كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 10:47
المحور:
المجتمع المدني
قد تظن انه يكرهونك بلا سبب، وربما تعتقد ان كراهيتهم لك تعزى إلى مواقف سابقة. أو لأسباب طائفية أو عرقية أو مناطقية. واحيانا تراجع نفسك فتكتشف انك لم تكن سيئا معهم، ولا مع السائرين في ركابهم. .
الحقيقة أنهم يكرهونك لبعض الخصال والمواهب والمزايا التي تمتلكها، والتي ربما لا تخطر على بالك أنت. .
فهم يكرهونك عندما يرونك تتحرك خارج سيطرتهم، أو لأنك غير خاضع لهم، أو لأنهم غير قادرين على التحكم بنشاطاتك. يريدونك عبدا ذليلا مطيعا تأتمر بأوامرهم. .
احيانا يكرهونك بسبب شخصيتك القوية، لأن قوتك تذكرهم بضعفهم، وتذكرهم بتدني مستوياتهم الفكرية والعلمية والسياسية. وربما لأنك تتمتع بالقبول والوجاهة بين الناس. .
لكن عداوتهم تتصاعد وتتعاظم عندما يرون فيك الجرأة على مواجهتهم ودحض افكارهم والاعتراض عليهم أو على مشاريعهم النفعية. .
أما إذا كنت من الوطنيين المتعففين، ولا شغل لك بالمكاسب والغنائم والأرباح والفوائد والصفقات المشبوهة، فتوقع منهم المكائد والدسائس والدعاوى الكيدية، وقد ينتهي بك الحال منفيا وراء الشمس. .
وبالتالي لا يحق لك الإعلان عن مبادئك وتطلعاتك المستقبلية، فهذا يعني انك دخلت حلبة التنافس واعلنت الحرب عليهم، حتى لو لم تكن تقصد الإساءة. .
هكذا يفكرون، وهكذا يتحسسون من كل مفكر ومثقف وعالم وموهوب وقائد. .
وأكثرهم لؤما وخبثا أولئك الذين لا يستطيعون مجاراتك فيشوهون سمعتك بالأكاذيب الملفقة، والاتهامات الباطلة. .
كن على يقين: انك لو قرأت ألف كتاب، وصاحبت ألف حكيم، والتحقت بمليون جامعة، وحصلت على مليون شهادة، فسوف يعلنون عليك الحرب ويرجمونك بكل القاصفات لمجرد انك لا تنتمي اليهم. .
لن يتوقف عن كراهيتك دون سبب ذاك الذي كلما نظر اليك تذكر ما ينقصه، ولن تستطيع تغيير نظرته اليك، ولكن يمكنك تغيير الجماعات القريبين منك. .
كلمة اخيرة: نحن لسنا أغبياء ولا ضعفاء. بل أقوياء لدرجة أننا نستطيع الاستغناء عن اصحاب الوجوه الملونة. ولدينا قوة هائلة في إظهار ضعفهم، وفي التحرر من قيودهم. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