أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت














المزيد.....


ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف أنه بعد أن نفذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين ثاني 2023، ردّت "إسرائيل" بشن هجمات عنيفة على قطاع غزة باستخدام جميع أنواع الأسلحة، ما أدى لمقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 200 ألف آخرين، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم. تارةً إلى وسط القطاع، وتارةً أخرى إلى جنوبه، في محاولة للفرار من القصف الوحشي. ودمرت أكثر من 80% من قطاع غزة، كان الدمار في كل زاوية من غزة لا يترك مجالاً للشك في وحشية الهجوم. حيث مُحيَت المنشآت الحيوية التي كانت تُسهم في توفير أبسط مقومات الحياة للشعب الفلسطيني، من مستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء ومياه، لتغرق المنطقة في بحر من الخراب، وأضحى الفلسطينيون يواجهون مصيراً يفتقر حتى للحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

في خضم هذه المأساة، استغلت "إسرائيل" الوضع لاقتراح على مصر استضافة اللاجئين في سيناء، وعلى الأردن استقبال جزء منهم. كانت هذه الخطوات جزءاً من مخطط أكبر يهدف إلى تحقيق حلم "إسرائيل" في السيطرة الكاملة على قطاع غزة وضمّه إليها، في خطوة تعكس سعيها الدائم لتوسيع حدودها على حساب الشعب الفلسطيني. لكن "إسرائيل" لم تتمكن من تنفيذ هذا المخطط حينها.

مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في البيت الأبيض، لم يتأخر في اتخاذ سلسلة من القرارات التي أعادت تشكيل العديد من الملفات الساخنة، أبرزها كان مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لم يكن مفاجئاً أن ترامب يخطط لإفراغ قطاع غزة من سكانه تمهيداً لضمّه إلى "إسرائيل". فقد عبّر في أكثر من مناسبة عن استيائه من حجم "إسرائيل" الصغير، وأشار إلى أنه يشعر بالحزن عندما يرى مساحتها المحدودة، وأنه يطمح لتوسيعها على حساب جيرانها. لم يكن هذا التصريح الأول، ففي فترة ولايته الأولى (2017-2021)، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة في 2018، ثم اعترف في 2019 بضم هضبة الجولان السورية المحتلة إلى "إسرائيل"، في خطوات تُظهر بوضوح دعمه اللا محدود لسياسات الاحتلال.

وفي تصريح جديد، أعلن ترامب أنه سيتصل بكل من الملك عبد الله في الأردن والرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، ليطلب منهما استقبال سكان قطاع غزة في بلديهما، بذريعة أن القطاع أصبح غير صالح للسكن بعد الدمار الهائل الذي حلّ به. كان هذا محاولة لتنفيذ ما أخفقت به "إسرائيل" إبّان عدوانها على القطاع.

ويبدو أن هناك احتمالاً كبيراً أن يستجيب كل من الملك عبد الله والسيسي لهذه الدعوة الأمريكية، تحت شعار "التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين"، مشيرين إلى استعدادهما لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين بشكل مؤقت، لحين إعادة إعمار غزة، وهو مشروع قد يستغرق أكثر من 15 عاماً بحسب بعض الخبراء.

وخلال هذه الفترة، سيستمر إشغال الأنظمة العربية بمشاريع "إسرائيل" التوسعية في الضفة الغربية، حيث سيتم طرد الفلسطينيين من أراضيهم وفرض مزيد من الاستيطان، في الوقت الذي قد تجد فيه "إسرائيل" طرقاً جديدة لخلق أزمات في المنطقة، كاحتلال المزيد من الأراضي السورية والعراقية والسعودية، لتشتيت انتباه العرب والعالم عن القضية الفلسطينية.

يبدو أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي للقضاء على القضية الفلسطينية سيشهد طريقاً مفتوحاً خلال حقبة ترامب، المعروف بتأييده الكامل لدعم إسرائيل، على غرار جميع الرؤساء الذين سبقوه بعد إعلان قيام دولة "إسرائيل"، وما يسهّل تنفيذ هذا المخطط هو حالة العجز العربي الرسمي، وتواطؤ الأنظمة في التصدي لما تقوم به "إسرائيل" وأمريكا من عربدة سياسية، بالإضافة إلى صمت ما يسمى "المجتمع الدولي" الذي يراقب الأحداث دون أن يتحرك. والأهم من ذلك، فإن تشرذم فصائل المقاومة الفلسطينية، وتفكك جهودها، فضلاً عن تهاون السلطة الوطنية في رام الله، بل وتعاونها الصريح مع الاحتلال الإسرائيلي ضد حقوق الشعب الفلسطيني، يجعل من هذا المخطط أمراً أسهل في التحقق.

لكن، يبقى الأمل معلقاً على شرفاء المقاومة الفلسطينية الذين يواصلون تسطير ملاحم البطولة والتضحية والفداء ضد العدو الإسرائيلي، على الرغم من آلة الحرب والدعم الأطلسي والعربي الرسمي لإسرائيل. هؤلاء المقاومون الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية وطنهم يثبتون كل يوم أن إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن كسرها. هذا الشعب الذي ظل صامداً في وجه التحديات والمؤامرات، لا يمكن أن يُهزم. ستظل فلسطين في قلوبهم ونضالهم حتى تحقيق العدالة والحرية. والخطوة الأولى لتمكينهم من إفشال المخططات الصهيونية هي نبذ خلافاتهم والتوحد تحت راية المقاومة حتى يتحقق الزوال الكامل للاحتلال.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للعيش المشترك واحترام التعدد الديني والطائفي
- لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟
- التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام
- وحدة القوى الكردية في سوريا.. مفتاح لضمان حقوق مستدامة
- دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك
- مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السور ...
- هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المت ...
- عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا


المزيد.....




- استعدادًا لـ-مهرجان الربيع-.. شاهد كيف تزيّنت الصين بأضواء س ...
- لوكاشينكو يحقق فوزًا كاسحًا في انتخابات بيلاروسيا وسط انتقاد ...
- ما مدى نجاح اتفاقيتي وقف إطلاق النار بلبنان وغزة مع إسرائيل؟ ...
- الصليب الأحمر يشدد على حماية المرافق الحيوية في السودان
- مصر.. تحرك عاجل في مجلس النواب بعد تصريحات ترامب بشأن تهجير ...
- رئيس وزراء أوكراني سابق: زيلينسكي مثال نموذجي للإدارة الاستع ...
- استدعاء السفير المولدوفي إلى وزارة الخارجية الروسية
- جنرال إيراني: حصلنا على مقاتلات سو-35 الروسية
- لافروف يبحث مع نظيره الإماراتي الوضع في سوريا وفلسطين
- الحرارة في موسكو تسجل درجة قياسية لشهر يناير منذ 111 سنة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت