أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم القاسم - شهرزاد الهزيمة / أمين معلوف وإخوتنا الغرباء















المزيد.....


شهرزاد الهزيمة / أمين معلوف وإخوتنا الغرباء


باسم القاسم
شاعر وناقد

(Bassem Ahmad Al Kassem)


الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 15:05
المحور: الادب والفن
    


تصنع الهزائم بنا ما لا تصنعه الانتصارات، ولكن ليس ثمّة مصنوعٌ بأنامل سرديّاتها مثل لغويّ بمخيالٍ خصب ومرآة واقعٍ نقيّة، لم يلبث إلّا أن وجد نفسه روائيّاً مسجّلاً على قيد نفوسها نبيَّ أمل، ولكن ماذا لو أنّه لقّن القارئ هزيمة العالم، ثمّ طرح فرضيّة الأمل وعاد لدحضها في السياق ذاته!
وما الذي سيتبقى ،عبر هذا التوجّه المقصود في روايته ، من مقوّمات المعاصرة والتحديث .

بهذه التوطئة على أقل التقدير، يمكننا ثقافيّاً أن نؤطّر آخر الإصدارات التي قدّمها أمين معلوف في كتابه
" أخوتنا الغرباء " والصادر بترجمته إلى العربيّة عن دار الفارابي 2021/ بيروت ، و لعلّ هذا التأطير في هذا التوقيت من عام 2025 سيبدو مثاليّاً ، خصوصاً وأنّ إنسان العالم أصبح أكثر يقيناً بأنّ أصبعاً ما ، بات قريباً جداً من الضغط على زرّ الفناء ، لتنطلق من جهة ما ، ضربة نووية لا تبقي ولا تذر ، فهل بات تسارع الأحداث يهيمن على الوعي الجمعي البشريّ ويدفعه ليحصر تفكيره في أنّه ليس ثمّة حل سوى في حدوث معجزة مودعةٍ في خزائن الغيب! وهل في مثل هذه اللحظات الحرجة نصل إلى حدّ التطابق بين كلا الوعيين في تصوّر الحلول بعد استشعار الهزيمة؟ وأعني الوعي العام الغزير بسرديات المعجزات، دينيّة سماويّة كانت أم قبل سماويّة أو حتّى الإيديولوجيّة برومنسياتها اليساريّة الثوريّة، مع ذاك الوعي الفرديّ الخاص بأمين معلوف الذي يفترض أن يحوزه كباحثٍ ومنظرٍ (تنويري) مهمومٍ بسياقات التاريخ وخطورة مآلات البشريّة مدجّجٍ بالعقلانيّة الإنسانويّة المجرّدة ، ذاك اليائس في كتابه " غرق الحضارات" حين قال ( عندما أتأمل اضطرابات هذا القرن، يعتريني الأسف لغياب أية سلطة سياسية ومعنوية بوسع أبناء عصرنا أن يتوجهوا إليها بثقة وبأمل، أية سلطة حاملة للقيم الكونية، وقادرة حقًا في الوقت نفسه على التأثير في مسيرة التاريخ)

إخوتنا الغرباء :

أو " غير المتوقّعين "وهي الترجمة التي أجمع عليها العرب الفرانكفونيون بأنّها الأصح والأكثر دقّة لعنوان الرواية ولعلّها كذلك على المستوى الدلالي فليس أكثر شيء من المعجزة ما يكون غير متوقّعاً ،ولعلّ مقالات كثيرة منذ صدور الرواية قد فنّدت آفاق جماليّاتها السرديّة وخصوصيّة أمين معلوف في إدارة التشويق بين بنائيّة الحكي ومحوريّة السرد ، مما يتيح لنا في هذه الفسحة تقديم اقتضابٍ جوهريّ عن الرواية يخدم وجهة نظر خاصّة نقدّمها من زاوية النقد الثقافي المنوط بفخ التلقين الذي قد تسقط فيه الرواية ولعلّنا سنفتتح هذا التوجّه بتلخيص قوامها الحدثيّ ، فرسّام الكاريكاتير " الكسندر/ ألِك " بطل الرواية يقرر أن يتخّذ معتزلاً له في جزيرة تتبع لأرخبيلٍ " لي شيرون" في المحيط الأطلسي ، هذه الجزيرة التي كان يعتقد أنّه مالكها الوحيد كإرث من والده إلّا أنّه يكتشف مع بداية الأحداث أنّ " أيف سانت جيل" الروائيّة الثلاثينيّة كانت تقاسمه ملكيّة تلك الجزيرة ، هكذا وحيدان اعتزلا العالم كلٌّ على حدة ، يزورهما بين الحين والآخر صديقهما المشترك "أغاممنون" المقيم على إحدى الجزر المجاورة من الأرخبيل ، هذه الشخصيات الثلاثة تشكّل الاستقطاب الحدثي في الرواية على طول المسار الأفقي للسرد ، وللقارئ العربي حقّ الغواية بما تشتغل عليه ماكينة أمين معلوف الحكائيّة الفذّة وهي تحيك وشاح الدراماتيكيّة بتلوينات من الحميميّة والرومانتيكيّة والأسئلة الوجوديّة والذي يلفّ أرجاء التدوينات اليوميّة التي جاءت على أربعة فصول لتشكّل قوام الرواية ، تلك التدوينات التي قرّر ألكسندر أن يوثّقها راصداً لتداعيات الأحداث انطلاقاً من حدثٍ أوّلي افتتح به الكاتبُ لهفة الغموض بين القارئ والرواية منذ بدايتها وهو أنّ ألكسندر استيقظ صباحاً ليتفاجأ بانقطاع الكهرباء وتوقف سائر وسائل الاتّصال الإعلامي وكذلك البث الإذاعي من راديو المنزل ومع انتظار العودة إلى الوضع الطبيعي طويلاً بدون أيّة فائدة يقرر بطل الرواية أنّ السبب وراء ما حدث هو وقوع ضربة نوويّة ، يمكننا بعد هذه البداية أن نرصد من التدفق الحدثي الذي يحيك العقدة ، تمثّلات سرديّة عديدة وأهمّها هو أنّ الشخصيات الثلاثة يظهرها الراوي العليم بأنّها كانت تتوقع حدوث هذه الضربة مثل هاجسٍ لا يفارقها فبدت كمن يقول لنفسه " وأخيراً حلّت الكارثة " وهذا ما يحيلنا إلى أنّ هذه الشخصيات لا تعدو كونها تمثّلاً ذهنيّاً لأمين معلوف وإرهاصاته كباحثٍ ومنظّرٍ في علم الاجتماع السياسي مهمومٍ بالتاريخ وعواقب انحرافاته الوخيمة ، تماماً كما ظهر في مؤلّفاته " غرق الحضارات " ، " اختلال العالم ، " متاهة الضالين " ، ثمّة ارهاصٌ مشترك بين هذه المؤلّفات يفيد بأنّ العالم ماضٍ باتجاه كارثة مدمّرة وليس باليد حيلة لمنعه من هذا المصير وقد عبّر عن ذلك في إحداها قائلاً ( هناك علامات كثيرة تحمل على الظنّ بأنّ اختلال العالم وصل إلى طور متقدّم وبأنّ الحؤول دون التدهور سيكون أمراً عسيراً )، ثمّ إنّه يكرّس تجسيد هذه التمثّلات عبر تدفّق حدثيّ تتداوله الشخصيات بمقاربة موضوعيّة مع الواقع المعيش لإنسان العالم المعاصر واشتغال على البعد الواقعيّ للقصّ المطابق لواقع أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة قائدة العالم ،مع إضافاتٍ تأتي من باب حسن الظن بهذه القيادة ! فمن بين الاحتمالات التي يناقشها ألكسندر مع نفسه ليرجّح احتمال أن ضربة نووية قد حدثت، يورد في إحدى استرجاعاته أن رئيس الولايات المتحدة وبعد وقوع حادث نووي محدود منذ أشهر في قرية صغيرة من ولاية ميريلاند قتل على أثره 600 شخص قد قرر في صحوة وشعور بالذنب “جمع كلّ قنبلة وكلّ رأس نووي وكلّ غرام من البلوتونيوم أو اليورانيوم المخصّب قد تكون بين أيدي أشخاص خارجين عن السيطرة " وبالتالي فإن ّمعارضة دول عدّة لقراره قد تسبب بانطلاق ضربة نووية أولى، ويذكر تلك الدول: الصين ، روسيا، الهند الباكستان، ولكنّه يركّز في ترجيحاته على شخصيّة بعينها متمرّدة وإرهابيّة وهنا أراد أمين معلوف أنّ يصفه على لسان ألكسندر بالعبارة التاليّة ( الحاكم المستبدّ القوقازيّ)! إنّ هذا التدفّق الحدثي لا يبدو منتج من تخييل الروائي بقدر مايبدو ثمثّلاً مقصوداً، أو فلنقل تطابقاً مع سيناريوهات أفلام هوليوديّة إبّان تفكك جمهوريّات الاتحاد السوفيتي وتسويق حقيقة أنّ رفض الحلول التوافقيّة لا يأتي إلّا من الشرق وبالتالي فالشرّ لن يأتي إلّا من الشرق، وهنا نذكر تقييماً قدّمه أمين معلوف في مقابلة قريبة العهد فقال (إنّ منافسي الغرب لا يقدمون نموذجاً مقنعاً، فبدلاً من أن يحتذي الشرق الأوسط بالمثال الأوروبي باتت مشكلات الشرق الأوسط مشكلة يومية للمجتمعات الأوروبية)

