أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - فيلم (بضع ساعات فى يوم ما): قضايا شائكة ومتلازمة نادرة















المزيد.....


فيلم (بضع ساعات فى يوم ما): قضايا شائكة ومتلازمة نادرة


نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)


الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


ثلاثة عشر عاما مرت على نشر رواية (بضع ساعات فى يوم) ومنذ ذاك الحين؛ أرى أبطالها يحومون حولنا فى كل مكان. شخصيات تنبض بالحياة..تتحرك أمامي، وتتسلل معاناتها للب القلب والأعصاب والحواس!!
شخصيات حقيقية، من لحم ودم ..نعيش وسطها..نحتك بها يوميا. تعاين معنا ريتم الحياة السريع..وتغيرات لا تسمح حتى بالتقاط الانفاس!! بالطبع تم تغيير بعض المسارات الدرامية للشخصيات حينما نقلت من وسيط أدبى لوسيط سينمائي، ولكنها ظلت بحيويتها وطزاجة شخصياتها
بتفاصيلهم الغنية.
رواية كانت تتحرك كلماتها وتتجسد صورا فى خيالي ليتحقق حلم قارئة نهمة شغوفة؛ لفيلم يتمم هذا الخيال ويباركه!

بطاقة الفيلم:
الفيلم من تأليف الروائي والسيناريست محمد صادق؛ عن رواية له بنفس الاسم. تم نشرها عام (٢٠١٢)
شارك فى كتابة السيناريو: نورهان أبو بكر_شادن زهران
إخراج: عثمان ابو لبن
بطولة جماعية:
(هنا الزاهد_هشام ماجد_مي عمر_أحمد صلاح السعدني_
هدى المفتي_كريم فهمي_أسماء جلال_محمد الشرنوبي_خالد انور_محمد سلام_مايان السيد)
إنتاج: أحمد السبكي
تاريخ العرض (٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤)
ولازال يعرض بدور العرض السينمائية فى مصر.
*****************************************
ثماني ساعات فارقات فى حياة الأبطال..تتبدل الأقدار وتتلون المصائر، بسقطة اللسان..وذلة الحرف!
بين علاقات سامة تبدو مثالية لامعة..وعلاقات جادة تبدو سطحية عابرة
بين أبطال يقومون بدور الكومبارس على مسرح الحياة وكومبارسات يؤدون دور البطولة بإتقان!
بين تضحيات وهمية تبدو استثنائية ..وأخرى حقيقية مستترة خلف الكواليس..
أفلام البطولة الجماعية؛ تمنح الكاتب مساحات من الحرية يتنقل عبرها بين عدة أفكار وقضايا وأبطال فى حيز ضيق بحيلة التكثيف والتركيز..وتبرز مهاراته وحرفيته فى كيفية تقديمها بلا تسطيح بالرغم من ضيق الوقت وعدد المشاهد المحدود لكل شخصية ..وأرى أن الكاتب وفق فى هذا الأمر إلا فى بعض المواضع والتى سأقوم بتحليلها فى هذه المقالة:

نقطة انطلاق تتفرع منها كل القضايا أو كما يسمونه بناء الرابط المتشعب(hyperlink):

وحدة الزمن:
الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل
أصدقاء يتجمعون فى مكان واحد للاحتفال بعيد زواج الثنائي(طارق وأمنية/أحمد السعدني ومي عمر) ويتم الاتفاق فيما بينهم على أن يبدأ كل فرد بتمني أمنية سرية ويقوم بكتابتها فى جروب على الواتساب فيما بينهم، إيمانا بأن الطاقة الجماعية بإمكانها تحقيق الأمنيات بشكل أسرع .

يرمز رقم( ٨ ) فى علم الطاقة للانهاية والتجدد والحظ..
فبعد مرور ثماني ساعات فقط من بداية التمني الجماعي السري، تتحقق كل الأمنيات!
تتفكك العلاقات لتنشأ أخرى.. والبدايات ما هى سوى المولود البكر من رحم النهاية !
بين العلاقات المزيفة المؤطرة بهالة التقديس..وبين العلاقات العابرة التى تستمر للأبد!
بين الإخلاص لمن خانك، وخيانة من وهب جل حياته لأجل إرضاءك..بين الفقد الأبدى والارتياح للعابرين حتى يصبحوا بالنهاية أهم ممن فقدت!
حاول الفيلم طرح بعض القضايا الشائكة من خلال الصراعات القائمة بين أبطال الحكاية.
وهنا أعرض لكم بعض الأفكار التى طرحها من خلال الخطوط الدرامية الأساسية للفيلم:

١)قهر وكبت وازدواجية؛ تنتهى بممارسة جنسية عبر الهاتف!

لعل أكثر القضايا التى أثارت اهتمامي فى الفيلم خاصة وأنها تعرض لاول مرة على شاشات السينما المصرية وبجرأة فنية..دون ابتذال أو خدش لحياء المشاهد؛
كانت من خلال الثنائي (يسرا وبحر).
جسدت دور يسرا الفنانة (هدى المفتي)
أما الممثل فلم يظهر إلا بصوته وشفتيه فقط!
لم يلتقيا أبدا ورغم ذلك تشعر بكيمياء رهيبة بين هذا الثنائي .
كانت مجرد علاقة هاتفية..استمرت لساعات..دون أن تعرف حتى اسمه. تطورت إلى الحد الذى مارسا فيه الجنس عبر الهاتف .
غرفة النوم؛ هى المكان الوحيد الذى يستطيع الإنسان فيه أن يكون على حقيقته ..عاري إلا من الصدق..بلا خداع ولا زيف أو مواربة.. بلا حاجة للتجميل أو التزين..لا انتصار هنا للمظاهر الكاذبة؛ كذلك كانت علاقة بحر ويسرا؛ الغرباء المستترين عن أعين بعضهم البعض، يعبرون بكل حرية عن أفكارهم وأحلامهم وهواجسهم. يطرحون تساؤلاتهم وحتى خيالاتهم المخجلة الممنوعة!
أجاد البطل دور الشاب الفلتان الصايع..عديم الأخلاق..منتهك الأعراض!!
لنكتشف الدافع وراء كل هذه الفوضى الأخلاقية، ومن ثم تتحول حياته فى بضع ساعات لمأساة!!
يلعنه المشاهد فى سره مع بداية الفيلم ..وينتهى بالتعاطف معه، بل والبكاء لأجله!
يطرح الفيلم من خلال شخصية يسرا الكثير من التساؤلات المشروعة والممنوعة فى آن واحد:
هل المرأة فى حاجة للعلاقة الجنسية مثلها مثل الرجل.. أم أنها مجرد"أداة" لكى يفرغ هو شهوته؟!
هل يمنع الرجل المرأة من ارتداء ملابس قصيرة أو شفافة أو الاختلاط بالرجال، لأن ذلك مما حرم الله مثلما يدعي؟ أم ليستأثر بها لنفسه، وفى المقابل يمارس هو كل الموبقات والفواحش!!
لماذا يحرم بعض الرجال على النساء ما يحللونه لأنفسهم؟! وكأن آيات العقاب نزلت فقط من أجل النساء؟!

