الثقافة هي نواة الحضارة

نبيل نريمان عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 08:23
المحور: قضايا ثقافية
    

الوجه الحضاري لاي مدينة قد يتمثل بالبنى التحتية المتطورة وشبكات الطرق والجسور الحديثة والقطارات السريعة والمطارات الكبيرة والابراج الناطحة للسحاب او قد يتمثل بمدى سرعة الخدمات الحكومية التي تقدم للمواطنين من خلال اتمتة الإجراءات وتبسيطها او قد يتمثل بمدى توفر المستشفيات والمراكز الصحية الحديثة وتوفير التأمين الصحي لكل مواطن ، كما من الممكن ان يتمثل بالسلطة القضائية المستقلة والمؤسسات التابعة لها ومستويات عدم تأثرها بأي عوامل قد تؤثر على استقلاليتها اوقد تتمثل بجودة التعليم ومدى توفر المؤسسات التعليمية في مراكز المدن والقرى والارياف البعيدة على حد سواء وربما تتمثل بالتقدم التكنلوجي والاختراعات والاكتشافات العلمية ، ولكن الحضارة الحقيقة تتمثل بمدى ثقافة المجتمع وتمدنه فالثقافة هي أساس التحضر وكلما زادت ثقافة المجتمع زادت مقومات الحضارة فيه ، أن نواة الحضارة الأساسية تأتي من مقدار ما يقرأه الافراد والمواطنون الذين اسسوا تلك الحضارة او بمقدار الثقافة المتناقلة من جيل لأخر كما يجب ان لا ننسى بان مفهوم الثقافة أوسع من مفهوم التعليم بمراحل كثيرة ، ربما يكون مفهوم الحضارة أوسع من الثقافة ولكن الحضارة لن تنشأ بدون الثقافة وتعريف الثقافة فالأفكار التي يحملها الانسان في المجتمع تعتبر احد المؤثرات الرئيسية على نوعية الحضارة المتشكلة في ذلك المجتمع ، وعرف الإعلان العالمي للتنوع الثقافي في عام 2001 الثقافة بانها "مجموعة المظاهر الفكرية ، المادية ، الروحية ، والعاطفية المميزة التي يتسم بها مجتمع او جماعة اجتماعية . وهي تشمل أنماط الحياة، التقاليد، الفنون، العلوم، القيم، المؤسسات والمعتقدات" ومن هذا التعريف سوف نكون قادرين على التفريق بين أنواع الحضارات وفقا للثقافة التي يمتلكها او كان يمتلكها المواطنين الذين كونوا تلك الحضارات وعاشوا فيها. ان مدى اهتمام الحكومات بالثقافة يعكس النضج الفكري لأصحابها ومدى اهتمامهم بتطوير المجتمع وتطوير أسس الحضارة التي تقوم عليها بلدانهم ، فالفنون والعلوم والمظاهر الفكرية والتمدن والمعتقدات والقيم هي تفرعات جذرية لتكوين الحضارة..

#نبيل_نريمان_عبدالله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات