أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - السارد وهاجس بناء الوعي الديموقراطي عند الشخصيات القصصية في القصص تحت عنوان طرق على جدار الذاكرة للكاتب الفلسطيني مصطفى عبد الفتاح















المزيد.....


السارد وهاجس بناء الوعي الديموقراطي عند الشخصيات القصصية في القصص تحت عنوان طرق على جدار الذاكرة للكاتب الفلسطيني مصطفى عبد الفتاح


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 19:20
المحور: الادب والفن
    


تشترك مكونات السرد في القصص التي اتخذت عنوان طرق على جدار الذاكرة للكاتب الفلسطيني مصطفى عبد الفتاح في بناء مقاطع سردية من منطلق احتضانها ضمن أفضية تختلف من حيث الشكل ، لكنها تتشابه من حيث الجوهر ، على اعتبار أن المشترك الإنساني يوحدها ، وتتغيا هذه الأفضية المساهمة في بناء وعي وطني كثيرا ما يلهم كل الشخصيات دون استثناء .
وعليه فعلى الرغم من كون الفضاء يختلف من قصة لأخرى نجد الشخصيات القصصية تسعى باستمرار للبحث عن المشترك من خلال علاقات هدفها الأساسي بناء وعي وطني مهما كلفها ذلك من ثمن .
كل ذلك من منطلق الوعي بخطورة واقع تتعرض فيه هذه الشخصيات نفسها لمختلف أنواع القمع ، والاضطهاد ، وكل ما من شانه المساس بكرامة الانسان ، لذلك نجد الزمن ضمن هذه المجموعة يتطور وفقا لسرد تتخذ فيه المقاطع السردية مواقعها من اجل التعبير عن معاناة طال امدها .
من هذا المنطلق نجد أن المساس بكرامة الانسان يتخذ أشكالا وتمظهرات تختلف من قصة لقصة ، لكنه رغم هذا الاختلاف تشترك الشخصيات القصصية في البحث عن الخلاص.
وعليه تؤسس هذه الشخصيات مواقف وردت ضمن وظائف مختلفة نشتم منها رائحة العجز عن تغيير الواقع ، لكنها متشبثة بموقف المقاومة ، حيث اللجوء الى البحث المستمر عما يمكنها من الخلاص ، وذلك في البحث عن المشترك ما يمكنها من نسج علاقات مع غيرها ما دام واقع القمع لا يوقر أحدا .
من هنا تأتي العودة للماضي للبحث من خلاله باعتباره مشتركا عن إجابات للأسئلة الملحة كثيرا ما يطرحها واقع الظلم ، والذي يتبدى في كل مكان ، والمستمر عبر الزمن .
بسببه عاد السارد في بعض القصص لتوظيف الأسطورة من أجل التأكيد على حضورها ضمن واقعنا رغم ما اسسته المدرسة من وعي لمقاومتها ، وما خلفته مجموعة من المؤسسات من أبحاث تسعى الى تطوير الواقع بمختلف تجلياته .
ان الهدف من العودة للأسطورة يفيد الرغبة في فضح علاقات تؤطر استمراريتها ، بالتالي ما يتعارض مع تطور الانسان ، وواقعه ، أيضا للدلالة على استمرار بنى تقليدية ما زالت تحتضنها .
وبسبب وظائفها تاريخيا جعلنا السارد نعتقد أن العودة لها سوف يخلص بعض الشخصيات من واقع الظلم الذي تعاني منه ، إذ كما جاء في التاريخ العربي الإنساني تمكين بعض الأشخاص من اكتساب قدرة خارقة لا تهزم ، أيضا جاء موقف بعض الشخصيات يسعى من خلال تمثل الاسطورة للخلاص على غرار ما حققته هذه الأخيرة من تفوق هزم قوى مختلفة اعتقدت أن ممارسة القوة تمكنها من الانتصار .
على هذا الأساس تتصارع مجموعة من التناقضات ضمن مضامين بعض القصص تسعى للمزيد من فرز وعي جديد أساسه الصراع بين هذه المتناقضات في سبيل الوصول الى ذروته ، وما يفرزه من جديد في صالح هذه الشخصيات .
في نفس الاطار يأتي الوصف للتعبير عن خطورة الوضع ، و فضح التناقضات التي تحكمه ، لهذا نجد وعي بعض الشخصيات أحيانا يسعى للتحرر منها ، اقصد تلك التي تكبله ، لكن تطور علاقات يتحكم فيها الواقع يجعل السرد يوحي بالرغبة في تجاوز الماضي الذي طغى على مختلف تجليات الحياة ، ويتجدد في العديد من الأحداث .
انه بسبب ذلك يأتي الماضي أحيانا يعاد ترتيبه وفقا للهداف من سرد الاحداث .
إن وظيفة الأسطورة ضمن بعض القصص هي التعبير عن عدم قدرة بعض الشخصيات عن تمثل الواقع ، بسبب عدم تجدده وفقا لتطور الزمن .
ففي الوقت الذي تسعى هذه الشخصيات احداث تطور ، تأتي الأسطورة لتطوق سؤال التطور من منطلق القوة الموظفة لمنع تحقيق هذا التطور ما يفسر امتداد الظلم ليشمل أغلب الاحداث .
في نفس السياق ، ومن منطلق الوعي بالمقاومة المستمرة لهذا الواقع يأتي الرجوع الى الثقافة الشعبية من أجل استلهام بعض مكوناتها ، باعتبار الوعي بالعجز الذي يحكم شرط التطور ، لعل توظيف بعض مكوناتها قد يفيد في إحداث تحول في الواقع يفضي الى تحرر هذه الشخصيات من الألم الذي تعاني منه .
لهذا نجد السرد يسعى بناء عليه الى فرز علاقات جديدة تتحرر فيها هذه الشخصيات من واقع تتصارع فيه مجمل التناقضات لفرز تطور وهمي يسعى الى التحرر ، لكنه سرعان ما تحتفظ الأحداث على واقع تتناسل فيه المشاكل ، هذه الأخيرة كثيرا ما نجد أنها تؤطر وعي بعض الشخصيات ، ومع ذلك يبقى التفاؤل ما يحكم العديد من مواقفها من منطلق الوعي بأهمية الاستمرار في نشر الوعي الوطني لتحقيق التحرر من الظلم المسلط على أغلب الشخصيات .