استدراك :
عند هذه النقطة تماماً قد نستدرك مع القارئ معرفته بأن التخييل الذي يمارسه الروائي يؤثّث حدثيّة الحكاية في أيّ فضاء تخيّليّ يختاره دون أيّة غضاضة أو شبهةٍ بإغلاق الأفق السرديّ ، وهذا تقييم منطقيّ فنيّاً ، إلّا أنّنا نعرض حول هذه الرواية مفارقة بين وجهة نظر القارئ تلك وما توفّر في " اخوتنا الغرباء " من تخييل مقيّد بتوجّهٍ فكريّ مقصود بحيث يجسّد المخيال تمثّلاً حكائيّاً لأطروحات تُحيلنا بشكلٍ فجٍ إلى اصطفاف المؤلّف التنظيريّ خارج الرواية، فيدخلها في فخّ التلقين عبر هيمنة هويّة المؤلّف الأكاديميّة التثقيفيّة على أفق التلقّي لدى القارئ فيرشح من شهرزاديّة القصّ المتقنة توجّهات لا تبدو مطلقة الهوامش بما فيه الكفاية لترجّح كفّة الموحي النزيه على التلقينيّ الموجِّه وهذا ما يحدث عادةً حين الكاتب بصفته مثقّفاً (مؤلّفاً) يستحوذ على مهمّة الروائيّ .
غير المتوقّعين :
لم تكن ضربة نوويّة ، ففي خضمّ الحيرة والغموض وتجاذب الاحتمالات القائم بين ألكسندر والروائيّة إيف سانت جيل ، ومداخلات صديقهما أغاممنون وتعليقاته عما حدث ، يخرج رئيس الدولة القائدة للعالم فجأة بخطابٍ إذاعي ينهي احتماليّة وقوع ضربة نووية ويبدد الحيرة الحاصلة في العالم نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف سائر وسائل الاتّصال الإعلامي لأيام عديدة بخلاصة تفيد بأنّ القيادة الأمريكيّة على اتصال مع الأشخاص الذين يقفون وراء الحادث وإنه يعد العالم بالخير وبضرورة التعاون بين الدول جميعها للتوصل لحلول مع هؤلاء.
اعتباراً من هذا الحدث المفصلي يدخل فضاء السرد في الرواية إلى مداراتٍ تخيّلية في الفانتازيا تفضي إلى حدوث معجزة تتمثل بظهور مجموعة من البشر جاؤوا من وراء حجب الغيب ليضعوا حدّاً لاضطراب العالم ويحملوه بعيداً عن حافّة الفناء النووي ويصحّحوا مسارات الوعي العالمي المتصادمة ( اختلال العالم) ويضعوها على مسار وحيد للعداوة وهو عداوة الموت تمجيداً لقيمة الحياة ويقدّمون دليلهم على ذلك بإحضارهم المُستشفيات العائمة والتي رسا بعضها على جزر الأرخبيل وفي مواضع عديدة من العالم ، حيث يصنعون فيها المعجزات بفعل المستوى العِلمي والطبّي المتطوّر جدّاً الذي بلغوه، وقدرتهم بالتالي على شفاء سائر الأمراض والأوجاع والعجز والشيخوخة والدنف ، وكذلك يرد وصفهم في الرواية على لسان أحدى الشخصيات بأنّهم ( أقل وحشية منا، وأكثر موثوقية، وأكثر احتراماً لمصير الضعفاء. لكنهم أقوياء إلى درجة مثيرة للخوف) ويتضح أخيراً أنّ " أغاممنون " الصديق المشترك لألكسندر وإيف والذي يبدو أنّه كان متواجد طوال الوقت في الأرخبيل على أنّه عين راصدة ومنتميّة لهذه المجموعة المعجزة، وهنا يمكننا أن نعرض بضعة سمات في هذه المجموعة رسمها أمين معلوف مثل كاريزما للمنقذين غير المتوقّعين:
- تعيينهم في الرواية على أنّهم أصدقاء (أمبادوقليس)الفيلسوف اليوناني الذي عاش في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد وهو من ترتبط باسمه في تاريخ الاغريق فلسفة وجود قوى أطلق عليها الحب والبغض كسبب لتمازج العناصر أو انفصالها عن بعضها ،وكان يؤمن بتناسخ الأرواح ، وعلمه الواسع وخبرته بشفاء الأمراض ومنع الأوبئة
- تسمية أفراد المجموعة الخارقة وبعض شخصات الرواية بأسماء إغريقيّة ( أغاممنون ، ألكترا ، ديموستين ، الطبيب بوزانياس ) وفي ذلك تكريس للمرجعيّة " الإمبادوقليسيّة" الناجية دائماً من بين أنقاض العقليّة الإغريقيّة .
- هذه المجموعة تمتلك قوى خارقة لا يمكن مواجهتها ، وهم يختفون ويظهرون كيف ومتى ما شاؤوا ولهم القدرة على شلّ قوى العالم فضلاً عن قدرتهم على إحياء من ماتوا للتو ...
عبر هذه السمات فإنّ القارئ لن يجد كثير عناء في الوصول إلى مُقرّرات يزجّها المؤلّف في خضمّ الرويّ الدراماتيكي وسياقات التحاور بين ممثلي العالم المتهالك الموشك على الفناء النووي و الفئة الناجية المنقذة المعجزة ، فتتموضع فيه التأويلات والإحالات الاستدلاليّة في محيط دائرة مركزها يُبنى على أساس العودة إلى المرجعيّة " الإمبادوقليسيّة" وهي فلسفة تركّز على العلاقة الوثيقة بين الحبّ والكراهيّة وقيمة العلوم وتطوّرها في المجتمع أضف إلى ذلك أنّ أمبادوقليس عُرفَ سياسيّاً محنّكاً ومناضلاً نصيراً للديموقراطيّة والمساواة
وقد بدا أمين معلوف ملقّناً يقسو على فنّ الرواية المعاصرة في فرض هذا الخيار كخاتمة للرواية في زفرة أخيرة ثمثّلاً لخلفيّته التنظيريّة الأكاديميّة ، فها هي ألكترا ملكة أولئك القوم المنقذين المعجزين تخاطب الشعب الأمريكي بقولها :
"الموتُ فحسب؛ إنّه العدوّ الوحيد الذي يستحقّ أن يُحارب وأن يُطارَد وأن يُقهَر. فهل أنتم جاهزون لإعادة ترتيب أولويّاتكم، ولفتْح صفحةٍ جديدة معنا وفي ما بينكم" !
ختاماً:
ليس في الأمر جديدٌ على فنّ الرواية ما تقدّمه " أخوتنا الغرباء" فقد طرح "ريتشارد سانت جيليه" نظريّة التداخل القصصيّ ليولد حديثاً مصطلح الرواية المتنقّلة بالاتكّاء على مفهوم الخيال المتحوّل، وهو يقوم على التداخل بين الروايات التي يرتبط بها نصان، لنفس المؤلف أو لمؤلفين مختلفين سواء من خلال إعادة إحياء نفس الشخصيات، أو استمرار حبكة سابقة، أو مشاركة نفس الكون الخيالي من الأفلام والتلفزيون والقصص المصورة وما إلى ذلك في نطاقه وبالتالي يعمل النص كنص ثقافي وليس أدبيّاً فقط، معتمداً على ما يسميّه " الإمكانات الانتقالية للشخصية الخيالية" وهي تمثّل هجرة المعلومات بين الفضاءات السردية من نص إلى آخر وترتبط ارتباطًا وثيقًا بفكرة تعدي الحدود ، وهذا ما جسّده أمين معلوف في روايته حيث أنّ سيناريوهات أفلام الخيالي العلمي التي صوّرت أفلاماً في هوليود عديدة ، تلك التي تقوم على معجزة الفئة الناجية التي طورت علوم الطبّ والاستشفاء وأنقذت العالم ، وقد تمّ استعارة هذا الكون الخيالي منها في "إخوتنا الغرباء " والتسريد عليه وزجّه في بطانة سرديّة مضافة على نسخته الأصليّة ،ولعلّه تمّ بأداءٍ فنيٍّ مارسته باقتدار ملكة أمين معلوف الروائيّة لولا أنّه هدم فوق رأس فنّ الرواية المعاصرة أعلى سقفٍ وصلت إليه والذي يعرف بالكتابة الصامتة ( التي تضع نفسها في وسط الصراخ والأحكام من دون أن تُشارك أيّاً منهما ) ، شخصية مثل أمين معلوف يحقّ لها أن تهدم أيّ سقف تراه أو أن تتجاوز أيّة مُحدّدات، هذا صحيح ومنطقي ولكن نقبل بذلك حين يكون في سبيل الحصول على نسخة لرواية على الأقل تفارق بمعاصرتها التلقينَ النمطيَّ الإصلاحيَّ، فهذا التلقين أمام ماكينة الاستهلاكيّة المدمّرة وطغيان الفردانيّة في هذه الآونة من حياة المجتمعات لا يعدو كونه نكتة من الماضي ، وبالنتيجة يبدو أنّنا حصلنا على حكاية طويلة من حكايات النوم في حين أنّ الهزيمة تقف على أبوابنا والحل المطروح في الحكاية بدهيّ ولكنّه مهزومٌ سلفاً حين يبدو معجزة كتلك التي عادة ما تختتم بها شهرزاد حكاياتها لتنجو بحياتها من جبروت سلطانها ، إذن ماهو الأكثر إلحاحاً علينا من التلقين الإصلاحي يمكن أن نتلقّفه في رواية معاصرة ؟
ربّما كان موفّقاً ألبرت كامو في هذا السياق حين قال :
(( لاشكّ أن كلّ جيل يشعر أنّه مدعوٌ لإصلاح العالم ، ولكن برأيي يصعب إصلاحه ، ولكن مهمّته الأكبر تتمثل في منع العالم أوّلاً من تدمير نفسه )) ولعلّ هذا المنع يحتاج إلى أصبع روايةٍ جريء يشير إلى مؤسسّة بعينها تدير توحّش العالم لا أن يحمّل الوعي الجمعي العالميّ مسؤوليّة الفشل في أن نتآلف ونعلي قيم الأخلاق والعلم .



