|
كيف نفهم السلام العادل في الشرق الاوسط
الناصر خشيني
الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ السابع من أكتوبر 2023 حيث كان طوفان الأقصى الذي كان رد فعل طبيعي من قوى المقاومة في فلسطين ومحور المقاومة مساندة لاهل غزة الذين تعرضوا لمجزرة رهيبة غير مسبوقة في التاريخ تقتيلا وحصارا وتجويعا وتدميرا لكل شيء يشير الى ابسط معاني الحياة من قبل الكيان الصهيوني بحيث كثيرا ما تطرح مسألة السلام العادل و الدائم في منطقة الشرق الأوسط و لكن هذه الأطروحات في معظمها مخادعة و مخاتلة و لا ترقى الى الحل النهائي و الشامل لمعضلة الشرق الأوسط و لا يمكن أن تنهي النزاع الدائر فيه منذ حوالي قرن من الزمان و ذلك أن الحلول المقدمة كلها في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب للأرض و المعتدي على الحقوق و نحن نعلم علم اليقين أن لكل مشكل حل صحيح واحد موضوعيا وأنه بنفس اليقين لا يمكن حله بغير ذلك الحل و بناء عليه اذا فهمنا قضية فلسطين فهما موضوعيا حقيقيا و بدون خداع أمكن حينئذ و فقط السير نحو الحل الموضوعي الصحيح و قد أشرت في مقال سابق بعنوان ..الصراع العربي الصهيوني و طبيعته .. وأكدت أنه صراع و جود لا صراع حدود بحيث ان الصهاينة الذين يحتلون أرض فلسطين بالقوة الغاشمة و تساعدهم في ذلك قوى دولية و اقليمية خوفا أو طمعا أو لحسابات سياسية و اقتصادية و لكنهم لم يضفوا على ذلك الاحتلال الشرعية أبدا. ونحن كأمة عربية أكثر من 90. /. من مواطنيها من المسلمين والبقية مسيحيون يتبعون في معظمهم الكنيسة الشرقية لا الغربية و هم أقرب ما يكونوا الى الاسلام من المسيحية بدليل اشتراكهم في الحروب الصليبية و حروب التحرير من الاستعمار الحديث الى جانب اخوانهم من المسلمين في الدفاع عن وطنهم وهذا الانتماء للاسلام حضاريا و قيميا يعني أنها 1 أمة مسالمة انسجاما مع مبادىء دينها و تاريخها يؤكد على هذه الحقيقة وأما الحروب التي خضناها عبر تاريخنا فلم تكن عدوانية استعمارية بل كانت دفاعية عن النفس وهذا أمر ثابت تاريخيا بحيث لم نأت بأفكار عدوانية كالاقطاع و الرأسمالية أو النازية أو الصهيونية فكلها مفردات من خارج أمتنا و قد اكتوينا بنيرانها و كنا ضحايا لها . 2 أمة مستعدة للدفاع عن نفسها الى أبعد الحدود والى آخر فرد فيها والى آخر قطرة دم وذلك أننا لا نظلم ولكن اذا ظلمنا فلن نسكت كما تفعل بعض الشعوب و من ذلك أن اليابانيين عندما أصيبوا بقنبلتين نوويتين أعلنوا الاستسلام و الهزيمة ومن ذلك الوقت و القوات الأمريكية تحتل بلدهم التي تعتبر تابعا ذليلا لأمريكا أما في العراق وأثناء الغزو الهمجي له سنة 2003 وفي عشرين يوما فقط سقط على العراق ما يعادل سبعين قنبلة نووية و لكن الشعب العراقي لم يستسلم و فرض على الأمريكان بعد ست سنوات و نيف من المقاومة الضارية الانكفاء الى مواقع خارج المدن بعد سلسلة الهزائم العسكرية و الأخلاقية و السياسية و الاعلامية التي وقعوا فيها وكان اقتصادهم يتهاوى و جنودهم ينتحرون فعلا على أسوار بغداد . وفي سنة 1982احتاحت العصابات الصهيونية لبنان و لكنها بفعل المقاومة انسحبت مدحورة سنة 2000 وأعادت عدوانها عليه سنة 2006 ولكنها انهزمت ولم تحقق شيئا على الاطلاق و حاولت أن تجرب حطها في أضعف الحلقات العربية و الاسلامية غزة المحاصرة و المجوعة ولكنها لاقت نفس المصير . وبناء عليه فان الوضع في الشرق الأوسط لن يستقر و لن تهدأ الأمور فيه مادام هناك احتلال للأرض وهناك ملايين من المهجرين من بيوتهم وأرضهم و ان معظمهم لا يبعدون عنها سوى مسافة ساعة أو ساعتين بالسيارة لأنهم يأملون العودة الى بيوتهم يوما ما . ان قضية فلسطين تكمن في بديهية واضحة تماما لا لبس فيها ولا تستحق جدلا كبيرا ببساطة هي قضية شعب اغتصبت أرضه بالقوة الغاشمة من قبل أناس اضطهدتهم أوروبا ومارست عليهم عنصريتها و استعلاءها و قهرتهم وأرادت أن تحل مشكلتهم على حسابنا فهذا لن يكون . الحل يكمن في عودة الصهاينة الى بلدانهم الأصلية التي انطلقوا منها للعدوان على فلسطين و احتلالها بدون وجه حق وخاصة أنهم لا يزالون يحتفظون بجنسياتهم الأصلية أما العرب منهم و الذين خانوا أمتهم المعتدى عليها فيمكن للأمة أن تتجاوز عنهم اذا قبلوا فورا و دون تأخير العودة الى مواطنهم الأصلية و لكن القيادات المجرمة في الكيان الصهيوني لا بد أن تحاسب على قدر اجرامها و تحاكم محاكمة عادلة أمام محكمة لجرائم الحرب. لابد من عودة اللاجئين الى ديارهم وتعويضهم عن سني العذاب و الحرمان وعلى أوروبا ان كانت ما تدعيه حقا من كونها تدافع عن حقوق الانسان و الديقراطية أن تساهم في هذا التعويض بقدر ما فعلت من مساندة غير مشروعة للكيان الصهيوني وأن تبادر فورا الى تسيير رحلات جوية لجلب رعاياها من فلسطين المحتلة . ضرورة انسحاب أمريكا فورا ودون تأخير من العراق وسوريا والأردن والخليج العربي و اعادة الأمور الى ماكان عليه الوضع قبل الغزو و الاعتذار للشعب العراقي و تعويضه عن كل خسائره . هذا هو السلام العادل و الشامل الذي يفهمه كل الأحرار و الشرفاء في العالم فضلا عن المثقفين العرب وقادة الرأي و المفكرين و حتى المواطن العادي لا يقبل أقل من هذا تحقيقا للسلام العادل و الدائم في الشرق الأوسط و بالتالي العالم ككل وهو الحد الأدنى الذي نقبل به و نعتبره المخرج الوحيد لكل القوى المتورطة في منطقتنا وكل الواهمين بأن الأمة العربية غير قادرة على فرض هذا الحل ولكن نقول لهؤلاء الواهمين ان الأمة العربي لها من امكانيات الصمود و المقاومة ولها من القدرات والامكانيات المادية و المعنوية و الحضارية و القيمية و التاريخية ما يجعلها قادرة ولو بعد حين الى ما تفرض به الحلول المثلى التي تتناسب مع ردع العدوان عنها و تحقيق كرامتها وعزتها المسلوبة و قادرة على الاسهام في التقدم البشري .
#الناصر_خشيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام و الدولة المدنية
-
هل يقرا عشاق البخاري كتابه الصحيح بشكل عقلاني
-
قراءة في كتاب إعلان النكير على المفتونين بالتصويرتأليف حمود
...
-
التفاسير عمل بشري يطغى عليه كل عوامل التاثير البشري الاية 24
...
-
صالح الفوزان وفضائح الفقه المعاصر من خلال كتابه الملخص الفقه
...
-
صحيح البخاري ودين بديل 5 بقلم الناصر خشيني
-
هل البنوك الاسلامية تابعة للنظام الراسمالي ومتحايلة على الشر
...
-
صحيح البخاري ودين بديل عن الاسلام 4 بقلم الناصر خشيني
-
صحيح البخاري ودين بديل عن الاسلام 3 الناصر خشيني
-
اختلاف الفقهاء في أقصى مدة الحمل غباء لا مبرر علمي له
-
ابن كثير ودلائل النبوة في البداية والنهاية وحشد الاساطير
-
صحيح البخاري ودين بديل عن الاسلام 1الناصر خشيني
-
تونس : وقائع اعتداء الأمنيين على مجاهد البكوش القومي التقدمي
...
-
تنقية التراث ثورة حقيقية
-
التراث بين التمجيد والفرز على ضوء العلم ومقاصد الشرع
-
تأثير التطرف الديني على حقوق الانسان
-
تونس في مفترق الطرق
-
الجدل حول ادراج اعتماد الشريعة الاسلامية في الدستور التونسي
-
فتوى التقدمية تدعو الى الثورة في الجزيرة العربية للخروج من ز
...
-
فتوى التقدمية تنسخ فتوى يوسف القرضاوي للناتو بقصف طرابلس ودم
...
المزيد.....
-
-كأنه منطقة حرب-.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطد
...
-
فيديو يُظهر ما يبدو لحظة اصطدام طائرة الركاب وهليكوبتر وسقوط
...
-
عربات طعام بنكهات أصيلة واستوديو متنقل..كيف جذب هذا الحي في
...
-
السعودية.. فيديو مخالف للآداب العامة يثير تفاعلا والداخلية ت
...
-
ترامب يعلق على الحادث الجوي المروع في واشنطن (فيديو)
-
زيلينسكي يحيي ذكرى الجنود الذين تصدوا للهجوم البلشفي في يناي
...
-
إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بـ16 تهمة
...
-
لحظة اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب قرب مطار رونال
...
-
-واتساب- يواجه في روسيا غرامة قدرها 18 مليون روبل
-
-ولادة عذرية- نادرة لسمكة قرش تثير حيرة العلماء
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|