لهذا نجد العودة للثقافة الشعبية ، للبحث في بعض مكوناتها عن قيم وطنية ، بهدف تأطيرها ضمن علاقات بهدف تعزيزها لاستمرار العمل لبناء الهوية الوطنية عند هذه الشخصيات .
بمعنى أن العودة الى الثقافة الشعبية يفيد تعزيز الوعي الوطني بقيم الصمود التضامن الشجاعة وغيرها ما دام واقع الظلم مستمر .
ومن أجل إبراز خطورة فهم خاطئ للدين عاد بنا السارد من خلال بعض الاحداث القصصية إلى خطورة تناقل هذا الوعي ، الذي لا يسمح ببناء الديموقراطية ، ما يسمح بالتطور على المستوى المادي ، والرمزي ، أي : ما يسمح ببناء تطور يحكم مختلف تجليات الحياة ، لهذا يسعى السارد لإبراز أهمية بناء الوعي الديموقراطي عند بعض الشخصيات القصصية ، من منطلق عملية التغيير الذي سيحققه هذا الأخير ، حيث سيفضي إلى تحقيق قدرة الجميع على العمل ، والابداع ، خارج اختناق الحريات في ظل تفجير طاقات الجميع دون خوف .
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أنوه بالمستويين الفني ، والجمالي لهذه القصص ، لما تحققه من إندهاش للقراء بسبب اتساق مضامينها ، وصفاء أسلوبها ، وتناغمه و الرسائل الهادفة التي تضمنتها .



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة قبل الحمل
- مخاطر الهيمنة الثقافية في ظل ضرورة الحفاظ على الهويتين الأ ...
- الأبعاد الوطنية ، الإنسانية ، والجمالية في ديوان شعر تحت عنو ...
- ثقب يدنس الحذاء .
- موج يقرع المآسي .
- تبديد رقابة اللهو .
- الاتصال والانفصال والعوامل المساعدة على تحقيقهما برواية تحت ...
- السارد وتأطير وظائف الشخصيات برواية تحت عنوان أنطوان البائس ...
- التحكم في الجيش ودفعه للهو للتحكم في المجتمع بروسيا من خلال ...
- وأد الجدران .
- رُهاب يرعى الأصفار.
- ذئاب خلف المرآة .
- نبيذ الأُوار .
- أعشاب من العبث .
- ترهل قلة سقراط .
- أشياء تشبه دماء المستحيل .
- ضيق النتفة
- إبرة تشخِر داخل القماش .
- تضاريس الخيانة .
- قيمة الحرية بالرواية الموسومة الغثيان لجان بول سارتر.


المزيد.....




- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - السارد وهاجس بناء الوعي الديموقراطي عند الشخصيات القصصية في القصص تحت عنوان طرق على جدار الذاكرة للكاتب الفلسطيني مصطفى عبد الفتاح