أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الباشا بين رد الاعتبار والحقيقة التاريخية















المزيد.....



الباشا بين رد الاعتبار والحقيقة التاريخية


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


نوبار باشا شخصية لا يختلف عليها أحد في أنه بذل من جهده وعرقه وحياته في سبيل خدمة الأسرة العلوية ما يقارب الستين عامًا دون كلل أو ملل، وكان مثالًا للموظف المجتهد المخلص الذي قدم الغالي والنفيس من أجل رفعة شأن اللواء المصري عاليًا، وله مواقف مشرفة داخل البلاط العلوي والتاريخ المصري لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الزمان حتى وإن حقد الحاقدون ومكر الواشون إلا أنه كان دائمًا ثابتًا على مبادئه التي تشرَّبها من خاله باغوص بك يوسفيان وزير التجارة الأفرنجية في عهد عزيز مصر محمد علي باشا.
ورواية الباشا تتناول التاريخ المصري عمومًا والأرمني خاصة في فترة من أزهي فترات الحكم المصري ،وهي فترة حكم محمد علي باشا ومن خلفه من حكام، وذلك من خلال تسليط الضوء على مجموعة من موظفين الذين عملوا تحت آمرة نوبار باشا متناولين تاريخ حياته الحافل بالإنجازات التي ساهمت في تغيير شكل السياسة المصرية.
ومؤلف رواية الكاتب والمخرج السينمائي سمير زكي المولع بالتاريخ، صدرت له العديد من الروايات معظمها يدور في أجواء تاريخية مثل "كلوت بك" و"رجل ضد الله" و"البنك العثماني" و"مدام خياط"،وتُعد رواية "الباشا" العمل الثاني له عن التاريخ الأرمني بعد عمله الأول البنك العثماني.
اختار الكاتب تقسيم الرواية إلى سبعة عشر فصلًا ، وفي كل فصل عنوان يحمل أسماء تاريخيه ،ولا يقف القارئ على حضور مباشر لنوبار باشا إلا من خلال الحديث عنه علي لسان الشخصيات التي يستدعيها الكاتب.
دارت أحداث القصة بعد مرور ستين عامًا من وجود الأسرة العلوية، اتضح ذلك من المقطع الآتي: " ارتفعت الشمس في كبد السماء معلنةً بداية يوم جديد على مدينة الإسكندرية مركز حكم مصر المحروسة، ومقر إقامة الأسرة العلوية الشاهدة على حضارة حديثة قامت بها منذ ما يقرب من ستين عامًا من تاريخ هذا اليوم" تلك الفترة تعد زمنًا للكتابة، فسرد الكاتب أحداثًا روائيةً وقعت بين شخصية (أنيس) الروائية، وأصدقائه التي يحكي فيها عن فترة خدمة (أنيس) لــ (نوبار باشا الأرمنيّ)، من خلالها كَشَفَ عن بعض التفاصيل، والأحداث المرتبطة بالقضية الأرمنية، وعام 1879م،إلى جانب تناوله فترة حكم (الخديو إسماعيل)، فعرض من خلالها حال الأرمن، وعلاقتهم بالسلطة في مصر تلك الآونة، اتخذ منها الكاتب، معبرًا لسرد القصة الحقيقية كما سيتضح.
تدور أحداث الرواية حول شخصية "نوبار" الأرمني، الذي صدر القرار بشأن تصميم تمثال له، وقرر مجموعة من الأصدقاء كتابة مذكرات عن هذا الرجل الذي يستحق التقدير من وجهة نظرهم؛ نظرًا لما فعله من أجل مصلحة مصر والمصريين، ومن وجهة نظر البعض الآخر لا يستحق.
تولى "أنيس"، و صديقه "بسيوني" أمر الكتاب، ومن خلال تعرضهم للمعارضين لفكرة الكتاب، تناول الكاتب أمورًا تخص الشعب الأرمني، وأسباب المذابح، ووقت المذابح وبعض أحداث الترحيل والتعذيب، كما عرض الكاتب رؤية مختلف الأجناس للشعب الأرمني مثل "لبيب" اليهودي الذي رآهم كالجراد، و"أنيس" المسيحي الذي رأى فيهم الشعب المظلوم ،وقدرهم تقديرًا ووفاءً لـ "نوبار" الذي أحبه وأخلص له، و "بسيوني" المسلم الذي تعاطف معهم نظرًا لما رآه من مشاهد أفصحت عن أحوالهم؛ هذا ما خدم موضوع البحث من أحداث الرواية، وساعد في تكوين الفكرة عن الشعب الأرمني.
رحلة البحث عن نوبار
ولاستكمال هذه المذكرات، استمرت رحلة (أنيس) (وبسيوني) في رصد أعمال وإنجازات "نوبار باشا "من خلال مقابلات مع بعض الشخصيات التي نسجها خيال المؤلف ، ولا تظهر سوي مرة واحدة باستثناء" البارونة يولاند" و"عمال السكة الحديد "الذين خلصوا "بسيوني"، "أنيس" من أيدي رجال "مهموز باشا"، وهذه الشخصيات ، نسجها خيال الكاتب استدعاها، لتخدم هدفه ولا تساهم في صنع وتطور الرواية .
- "جرابيد الأرمني": من الأرمن الذين ساندوا قومهم حين المذابح، انشغل بأمور الأرمن في المطرانية، وبأمور اللاجئين إلى مصر من الأرمن" الأرمني الغارق مع أعوانه في تنظيم جحافل الأرمن الذين لفظهم البحر السكندري إلى شواطئه؛ هربًا من بطش المذابح الحميدية."(جرابيد) صورة للأرمنيّ الذي تميز بالانتماء إلى قومه.
نوبار مترجمًا في بلاط محمد علي
- "شكران بك" نوبي الأصل مصري التربية، عمل ترجمانا في حرم محمد علي، وساعد نوبار في تعلم اللغة التركية، واندمج في رعايته حتي أصبح مقربا منه:
"وانطوت الأيام حتي جاء اليوم الموعود في ان يظهر نجم الصغير ويتوهج بشدة داخل البلاط العلوي، لا ينسي هذا اليوم أبدًا، الذي كان نقطة تحول فارقة في حياة زميله الذي جاء وقت رحيله من قلم الترجمان..... تلقي محمد علي رسالة من دوق "دي راجيز" وكان الخط رديئا لا يُقرأ ، لم يستطع ترجمان الوالي الأول ولا الثاني ولا الثالث قراءة الرسالة او حل رموزها ، حاول شخص فرنسي مقرب من الوالي في ترجمة الرسالة إلا أنه فشل أيضًا ، تم إرسال الخطاب إلي باغوص كي يتصرف وينهي تلك المعضلة وما فشل فيه الأتراك والشراكسة والفرنسي في حله، نجح فيه الذي لم يعد صغيرًا بالمرة، وقع الخطاب في يد نوبار ،وبأمر من خاله عمل علي ترجمته فورًا، انصب عليه تحت ضوء الشموع ولم يخرج فجر يوم جديد إلا وكان نوبار قد ترجم الخطاب ومنحه الوالي لقب" بكباشي"
إدارة السكة الحديد
- "عمال السكة الحديد": "الأسطي شعبان": ميكانيكي درجة أولي ، "الأسطي زيان": كبير أسطوات السكة الحديد، "عثمان"" رئيس ورش الصيانة،،"سلطان المحولجي" :هو المسئول عن تحويل سير القطارات، "مرجان": المسئول عن قطع التذاكر، "رمان" :المسئول عن تغيير خطوط السكة الحديد والصيانة علي طول الخط...ظهر معدنهم الأصيل في إجهاض اضراب الأجانب وبراعة نوبار في إدارة الأزمة:
استرسل شعبان في سرد روايته.
"كان الباشا حديث العهد في تولي إدارة زمان السكة الحديد، ولا زال الإنكليز لا يستوعبون أسلوب إدارته، أتي خلفًا لمدير إنكليزي فقيل أن الوالي "سعيد باشا قد عيَّنه في هذا المنصب نكاية في قناصل الدول الأجنبية الذين كانوا يتعاملون مع السكة الحديد المصرية علي أنها بيت أبيهم ، لم يكونوا يدفعون ثمن التذاكر ولا ذويهم أو أي أحد أتي بتأشيرة من قنصل وبالأخص الإنكليزي أو الفرنسي ،الكل معفٍ من ثمن التذاكر، كان الحال صعبًا ودائمًا ما يحدث تأخير متعمد في موعد وصول وإياب القطارات في خط مصر- الإسكندرية الذي كان أغلب ركابه يشتكون من ذلك ، والطامة الكبريان نعل حذاء الموظف الإنكليزي أو الأوربي دائما موضوع علي رقاب أبناء البلد ولا أحد يستطيع أن يتحدث أو يناقش ،أكثر الموظفين من الإنكليز أو الفرنسين او الطلين، هؤلاء لم يكن يعينون إلا بعد موافقة قناصل تلك الدول وبعد فترة تدريب يقضونها في إحدي تلك الدول، مدير السكة الحديد الإنكليزي منذ تأسيسها لا يأبي بأن تكون هناك كلمة فوق كلمته حت ولو كانت من قبل ولي النعم، لذا عند قيام أرمني بإدارة الشؤون اختلفت عليه وجهات النظر، البعض منهم تفاءل بالخير لأن المصرين لهم باع في التعامل مع الأرمن أن يشاركونهم لقمة العيش وملامح الحياة مشتركة ،وهناك من ذهب إلي أن الحال لن يتغير، الإنكليزي خواجة والأرمني خواجة ونحن نعيش في بلد يلعب بمصيره الخواجات
"ابتسم الجميع من تلك الدعابة المقصودة "عثمان" أشاد بمكنون صدره ،اعترف أن الباشا مصري حتي وإن كان لا يتحدث العربية وأن اسمه ليس عربيا أصيلًا وأنه جديد علي مصلحة السكة الحديد ليس مثل سابقية الإنكليز المتعجرفين المتعصبين المنحازين لأبناء جنسهم ، ارتفع نجم الباشا في السماء بعد تحديه الشركتين الإنكليزية والفرنسية ، أعطي اوامره إلي كبير الملاحظين وقتها أن يجمع أسماء كل المصريين الوطنيين القادرين علي قيادة القطارات من الميكانيكيين أمثال "زيان" سيقوم بثورة داخل عالم السكة الحديد المصري، كل ميكانيكي مصري قادر علي قيادة القطار لأول مرة أن لهم قيمة تُذكر وأنهم يمكن أن ينافسوا الخواجة والفضل كله يرجع إلي المصري ابن الخواجة الأرمني.." نوبار"..، انفعل "مرجان صائحًا:
- لكن الأمور لم تهدأ بالمرة، تم تعيين مصريين بالفعل في وظيفة سائق قطار ما بين خط مصر- إسكندرية، انتعش شباك التذاكر بعد أن ألغي الباشا التذاكر المجانية لقناصل الدول وذويهم وقام بتخفيض سعر التذاكر لأبناء الشعب وعمل علي زيادة أماكن للركاب.
