|
الأمة الكردية أكبر من الزعيم الكبير عبد الله اوجلان
حامد محمد طه السويداني
الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 18:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالرغم من أن عبد الله اوجلان (آبو) يعد من اعظم زعماء الاكراد في القرن العشرين لما يملكه من كاريزما الزعامة القوية وكذلك مفكراً يسارياً اشتراكياً فهو الذي أسس حزب العمال الكردستاني P.K.K في تركيا وناضل ولا يزال يناضل من أجل الحصول عل حقوق الأمة الكردية التي استلبت في الماضي فالأمة الكردية قدمت للبشرية الكثير من الإنجازات العلمية والثقافية والحضارية ففي العصور الإسلامية (الأموية والعباسية) قدموا الكثير ولكن باسم الإسلام لأن كان ولائهم للدين والشريعة الاسلامية وعندما كتب التاريخ ظلم الأكراد لأن هذه الإنجازات كانت تحت مسمى (الحضارة العربية الإسلامية) وكذلك الأمة الفارسية والعثمانية الذين رفعوا راية الخلافة الإسلامية لبسط سيطرتهم على الدول العربية ولكن في الحقيقة قاتل الأكراد والعرب معاً مع الدولة العثمانية، وقاموا بالعديد من الإنجازات العلمية والأدبية والثقافية وأيضاً صودرت من قبل الأتراك وفي حروب الاستقلال التركية 1919-1922 التي قادها مصطفى كمال الذي وعد الأكراد في إقامة دولتهم اذا انتصروا في الحرب وقاتل الأكراد في حروب الاستقلال الدول الاستعمارية للدفاع عن الأرض التركية لكن مصطفى كمال تنكر لهم وتآمرت عليهم الدول الكبرى في معاهدة سيفر 1920 وتعرضوا الى حملات التتريك والتهجير والقسوة ولحد هذه الحظة يتعرضون الى الإبادة والى استلاب حقوقهم. يقول الزعيم عبد الله اوجلان في كتابه (هكذا تحدث اوجلان) الطبعة الأولى في اليونان 1999 يقول: "لقد ذكرت يجب أن يعترفوا بهويتنا كيف يكون ذلك وبأي شكل لقد اعترفوا بهويتنا قولاً ولم يطبقوه عملاً وبعد ذلك قاموا بوضع النظرية التي تقول (إن الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني P.K.K. منفصلان عن بعضهم البعض وأنتم تدركون تماماً بأن الاعتراف بالهوية الكردية له علاقة وثيقة معنا كارتباط الظفر باللحم ولا يمكن للانفصال ان يتم بين P.K.K. والشعب الكردي والأمة الكردية قاطبة فعندما ظهرتُ لم يكن هناك من يستطيع أن يقول (أنا كردي) كنت ادرس في كلية السياسة في أنقرة وإن أول عمل قمت به في ذلك الحين كان في درس المرحوم الأستاذ الدكتور (معمر اكسوي) اذ كان يشرح ما هو مكتوب في الدستور التركي ومن الممكن انه نفسه لم يكن مقتنع في ذلك ولكنه كان يقول أن الشعب التركي تمكن من الوحدة حينها وقفت وقلت له "هذه ليست الحقيقة، الحقيقة يوجد شعبين في تركيا (الأكراد والاتراك) واقليات أخرى قومية ومباشرة لاحظت بأن كل الموجودين في قاعة الدرس وكان عددهم (500) شخص يصفقوا لي وهم واقفين والجميع كانوا أتراكاً". ولسنا بمعرض الكلام عن التاريخ الكردي الموغل في القدم ولسنا ايضاً بمعرض الإشارة الى انجازاتهم الثقافية والحضارية فهي كالشمس لن تغطى بغربال ولسنا بمعرض اعدادهم فهي واضحة ففي تركيا يبلغ عدد الأكراد حاليا اكثر من 22 مليون وكذلك في بقية الدول في العراق حوالي 8 مليون وفي ايران اكثر من 17 مليون نسمة حسب ارقام المعهد الكردي في باريس عام 2017 وفي سوريا 3 مليون اذ يقدر عدد الأكراد في جميع أنحاء العالم 45 مليون نسمة. ولم يتح للأكراد تأسيس دولة او امبراطورية لهم باسمهم سوى جمهورية مهاباد عام 1946 في ايران لكنها لم تستمر وبسبب الظروف الإقليمية والحضارية في المنطقة فالجغرافيا ظلمتهم ايضاً. لكن الذي يدفعني لكتابة هذا المقال هو الخديعة التي تسمى (مبادرة زعيم حزب الحركة القومية) دولت بهجلي حول اطلاق سراح عبد الله اوجلان مقابل وقف العمليات العسكرية وحل حزب P.K.K. علماً بأن اوجلان معتقل ومحكوم عليه بالسجن المؤبد منذ العام 1999 في جزيرة اومرلي وقد قضى لحد الآن أكثر من 25 عاماً والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا بقي من العمر حتى يقع في هذه الخدعة وهل الأمة الكردية التي ضحت بآلاف الشهداء يمكن اختزالها بشخص اوجلان، الجواب كلا (الأمة الكردية أكبر من الزعيم اوجلان) فاذا قتل اوجلان او مات فإن الأمة الكردية ستواصل كفاحها حتى تحقيق الاستقلال حالها حال بقية الأمم. ومن الجدير بالذكر اني التقيت في العام 1995 التقيت مع وزير الثقافة والاعلام في حكومة إقليم كردستان العراق البروفيسور الدكتور فلك الدين كاكائي (رحمه الله) على هامش افتتاحه مهرجان الخط والزخرفة الإسلامية في أربيل وجرى حوار بيني وبينه فقد كان متواضعا جداً ويجلس مع الخطاطين واستمر بالحضور مع الوفود المشاركة لمدة ثلاثة أيام، وقد قال لي ما نصه "إن الدول العربية وتركيا لم يستوعبوا الدرس من انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي وكان الأجدر بهم وخاصة الدول العربية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي أن يقوموا بإصلاحات ومنها إعطاء الاكراد حقوقهم السياسية والثقافية وذلك لاحتواء التوترات التي سوف تؤدي بالنهاية الى المزيد من الحروب والدماء وتدخل القوى الخارجية". اليوم وبعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا ومحاولة تشكيل الدولة السورية وفق وضع دستور جديد للبلاد يضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري وأولها الأكراد الذين قاتلوا وقاوموا وضحوا بدمائهم وهمشوا وأبعدوا في ظل نظام حافظ الأسد وابنه بشار الأسد. أنا أرى بأن سوريا اليوم أمام فرصة تاريخية للحفاظ على وحدة سوريا هي القيام بخطوة شجاعة وهي إعطاء اكراد سوريا إقليم خاص باسم (إقليم كردستان سوريا) ويكون مرتبط بالحكومة المركزية على غرار ما موجود في إقليم (كردستان العراق) هذا هو الحل الأمثل وعدم السماح للقوى الخارجية بالتدخل في الشأن السوري ومنها تركيا التي تحاول إعاقة هذا المشروع واستقرار سوريا وتحولها الى قوة اقتصادية فعالة في المنطقة وخوفاً أن يقوم أكراد تركيا بالمطالبة بالمثل طبعاً باعتقادي هذا ما سيحصل في المستقبل طال الزمان أم قصر قيام الدولة الكردية قائم هذه سنة كونية، إن الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تفضل حليفتها تركيا احياناً على مصالح الشعب الكردي في سوريا وإلا لماذا لا تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بفرض شروطها على سوريا ومنح الاكراد اقليمهم الخاص، آن الأوان لمنح الاكراد دولتهم الخاصة بهم فهل من المعقول قطر دولة ولبنان دولة وإمارة شرق الأردن تصبح دولة والأكراد الذين يبلغ عددهم 45 مليون نسمة لم يكونوا دولة علماً بأن الجغرافية المتواجدين فيها الأكراد حالياً هم سكان البلاد الأصليين وليس جاءوا عليها فالأتراك جاءوا من أواسط اسيا (هضبة منغوليا) في العام 1299 اسسوا الدولة العثمانية بينما كان الاكراد والعرب والفرس والبيزنطيين موجودين في هذه الأرض. وأخيراً أود القول أنا كاتب عربي وأفتخر بقوميتي العربية ولكن لا بد من الاعتراف بالأمم الأخرى خاصة الأكراد الذين وقفوا مع العرب المسلمين وفتوحاتهم والقائد الكردي صلاح الدين الأيوبي خير مثال. أقولها للتاريخ على تركيا وسوريا ان تقوم بخطة شجاعة وحقيقية وحل المشكلة الكردية بالطرق السلمية واسترجاع الحقوق قبل أن يأتي يوم ويصبح الأتراك أقلية فتشير الإحصائيات السكانية حالياً بأن الاتراك سوف يصبحون أقلية بعد نصف قرن من الآن وهذا الرقم في عمر التاريخ لا شيء أي قريباً فتركيا الحالية عدد نفوسها 81 مليون، عدد الأكراد 22 مليون والعرب 7 مليون والعلويين 20 مليون يضاف إليهم باقي الأقليات منها الأرمن والشرس واللاز واليونانيين وبما أن الأتراك متوجهين نحو الثقافة الاوربية فعادة تتكون اسرهم من طفل أو طفلين على عكس الأكراد والعرب الذين لا يتقيدون كثيراً بتحديد النسل وتنظيم الأسرة فالأنجاب لدى الأكراد والعرب يكون أكثر من الأتراك وبمرور الزمن المشار اليه ستتغير الموازين. باعتقادي أي دولة تتكون من عدة اعراق وقوميات مهما طال الزمن سوف تتفكك وتنهار وذات مرة قالها مصطفى كمال اتاتورك "إن الإمبراطورية الروسية حالها حال الامبراطورية النمساوية والمجرية ففي حال تفكك الاتحاد السوفيتي يوماً ما فإن لنا أخوة هناك يشاركوننا لغتنا وديننا ونسبنا" (طبعاً يقصد الأقلية التركية في الاتحاد السوفيتي والذين يسمون اتراك المسخيت أو (الاهيسكا) ويتابع القول فنحن لا ننتظر الى أن يأتوا الينا بل نحن نذهب إليهم) وهذه إشارة الى طموح الأتراك في التدخل الخارجي وفي عهد اردوغان تم عقد صفقة مع روسيا لقدوم بعض العائلات من اتراك المسخيت الى الوطن الام تركيا ومنحهم الجنسية التركية. تركيا الآن لديها أكثر من مشكلة أولها الاقتصاد غير المستقر ومشاكل الأقليات فالفاتيكان دوماً تطالب تركيا بكنيسة أيا صوفيا التي حولها الأتراك الى جامع في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح وكذلك أطماع روسيا في أراضي تركيا وهي في الأصل روسية مثل طرابزون وإقليم قارص حسب ادعاء الروس والعرب وباقي الأقليات لا يمكن الاستمرار ونحن في القرن الحادي والعشرين والحكم بهذه الطريقة نقول آن الأوان بالاعتراف بحقوق الأقليات ووضع دساتير تكفل برضا جميع المواطنين والابتعاد عن التهميش والاقصاء والعنصرية. وأقولها سوريا لن تستقر ما لم تقوم بإعطاء الاكراد (إقليم كردستان سوريا) نقولها للتاريخ
#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرة الاتراك للعرب ونظرة العرب للاتراك بين الماضي والحاضر (د
...
-
ثقافة النظافة والاناقة لدى الاتراك
-
الخرافات والمعتقدات في التاريخ التركي ) نماذج مختارة)
-
رمزية الذئب الاغبر في التاريخ التركي
-
الانتخابات التركية ٢٠٢٣ وانعكاساتها
...
-
انفجار اسطنبول والانتخابات التركية 2023
-
هيلين بوليك: شهيدة اليسار الثوري في تركيا
-
القواعد العسكرية التركية في الوطن العربي (رؤية نقدية للسياسة
...
-
القصف التركي على شمال العراق (الاهداف والمخاطر)
-
أزمات تركيا المتكررة هل تؤدي الى ظهور الفيدرالية التركية
-
تركيا وسياسة الأوراق الضاغطة
-
الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً
-
تظاهرات عيد العمال العالمي في تركيا (نظرة تحليلية)
-
تركيا بين معسكرين : الى اين ؟
-
الموقف التركي من الازمة الاوكرانية وتأثيره على الداخل التركي
...
-
تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك ا
...
-
الربيع التركي يطرق الابواب قريباً
-
الانتخابات التركية المقبلة 2023 والاحتمالات المتوقعة
-
ازمة كازاخستان وفشل مشروع (العالم التركي)
-
تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟
المزيد.....
-
نوع حليب يؤخر سن اليأس عند المرأة
-
أمريكا تفتقر إلى أدوات الضغط على روسيا
-
لماذا تحايل ترامب على القانون لإنقاذ تيك توك؟
-
ملك البحرين يبحث مع ترامب هاتفيا أهمية العمل لضمان الأمن بال
...
-
الولايات المتحدة تعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائ
...
-
البرهان يزور مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم بعد استعادت
...
-
اليمن: مطار الريان يطلق أول رحلة مباشرة إلى القاهرة بعد توقف
...
-
وزير الدفاع الأميركي: ملتزمون بحصول إسرائيل على القدرات العس
...
-
حماس تسلم الوسطاء قائمة -رهائن المرحلة الأولى-
-
من داخل التحقيقات.. معلومات وتفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|