص لدي الأمم الأخرى! والأدهى والأمر من ذلك ما كتبه السياسي والداعية الإسلاموي العراقي طه حامد الديلمي الذي يحمل درجة الدكتوراة في كتاب له بعنوان: ”عروبة علماء الإسلام وزيوفة الحضارة الفارسية“ الصادر عن مركز القادسية للبحوث الربانية، بغداد، الطبعة الألكترونية الأولى 2019، يقول في بداية الكتاب: « هل تعلم ..؟! • أن معظم علماء الإسلام في جميع حقول العلم والأدب والفن هم من العرب! • ليس لدى الفرس حضارة أصيلة، قاموا بإنتاجها ذاتياً. إنهم يستوردون أو يسرقون حضارة غيرهم؛ ليستهلكوها لا ليصنعوها. ثم يخربوا أو يزيفوا ما تبقى منها ! • الفرس أمة أمية بحكم القانون الرسمي للدولة! وتعلم القراءة والكتابة يقتصر في قانونهم على طبقتي الملوك ورجال الدين. وأن نسبة الذين يجيدون القراءة والكتابة في المجتمع الفارسي ما كانت تتجاوز 1% ! هذه العجائب المطمورة وغيرها وغيرها.. ستجدها في هذا الكتاب». هذه الأمة الكسيحة لن يكتب لها النجاح والفلاح واللحاق بركب الحضارة والرقي ما لم تكف عن الكذب وتقلع عن الغرور والعنصرية والنرجسية، فلو أن هذا الكاتب أو غيره توقف لوقت ما عن الكذب، وكلف نفسه قليلا بالبحث عن حضارة الفرس فسوف يجدها ماثلة في كل المراجع والأبحاث التي تتناول تاريخ الحضارات القديمة، وفي مقدمتها على سبيل المثال كتاب وليم ديورانت: قصة الحضارة الفارسية: نقلا عن كتاب " قصة الحضارة“ مكتبة الخانجي، 1947، وأيضا هذا الموقع وغيره: https://define-meaning.com/تعريف-الحضارة-الفارسية/ *** لا جدال في أن جزءًا من كراهية الفرس الأريين والعربان الساميين لبعضهما البعض، يعود إلى زعم كلاهما بأنه أرقى وأنقي من غيره، بيد أن العالم بأسره يكره العربان والمتأسلمين بوجه عام، وهم من ناحيتهم يؤكدون بالفعل كل يوم أنهم جديرين بهذه الكراهية، بل والاحتقار أيضا، فإذا كأنوا يكرهون أنفسهم ويكرهون بعضهم البعض وثقافتهم تحضهم على كراهية الآخرين المختلفين عنهم والمخالفين لهم، فكيف يمكن للآخرين أن يكنوا لهم المودة والمحبة، ويعيشون معهم في سلام ووئام؟. إن كراهية الفرس للعربان - سواء كانوا سنة أو شيعة - عقيدة دائمة، لا تسقط بالتقادم، وإنها ذو طبيعة خاصة وأسباب مختلفة تماما، تعود تاريخيا إلى ما قبل الأسلمة بزمن طويل. فهي كراهية متجذرة وذات بُعد شمولي ولا محدود، وتتجسد في أدبيات الفرس ومناهجهم التعليمية وثقافتهم بالكامل، فهناك كمٌّ هائل من الكتب المؤدلجة في المدارس الإيرانية التي تسخر من عقلية العربان وتتهكم على قوميتهم، وتغذي الكراهية والحقد لهم. إن كراهية الفرس للعربان أصبحت إرثاً تاريخياً تتوارثه الأجيال، لاستمراره في اللاوعي التاريخي والجمعي عبر الأجيال. *** الفُرس هم شعوب غرب آسيا، الذين ينتمون إلى مجموعة الآريين، وتعني الشرفاء أو النبلاء أو المحترمين، الذين وصلوا إلى الجهة الغربيّة من بلاد فارس في حوالي سنة 2000 ق.م، بالتزامن مع فترة حُكم الآشوريين في بلاد ما بين النهرين (2025 - 609 ق.