- براعة نوبار في مقاومة الكوليرا
"هنا فقط ظهرت قوة "نوبار" باشا في السيطرة علي حالة الهلع التي أصابت حركة السكة الحديد، أصبح الخوف والذعر سيدي الموقف ،كل من تظهر عليه علامات العدوي من الركاب يجعل الجميع ينتفضون ، بل لأن العمال وسائق القطار كثيرًا ما اضطروا إلي الهروب وترك القطار علي القضبان وحيدًا ممتلئًا بالركاب، أصاب الشلل مفاصل مصر كلها وما زاد الوضع سوءًا هو هروب الوالي "إسماعيل" باشا وقتها من الإسكندرية ،وهذا جعل الأمر يخرج عن السيطرة الصحية والأمنية، انتشرت الشائعات والأقاويل التي مفادها الشعب يموت والحاكم يهرب.
إقالة نوبار من إدارة السكة الحديد
"يتذكر جيدًا يوم أن وصل إلي إدارة الشركة خبر عن أن الوالي ينوي أن ينقل مدفعين كبيرين مستخدمًا عربات القطار ،وكلف "نوبار" شخصيًا بتلك المهمة التي ربما تبدو للبعض انها تافهة ولا ترتقي وللبعض الآخر هي آمر مباشر من ولي النعم يجب أن ينفذ بحذافيره وهذا ما فعله الأرمني لكن خفافيش الظلام تربصت له، أي شيء يحدث في مصر بالذات ليس من محض الصدفة مثل أنحاء باقي الدولة العثمانية، ما يحدث داخل كل شبر في مصر هو مخطط له بتدبير مسبق، رجال شركتهم الموقرة النزيهة ب(ابتسم ساخرا عند ذكر اللقب)عندما علمت بذلك التكليف وضعت علي الفور عراقيلها من أجل تعكير صفو العلاقة التي بين والوالي وموظفه الأمين، وقف القطار في "كفر الزيات" وجميع من بالقطار من رجال الوالي والجيش يتطلعون إلي المدفعين بفخر، تمت صناعتهما في مصنع الخواجة "مينيه" لصناعة الأسلحة بمصر "سعيد" كان يريد وقتها التباهي بتلك المدافع أمام أحد الشخصيات الهامة الأجنبية والقنصل الفرنسي. في تلك المحطة قام رجالهم وهو كان واحد منهم للأسف الشديد برشوة بعض رجال السكة الحديد من أجل فك عربة القطار التي بها المدفعان خلسة، انطلق القطار إلي وجهته الإسكندرية بدون حمولته الحربية الثرية، وما إن حط في محطته الأخيرة واقفًا أمام جناب الوالي وضيوفه المهمين الشغفين برؤية فخر الصناعة المصرية الحربية ، لم يجدوا لهما أثرًا، ظن الوالي ان الامر في بدايته مزحة لكنه ما إن تأكد من الموقف استشاط غضبًا وصب لعناته وسخطه علي "نوبار" مُطيحًا به من منصبه ،أصدر أمر إقالته فورًا بدون أن يسأل عن المسببات مكتفيًا بحالة الإحراج التي حدثت له أمام الجميع.
موقف إنساني
- البارونة" يولاند"، امرأة في منتصف الستينات ،هولندية الأصل استمدت لقبها من زوجها البارون الذي يكبرها بخمسة وعشرين عاما...ساعدها نوبار في استعادة ميراثها بعد تعرضها لمؤامرة من القنصل الفرنسي.
خدمة القضية الأرمنية
- "أرنون ماسيان": من الأرمن المصريين " صاحب الخبرة الطويلة في التعامل مع المصريين، استوطن في هذه البلد منذ نهاية عهد محمد علي، صنع ثروته جواهرجيّ أصيل، يفهم في معادن الناس كما يتعامل مع موازين الذهب." أفصح عن صورة إيجابية للأرمن في مصر، كما عكس فكرة تبادل المعاملات الطيبة بين الأرمن والمصريين، واتخذ منه الكاتب رمزًا للبعد الاقتصادي للأرمن في مصر، وذلك لم يخالف حقائق التاريخ.