هذه الفتاة أحست بازدواجية حبيبها ومحاولاته للسيطرة التامة على حياتها وهواياتها وملبسها وعلاقاتها دون أن يكون لها هى الأخرى ذات الحق عليه!!
أحست وكأنها شيئا ماديا يسعى لامتلاكه.. جسد بلا روح، ولا مشاعر، ولا حق فى التفكير، والتخطيط واتخاذ القرار كأى إنسان بالغ عاقل على وجه الأرض. أسيرة العادات والتقاليد والازدواجية الشرقية التى نعيش داخل إطارها..
قررت يسرا فى لحظة غضب واستياء شديدين؛ أن تستسلم لرجل عابر غريب، لا تعرف عنه حتى اسمه..ويقررا معا ممارسة (الجنس عبر الهاتف)..لا لشئ إلا لأن تشعر بسلطتها التامة على جسدها وحريتها الكاملة فى التصرف فيه ..
*********************************************
تظن المجتمعات التي تتغنى ليلا ونهارا بقيمة الدين والأخلاق وتجعل من شعارات القيم والنزاهة والشرف سترا مظهريا لموبقاتها المستترة أنها بذلك؛ قد أحكمت قبضتها على الأقليات، أو المستضعفين فيها..ليكتشفوا بعد ذلك أن كل ما تم منعه وتحريمه يتم ممارسته من وراء حجاب!! وأن من يتم قمعهم؛ يتطرفون فى سلوكهم ويمارسون العهر فى الخفاء..بل وكلما تزايدت نسبة القهر تزايد معها فلتان الأخلاق والسلوك وكل الممارسات الشاذة المستهجنة!!


كريم فهمي..ضيف شرف أم بطل استثنائي؟!
(كريم فهمى) هو البطل المشارك أمام (هدى المفتي) فى هذه الحكاية..ظل يمثل فقط عبر الأداء الصوتي..وحركة شفاهه. جاء التعريف بالبطل فى التترات؛ على أنه ضيف شرف فى الفيلم ..ولكنى مع ذلك شاهدت بطلا استثنائيا بسبب أدائه الصوتي القوي، والحكاية التى رواها عن نفسه حيث كانت مؤثرة أكثر من كل الحكايات التي تم تناولها من خلال الثنائيات الأخرى. استخدم المخرج فى معظم مشاهد الشخصية؛ لقطات قريبة جدا (extreme close up)؛ خاصة وهو يحكي مأساته لنندمج كمشاهدين ونتوحد معها بقوة..وبالتالي أظهرت قدراته التمثيلية بالرغم من إخفاء العين (ترمومتر الصدق الأول لممثل السينما)

(هدى المفتي) واختيارات جريئة تحسب لها:
(هدى المفتي)؛ فنانة متمكنة من أدواتها، وتفهم جيدا معنى أن يقوم الفنان بدوره على أكمل وجه، وبحرفية واتقان دون اعتبارات للجمهور، وأحكامه الاخلاقية التى لا علاقة لها بالفن لا من قريب، أو من بعيد!!
ليست هذه هى المرة الاولى التى تجسد فيها دور فتاة جريئة، أو موضوع مهم منتشر كهذا، بل سبق وأن قامت بدور (سيرين) فى فيلم (رأس السنة)..٢٠٢٠ ووجه لها آنذاك انتقادات لاذعة من الجمهور، ورغم ذلك لم تتراجع، وها هي تقدم دورا أجرأ تجسد من خلاله موضوعا شائكا ودون لقطة ابتذال واحدة!

الثغرة الوحيدة فى البناء الدرامي
لشخصية (يسرا) تكمن فى أنه لم يتم التمهيد المناسب والمنطقي لفعل جرئ وغير معتاد من جانبها(ممارسة الجنس عبر الهاتف) وجاء كقرار مفاجئ بدافع ليس هو الأقوى ولا الأكثر منطقية، خاصة وأن هذه هى المرة الأولى التى تقوم فيها بفعل كهذا..على العكس، جاءت الأسئلة التى طرحتها، صادمة ومباشرة وكانت فى حاجة لتمهيد منطقى ومناسب ودوافع أقوى ليتوحد ويتعاطف معها المشاهد!


٢)_ (متلازمة توريت) لأول مرة فى السينما المصرية!!
حكاية ريم(مايان السيد):
تخيل لو أنك تتحدث مع شخص وفجأة تصدر منك حركات لا إرادية ولزمات، دون القدرة على التحكم فيها!! ربما تصدر أيضا بعض أصوات الحيوانات، أو تكرر كلمة دون سبب معلوم..لا تستطيع التوقف..لا تستطيع التحكم فى نفسك!!
أمر مخجل..ويبدو للآخر وكأنه الجنون بعينه..أو على أقل التقدير سيصيب الآخرين بنوبة ضحك !!
هذا الفيلم له الفضل فى التوعية باضطراب، لم يكن يعلم عنه إلا القلة النادرة!
لأول مرة فى السينما المصرية يتم التوعية بآلام الذين يعانون منه!!
تجسد هذه الشخصية الفنانة (مايان السيد) وليست هذه هى المرة الأولى التى تتبنى فيها قضايا كهذه، بل سبق وأن قدمت دور فتاة مصابة بالتوحد فى مسلسل (إلا أنا)..وبرعت فى أدائها حينذاك..ويحسب لها دائما تجسيدها لهذه الأدوار التى تعزز من دور الفن فى دعم هؤلاء نفسيا وتوعية الآخرين بمعاناتهم.
(متلازمة توريت) ..تبدو غريبة جدا على جمهور السينما وصعوبة الأمر تكمن فى أن المشاهد سيصدم فى بداية الأمر من الفكرة، ويلتبس عليه الأمر، فلا يدرى حينها أيبكي لأجل معاناتها أم يضحك عليها ..وذلك لأن الشخصية تظهر أحيانا بشكل هزلي..فلابد من درجة احترافية عالية للممثل وكذلك قدرة على تحمل الانتقادات التى من المحتمل أن توجه له بسبب عدم فهم المشاهد لطبيعة هذه المتلازمة!
ولكني تأكدت من مهارة (مايان السيد) فى التجسيد، بعدما قرأت عن هذا الاضطراب أكثر، وشاهدت فيديو لشخصية حقيقة وثقت فيها معاناتها اليومية من هذه المتلازمة على قناة المصري اليوم على اليوتيوب(youtube)، جاءت تحت عنوان(عندما لا يطيعك جسدك..معاناة سلمى مع متلازمة توريت)

جاء الدافع الرئيسى لمعاناة الشخصية مشوشا بعض الشئ؛
فلم يكن هناك تركيزا على دافع واحد قوي خاصة وأنه تم توظيف (متلازمة توريت) النادرة، لتصبح هى نقطة انطلاق البطلة ومعاناتها الرئيسية؛ لذلك لم يكن هناك داعي من ظهور معاناة جديدة فى نهايات قصتها، وإقحام قضية مثل تحرش زوج الأم، لأن ذلك أربك المشاهد، وكان لابد من تعميق أهداف الشخصية ووضوحها والغوص فى تفاصيل معاناتها مع هذا الاضطراب، وآثاره النفسية والجسدية عليها.
هذه المتلازمة وتداعياتها على المصابين بها وتأثيراتها النفسية عليهم؛ جد عظيمة..فكان لابد من التركيز، إما عليها، أو على قضية كبيرة بحجم تحرش زوج الأم!! تداخل الدوافع لم يكن فى صالح التناول الدرامي للشخصية!

علاقة المكان بالبعد النفسي للشخصيات:
(المستشفى) الذى تعارفا وتقاربا فيه الثنائي(ريم وعاصي)
هو بالفعل مكان الشفاء ومغادرة الأسقام والأوجاع
وهنا التقت (ريم) بمخلصها وبطل أحلامها، فهو الذى رمم أزمتها النفسية، مثلما أنقذها من الموت المحقق.

٣)بطولة وهمية تصنعها السوشيال ميديا!
فى إحدى محاضرات دكتور (محمد طه) _استشارى الطب النفسي_شرح كيف يصل الإنسان للنفس المترابطة (cohesive self)
عبر ثلاث احتياجات نفسية أساسية:

_ الاحتياج للشوفانMirroring need
Idealizing need(الاحتياج للأمثلة(القدوة_
Twinship need الاحتياج للتوأمة

