أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -عندما يسوق العالم مجنون: الرئيس الأمريكي على دراجة بلا عجلات-














المزيد.....


-عندما يسوق العالم مجنون: الرئيس الأمريكي على دراجة بلا عجلات-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 16:02
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم يسير على حافة الجنون، هناك شخص واحد يظن أنه يقود السيارة بينما هو في الواقع يعكف على تجميع قطعها المتناثرة، ويظن أن العالم كله في انتظاره ليركب في المقاعد الخلفية. هذا الشخص، بالطبع، هو رئيس أكبر دولة في العالم - الولايات المتحدة الأمريكية. نعم، الرئيس الأمريكي الذي يفاخر بالعظمة، على الرغم من أنه يقود بلادا تفكر أكثر من أن تراقب حركتها.

لنكن صادقين: إذا كانت أمريكا "قوة عظمى"، فعلى الأغلب أن الرئيس الحالي هو أحد الأسباب التي تجعلنا نعيد التفكير في مصطلح "عظمة". هذا الرجل الذي يظهر في كل مؤتمر صحفي وكأنه في رحلة اكتشاف، وبدلا من أن يقود الأمة إلى مستقبل مشرق، يبدو وكأنه في رحلة عشوائية على طريق مليء بالحفر والمطبات، بحثا عن الحافة التالية ليقع فيها.

لنأخذ مثلا تصرفاته الأخيرة: عوضا عن التحدث بلغة دبلوماسية لتهدئة التوترات العالمية، فضل الرئيس الأمريكي استخدام أسلوب "الشخص الذي يصرخ في الحفلة". فما الذي يمكن أن نتوقعه من شخص يقف على المنصة ويطلق تصريحات تنتمي إلى "مسرح العرائس" أكثر منها إلى سياسات دولية؟ ففي عقولنا، بدلا من أن يكون قائدا عالميا، هو في الواقع مثل قائد دراجات هوائية يسوق عربة بلا عجلات، يصرخ في الازدحام بينما يعتقد أن الناس سيصفقون له.

أما على الصعيد المحلي؟ في الولايات المتحدة، يتصرف وكأنه قائد طاقم في لعبة فيديو، حيث يضغط على الأزرار بطريقة عشوائية معتقدا أن الأمور ستتسوى. لم تظهر لنا تصرفاته غير المحسوبة إلا مزيدا من الفوضى، ولا يبدو أنه يشعر بأي مسؤولية عن مسار السفينة التي يقودها. وكأن الدولة بأكملها تتحول إلى منصة عرض لهوايته في التغريدات التافهة والمقابلات الصحفية التي تشبه عروض "ستاند أب كوميدي"، ولكنه ينفذها في وقت عصيب، لا يتسع للضحك.

لكن لنكن منصفين، ليس الرئيس الأمريكي وحده من يتصرف كطفل في متجر للملاعق. فالعالم أجمع يتفرج على هذا العرض، وبعضهم يتنقل بين الهزلية والقلق، بينما يتوقعون من هذا "القائد" أن يكون بوصلة للعالم في وقت يجب فيه أن نبحث عن رواد في مجالات أكثر جدية. ولكن للأسف، يبدو أن كل خطواته تقود إلى مزيد من الانزلاق إلى الهاوية، لا بل يبدو أنه يتفوق في صنع الأزمات أكثر من الحلول.

والأغرب من ذلك أن الخطوات التي يتخذها في السياسة الخارجية تبدو وكأنها مستوحاة من "لعبة الأوسكار" وليس من أي استراتيجيات دبلوماسية حقيقية. لا يمكننا نسيان مثلا تهديداته المتكررة للدول الكبرى أو تصريحاته المفاجئة التي تفتح المجال للعديد من التفسيرات العشوائية. فهو في بعض الأحيان يظهر كأنه يدير دولة من خلال جلسات "مجلس الشعب" في المسلسل الأمريكي الشهير، حيث يقدم وعودا بلا سند، وتتصاعد الخطابات، بينما الواقع يظل في مكانه. في الواقع، يبدو أن السياسة الخارجية أصبحت أكثر تسلية من أن تكون خطة استراتيجية ناضجة، حيث تحول كل تصريح إلى مادة دسمة للتهكم والإحباط، بدلا من أن يكون خطوة هامة على طريق السلام.

