أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - من أجل تحالف حركة مُقاطعة الكيان الصهيوني مع حركات النضال ضد الإمبريالية















المزيد.....


من أجل تحالف حركة مُقاطعة الكيان الصهيوني مع حركات النضال ضد الإمبريالية


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يُنفّذ الكيان الصّهيوني بُنُود اتفاقيات وقف إطلاق النّار في لبنان ( مواصلة القصف وقتل من يُحاول العودة إلى قرى الجنوب) وفي غزة، حيث بقي عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يريدون العودة إلى ديارهم في شمال غزة ( يوم الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2025) عالقين أمام نقاط العبور على طريق "صلاح الدّين" الرئيسي المُمتد من شمال إلى جنوب غزة، وعلى الطريق السّاحلي، بعد اكتمال ثاني عملية تبادل للرهائن، وأطْلق الجنود الصّهاينة النّار على الفلسطينيين فقتلوا شخصًا واحدًا على الأقل وجرحوا ما لا يقل عن 15 آخرين، لِمَنْعِ الناس من الاقتراب، وتدعم الولايات المتحدة هذه الهمجية الصهيونية بواسطة "ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط"، ويدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ( كما سَلَفُهُ جوزيف بايدن ) الكيان الصهيوني ويأمر مَصْر والأردن باستقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، أي المُشاركة في عملية تهجير الفلسطينيين من وطنهم، وأهملَ الرئيس الأمريكي أي حديث عن إعادة الإعمار، ومع ذلك يحظى الكيان الصهيوني بدعم القوى الإمبريالية وإعلامها، ومن الضّروري تكثيف عمل التّقدّميين في العالم من أجل فضح هذا التّواطؤ بين الإمبريالية والكيان الصهيوني والأنظمة والقوى الرّجعية العربية، وتُشكل حركة المقاطعة إحدى الوسائل التي تتماشى مع الوضع في "الغرب"، لكن لا بدّ من تطوير أهداف الحركة، بعد مجازر الإبادة وتوسيع المجازر إلى لبنان وسوريا واليمن وغيرها...

مقاطعة:
تكثفت حركة مُقاطعة الشركات والعلامات التجارية الدّاعمة للكيان الصهيوني، منذ العدوان على فلسْطِينِيِّي غزة، وشملت علامة كارفور ( ثاني أكبر شركة عالمية لتجارة التجزئة، بعد وولمارت الأمريكية) وماكدونالدز ( التي تُقدّم آلاف الوجبات اليومية المجانية لجنود الجيش الصهيوني وتمنع عمالها في فلسطين المحتلة من التّحدّث باللغة العربية) وبوما و لاكوست ( وهما شركتان للملابس والتجهيزات الرياضية) وكوكا كولا ودانون ونستله وستاربكس وكنتاكي ولوريال ( مواد التجميل والعطور والعناية بالبُشرة) وديزني وشركة مستحضرات التجميل (ل Ahava ) ومصرف ( Axa ) وشركة الحواسيب (HP ) أو كيتر (شركة مصنعة للمنتجات الاستهلاكية المنزلية ومنتجات الحدائق)، أو سوداستريم وتيفا ومهادرين ( تاجر الجملة للفواكه والخضروات ) وغيرها من العلامات التجارية التي تم استهدافها بسبب دعمها للجيش الصهيوني أو بسبب دورها في الاستعمار الإستيطاني في فلسطين، وهذه عيّنات من الأعمال العدوانية لبعض هذه الشركات، فقد تم تصنيف شركة لاكوست للأزياء الفاخرة كأحد كبار المُتبرّعين للكيان الصهيوني وللمنظمات الصهيونية ومن الدّاعمين لإنشاء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية والقدس، ومنعت الفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور من عرض أعمالها سنة 2011، وتم إلغاء مُشاركتها لنَيْل جائزة ( Lacoste Elysée ) المرموقة في التصوير الفوتوغرافي، وكانت شركة لاكوست ترعى "متحف الإليزيه" في لوزان بسويسرا، الذي يدير الجائزة، وأصْدَرَ متحف الإليزيه بيانًا صحفيًّا بشأن تعليق المُسابقة بسبب "سحب مشاركة لاريسا صنصور من جائزة لاكوست إليزيه تحت ضغط من الراعي شركة لاكوست، في حين كانت لاريسا صنصور إحدى المُرَشّحات للجائزة لجودة عملها الفَنِّي"، وقدّم متحف الإليزيه عرضًا للفنانة الفلسطينية بإقامة معرض لأعمالها الفنية في منتدى آخر، تعبيرًا عن دَعْمِها والتّضامن معها
استهدفت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS )، منذ سنة 2018، شركة بوما الألمانية للملابس والتّجهيزات الرياضية "لتواطؤها مع نظام الاستعمار والفصل العنصري" الصهيوني، ورعايتها معرض (IFA ) وأسفرت الحملة عن إجبار نادي قَطَر الرياضي وكذلك نادي ماليزي ونادي تشيسترعلى عدم تجديد عقود الرعاية مع شركة بوما بسبب تعاقدها مع موزع صهيوني لِبَيْعِ منتجاتها في المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة...
نظمت حركة المقاطعة خلال شهرأيلول/سبتمبر 2021، أنشطة في أكثر من خمسين مدينة حول العالم للضغط على شركة بوما لإنهاء رعايتها للإتحاد الدّولي لكرة القدم (فيفا) وأدّى الضّغط إلى إعلان الشركة عدم تجديد الرعاية والشراكات مع الكيان الصهيوني...
تُعَدُّ كارفور، ثاني أكبر شركة عالمية لتجارة التّجزئة ( بعد وولمارت)، إحدى الشركات الدّاعمة للكيان الصهيوني والمتواجدة بقوة في العديد من البلدان العربية، وتعرضت لحملة مقاطعة دولية لتَواطُئها مع دولة الإحتلال، حيث تمتلك 150 متجرًا في فلسطين المحتلة وفتحت فروعًا في المستعمرات الإستيطانية، ولدعمها السياسي لقادة الإحتلال، فقد استقبل بنيامين نتن ياهو، بعد عدوان سنة 2023، الرئيس التنفيذي لشركة كارفور فرنسا "ألكسندر بومبارد" الذي أصْدَرَ أمْرًا بتقديم طرود غذائية على نطاق واسع لجنود الجيش الصهيوني إبّانَ ارتكابهم مجازر الإبادة في غزة وفي لبنان، وتُنَكّل قوات الأمن الفرنسية بالمشاركين في عمليات المقاطعة، من خلال عمليات التفتيش والإستفزاز عند مداخل متاجر كارفور...

مقاومة الكيان الصهيوني = مقاومة الإمبريالية الأمريكية
تُلخّص مقولة ألكسندر هيغ، وزير الخارجية الأميركي، خلال فترة رئاسة ريتشارد نيكسون العلاقة بين الإمبريالية الأمريكية والكيان الصّهيوني: "إن إسرائيل هي أكبر حاملة طائرات أمريكية في العالم، والتي لا يمكن إغراقها، والتي لا تحمل جنديًا أمريكيًا واحدًا، وهي تقع في منطقة حساسة للأمن القومي الأمريكي".
أثارت حرب الإبادة الجماعية في غزة موجة من الاحتجاجات في الشوارع والجامعات في جميع أنحاء العالم، وفي أماكن العمل، حيث تم إغلاق بعض الموانئ ومصانع الأسلحة والمعارض والملاعب التي استقبلت رياضيين صهاينة، وأعاد هذا العدوان إلى الواجهة النقاش حول طبيعة الصهيونية وحول النّكبة وعدم شرعية الكيان الصهيوني في أي شبر من فلسطين، وتعزز الإهتمام بقضية الشعب الفلسطيني ودعمها رغم قمع حرية الرّأي والتّعبير ورغم الإعتقالات والمحاكمات في أوروبا وأمريكا الشمالية وفي بعض البلدان العربية، وظَهَر بجلاء الدّعم الإمبريالي والرّجعي للإستعمار الإستيطاني الصهيوني وللإبادة الجماعية في قطاع غزة وخارجه.
رغم تَطَوُّر الوعي بقي التضامن مع الشعب الفلسطيني مُقتصرًا على الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى الجانب الإنساني وانتهاكات القانون الدّولي وحقوق الإنسان، ورغم إيجابيات هذا التّطوّر فإنه يتجنّب الخوض في الجوانب العقائدية للصهيونية ولا يَتمّ اعتبار قضية فلسطين قضية تحرّر وطني من استعمار استيطاني أشدَّ وَطْأَةً من الإستعمار التّقليدي، لأنه ينكر وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه وحضارته وثقافته ولُغته الخ
في المقابل دعمت الإمبريالية بشكل ثابت ومُطلق الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والإعلام بهدف السيطرة على منطقة فلسطين وما حولها ( والوطن العربي من الأطلسي إلى الخليج) التي تزخر بالموارد والمواد الخام والمحروقات وتتمتع بموقع استراتيجي بين ثلاث قارات ( آسيا وإفريقيا وأوروبا) ويُشكل وجود الكيان الصهيوني ضامنًا لتقسيم هذه المنطقة ولعدم اتحادها لصالح الشُّعُوب، وحارسًا لمصالح الإمبريالية، وخصوصًا الإمبريالية الأمريكية القوة السياسية والإقتصادية والعقائدية والإعلامية المُهَيْمِنة على الرأسمالية العالمية، خصوصًا منذ انهيار الإتحاد السّوفييتي، ولعب النّفط الخليجي ( والحُكّام المحلّيّين) دورًا هامًّا في تعزيز الهيمنة الأمريكية وإضعاف صمود الشعب الفلسطيني والشّعوب العربية، حيث يُمثل حوالي 40% من الاحتياطيات النفطية العالمية، وهو منخفض التّكلفة وعلى مقربة من أوروبا، أكبر مُستورد لنفط "الشرق الأوسط"، ونظرًا للهيمنة الإمبريالية ولتواطؤ الحُكّام العملاء، لم تُؤَدِّ عائدات النّفط إلى الإستثمار لتطوير الصناعة والزراعة والإستثمار في التعليم والتكنولوجيا البحث العلمي وصناعة الأدوية، ولا تزال بعض الشركات الأجنبية العابرة للقارات – خصوصًا أمريكية المَنْشَأ - تُسيطر على إنتاج النفط وعلى البُنية التّحتية في المنطقة وعلى شحنه وتصفيته وبَيْعِهِ، بتواطؤ من الحُكّام المُرْتَشِين المدعومين من نفس القوى الإمبريالية التي تدعم الإستعمار الإستيطاني الصّهيوني والتي صَمّمت مخطّطات تقسيم الوطن العربي وتفتيته منذ مؤتمر برلين بنهاية القرن التاسع عشر واتفاق "سايكس/بيكو" سنة 1916 ووعد بلفور سنة 1917 إلى الإطاحة بالأنظمة التي لا تخضع تمامًا للهيمنة الكاملة (مصر أولا من خلال التّطبيع ثم العراق وليبيا وسوريا...) وبذلك تم إضعاف كافة أشكال المُقاومة في الوطن العربي، وفي فلسطين بشكل خاص، بعد القضاء على القوى التي تدعم المقاومة ليبقى الكيان الصهيوني قاعدةً وحصْنًا ومحمية للإمبريالية وخصوصًا الإمبريالية الأمريكية التي يمكنها استخدام الكيان ضد الوطن العربي وضد إيران وضد روسيا ( في أوكرانيا أو في أذربيجان والشيشان...) وضدّ الصين ( في الهند وفي شمال غربي البلاد)، كما يحتل الكيان الصهيوني مكانة خاصّة في الولايات المتحدة لأنه نشأ كمُستعمَرَة استيطانية قامت على إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني والإستيلاء على وطنه وممتلكاته، شبيهة بالمستعمرات الإستيطانية الأوروبية في أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا، حيث يستفيد المُستوطنون من إبادة وتهجير واضطهاد الشعوب الأصلية، ولذلك ترعى الولايات المتحدة الكيان الصهيوني وتحميه وتدعمه بشكل مُطْلق، ولم يكن مُمْكِنًا للكيان الصهيوني خوض حرب عدوانية على عدّة جبهات طيلة أكثر من خمسة عشر شهرًا دون الدّعم الأمريكي والألماني والبريطاني والأوروبي غير المحدود، مالِيًّا وعسكريًّا وإعلاميًّا

الإندماج المُهَيْمن للكيان الصّهيوني
شكّل انسحاب مصر من المُواجهة وتوقيع معاهدة كمب ديفيد ضربة قوية للشعب الفلسطيني، تلاها القضاء على المقاومة الفلسطينية في لبنان والتّطبيع الرّسمي الأردني ثم مفاهمات أوسلو، وصولا إلى التّطبيع الجماعي للأنظمة العربية (بدرجات متفاوتة) والدّعم العلني للكيان الصهيوني من قِبَل الأنظمة الرجعية العربية من المغرب إلى الإمارات، وأسفرت هذه الحقبة عن ارتكاب مجازر ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني، واحتلال أجزاء إضافية من سوريا التي أصبحت تحت الوصاية التركية والأمريكية والصهيونية، فيما تُعيد الولايات المتحدة ضَخّ جزء من دولارات النفط الخليجي في اقتصاد الكيان الصهيوني وفي تسليح جيش الإحتلال، ونجحت بذلك الإستراتيجية الأمريكية في جعل الخليج أكبر مُصدّر للنفط والغاز، وأكبر سوق للأسلحة في العالم، وبذلك تم توجيه عائدات النفط الخليجي إلى الأسواق المالية وإلى مجمعات الصناعة العسكرية الأمريكية، ليكون دَوْر دُويلات الخليج (بقيادة السعودية وقَطَر والإمارات) مُكمِّلاً للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة التي تسعى إلى رَبْط الخليج بالهند لمحاربة النّفوذ الصّيني ومبادرة طريق الحرير الجديدة ( الحزام والطّريق) وهو مخطط يُدْمِج الكيان الصهيوني في اقتصاد المشرق العربي وتطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية والدبلوماسية مع الدول العربية، ووضْع حدٍّ للمقاطعة العربية الرسمية، وهو هدف صهيوني/أمريكي يهدف تغلغل الكيان الصهيوني في الدّول وخصوصًا في المجتمعات العربية من خلال الإستثمار والتجارة والسّياحة والإعلام، حيث دشّنت شبكات الجزيرة القَطَرية ثم العربية وسكاي نيوز عربي وغيرها ترويج دعاية العَدُو في كل البُيُوت العربية...