فإذا حدث أى خلل فى سد هذه الاحتياجات أثناء مراحل الطفولة والنمو..يصاب الشخص بالعديد من الأمراض النفسية..
بطل الحكاية الثالثة هو شادي(محمد سلام)شخص فى حاجة (للشوفان)..حيث لا يعيره الآخرون اهتماما فى دنيا أصبحت فيها علامة اللايك والشير؛ دالة على قيمة الفرد وقدره ..بل أصبح أول ما يلفت الغير فى صفحتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى؛ هو عدد المتابعين ..لا مهنتك ولا دراستك ولا هويتك..حتى وإن كنت صاحب محتوى تافه، أو داعر!!
قيمة الشخص فى عصر التكنولوجيا أصبحت مرهونة بعدد اللايكات والشير والسابسكرايب!
فإن حصلت على عدد قليل، دل ذلك على محدودية قدراتك ومواهبك وأنك لا تستحق التقدير أو الانتباه!

أحيانا يلجأ الفرد؛ لتحسين صورته عبر الكذب والنفاق والإدعاء المستمر؛ فهو على استعداد تام لأن يرتكب أى حماقة ليصبح من مشاهير السوشيال ميديا..
رأينا ذلك جليا فى مسلسل(أعلى نسبة مشاهدة) فى موسم رمضان ٢٠٢٤ والذى تحدث باستفاضة عن حياة بعض التيكتوكرز وكواليس شهرتهم السريعة!!
كذلك فى فيلم(لا أكذب ولكنى أتجمل) بطولة (أحمد زكى) _مع الفارق الزمنى والتكنولوجى_كان البطل يدعى صلته ببعض الأفراد المهمين..ويخفي تاريخ عائلته البسيطة لكي يستطيع الاندماج وسط الطبقات الاجتماعية الراقية.
أما الآن ومع اختلاف الزمن وتطورات الأحداث وعصر السرعة تدعى هذه النوعية من البشر؛ بطولات وهمية وتصدق كذبتها، بل وتتاجر بها!
يقول الفيلسوف الأمريكي "آلان دونو" فى كتابه نظام التفاهة:
"إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً؛ إنه زمن الصعاليك الهابط".
وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة".


وعلى النقيض من هذه الشخصية يظهر صديقه(عاصي_خالد أنور):
الذى يقوم بعمل بطولي حقيقي بدافع إنساني بحت، ويرفض الظهور أو حتى الترويج له!!


٤) عندما تتحول العلاقة الزوجية لعلامة تجارية!!
قصة(طارق وأمنية/أحمد السعدني ومي عمر)

انتشر فى الآونة الأخيرة علاقات مزيفة ليس لها وجود؛ إلا عبر السوشيال ميديا..أزواج يتقاسمون والجمهور كل تفاصيل حياتهم الخاصة.
الحياة الزوجية المقدسة أصبحت مشاعا، يتاجرون بأسرارها ويروجون لها مثلما يروج التجار لسلعهم الاستهلاكية بالضبط!!
جسد الثنائي (طارق وأمنية)دور الثنائي الأكثر شهرة على السوشيال ميديا، حيث يقومون بنشر تفاصيل حياتهم ساعة بساعة، ويوثقون رومانسيتهم مع الجمهور، وفقط لأجله!!..لا مكان هنا للحب الحقيقي أو الصدق..
علاقات قذرة، حتى ولو كانت مؤطرة بتقديس مظهري!!
حيث الادعاء فيها أصبح عملة الترويج الأساسية، وأصبحت الرومانسية سلعة مدفوعة الأجر!!
فعلاقتهم هى( المنتج) المطلوب تسويقه وبيعه، وأى إن كان أسلوب الترويج وسياسته؛ فكل شئ مباح من أجل الريتش واللايك والسابسكرايب، وإدرار الأموال من الإعلانات على حساب علاقتهم وقدسيتها وخصوصيتها!!
كان معظم ظهور الثنائي عبر فيديوهات لايف..وهذا منطقي..لأنه لا وجود لعلاقتهم الزوجية خارج إطار السوشيال ميديا..كلها نفاق وخداع وإدعاء..دعايا لا تمت للعلاقة الزوجية المقدسة من قريب، أو من بعيد!!


٥)الخائنة التائبة!!
حكاية الثنائي(أمل ومحمد)_(أسماء جلال ومحمد الشرنوبي)
هذه المرة الأمر يتعلق بخيانة امرأة ..فهل يستطيع أن يسامح الرجل؟!
هنا نرى الحكاية من وجهة نظر امرأة، وظروف امرأة وعقل امرأة!!
بعض السيدات تسامح الزوج أو الحبيب، إن أخطأ فى حقها ، أو خان وكأنه طفلها الذى عليها تقويمه والحفاظ عليه من شرور نفسه والعالم ورده إلى أحضانها سالما معافى!!
الفيلم يطرح نفس الفكرة ولكن من وجهة نظر الآخر:
ماذا لو سامح الرجل امرأة خانته من باب مسؤوليته تجاهها ورغبته فى الحفاظ عليها وحمايتها من شر نفسها؟!
أليس هذا جائزا إن طبقنا نفس المبدأ على الجنسين؟!
*******************************************
الجانب النفسي لشخصية (أمل):
أمل فتاة هجرها حبيبها ليلة خطبتها!!
فظلت تسعى لتبرير منطقي لترمم ذاتها المهزومة والثقة التى فقدتها فى نفسها منذ ذاك الحين..تحاول أن تجدد علاقتها بالشخص الذى آذاها، عساه يصلح ما أفسده فيها..
يصور لها عقلها الباطن فى هذه اللحظات بأنها إذا سامحته، سيرد لها كرامتها الضائعة أمام الناس !!
وعلى استعداد للارتباط به مرة أخرى وفقط لهذا السبب حتى وان بررت رجوعها له بحبها وتعلقها به!!
***********************************************
تسعى بعض الفتيات أحيانا للارتباط برجل يشبه أبيها حتى ولو كان مؤذيا، مهملا أو عربيدا؛ فقط ولنفس السبب: أن تصلح ما أفسدته علاقتها بالأب، وظنا منها أنها إذا أعادت نفس العلاقة بالشخص المسئ، ستتغير النتيجة المؤلمة إلى أخرى مرممة!!
**********************************************

(ظهور عابر وتأثير ممتد) لضيفين شرف
(ناهد السباعى ومحمد مهران)
ظهرا فى مشهد واحد؛ جسد (مهران) فيه دور الندل الذى تخلى عن حبيبته فى ليلة خطبتهم
وجسدت فيه (ناهد السباعي) دور الزوجة التى تعلم بكل تجاوزات زوجها وتجاريه..لا من باب التسامح والحب، ولكن لكي يتجاوز هو الآخر عن سلوكها المماثل...وهذا وضع بعض الأزواج فى الواقع للأسف.. وكلاهما جسدا المشهد ببراعة ونضج فني.
**********************************************


٦)علاقة عابرة ووعود مصيرية:
حكاية الثنائي (سارة وياسين)_(هنا الزاهد وهشام ماجد)
لم يكن هذا هو الخط الدرامي الأقوى ..لأنه بلا تحولات درامية عظيمة أو تصاعد فى الاحداث والصراع ..ولا حتى فكرته استثنائية، ولكنه كان أشبه بحكاية يستطيع الجمهور عبرها التقاط أنفاسه بضحكات وسط حكايات الأبطال الآخرين المشحونة بالألم والقهر..وهذا ما نجح الثنائي الكوميدي فى تجسيده..

رمزية السيارة (طوال مدة تقاربهم):
السيارة كأي وسيلة مواصلات أخرى؛ هدفها نقلك من مكان جغرافى لآخر أبعد وبطريقة سهلة ومريحة!
أما رمزيتها فى حكاية هذا الثنائي، هى الانتقال من حالة نفسية واجتماعية لحالة أخرى ..حيث ينتهى الغريبن لحبيبن..ومن علاقة عابرة لعلاقة أبدية مباركة..
ومن فقد لتعويض عادل..
*******************************************

مشهد سيكتب فى تاريخ (هنا الزاهد) الفني:
فى مشهد سماعها لخبر مأساوي ..اختفت هنا الممثلة تماما عن المشهد، لتجسد كليا و بكل أحاسيسها وحركات جسدها وإيماءاتها، شخصية (سارة)! فتنسى تماما أنك تشاهد فيلما وتتوحد مع معاناتها، وتتساءل: أهذا الخبر الذى سمعته حقيقة تحياها بالفعل؟!
******************************************
_اختيار فترة الليل كزمن تجري فيه أحداث الفيلم:
أصعب لحظات التحول تحدث فى الخفاء..فى الظلام..فى أحلك الليالى وتصل ذروة الصراع فى آخر ساعات الليل.. وحينما ينجلى الصبح تشرق معه احتمالات وحلول جديدة وانعتاق من شدة الضيق لرحابة الحلم والأمل..
_لحظة الانعتاق مثلا بالنسبة لشخصية(بحر) بالرغم من أنها كانت مأساوية إلا أنها فى الوقت نفسه فكت عنه كل قيود الألم والندم والضمير المتأزم المكلوم..لحظة مرعبة ولكنها "محررة" ..لحظة انتحار وتحرر فى آن واحد.
********************************************
الفيلم واكب أحداث العصر وراعى التطور التكنولوجى وتأثير ذلك على الأبطال فى كل الحكايات..فالفارق الزمنى بين الوسيطين؛ الأدبى والفني ثلاثة عشر عاما كاملة!!
قدم أفكارا مهمة وقضايا شائكة فى إطار رومانسي تشويقى
حاول الفيلم طرح العديد من القضايا ونجح فى رأيي على المستوى الجماهيرى والفني
فيلم لن تنتهى من مشاهدته إلا وقد تناغمت مع أبطاله، وتوحدت مع معاناتهم وأفراحهم وصراعاتهم..
وأى ان كانت حالتك النفسية قبل دخول القاعة،
فلن تخرج منها أبدا مثلما دخلت!!



#نور_فهمي (هاشتاغ)       Noor_Fahmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (وداعا حمدى)بين الوصولية المستهجنة.. والعنطزة الكذابة!
- ما وراء الفستان الأبيض
- فيلم(الهوى سلطان)؛ ممل حد الضجر..رائع حد البكاء!
- (المادة)..أجرأ أفلام مهرجان الجونة!
- من آخر المعجزات..لآخر الممنوعات!!
- بنات عائلة (شاهين)
- نسختى المرممة!
- هل يجوز زواج المسلمة من ملحد؟
- حاربوا الإرهاب..لا الإبداع!
- ترند -الخلود-
- النسوية، وآخر الرجال المحترمين!
- معجزة إلهية..أم خانة فى بطاقة الهوية؟!
- (اسكندرية كمان وكمان) كما لم تشاهده من قبل
- رواية بطلها -قزم-
- ماكينة صرف-الآباء-
- حصن (الهوية المستعارة)
- القوادة-البكر-
- ثورة النساء أم ثورة الإنسان؟!
- كتابات آخر موضة!
- بين العهر والحج -رحلة-


المزيد.....




- للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم ...
- أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!
- الأديب الغزي محمود عساف يوثق أهوال الحرب في -كم موتًا يريدنا ...
- وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل
- بعد رحيله عن النصر.. الشارقة يضم -فنان المغرب-
- وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل
- نجيب محفوظ وفن الكوميكس.. هل يفتح الفن التاسع آفاقا جديدة لل ...
- فيلم -إيميليا بيريز-.. فوضى إبداعية بين الموسيقى والكوميديا ...
- محمد سمير ندا.. على الكاتب أن يمتلك الجرأة على إلقاء الحجارة ...
- بعد سقوط الأسد.. فنان سوري شهير يتعرض للتهديد بالقتل


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - فيلم (بضع ساعات فى يوم ما): قضايا شائكة ومتلازمة نادرة