أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - في معنى متاع الغرور














المزيد.....


في معنى متاع الغرور


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 00:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


معنى المتاع في اللغة هو ما يستمتع بع الإنسان ليسد حاجته الملحة وأحيانا تمتد المتوعية والإمتاع إلى أبعد من الحاجة إلى ما هو بمنزلة الترف (استمتعَ بـ يستمتع، استمتاعًا، فهو مُستمتِع، والمفعول مُستمتَعٌ به، المَتَاعُ هو جمع أَمْتِعَةٌ وجذرها [م ت ع] بمعنى كلُّ ما يُنْتفع به ويُرغب في اقتنائه، كالطَّعام، وأَثاث البيت، والسِّلعة، والأداة، والمال، وفي الذكر أيضا ورد متاع في سورة يوسف {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا}، وأصل كلمة الاسم (مَتَاعٌ) في صورة مفرد مذكر وجذرها (متع) وجذعها (متاع))، فالمتاع هو ما يريده ويحتاجه الإنسان من لوازم يسد بها حاجته فتستهلك بها ولا يبقى منها شيء، لذا فهي مؤقتة ترتبط بما يستجد من حاجات أو تلبيها، فتذهب معها فهي دوما زائلة فانية، كذلك الحياة هي عبارة عن متاع الإنسان ليقضي بها مدة بقاءه في الأرض ثم يتركها عندما تنتهي مهلته فلم تعد باقية له ولا يحتاجها بعد الرحيل، هذه الحياة فيها عمل ولهو ولعب وزينة وتفاخر بالأموال والأنفس، هذه لها أجل تنتهي وتزول ويبقى إثمها وجريرتها إن كانت تمنع الإنسان من ذكر الله، ولكن أيضا في هذه المتعة عمل صالح والإيمان وذكر وتقوى وخشية، هذه لا تزول ولا تنتهي لأنها تبقى عند الله لأنها كانت أصر من أجل الله {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}، فمتاع الحياة الدنيا تشبيها بالزرع فكله يخضع لنفس قواعد الإنبات والنمو والحصاد، فمنه لا ينفع فيذهب هباء بعد أن نبت وعاش وأستوى، ومنه ما ينفع الناس ليشكل لهم نفعا ويشكل لهم دورة حياة قادمة ستنفعهم في الموسم القادم {ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ (20)}، فهذا المتاع الذي يسميه الله بمتاع الغرور ليقول أن هذا المتاع هو نعيم وقتي يغر الإنسان وقد يسحبه إلى مالا يريد الله منه في الحياة الدنيا أصلا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فمعنى غُرُور هو(أي انخداع المرء بنفسه وإعجابه بها ورضاه عنها، أباطيل، تكبّر واختيال، وكلّ ما يمنِّيهم الشيطان من أماني وأحلام ووساوس إنَّما هو خداع وباطل غير دائم ولا ينفع)، ولينقذ الله الإنسان من حالة الغرور هذه فهو يدعوه للمسارعة قبل أنتهاء متاعه في الحياة الدنيا إلى المغفرة التي تقوده لجنة عرضها السموات والأرض أعدها الله لمن يتقيه ويبعد عن طريق الشيطان {سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ (21)}، وللتأكيد على ما قلنا في موضوع الزمكان عند الله، فهو قد أحصى كل شيء حصل خيرا أو شرا في كتاب الوجود عنده، ليس من باب أنه قدرها عليهم فيظلمهم بها، بل لأنه أبصرها وشاهدها تحصل منا في زمنه قبل أن يبرأها أي قبل أن يطلقها تتحرك لا في زمننا، فهو عالم بما نحن فيه ويعلم من أهتدى ومن ضل، هذا الخبر من الله بعلمه السابق يظهره لنا لكي لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما أتنال لأننا لا يمكن أننفعل بالحقيقة إلا ما فعلناه عندما شاهدنا الله في زمكانه الخاص {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ (22) لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ (23) ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ (24)}، فمن بخل فقد بخل على نفسه ومن منع الناس ان تجود ودها الناس للبخل فقد نال الإثمين معا دون أن ينقص من أثم البخلاء ولن يضر الله شيئا والله الرزاق ذو القوة المتين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا أحب الله ربي
- أهمية السياق التأريخي في دراسة الحديث والرواية 4
- أهمية السياق التأريخي في دراسة الحديث والرواية 3
- أهمية السياق التأريخي في دراسة الحديث والرواية 2
- أهمية السياق التأريخي في دراسة الحديث والرواية
- في معنى الحديث والرواية ح 2
- في معنى الحديث والرواية ح 1
- الحديث والرواية في ميزان النقد....ما يسمى بالحديث النبوي أنم ...
- في تدبر سورة الصمد
- في تدبر سورة القدر
- في تدبر سورة الشمس
- عالم ما بعد الأممية
- رديها
- الكتاب المبين وكتاب مبين دلالات ومقاصد
- لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ¯ ...
- تدبر سورة الزمر
- اسماعيل الذبيح
- تدبير سورة يس
- فاطر السموات والأرض
- رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ


المزيد.....




- استعدادًا لـ-مهرجان الربيع-.. شاهد كيف تزيّنت الصين بأضواء س ...
- لوكاشينكو يحقق فوزًا كاسحًا في انتخابات بيلاروسيا وسط انتقاد ...
- ما مدى نجاح اتفاقيتي وقف إطلاق النار بلبنان وغزة مع إسرائيل؟ ...
- الصليب الأحمر يشدد على حماية المرافق الحيوية في السودان
- مصر.. تحرك عاجل في مجلس النواب بعد تصريحات ترامب بشأن تهجير ...
- رئيس وزراء أوكراني سابق: زيلينسكي مثال نموذجي للإدارة الاستع ...
- استدعاء السفير المولدوفي إلى وزارة الخارجية الروسية
- جنرال إيراني: حصلنا على مقاتلات سو-35 الروسية
- لافروف يبحث مع نظيره الإماراتي الوضع في سوريا وفلسطين
- الحرارة في موسكو تسجل درجة قياسية لشهر يناير منذ 111 سنة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - في معنى متاع الغرور