م)، الذين ساعدوهم في تأسيس إمبراطوريّتهم الفارسيّة، وظلّت بلادهم الممتدة من حدود الهند إلى الخليج الفارسي، تُعرف بإسم بلاد الفرس حتّى عام 1935م عندما قرر الشّاه رضا بهلوي فصل بلاده عن باقي المناطق، وتغيير اسمها، إلى مملكة إيران، أي «أرض الآريين». أسس الفرس دولًا وإمبراطوريات عديدة على مر التاريخ في حقبة ما قبل الأسلمة، مثل الأخمينيين والساسانيين. وكانت ولازالت أنظارهم تتجه باستمرار نحو حدودهم الغربية، ولذلك نشبت الحروب بينهم وبين الرومان (البيزنطيين)، ودامت قرابة 700 عام، حيث بدأت عام 54 ق.م وانتهت في عام 628م. بطبيعة الحال، دارت تلك الحروب جميعها في بلاد الهلال الخصيب (مصطلح جغرافي أطلقه عالم الآثار والمؤرخ الأمريكي جيمس هنري برستد 1865 - 1935 على حوض نهري دجلة والفرات، في العراق والجزء الساحلي من بلاد الشام). في القرن السابع الميلادي تمكن الساسانيون من إخضاع بلاد ما وراء النهر لسيطرتهم، وهي الدول التي يفصلها نهر "جيحون"، من جهة الشرق والشمال. وتعرف الآن باسم "آسيا الوسطى، واستقرت جميعها تحت سيطرة الفرس، بينما حدودهم الغربية ظلت غير مستقرة تبعًا لقوّتهم، فكانوا يسيطرون على بلاد الشام كما حدث سنة 614م عندما اجتاحوها واستولوا على بيت المقدس، ثم استولوا على مصر سنة 616م. إلَّا أن هرقل امبراطور الروم أنذاك لم يستسلم، بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزمهم في آسيا الصغرى سنة 622م، ثم استعاد منهم سوريا ومصر سنة 625م، ثم هزمهم هزيمة ساحقة سنة 627م (6هـ) قرب أطلال نينوى في العراق، مما أدى إلى اندلاع ثورة في العاصمة (المدائن) ضد كسرى الثاني، ورغم أن خليفته شيرويه عقد صلحًا مع هرقل، إلا أن أحوال الدولة الساسانية لم تستقر بعد ذلك، إذ تكاثرت فيها الثورات والانقلابات الداخلية، حتى تعاقب على عرشها في التسع سنوات التالية أربعة عشر حاكماً، مما مزّق أوصال دولة الفرس، وجعلها مسرحاً للفتن الداخلية، حتى أجهز عليها العربان المتأسلمون في عام 628م. في أثناء تلك الحروب الطويلة الأمد، تكونت في جنوب العراق وجنوب سوريا دولتان من العربان هما: دولة المناذرة في الحيرة لتخضع لإمبراطورية الفرس المسيطرة على إيران والعراق، ودولة الغساسنة في جهات حوران لتخضع للإمبراطورية البيزنطية المسيطرة على سوريا، ولم تكن لتلك الدولتين وظيفة سوى خدمة أسيادهما، فكانت كل منهما درعًا ومجنًّا للإمبراطورية التي خضعت لها ضد هجمات الإمبراطورية الأخرى المعادية، وقبل أي شيء ضد غارات بدو الصحراء على أراضيها. وقد جرَّت هذه التبعية للأجنبي وراءها حروبًا متصلة بين الدولتين سفكت فيها دماء العربان إرضاءً لغرور وسيطرة الإمبراطوريتين الأجنبيتين. ينقل برنابي روجرسون في مقدمة كتابه ”ورثة محمد جذور الخلاف الشيعي السني“ عن المؤرخ البيزنطي إيفاجريوس سكولاستيكوس المتوفى في العام 594 م « أن الإمبراطورية البيزنطية (الروم) وجدت أن أفضل طريقة لمحاربة العرب هو استخدام عرب آخرين ليقفوا ضدهم (ليحاربوهم)، في إشارة إلى دولة الغساسنة (قبائل عربية مسيحية أصولها يمنية) كانت تحكم الشام وتحرس آخر حدود بيزنطة». https://ia601700.us.archive.org/30/items/20231030_20231030_1718/ورثة%20محمد%20.%20جذور%20الخلاف%20السني%20الشيعي.برنابي%20روجرسو.pdf وما انفكت الدولتان على هذه الحالة إلى أن نشأت الإسلاموية وسيطر المتأسلمون على أراضيهما فاندمجتا في الكيان العروبي نهائيًّا. وكان ملوك كلا الدولتين مهما بلغوا من السيادة والرفعة لا يعدو كونهم عبيدا لدى اسيادهم الفرس والروم، فالنعمان بن المنذر مثلا، وهو يعد اعظم ملوك المناذرة العربان قبل التأسلم (حكم ما بين 582-609 م)، وقال فيه الشاعر النابغة الذبياني : فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ … إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ كان هذا الملك المبجَّل عند العربان، مجرد عبد وخادم لدى سيده كسرى الفرس، يدعوه فيستجيب ويؤدى فروض الطاعة ويتذلل له. *** يقول روجرسون في صفحة 23 من الكتاب: « إنها قصة جماعة مترابطة من المؤمنين اتبعوا النبي محمدا عندما هاجروا من مكة إلى المدينة. وحاربوا من أجله طوال عشر سنوات ثم ناضلوا بعد موته لتنظيم جماعة المسلمين وتوجيههم. لقد بدأوا زمرة أو جماعة من حوالي ثمانين لاجئًا (مهاجرا) مفلسا ينتهي بهم الأمر وقد أصبحوا قادة على رأس مئة ألف مقاتل. إنها حكاية إنجاز مذهل. فكيف استطاعت قبائل عربية متفرقة وبائسة انعدمت فيها الحكومات (فوضوية أو أنارشية) أن تفتح العالم المعروف وقتها تحت راية الإسلام، وبتوجيه من القادة الذي يشبه الواحد منهم ماردا لا يُقهَر. قادوهم للنصر على فيالق الإمبراطورية البيزنطية ثم على فيالق فارس الساسانية؟» لقد لمس الكاتب إحدى النقاط شديدة الحساسية والغموض في التاريخ الإسلاموي، وهي كيف يتثنى لمجموعة من حوالي ثمانين لاجئا مفلسا (إلى يثرب) أن يصبحوا قادة كبار، لا يقهرون، على رأس جيش من مئة ألف مقاتل، وكيف تمكنت قبائل عروبية متفرقة وبائسة ومتصارعة مع بعضها البعض، ولا تخضع لحكومات، أن تجمع هذا العدد الهائل من المقاتلين، وتنتصر على فيالق إمبراطوريتين كبيرتين؟ ونضيف إلى ذلك تساؤلات أخرى كثيرة، منها على سبيل المثال: لماذا ترك معاوية بن أبي سفيان مكة أو يثرب (المدينة) المهد المزعوم للإسلاموية ومسقط رأسه، وراح يحكم من دمشق؟ ولماذا انتقل علي بن أبي طالب من يثرب إلى الكوفة في العراق، على بعد ما يقرب من 1441 كم، لتقطع عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد، نفس المسافة، ومعها جيش جرار بقيادة طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام لمحاربته في البصرة، فيقتلهما؛ فيما يعرف بموقعة الجمل، ويعيد عائشة إلى يثرب قاطعة نفس المسافة مرة أخرى محمولة على جملها، ثم يحارب معاوية في منطقة صفين في الجزيرة الفراتية بين الشام والعراق، (قُرب الرقة السوريَّة حالياً) على بعد 1800كم على الأقل من يثرب، كما يتم اغتياله واغتيال أولاده أيضا بالعراق؟ لماذا دارت هذه المعارك بين العلويين والأمويين (الشيعة والسنة فيما بعد) على أرض العراق، ولم تجري على أرض الحجاز، حيث يزعم المؤرخون المتأسلمون أنهم ولدوا وعاشوا جميعًا هناك، ولأنه تاريخ مزيف ومفبرك فقد اختلفوا في تحديد تواريخ هذه المعارك، التي مازال صداها يتردد في شكل صراعات دموية حتى يومنا هذا! *** إن مفتاح الديانة الإسلاموية وتاريخها بالكامل يكمن في الصراع العسكري والديني والعرقي بين دولتي الغساسنة والمناذرة والبدو العربان القاطنين في منطقة بادية الشام أو البادية السورية أو صحراء السماوة التي تقع بينهما في الجنوب. حيث كانت هذه القبائل البدوية قوية ومقسمة تبعا لإنتمائها السياسي والديني للفرس الوثنيين أو للبيزنطيين المسيحيين، وتغذي كلا الطرفين المتنازعين بالمقاتلين المرتزقة، ونتيجة للقتال المستديم في المنطقة إمتدت أصول تلك القبائل في منطقة الشرق الأوسط بأسرها حتى وصل إلى خرسان وفارس. في ذلك الوقت لم يكن يسمع أحد على الإطلاق عن بدو الحجاز ولم يكن هناك أي ذكر لمكة أو لنبي إسمه محمد حتى القرن الثانى الهجرى حوالى 800م. أثناء الدولة العباسية في بغداد (750 - 1517). إنقسم البدو العربان في بادية الشام بدورهم إلى فريقين في انضمامهم للمناذرة والغساسنة وبالتالي في مشاركتهم للفرس والبيزنطيين عن طريق الاسترزاق في الصراع الدائر بينهما، وظل الفرس والبيزنطيين لمدة 700 عام يلقون بفتات عملياتهم العسكرية وأدواتهم الحربية إلى أولئك القطط البرية في الصحراء حتى سمنت وتوحشت في مخابئها دون أن ينتبه أحد إليها. تعلموا لغاتهم وتقنياتهم العسكرية ووضعوا أيديهم على نقاط القوة والضعف لديهما. ووفرت التضاريس الجغرافية الصعبة والصحراء ملاذًا آمنًا لهم من سلطانهما، ومع ذلك سمح لهم هذا الملاذ بالاتصال بالحضارتين عن طريق التجارة والمعاهدات والارتزاق العسكري، وأساليب الحرب والإغارة. ولأن قادة الإمبراطوريتين كانوا على يقين تام بأن كلفة مطاردتهم في الصحراء بالجيوش النظامية باهظة، فقد آثروا حراسة مدنهم ومناطق سيطرتهم عبر التحالف معهم وخاصة القبائل الكبرى القادرة على ردع الطامعين من أبناء جلدتها، فكان أهم تلك التحالفات ما تم بين الغساسنة وقبيلة قريش أكبر قبائل العربان في تلك الصحراء، وتمكن الطرفان معا من غزو بلاد الفرس، التي أنهكتها الحروب مع البيزنطيين. وصل النفوذ السياسي المتزايد للإمبراطورية الفارسية في بلاد العربان إلى أوجّه في عهد ملك الحيرة النعمان بن المنذر، إذ صار العربان مجرد تابعين لكسرى، وصار من المعتاد أن يأمرهم ملك الفرس وينهاهم دون أن يكون لهم من الأمر شيء، وبدأت كراهية الفرس للعربان تشتد؛ بحسب ما ورد في المصادر التاريخية الإسلاموية، ومنها على سبيل المثال "تاريخ الرسل والملوك" لأبي جعفر الطبري و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، عندما نشب خلاف بين كسرى أبرويز وملك الحيرة النعمان بن المنذر، بسبب تقاعس الأخير عن مساندة الفرس في قتال البيزنطيين، ورفضه تزويج ابنته من كسرى، الأمر الذي أثار غضب الملك الساساني، فاضطر عندها النعمان أن يدفع بأهله وأمواله وسلاحه إلى هاني بن مسعود الشيباني، زعيم بني شيبان، وتوجه بعدها معتذراً إلى كسرى، فسُجن عنده حتى مات. عندئذ طالب كسرى بني شيبان بالحصول على تركة النعمان، فرفضوا، وانضمت لهم قبائل بكر بن وائل وبني تميم وطيء، كما قيل إن بعض القبائل العربية المتحالفة مع الفرس اتفقت على الاصطفاف معهم سراً، ولم يلبث العربان أن واجهوا الفرس في موقعة ذي قار في أرض العراق، وهي الموقعة التي ستُسفر عن انهزام الفرس وانتصار العربان. في ذلك الوقت كانت قبائل العربان فى شبة الجزيرة العربية (الحجاز في السعودية حاليا) فقيرة وضعيفة فى التسليح وفي عدد الأفراد الذين يمكن المساهمة بهم فى جيش عروبي موحد، بينما قبائل العربان فى سوريا والعراق وبها الجزيرة العربية بالعراق المعروفة بالجزيرة الفراتية (نسبة لنهر الفرات) ولبنان وبلاد فارس وحتى فى آسيا فى مناطق حضرية مختلطة بإمبراطورة الروم البيزنطية من جهة والإمبراطورية الفارسية من جهة أخرى وتعيش هذه القبائل فى مدن كبيرة كدمشق والبتراء وجرش وغيرها، كانت قوية ولديها خبرة قتالية كما أسلفنا، ومعظمها كانوا نصارى بعدما أقنعهم اليهود بأنهم أولاد عمومة لهم. كانت هذه المنطقة لا تعج وتضج بالحروب المتواصلة فحسب، بل أيضا بصراعات دينية وعرقية لا نهاية لها، في جنوب دولة الغساسنة نشأت الديانة النصرانية، كهرطقة تهدف إلى الحد من تطرف اليهودية، على أنها - كما يقال - دين وسط بينها وبين المسيحية، وأصبحت فيما بعد تشكل العمود الفقري للديانة الإسلاموية؛ هناك من المصادر التاريخية غير المتأسلمة، تتحدث عن أن معاوية بن أبي سفيان كان نصرانيا (ليس مسيحيا)، يقول الكاتب والباحث سعد الدين الخزاعي إن : « معاوية MAAVIA كان مسيحيا نسطوريا (المسيحية الشرقية)! كلمة معاوية لقب عسكري من اصل سريانية تعني البكاء يرجح المؤرخون انه عربي ينحدر من اسيا الوسطى خراسان، وتذكر المصادر التي اعتمد عليها البحث ان معاوية استطاع توحيد العرب المناذرة (مسيحيين نسطوريين شرقيين) مع العرب الغساسنة (مسيحين يعقوبيين غربيين) الذين كانوا في العراق والشام» ويستطرد الخزاعي قائلا: « التاريخ العربي مليء بالغموض بالرغم من اننا اليوم نسمع من المُجتمعات التي تنادي بالإسلام والقومية العربية، رفضها تدخل الفرس الايرانيين في شؤونهم، الا انهم في نفس الوقت تجاهلوا حقيقة ان قواعد الدين الاسلامي جاءت من خراسان وضعها كبار شخصيات الفقه في الدولة العباسية وكلهم ينحدرون من بلاد فارس وخراسان ويفصلهم عن الشخصية التاريخية (محـمد) فترة زمنية طويلة تتراوح بين (120 - 200) سنة او اكثر، هذه الفترة كفيلة بضياع ملامح اي فعل ولم يبقى سوى الاحاديث والروايات والقصص المتداولة بين الناس التي تضعف دقتها ومصداقيتها بمرور الزمن ولا يمكن الاعتماد عليها!» https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694810#google_vignette *** في المقال القادم سوف نحاول سبر أغوار هذا الغموض، لنقف على أسباب كراهية الفرس للعربان، وكيفية انتقامهم منهم من خلال الديانة الإسلاموية.
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جنون العظمة من البكباشي إلى المشير
-
فتاوي ”البلاوي“ والهوس الجنسي
-
ابن سلمان وصدمة التغيير
-
العلمانية والضلال الإسلاموي المبين
-
أصل الاستبداد الإسلاموي
-
الغرب و شيزوفرينيا العربان
-
الصنم الذي يتحكَّم حيا وميِّتا!
-
من أين يبدأ تنوير المتأسلمين؟
-
ثقافة ”البهللة والسبهللة“ الدينية!
-
التفضيل بالنفاق في مصر! (2/2)
-
التفضيل بالنفاق في مصر! (1/2)
-
أنا لسْتُ مُدينًا بشيء لوطن مسلوب الإرادة!
-
أين حدود الصبر؟!
-
يا شعب مصر (العظيم)!
-
الآلهة التي دمَّرت مصر (2/2)
-
الآلهة التي دمَّرت مصر (2/1)
-
عن سجن الأوهام والإجرام
-
الرئيس الذي يبكي!
-
على من ضحك الجنرال؟
-
الإسلاموفوبيا أسبابها ومآلاتها(2/2)
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|