- يا أفندية ما فعله نوبار باشا هو عمل الرحمة بجميع أشكالها من وجهة نظره، حتي وإن اختلف معه الأرمن أنفسهم إلا أنه خدم القضية الأرمنية بنزاهة وشرف ولا يزال باغوص ابنه ماسكًا شعلة مضيئة طريق اللاجئين المظلم مكملًا مسيرة والده، يشرف الآن علي تأسيس الاتحاد الخيري الأرمني.
المحاكم المختلطة:
ونسج شخصيات مستر طومسون الإنجليزي- مسيو روجيه الفرنسي- القاضي أورلاند الإيطالي:
"هذه مصر التي عرفها وعاش فيها "نوبار" منذ ان عرفها وطنًا له كما كان يذكر دائمًا أمام خاصته من المعارف والأصدقاء، إذا كان الثلاثة ، الفرنسي والإنكليزي والإيطالي وغيرهم قد نسوا الحال قبل قيام المحاكم المختلطة ،وكم القضايا التافهة أمام مكتب الباشا أثناء تولية نظارة الخارجية وملخصها جملة التعويضات الضخمة التي وصلت إلي ملايين الملايين بسبب تهم لا ترتقي إلي أي مستوي أخلاقي، لا ينسي أن موظفًا أوربيًا اشتكي إلي قنصله بأنه دخل علي الباشا مكتبه ولم يسمح له بالجلوس لذا شعر بانتهاك لكرامته ،وطلب من القنصل رفع دعوي تعويض شرفي نظرًا لهيبته التي تم إهانتها، أليس هذا قمة الانحطاط العدلي الذي كان فحواه ليس سوي الظلم..الظلم..الظلم ضد الجميع، كان الأجنبي يفعل فعلته ضد المصري ،ومن ثم يحتمي تحت جناح قنصله الذي لا يرضي بأن يُهان أحد من رعيته لأنها تعتبر إهانة لشعبه وبلده، يتم الإفراج عن المتهم ويُرحل إلي بلاده ولا يستطيع أحد محاسبته داخل مصر بل يُقدم في بلاده إلي محاكمة صورية هزلية التي تعطيه في النهاية البراءة، ولا يمر عام أو اثنان إلا ويجدوا هذا المُذنب يسير حرًا طليقًا في شوارع الإسكندرية أو القاهرة من جديد أمام من ظلمهم ،هذا كان العدل قبل "نوبار" الذي وضع برقع حياء علي وجه القناصل محاولًا تحقيق بصيص من العدل داخل أمه لا تعرف سوي القهر والطغيان وعدم المساواة ،ما لم يعرفه الكثيرون أو يتجاهلونه عن عمد حول شخصية نوبار. إنه السياسي.
موقف نوبار من ثورة ضباط الجيش
- "البشبيشي الدرويش"... نسجها خيال الكاتب ليسرد لنا واقعة الضباط في عهد الخديو إسماعيل ضد نوبار باشا واستقالة نوبار بعد هذه الواقعة:
- الكل صامت إلي "سليم" الذي بدأ السلخ متهما جميع من أمامه بالخيانة والعمالة وسرقة رواتب ضباط الجيش المصري وإعطائه إلي الموظفين الأجانب أمثال" ويلسون" و"دوبلنير" الفرنسي وزير الأشغال وغيرهم ممن يمسكن اللجام في مصر، يعتلون أرفع المناصب ويأخذون آلاف الجنيهات التي لا يتحصلون علي نصفها في بلادهم وهناك آخرون يتسولون من الموظفين داخل الجيش المصري..
- "انتظر نوبار" ما إن أنهي الأول خطبته العصماء حتي ذكره بأن الخديو هو من سمح للأجانب بصرف تلك المرتبات التي يتحدث عنها بضيق مع العلم أن نفس الشخص هو من أنفق ببذخ أمام الجميع ورجال الجيش يعلمون هذا بالتحديد علي الممثلات والجوقات التي دارت مصر شرقًا وغربًا ،ولم يكن عملهم سوي الترفيه عن جنابه ورجال القصر والحاشية الكريمة التي من بينها ضباط جيش شراكسة وأتراك وألبان وأرناؤوط..
- لم يصدق "البشبيشي" أن "نوبار" هذا الرجل الجريح استطاع أن يصيب هدفه بإحكام بكلمة واحدة لم يستخدم سيفًا أو مسدسًا بل كانت كلمته طلقة مدفع أحدثت ثقبًا في جدار الكل يأكلون من نفس الصجن ويشربون من نفس الكأس ويأتون الآن رامين بقاذوراتهم علي أعتاب بيت هذا الرجل الذي أخذ ينظف بشيء من الحكمة ،كلما هاجمه "سليم" لا يخسر معركته هباءً لأن هناك جيشًا من الضباط ينتظرون رواتبهم.
استقالة نوبار بعد واقعة ضباط الجيش
- رأي "نوبار" أن أفضل حل هو تقديم استقالته حتي يتجنب الجميع أمور التصعيد التي ظهرت وبقوة علي السطح،ولا يدري أحد مصدرها ،لا توجد مصادر مؤكدة علي أن "إسماعيل"باشا وراء تلك الحركة الصبيانية التي قادها ضباط الجيش بطريقة همجية نوعًا ما من أجل الإطاحة برئيس نظاره، لكن يُشار إليه بإصبع خفية من وراء الستار لأنه كان قد فاض به الكيل من تعنت نوبار معه وتحجيم دوره في الحكم، أراد الخديو الاستئثار في نظارة الأرمني بالسيطرة علي البوليس المصري ورئاسة مجلس النظار وتلك المسألة لم ينلها الخديو قط بل انتقلت من بعده إلي ابنه توفيق ؛أي أن الأمر كان كله مهزلة مدبرة من أجل الإطاحة "بنوبار "باشا.
مشروع نوبار لمؤتمر برلين عام 1878
- "أندراوس بك".. تناول مشروع إصلاح أرمينيا الذي قدمه نوبار لمؤتمر برلين عام 1878:
"استبدل أندراوس تبغ غليونه بآخر طازج مشعلَا إياه أكمل حديثه عن تلك الفترة التي عاصرها مع الباشا إبان مؤتمر برلين عام 1878، قدم الأخير مشروعًا لإصلاح بلاده يقوم علي تنظيم إدارتها تحت إشراف الدول الأوربية وتعيين حاكم غام باختيار هذه الدول وموافقة السلطان العثماني وتنظيم القضاء والشرطة وغير هذا علي أيدي موظفين أوربيين، ورغم موافقة بريطانيا وفرنسا علي هذا المشروع إلا أنه أخف أمام معارضة البطريرك الأرمني في الأستانة الذي كان يسعي إلي نيل الاستقلال التام مما جعل الباب العالي يرفض فكرة المشروع تمامًا وتعطلت القضية الأرمنية حتي يومنا هذا."
خلاف نوبار ولويد حول تنظيم البوليس المصري
- "الأميرالاي عز الدين الشحات" ويرصد لنا موضوع البوليس المصري والخلاف مع لويد:
"تصاعد الخلاف بين رئيس النظار نوبار باشا و"لويد" ،حتي إن الأول هدد باستقالته إذا لم يتوقف الثاني عن الأفعال الصبيانية الخبيثة التي يفعلها ،ويعيد الضباط المصريين إلي الخدمة مرة أخري ويكف عن هذا العبث الذي يمكن أن يحدث فتنة عنصرية بين الضابط الإنكليزي أو الإيطالي وبين نظيره المصري الذي لا يقل كفاءة عن أقرانه ،حذاء الأجنبي لن يتم وضعه علي ربة المصري مرة أخري ،كفي الديون التي كبلوا بها مصر، ظل العراك سجالا إلا أن وقع خلاف داخلي بين "لويد" ومستر أبينسون ماكسويل النائب العام بالمحاكم الأهلية حول سوء معاملة المسجونين. استغل نوبار هذه الواقعة مستخلصَا من "لويد" ،ومن ثم أعقبه "ماكسويل" ، أرجع جميع الضباط المصريين إلي الخدمة وصرف مرتباتهم بأثر رجعي، ستطاع الباشا أني حصر الهيمنة الإنكليزية داخل نظارة الداخلية معتبرا نفسه هو صمام الأمان في مصر للمصريين والرعايا الأجانب علي حد سواء."
- "آراكيل شقيق نوبار" حاكم السودان وتناول دوره في حكم السودان وإرساء العدل بين القبائل السودانية ،وذلك من خلال سرد "أنيس" الذي رافقه في السودان.
- "جميل بك ": رجل من أصول تركية، برغم اعترافه بفضل (نوبار) الأرمني في تحديد ساعات العمل في المصالح الحكومية، ويرى أن هذا هو إنجازه الوحيد، فقد كره الأمة الأرمنية، وذمهم على النحو الآتي: " نوبار لم يكن سوى ساحر يسخر الجن لمصلحته، هو فقط مثل أي فرد من بني ملته." هكذا يرى التركيّ الشعب الأرمني.
- براءة نوبار من مقتل الأمير أحمد رفعت
- "مارون العزيزي": صحفيٌّ لبنانيّ الأصل، مثال للمثقفين العرب الذين اهتموا بالبحث حول القضية الأرمنية، فهو" شاب مفعم بالأمل والحيوية مثل معشر أهل الجبل، باحث عن الحقيقة المطلقة."، اهتم بسيرة (نوبار) الذاتية؛ لعلها تفيده في بحثه حول القضية الأرمنية.
وفي صدد سؤاله عن هل كان لنوبار باشا علاقة بحادثة تل البارود التي حدثت في عصر إرضاءً لإسماعيل باشا ،وتمكنه من الوصول إلي سُدة الحكم بعد مقتل الأمير أحمد رفعت ولي العهد ابن إبر تلك الحادثة ؟اهيم باشا ومعه البرنس حليم عمه والابن الأصغر لمحمد علي في
- نفي "أنيس" مثل هذه الشبهة التي أطلقها أعداء "إسماعيل" وقتها وأعداء نوبار" أيضًا محاولين التخلص منه ،لا يستطيع أن يجزم بان مثل هذا الحديث المأساوي الذي انقلب فيه القطار بالنيل كامن مدبرًا من قبل الباشا كما أشاع البعض واضعًا فرضيتين أساسيتين لمسهما في الباشا طيلة خدمته معه، الأولي ان الأخير ليس من أنصار العنف وسفك الدماء أبدًا، والثانية إذا كان هذا مبدأ الباشا لكان أنهي علي خصوم كثيرين هو شخصيًا يعرف العشرات منهم كثيرًا ما أضروا الباشا ودبروا المكائد والدسائس التي كان الكثير منها يُصيب أهدافه بإحكام مهيجا الولاة إنه لم يفتح موضوع حادثة "تل البارود" من قبل الباشا لأنه يثق فيه ثقة عمياء بل إن المرة التي سمعه يتحدث مع أحد الساسة الأوربيين حول تلك الحادثة، ذكر أن لو القدر كان قد أمهل الأمير "احمد رفعت" لكانت مصر أخذت طريقها في درب "محمد علي" هو كان يفضله عن "إسماعيل باشا"
اعتمد الكاتب على شخصية نوبار"، كشخصية رئيسة؛ فرسم من خلاله صورة للشخص الأرمنيّ وعصاميته؛ ذو الحسب والنسب من خال وأب وأخ: " نوبار كان بالنسبة للبعض عبارة عن فكرة خلاص عند حدوث المجازر الحميدية" وصل بسهولة إلى منصب رئيس نظار مصر...كان دوره تجاه أزمة شعبه تخفيفَ الألم بقدر استطاعته " لم يبخل بماله في مد جسر الإعانات بين القاهرة والإسكندرية وبور سعيد وكل منطقة أخذها اللاجئون ملجأ لهم، عَمِل على تسكين الأطفال، والشيوخ، والحوامل، والأرامل، ساعد المطرانية الأرثوذكسية من ماله الخاص، أخذ الأرمن القادرين على القراءة والكتابة وإجادة اللغات وألحقهم في وظائف حكومية." فخدم "نوبار" القضية الأرمنية، رجلٌ عادلٌ، لا يسمح بالظلم، ذكيٌّ، تقلَّد المناصب، حد الكثير من الظلم والطغيان، تقلد المناصب بمصر، وعاصر سبعة ولاه، وقام بخدمة المصريين، حارب السخرة، لقب بأبي الفلاح "في بداية عمله عمل ترجمانًا في قلم الترجمان، أول من نظر إلى الشعب المصري الكادح" ، حيث جعل للمصريين مكانتهم وسط الأجانب، يتسم بقوة الإرادة والحزم والشدة.
" أول رئيس وزراء لمصر، الذي تولى الوزارة ثلاث مرات في عصر الأسرة العلوية، الأولى في عهد الخديو إسماعيل، والثانية في عهد الخديو توفيق، والثالثة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ."ظهر في صورة الرجل الأرمنيّ الرحيم بأهله، الذي لم يستغلْ سلطته إلا في أعمال الخير، ذلك ما اتضح من خلال أحداث الرواية،.
وعن الوصف المادي ل "نوبار باشا" كما يصفه "أنيس": "لقد عرف الباشا وهو ربع القامة، يميل إلي الطول ،قوي البنية ،أسمر اللون، أسود العينين، تقاطيع وجهه متناسقة، دائما ما يعطي مظهره عكس ما يبطنه عمره، لكن أن يراه وهو لم يتعد الثامنة عشرة من عمره، فهذه أول مرة ،كان نحيف الجسم ذا وجه طفولي جميل وشارب خفيف ،العمر مر وفات حتي أصبح الباشا ذكري في لوحة بجانبه وقف شاب أسمر حلو التقاسيم فارع الطول .
وترصد الرواية طريقة تفكير "نوبار" على النحو الآتي: " غير ميال للعنف تمامًا بل سلاحه الحديث هو الدبلوماسية والحوار المستمر الهادف، هذا هو سر نجاح نوبار في حياته المهنية." و يصف الكاتب "نوبار" بصفات الأرمن كما وردت بالتاريخ، فهم سياسيون محترفون.
وفي مقطع آخر يصف الكاتب "نوبار " قائلًا:" إنه مقتنع أن رحمة الله عليه كان فذًا، متقد الذكاء، واسع الحيلة، يمتلك الحكمة الصائبة، ملك فن الحديث، ذا حسٍ فكاهي راقٍ. في النصين السابقين توغل الكاتب في طريقة تفكير (نوبار)، وهو من الأرمن الذين وصلوا إلى مناصب إدارية في بلاد غير بلادهم، حيث وصل (نوبار) إلى رئاسة مجلس النظار في مصر.
غير أن اهتمام سمير زكي ينصب علي القضية التي يهتم بها في المقام الأول، الأمر الذي جعله يشرك مع هذا الحدث الروائي عددًا من الأحداث الفرعية الأخرى التي تخدم الموضوع .
ومع سير الأحداث وتطورها يتعرض "أنيس" للمطاردة من "مهموز باشا" و"أصيل" وشقيق أنيس التوأم الذي عاد إلي مصر بعد فترة من منفاه في السودان علي يد نوبار باشا بعد اتهامه بسرقة ملفات من مكتبه .وتعرف علي "مهموز باشا" في السودان.، وطلب منه مساعدته في عودته الي مصر .علي أن يبتسم معه الكنز المتمثل في الخنجر الأثري، وانضم إليهما "لبيب أفندي" و"نعيمة" زوجة أنيس التي أرشدتهم عن مكان الألف جنيه الذهبية التي خبأها أنيس أفندي، واستغل "أصيل" الشبه الذي بينه وبين شقيقه وخطف ابنه المعاق علي كرسيه الخشبي المتحرك. وأمام تهديد أصيل بإغراق نوبار الصغير .اضطر أنيس أن يخبرهم بمكان الخنجر.
- مد يدك يا أخي تحت مقعد نوبار. ستجد ما تريده.
ومد أصيل يده واحدا درجات خشبيا سحرياً لا يلاحظه أحد بالمرة أسفل المقعد فتحه ببطء حتي سقط منه الخنجر
- لقد أخذت مرادك الأن ,اترك نوبار
ورغم ذلك دفع مهموز الكرسي الخشبي نحو البحر ودخل الكرسي في الماء الذي سحب الكرسي ونوبار يغرق ببطء.
وبعد معركة اشتبك فيها رجال السكة الحديد الذين توافدوا لينقذوا أنيس وبسيوني مع رجال مهموم باشا انتهت أن تلقي أنيس ضربة قوية علي أثرها أسلم الروح.
وأثناء مراسم الدفن حدث زلزال رهيب نتج عنه تهدم البيوت علي رءوس الناس وأثناء نواحهم علي الجثث المدفونة تحت الأنقاض اهتز تابوت أنيس فجأة من شدة الزلزال اثر تحرك الميت بداخله فانفتح نتيجة الاهتزاز العنيف وخرجت يد أنيس باحثة عن منفي لها وتقمصت الجسد شخصية نوبار عندما سألوه عن اسمه
- اسمي نوبار
وأثناء إيداع أنيس السرايا الصفراء ،وقف نوبار" أنيس" وسط أقرانه المجانين ،وفاقدي العقل والمجاذيب، وخطب فيهم قائلا:
لقد عدت من أجلكم يا شعب مصر.أنا نوبار صديقكم وحاميكم وحبيبكم، صدري مفتوح لكل أبناء مصر، كل من لديه مشكلة سأقوم علي حلها، لن يكون هناك محتاج إلا وسيتم تلبية احتياجه .لن يكون هناك سائل ،إلا وسيتم الرد عليه بجواب يشفي قلبه، لن أدع أحدًا يخدعكم أو يضحك عليكم أو يستغلكم.
اختفي نوبار ومن معه من المجانين رغم الحراسة المشددة علي السرايا الصفراء. ووقف نوبار أمام تمثال نوبار مقدما التحية وحوله مجاذيب الإسكندرية ودروايشها يهتفون باسم نوبار وصاحب نوبار أنيس بصوت جهوري.
- لا يهم ما سيبكته التاريخ لا يهم أن تكون معنا أوراق وأقلام من أجل تدوين قصص حواديت الباشا، أنا سأحكي من البداية من هو الباشا أيها الإخوة؟ وماذا فعل ؟وكيف عاش؟ أنا من سأقول لكم كل شيء عن نوبار
ويختم الكاتب الرواية بهذها العبارة
" وقف المجاذيب أمام تمثال نوبار باشا وأسفله، اصطف المجاذيب والدراويش في دائرة يحيون حلقة الذكر قام في وسطهم منشد قوي الصوت يصدح قائلا:
- مدد يانوبار...مدد….
وكشفت الرواية أن غلبة الجانب الإنساني على شخصية "نوبار" لم يكن أمراً لحظيًا أو مرهونًا بموقف بعينه أو شخصية بعينها، بل إن الأمر قائم على اعتقاد راسخ لدى "نوبار" أن دوره الإنساني والمجتمعي أسبق وأقرب إلى نفسه من دوره كوزير أو صاحب سلطة، حتى أن قناعاته كمسئول كانت تنطلق من دوافع إنسانية تغلبت فيها العاطفة على العقل، وهو ما كشف عنه المؤلف.
وكشف الحوار في رواية "الباشا" عن مجموعة من المواقف الأيديولوجية التي ميَّزت شخصية "نوبار" تجاه بعض القضايا والأحداث المحيطة به، حيث تبلورت فيها رؤيته الخاصة التي تتفق بقدر كبير مع المكون التاريخي للشخصية، مع الأخذ في الاعتبار الموقف الإيجابي الذي اتخذه المؤلف من "نوبار" في الرواية، وهو ما تجلى في المشاهد الحوارية التي جمعت بين "أنيس" وباقي شخصيات الرواية.
ساق المؤلف في رواية "الباشا" مجموعة من الأحداث التي غزت حياة "نوبار"، والتي كان من شأنها إحداث عدة نقلات محورية في بناء الشخصية، تطور معها الصراع من ناحية؛ وتحولت بموجبها حياة "نوبار" إلى حياة أخرى مليئة بالصراعات المتشعبة، وقد تنوعت الآثار التي خلفتها تلك الأحداث في شخصية نوبار، كما امتدت عبر الإطار الزمني المتسع للفترة التي تعالجها الرواية لتشمل بداية عمل ترجمانًا لمحمد علي حتى وصلت إلى توليه الوزارة الثالثة.
اعتمد الكاتب على الراوي العليم الذي كان يقص الأحداث ويعرض الشخصيات وكأنه على علم بكوامن الشخصيات وتفكيرها، فاستخدم ضمير الغائب في قص الأحداث، ومن خلال تلك الطريقة طرح أفكارًا وآراءً مختلفة حول الشعب الأرمني وقضيته، لكن ما يلاحظ في رواية الباشا أن سرد الأحداث بعيد إلى حدٍ ما عن عقل المتلقي؛ ذلك لأن " اصطناع ضمير الغائب في السرد يحمي السارد من إثم الكذب يجعله مجرد حاك يحكي، لا مؤلف يؤلف، أو مبدع يبدع، ولقد يتولد عن هذا الاعتبار انفصال النص عن ناصه، وذلك بحكم أنه مجرد وسيط أدبي ينقل للقارئ ما سمعه أو علمه من سوائه." ولكن تلك الطريقة في السرد لن تخلق تعايشًا تامًا بين المتلقي والأحداث، فخلقت مسافة بين المتلقي والأحداث الروائية، بمعنى أن المتلقي لن يصدق حقيقة ما يقص، ويكمن داخله الشك في مصداقية القصة المروية.
وقد حقق السرد علي ألسنة هذه الشخصيات بعض أهدافه في الكشف عن مستوي الشخصيات وفي تحديد طبيعتها إلي حد كبير وعلي نمط تفكيرها وبوسعنا أن ندخل في أعماق نفسها ونستقرئها ونستمع إلي هواجسها ورغباتها.
وأول ما يُلاحظ في الرواية أن القاريء يكاد يشعر بأنه أمام تحقيق صحفي أكثر منها قصة أدبية، ولعل ما أصابها من عدوي الصحافة هو النظرة الفلاشية الخاطفة للموقف دون محاولة للعمق والنفاذ.
وقد نبادر إلى القول بأن رواية "الباشا" تشكل مرحلة جديدة في كتابته الروائية، لأنها حاولت أن تقتحم سرداً روائياً معقداً، يتماهى مع التاريخ والواقع أحياناً بشكل أكثر وضوحاً مما هو في رواياته السابقة. فهو يكاد يستمد مادته من التاريخ المصري الحديث في القرن التاسع عشر. ويركز بالخصوص على مسار شخصية تاريخية هامة، في تلك المرحلة، وهي شخصية "نوبار باشا"
في النهاية ،فإن الرواية جديرة بالقراءة، لأنها حركت وكشفت عما يختزنه تاريخنا المصري من مخزون غّني بالحوادث والظواهر الإنسانية التي يمكن للأدباء المصريين أن يوظفوها لإغناء وإثراء كتابتنا السردية غنى وثراء تاريخنا وحضارتنا..



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوبار باشا في الصحافة الفرنسية في مصر حتي قيام الثورة العراب ...
- مع الكاتب الأرمني المعاصر ميسروب هاروتيونيان
- أچاسي أيڤ---ازيان الأديب الأرمني متعدد المواهب
- ملامح أدب الأقليات في الدولة العثمانية: الأدب الأرمني في نمو ...
- نضال المرأة الأرمنية
- الإبادة الأرمنية في الأدب الأمريكي
- مع الفنانة الشاملة أنوشكا
- أورفا:التاريخ.القدسية.اللعنة
- السبي العثماني والمشرق المتوسط
- قبطي في عصر مسيحي للدكتورة زبيدة محمد عطا
- مواقف سياسية واجتماعية في أدب نجيب محفوظ
- سيلڤا كابوتكيان شاعرة كل الأرمن
- قيم جديدة للأدب العربي
- الكرد أمة الإبادات الجماعية
- أدب الأطفال في الثقافة الكردية: كرد سوريا أنموذجًا
- عودة الدولة: تطور النظام السياسي في مصر بعد 30 يونيو
- تشريح العقل الإسرائيلي
- مع عازفة البيانو المصرية الأرمنية أربي جانيكيان
- أمانة ياليل
- برتولد بريخت رائد المسرح الملحمي


المزيد.....




- نجيب محفوظ وفن الكوميكس.. هل يفتح الفن التاسع آفاقا جديدة لل ...
- فيلم -إيميليا بيريز-.. فوضى إبداعية بين الموسيقى والكوميديا ...
- محمد سمير ندا.. على الكاتب أن يمتلك الجرأة على إلقاء الحجارة ...
- بعد سقوط الأسد.. فنان سوري شهير يتعرض للتهديد بالقتل
- الفنان السوري سامر المصري يصل دمشق بعد غياب 14 عاما ومحبوه ي ...
- سرقة تحف أثرية من متحف هولندي بعد اقتحامه باستخدام عبوة ناسف ...
- بطريقة سينمائية.. سرقة 3 أساور ملكية وخوذة ذهبية أثرية
- فنان مصري يعلن فتح مزاد على -بالطو- حفل -Joy Awards- لصالح م ...
- أزمة قانونية تهدد عرض فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون
- بشعار -وما بينهما-.. بينالي الفنون الإسلامية بجدة يستكشف الإ ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الباشا بين رد الاعتبار والحقيقة التاريخية