شكّل العدوان الوحشي والإبادة الجماعية سنتَيْ 2023 و 2024، انتكاسة لعملية التّطبيع، ولذا وجب استغلالها وتوسيع الدّعاية والإعلام لتتحول عملية المُقاطعة إلى مُقاومة الإمبريالية بصفتها الدّاعم الأساسي والرّاعي للصهيونية وللكيان الصهيوني برُمّته ( وليس لحكومة صهيونية تُوصَفُ باليمينية المتطرفة ) مع تكثيف حركة المقاطعة لتشمل الجامعات ومراكز البحث والشركات والموانئ البحرية والجويّة بهدف خَنْق الإقتصاد الصّهيوني ككل وليس اقتصاد بعض المُستوطنات التي يُسميها البعض "غير شرعية"، وكأن استعمار أراضي فلسطين سنة 1948 و 1967 كان "شرعيا"، وإلغاء عقود الشّراكة ( مع الإتحاد الأوروبي ومع أمريكا الشمالية على سبيل المثال، والتي تعفي الإنتاج الصهيوني من الرّسُوم الجمركية ) ومنع الإنتاج الصهيوني ( وكذلك الوُفود والبعثات ) من الوُصول إلى أسواق العالم وحظْر المُشاركة الصّهيونية في المَعارض والتّظاهرات الإقتصادية والثقافية والرّياضية، كما وجب إفشال المبادرة الأمريكية المُسمّاة "مبادرة منطقة التجارة الحرة في الشرق الأوسط (MEFTA) التي تهدف (منذ 2003، سنة احتلال العراق) إلى إنشاء منطقة تجارة حرة تغطي المشرق العربي بأكمله بهدف تَيْسِير اندماج الإقتصاد الصهيوني في الأسواق العربية، ونجحت الولايات المتحدة في إبرام خمس اتفاقيات تجارة حرة مع الكيان الصهيوني والبحرين والمغرب والأردن وعُمَان، كما يهدف هذا المخطط – من خلال التطبيع الإقتصادي - إلى التّطبيع السياسي، وهو الأمر الذي حصل في الضّفّة الغربية حيث أصبحت "سلطة أوسلو" تُدِير بعض شؤون الضفة الغربية نيابة عن الكيان الصهيوني وتحت إشرافه، بتمويل من الإمبريالية الأوروبية والأمريكية، مما سَمِح بتوسّع قياسي للإستعمار الإستيطاني في الضفة الغربية، وارتفاع مساحات الأراضي المُصادَرَة، وزيادة الحواجز والعراقيل والقُيُود على حركة الفلسطينيين، وشكّلت مُفاهمات أوسلو ذريعةً لاعتراف معظم دول إفريقيا وأوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية وآسيا بالكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات معه، فضلا عن الأنظمة العربية...

خاتمة - آفاق
وجب استغلال نقاط ضعف العدو إذ يُصنف في المرتبة الثالثة عشر ضمن أقوى اقتصادات العالم ( حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي)، لكنه أكبر متلقي تراكمي للمساعدات الخارجية الأمريكية في العالم، وحصل الكيان الصهيوني سنة 2021 – خلال فترة رئاسة ترامب الأولى - على أعلى تمويل عسكري أمريكي يفوق الدعم العسكري الأمريكي لجميع الدول الأخرى مجتمعة، ويحظى بدعم الحِزْبَيْن الدّيمقراطي والجمهوري الأمريكِيّين ودعم الأحزاب الرئيسية البريطانية والفرنسية وكافة الأحزاب الألمانية الخ، وحصل خلال عدوان 2023 - 2025 على دعم مالي وعسكري وإعلامي وسياسي ودبلوماسي أمريكي وأوروبي غير مسبوق، مما يُوضّح العلاقة العُضْوية – عكس العلاقة التكتيكية أو العَرَضِيّة - بين الكيان الصهيوني والإمبريالية والدّور الوظيفي للعدو في الوطن العربي وآسيا الغربية والوُسطى وإفريقيا وعلى السّاحة الدّولية، ومن شأن هذا الوُضُوح أن يُيَسِّر الدّعاية السياسية ضدّ الإمبريالية التي تُزوّد الكيان الصهيوني بالمال والسّلاح وتفرض التّقشف والبطالة والفقر على مواطنيها. أما في الوطن العربي فإن عائدات المحروقات المُقوّمة بالدّولار تبقى في المصارف الأمريكية وتُساهم في ازدهار المُجَمّع الصناعي العسكري الأمريكي ولا يتم استثمارها في الوطن العربي ( ولا في دعم الشعب الفلسطيني) في إحدى أغنى مناطق العالم التي أصبحت تضم أكبر نسبة من المُعطّلين عن العمل ومن الفُقراء والأُمِّيِّين وهي الأكثر تفاوتا اقتصاديا، مما يُيَسِّرُ إدماج النضال من أجل تحرير فلسطين بالنضالات السياسية والإجتماعية المحلية وبالنضال ضد الإمبريالية – التي تنهب الموارد وتدعم الكيان الصهيوني – وضدّ الأنظمة العربية التي تُيَسِّرُ هيمنة الإمبريالية والكيان الصّهيوني، من خلال اتفاقيات أبراهام ومن خلال العلاقات الدّبلوماسية مع دول تمثل حوالي 40% من مواطني الوطن العربي، وتعزيز العلاقات التجارية بين الكيان الصهيوني ومصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب وغيرها من الأنظمة التي قد تُشارك في تنفيذ الخطة الأمريكية لإنشاء قوة عربية متعددة الجنسيات لإدارة قطاع غزة بالوكالة عن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني...
يمكن للقوى المناهضة للتطبيع والدّاعمة للشعب الفلسطيني استغلال تراجع الهيمنة الأمريكية في العالم واستغلال الصّمود الفلسطيني والعربي – رغم الدّعم غير المسبوق للعدوان الصهيوني – واستغلال هبّة الشباب الأوروبي والأمريكي، لتصعيد النّضال ضدّ ثالوث الأعداء: الإمبريالية والصّهيونية والأنظمة العربية وتجاوز النّضال الجُزْئي ( ضدّ الجدار أو المستوطنات المُسماة "بُؤَر غير شرعية" أو القدس كجزء معزول من فلسطين) إلى النضال من أجل تحرير فلسطين ضمن النّضال ضدّ الرأسمالية في مرحلة الإمبريالية، ليندمج النّضال من أجل فلسطين في النّضال من أجل مُستقبل أَفْضَل لكادحي وشعوب العالم...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثّامن بعد المائة، بتاريخ الخ ...
- الجزائر ، باسم -البراغماتية-
- دونالد ترامب رَمْز الغَطْرَسَة الأمريكية المُكَثَّفَة
- غزّة - تدمير المَوْرُوث الحضاري والثّقافي
- فلسطين – نهاية جولة، في انتظار القادمة
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع بعد المائة، بتاريخ الث ...
- عَسْكَرَة الدّبلوماسية الأمريكية
- الذّكرى السنوية العاشرة لوفاة الكاتب الإشتراكي مايك ماركوسي
- التمويل الأمريكي بَوّابة الإنقلابات -الخشنة- أو -النّاعمة-
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس بعد المائة، بتاريخ الح ...
- نماذج من الخلاف بين تَقَدُّمِيِّي -المركز- و -المُحيط-
- بَعْضُ تداعيات انهيار النظام في سوريا
- صناعة الرّقائق والحرب التكنولوجية والإيديولوجية
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس بعد المائة، بتاريخ الرا ...
- اليمن في مُخطّط -الشّرق الأوسط الكبير-
- أوروبا- زيادة الإنفاق العسكري وتمويل احتلال فلسطين
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرَّابَع بعد المائة، بتاريخ ا ...
- سوريا في خِضَمّ الصّراعات الدّولية *
- قناة بَنَما نموذج من -الإستعمار الجديد-
- ألمانيا مِرْآة لوضع الإتحاد الأوروبي


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - من أجل تحالف حركة مُقاطعة الكيان الصهيوني مع حركات النضال ضد الإمبريالية