#باسم_القاسم (هاشتاغ)       Bassem_Ahmad_Al_Kassem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاريزما العابر / محمّد ملص وقصاصات على الجدار
- غوايةُ المتبقّي /عن سيرةٌ أولى لحارس الأقداح
- في برزخ النثر/ أسامة إسبر والجسدانيّة
- - أشدّ بياضاً من البياض- محمّد عُضَيمة والقصيدة المؤسسة
- القدرة الأدبيّة -خليل صويلح في ناحيةُ الكلأ والماء
- - منامات صوفي - المشتَيهُ به وجماليات التشكيل
- - احتضار الفرس- محنة الصفح والماضي الذي لايمضي
- مناسِك الوحشة
- شطر اللهجة
- عن شعرية الكارثة - وطن الغريب جبينه - أحمد حافظ*
- احتفاليّة الفراغ - الأبوريا ومابعد الحداثة - عن رواية - عزلة ...
- كان كذلك منذ زمن بعيد
- الزاهد رِيوكان Ryōkan Taigu - باقة هايكو
- كما نحنُ
- إثنوغرافيا الرغبة / الجزيرة السوريّة - عن رواية - سيأتيك الغ ...
- قصيدة مسيّرة
- وطن بوك
- هايكو الرقّّة 4
- أوهامٌ ناعمة
- عن مقدّمة - مشروع ديوان الشعر العربي الجديد - ج الأخير - شعر ...


المزيد.....




- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم القاسم - شهرزاد الهزيمة / أمين معلوف وإخوتنا الغرباء