نصوص اسلام المذاهب (13)

صفاء علي حميد

الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 20:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

النص (44)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلاً، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ قَالَ ‏"‏ تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ‏"‏‏.‏
" البخاري / رقم الحديث: 28 "

تعليق :
من هو هذا الرجل الذي سأل محمد ...؟
ماذا نفعل به ...؟
ان عرفنا من هو سوف نعرف اغلب ما كان محمد يقصده من جوابه لانه بلا شك ينظر للسأل اولاً واخراً ...
نعم لك ان تقول ان احاديث محمد شمولية تشمل السائل وغيره بل هي مستقبلية فحتى بالمستقبل يكون خيراً الاسلام هو اطعام الطعام والسلام على الجميع ...!
وهذا النص يدل على ما كان يفكر به محمد وكيف يسعى الى جعل المجتمع منفتح على بعضه بعيداً عن التعصبات والكراهيات التي تباعد الناس وتجعلهم يتصارعون عن اشياء لا قيمة لها ...
ابداء السلام على أي شخص ترى شيء حسن وينشر ظاهرة جميلة يسودها نوع من الحب والتراحم بين الناس ...
وكذلك اطعام الطعام وتوزيعة على الفقراء ودعوة الجميع له يعود بالفائدة على انتشار التراحم والتودد ونبذ الخلافات لما في الزاد من حرمة كما يتعارف عليه عند اغلب العرب سواء كانوا مسلمون ام غيرهم ...!

النص (45)
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله قال: قلت له: جعلت فداك إن لي جارا كثير الصلاة، كثير الصدقة، كثير الحج لا بأس به
قال: فقال: يا إسحاق كيف عقله؟
قال: قلت له: جعلت فداك ليس له عقل،
قال: فقال: لا يرتفع بذلك منه.
الكافي / ج 1 / ص 24

تعليق :
هذا فضول غير مريح من ذلك الشخص الذي تطفل على الرجل وذهب الى الامام وسأله عن احواله ...!
ماذا تريد من الرجل ؟
لم يبين لنا الى ماذا يهدف من وراء هكذا سؤال ؟
نعم لك ان تقول الامام كان الاولى به ان ينهره عن هكذا سؤال ؟
قلت النص وصل الينا بدون زيادة شرح لتلك القصة والا غير مستبعد عن الامام ان ينهره وينبه عليه بترك هكذا اسأله تدور مدار الناس واحوالهم ...!
نعم ربما كان الرجل الذي يتحدثون عنه له شأن بالمجتمع ومقدم في الناس وله كلمة عندهم وفي هذه الحالة وجب السؤال عن احواله وهل هو مرضي عند الامام أم لا ...؟
حتى يتأكدوا بقربة من اهل البيت ام مناصرته للسلطة والحاكم الظالم الجائر !
فكان السؤال ...!
ولعل المراد كيف عقله هو مناصرته لأهل البيت والوقوف معهم ضد الحكام الفسقة فجاء الجواب بالنفي وهنا الامام قال بأنه لا ينتفع من صلاته وحجة ومساعدته للناس !
وهو فعلا كذلك ...
كما هو الحال اليوم ...
نشاهد مدراء المناصب العليا ووزراء الدولة وأعضاء البرلمان والكتل وقادة المليشيات يسرقون ثروات البلاد وخيراته ...
وهم يصلون ويتصدقون ويحجون كل عام ويذبحون ويطبخون في كل محرم ولهم مجال وعزاء كبير الا ان حالهم لا يختلف عن حال الوارد بالنص اعلاه ...!
اعاذنا الله من ذلك وجعلنا من الذين يرضى عنهم الله تعالى رضاء مقبول وحسن انه سبحانه ارحم الراحمين !

النص (46)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ ‏"‏‏.‏
قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟
قَالَ ‏"‏ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ‏"‏‏.‏
" البخاري / رقم الحديث: 29 "

تعليق :
من اصدق النصوص التي تتحدث عن واقع معاش وملموس يتعلق بعموم النساء وطبيعتهن ويحاكي اغلب عقولهن ...
نعم الاعم الاغلب منهن تعمل لها كل ما هو حسن وعلى طول الخط تحسن اليها وما ان تخطأ معها خطأ بسيط حتى ترى العجب العجاب ...!
ربما تقول ليس كلهن كذلك ...؟
الاعم الاغلب منهن هكذا الا ما ندر ...
وهنا في هذا النص جزاء انكار الاحسان والتسرع في الحكم ونسيان الايام التي كان المرء يحسن اليك بها ومحاسبتة على خطأ بسيط ارتكبه معك ...
ابن حجر يشرح النص بقوله ( أن الطاعات كما تسمى إيمانًا كذلك المعاصي تسمى كفرًا، لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد الكفر المخرج من الملة ،
قال : وخص كفران العشير من بين أنواع الذنوب لدقيقة بديعة وهي قوله : «لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها فقرن حق الزوج على الزوجة بحق الله ، فإذا كفرت المرأة حق زوجها - وقد بلغ من حقه عليها هذه الغاية - كان ذلك دليلاً على تهاونها بحق الله ، فلذلك يطلق عليها الكفر لكنه كفر لا يخرج عن الملة ) فتح الباري / ج 1 / ص 156