وعلى الرغم من هذه الأجواء العاصفة، نجد أن الشعب الأمريكي نفسه أصبح يعيش في حالة من الاستغراب، حيث يراقب هذا العرض المستمر في ضوء مصابيح الفوضى العالمية، بينما لا يزال ينتظر لحظة الصحو. هل سيتنبه الرئيس إلى أنه ليس في "حفلة شواء" أو نزهة عابرة، بل هو في مسؤولية عظيمة؟ هل سيتوقف عن السير على دراجته المثقوبة هذه؟ ربما في النهاية، مثل أي دراما ساخرة، ستأتي اللحظة التي يسقط فيها من فوق، ولكن الأسئلة التي ستبقى بعد السقوط هي: ماذا تركنا وراءنا من هذه "القيادة"؟ وما الذي يمكن أن يبقى من قوة عظمى إذا كانت تلك هي القيادة؟

وفي هذا السياق، يبقى المشهد الحزين والمضحك في آن واحد: "الزعيم" الذي يعتقد أنه في السباق بينما هو في الحقيقة يقطع الطريق نحو الهاوية، بل ويصر على أنه في الطريق الصحيح.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسانية للبيع: قراءة ساخرة في ملف تبادل الأسرى
- حكومة الكراسي الفارغة: مشهد ساخر في زمن العزلة السياسية
- -سيرك الدماء: حين تتحول الحرب إلى عرض عبثي تصرخ فيه الأمهات-
- -النجم الشعبي: حين يصبح التحكيم أشبه بجلسة شاي في عرس شعبي-
- ترامب ونتانياهو: كوميديا السياسة بين التهديدات والنفاق الدبل ...
- أسكاس أمباركي 2975 : عندما يصبح العبث سياسة رسمية
- -انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة: سلام مرتقب أم استراحة محارب ...
- حين تشتعل الأرض: السياسة بين العبث وإنذار النهاية
- -النار التي أحرقت جنون العظمة: من كاليفورنيا إلى غزة.. حين ت ...
- نبيل عيوش، وأوسكار المغرب: عندما يصبح -الكل يحب تودا- أسوأ م ...
- بدون فلتر *** ليبيا: قهوة ورصاص مع لمسة من الموت
- بدون فلتر *** أحلام الطفولة: حين تسخر الحياة من طموحاتنا وتع ...
- -منطقة الساحل: منافسة أم فرصة للتعاون؟ المسألة التي طرحتها ج ...
- لطيفة أحرار: خطوة جريئة أم مشهد من مسرحية؟
- -عندما يصبح لعب الأطفال مأساة سياسية: هل من يوقف هؤلاء؟-
- -من 2025 إلى 2026: خريبكة تختار فوضى الزمن في خطوة نحو العصر ...
- -بدون فلتر *** ديك رومي بين التين الشوكي: ملحمة عبثية في كرم ...
- -من الهجاء إلى الاعتذار: تأملات كاتب في العام الجديد-
- -عبد اللطيف وهبي في محكمة الضحك: من وزير للعدل إلى بطل كوميد ...
- بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكو ...


المزيد.....




- للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم ...
- أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!
- الأديب الغزي محمود عساف يوثق أهوال الحرب في -كم موتًا يريدنا ...
- وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل
- بعد رحيله عن النصر.. الشارقة يضم -فنان المغرب-
- وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل
- نجيب محفوظ وفن الكوميكس.. هل يفتح الفن التاسع آفاقا جديدة لل ...
- فيلم -إيميليا بيريز-.. فوضى إبداعية بين الموسيقى والكوميديا ...
- محمد سمير ندا.. على الكاتب أن يمتلك الجرأة على إلقاء الحجارة ...
- بعد سقوط الأسد.. فنان سوري شهير يتعرض للتهديد بالقتل


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -عندما يسوق العالم مجنون: الرئيس الأمريكي على دراجة بلا عجلات-