النص (47)
عن أبي يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لابي الحسن لماذا بعث الله موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر
وبعث عيسى بآلة الطب؟
وبعث محمدا وعلى جميع الانبياء بالكلام والخطب؟
فقال أبوالحسن : إن الله لما بعث موسى كان الغالب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجة عليهم،
وإن الله بعث عيسى في وقت قد ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى، وأبرء الاكمه والابرص بإذن الله، وأثبت به الحجة عليهم.
وإن الله بعث محمدا في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام .
وأظنه قال: الشعر فأتاهم من عند الله من واعظه وحكمه ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجة عليهم،
قال: فقال ابن السكيت: تالله ما رأيت مثلك قط فما الحجة على الخلق اليوم؟
قال: فقال : العقل، يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه،
قال: فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب.
الكافي / ج 1 / ص 25

تعليق :
النص واضح ولا يحتاج الى كلام سوى ان ابن السكيت حينما سأل الامام عن الحجة على الخلق في زمانهم أجابة بالعقل ولم يقل له انا الحجة على هذا الزمان ...!
ولعل ابن السكيت كان عالماً بذلك ولا يحتاج الى اشارة الامام الى نفسه لانه مؤمن به وبأمامته ومنزلته عظيمة جداً ...!
وحتى لو لم يكن ملتفتاً الى هذا الأمر فمن كان يملك عقلاً يستطيع ان يميز به من الامام الحق والامام الباطل فالسلطة بقيادة هارون اكيد هي الظالمة والامام ومعه عامة الناس هم الحق وعنده الحقيقة بكل تأكيد ...!
ومن الضروري والمفيد ان اذكر ما كتب في البحار عن ابن السكيت وكيف كان ثائراً ضد حاكم زمانه ...
فقد ترجم له بما نصه ( هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقي الأهوازي من رجال الفرس، المعروف بابن السكيت

كان أحد أعلام اللغويين وجهابذة المتأدبين، حامل لواء علم العربية والأدب والشعر واللغة ويتصرف في أنواع العلوم،

ثقة جليل القدر عظيم المنزلة وكان من عظماء الشيعة ومن خواص أصحاب الإمام التاسع والعاشر،

وكان المتوكل الخليفة العباسي قد ألزمه تأديب أولاده وكان في أول أمره يؤدب مع أبيه بمدينة السلام في درب القنطرة صبيان العامة حتى احتاج إلى الكسب فجعل يتعلم النحو.

وكان أبوه رجلا صالحا وأديبا عالما وكان من أصحاب الكسائي، حسن المعرفة بالعربية وحكى عنه أنه كان قد حج فطاف بالبيت وسعى وسأل الله تعالى أن يعلم ابنه العلم.

كان لابن السكيت تصانيف جيدة مفيدة منها اصلاح المنطق في اللغة،

ونقل عن ابن خلكان أنه قال بعد نقل كلام: " ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة ولا يعرف في حجمه مثله في بابه وقد عنى به جماعة واختصره الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المعروف بابن المغربي.

وهذبه الخطيب أبو زكريا التبريزي - إلى أن قال -: ولم يكن بعد ابن الاعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت الخ ".

كان مولده - رحمه الله - في حوالي سنة 185 وعاش نحو ثمان وخمسين سنة وقتله المتوكل العباسي

وسببه ان المتوكل قال له يوما: أيما أحب ابناي هذان أي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين - عليهما السلام -؟
فقال ابن السكيت: والله ان قنبرا خادم علي بن أبي طالب خير منك ومن ابنيك.
فقال المتوكل للأتراك: سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا فمات.

وقيل: أثنى على الحسن والحسين (ع)، ولم يذكرا بنيه فأمر المتوكل فداسوا بطنه فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم - رحمة الله عليه ) بحار الانوار / مؤسسة الوفاء / ج 75 / ص 344 ...

#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات