أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد فرحات - لينين الزعيم الإنساني الديمقراطي















المزيد.....


لينين الزعيم الإنساني الديمقراطي


محمد فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 11:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في مثل هذا اليوم، 21 يناير 1924، توفي فلاديمير لينين، القائد الاشتراكي الثوري الروسي وأحد أبرز الشخصيات في القرن العشرين.

لينين كان العقل المدبر للثورة البلشفية عام 1917، التي أطاحت بالنظام القيصري وأسست الاتحاد السوفيتي. شغل منصب رئيس الحكومة السوفيتية وأسس أيديولوجيا الماركسية-اللينينية التي أثرت في الحركات السياسية العالمية.

وفاته جاءت بعد صراع مع المرض، وترك رحيله فراغًا سياسيًا كبيرًا أدى إلى صعود جوزيف ستالين. لينين يبقى شخصية جدلية، حيث يُعتبر رمزًا للتحرر من قبل البعض، ومصدرًا للانتقادات من قبل آخرين بسبب تأثير سياساته.
بالفعل، فلاديمير لينين وليون تروتسكي كانا العقلين المدبرين خلف أول تجربة اشتراكية تهدف إلى إقامة مجتمع خالٍ من الاستغلال الطبقي والاضطهاد. تلك التجربة التي بشّرت بالكثير من الآمال، خاصة في سنواتها الأولى، كانت محاولة جريئة لتغيير وجه العالم بعد قرون من سيطرة الأنظمة الرأسمالية.

لكن وفاة لينين المبكرة عام 1924 فتحت الباب أمام صعود جوزيف ستالين، الذي حول مسار التجربة بشكل جذري. نُفي تروتسكي، الذي كان يمثل الجناح الأكثر وفاءً لأفكار الثورة الأصلية، وتعرض لاحقًا للاغتيال في المكسيك عام 1940. في ظل قيادة ستالين، تحولت التجربة الاشتراكية إلى بيروقراطية رأسمالية الدولة، حيث بات التراكم الاقتصادي هدفًا بحد ذاته، وأصبح العمال مجرد أدوات إنتاج، في تناقض واضح مع المبادئ الأصلية التي قامت عليها الثورة.

هذا التحول جعل النظام السوفيتي لا يختلف كثيرًا في جوهره عن الرأسمالية الغربية، من حيث التنافسية واستغلال العمال، وإن كان يتبنى خطابًا أيديولوجيًا مختلفًا. ولعل أكبر مأساة هي أن تلك التجربة التي أضاءت أملًا للبشرية، تحولت إلى نموذج يُستخدم لتبرير القمع والديكتاتورية في أماكن عديدة، مما أفقد الاشتراكية الكثير من زخمها التاريخي.

غالبًا ما يُذكر لينين في التاريخ كشخصية مثيرة للجدل، فقد ارتبط اسمه بالديكتاتورية والقمع السياسي، وتجسدت هذه الصورة في جسده المُحنّط، المعروض حتى اليوم في موسكو كرمز للنظام الشمولي الذي اتُّهم بقيادته. لكن هذه الرواية، التي صاغتها كتب التاريخ السائدة، تخفي جانبًا آخر من حياة الرجل. جانب يظهر فيه كمناضل من أجل الديمقراطية والعدالة، وكمعارض للحرب والاستبداد.

كارل ماركس نفسه قال ذات مرة: "التاريخ يعيد نفسه، في المرة الأولى كمأساة، وفي الثانية كمهزلة." ولعل صورة لينين المشوهة في عيون التاريخ هي مهزلة الزمن الذي شوه إرثه. فقد قضى لينين حياته في النضال من أجل الحرية، متحملاً السجن والنفي، ومكرسًا جهوده لحشد الطبقة العاملة ضد الاستبداد القيصري.

---

مناضل من أجل الديمقراطية في عهود الظلام

كانت روسيا القيصرية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين رمزًا للاضطهاد الشديد. لم تكن هناك حرية للتعبير أو التنظيم، وكان قمع الإضرابات والنقابات هو القاعدة. الفلاحون كانوا يُجلدون، العمال يُقتلون، النشطاء يُعذبون، والأقليات تُذبح في مذابح جماعية.

في ظل هذا المناخ القاتم، ظهر لينين كمناضل ضد الاستبداد. في سن السابعة عشرة فقط، بدأ رحلته النضالية عندما نظم مظاهرة للطلاب تدعو إلى الحرية السياسية. لم يكن هذا النضال بلا ثمن؛ فقد تم فصله من الجامعة ونفيه. ومع ذلك، استمر لينين في بناء حركته، مؤمنًا بأن النضال الجماعي هو السبيل الوحيد للتغيير.

تأثر لينين بماركسية كارل ماركس التي دعا فيها إلى تمكين الطبقة العاملة من قيادة التغيير. وكما قال ماركس: "الطبقة العاملة هي القبر الذي سيدفن النظام القديم". وهذا ما آمن به لينين، حيث عمل بلا كلل على تنظيم العمال في جماعات ثورية، متحديًا قبضة الشرطة السرية والإجراءات القمعية.

---

النضال ضد الحرب والإمبريالية

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، كانت بالنسبة للينين تجسيدًا لوحشية الرأسمالية. ملايين القتلى والمعاقين في حرب لا تخدم سوى مصالح النخب الحاكمة. وكما وصفها ماركس: "الحروب هي الطريقة التي من خلالها تحل الرأسمالية تناقضاتها".

لم يكتفِ لينين بمعارضة الحرب بالكلمات؛ بل دعا إلى التمرد داخل صفوف الجنود، مطالبًا بتحويل بنادقهم نحو الأنظمة التي أجبرتهم على القتال. قال لينين: "التآخي بين الجنود من مختلف الجنسيات هو بداية كسر الانضباط البغيض الذي تفرضه النظم الرأسمالية."

كانت مواقفه هذه تهديدًا مباشرًا للنخب الحاكمة، التي رأت في دعواته خطرًا على نظامها العالمي. لكنه لم يتراجع، واستمر في تنظيم حركة جماهيرية ضد الحرب وضد الإمبريالية.

---

الثورة الروسية: تحقيق الماركسية في أرض الواقع

قاد لينين ثورة أكتوبر 1917، التي أطاحت بالنظام القيصري والحكومة المؤقتة المؤيدة للحرب. كان إيمانه راسخًا بأن الطبقة العاملة هي القادرة على إدارة المجتمع بنفسها، وليس عبر نخبة سياسية مستبدة. وكما قال ماركس: "على العمال أن يديروا أمورهم بأنفسهم دون وصاية."

لكن تحقيق هذه الرؤية لم يكن أمرًا سهلًا. فقد اصطدم لينين بعقبات هائلة، أبرزها التدخل الأجنبي في روسيا بعد الثورة والحرب الأهلية التي أعقبتها. ورغم ذلك، ظلت الثورة الروسية تجربة ملهمة للطبقات العاملة في أنحاء العالم.

---

إرث لينين: هل انتهت المعركة؟

بعد مرور قرن من الزمان، لم تختفِ المظالم التي ناضل لينين ضدها. لا تزال الحروب مشتعلة، والاستبداد قائم، والديمقراطية في كثير من الأحيان مجرد قشرة تخفي تحته مصالح النخب. وكما قال ماركس: "الرأسمالية تخلق أسوأ أشكال الفقر في الوقت الذي تخلق فيه الثروة الفاحشة."

إرث لينين لا يمكن اختزاله في أخطائه أو في الانحرافات التي أعقبت الثورة. فهو يمثل رمزًا للنضال ضد الظلم، وللإيمان بقدرة الشعوب على تغيير مصيرها. ربما كان من أعظم ما كتبه لينين: "الثورة لا تصنعها النخب، بل الجماهير."

على كل من يؤمن بالعدالة، ويرفض الاستسلام للواقع المفروض، أن يدرس حياة لينين ونضالاته. ففي هذه الحياة تكمن دروس ثمينة، ليس فقط لفهم الماضي، بل لصنع مستقبل أكثر عدالة وإنسانية.



#محمد_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوستالجيا ليالي الحلمية، وزينهم السماحي.
- اسمي نجيب سرور ٧
- صعود
- حلم
- -اسمي نجيب سرور--٤
- اسمي نجيب سرور -1-
- -نعي الأحلام المجهضة-
- -أولاد حارتنا- المبادرة والانتظار .
- عبد القاهر الجرجاني يُنظِرُ لقصيدة النثر.-سأعيد طروادة ثم أح ...
- -بالضبط يشبه الصورة- ومُحدِدات الجنس الكتابي
- نون نسوة مناضلة -بيضاء عاجية، سوداء أبنوسية.-.
- ماتريوشكا
- أحاديث الجنِ والسُطَلِ، المجدُ للحكايات.
- نجيب محفوظ -نبيًّا-.
- تحدي قصيدة النثر ؛ديوان-ابن الوقت- نموذجًا.
- حائزة -عبد الفتاح صبري- في نسختها الأولى.
- أخيرا العثور على المسرحية المفقودة لنجيب سرور-البيرق الأبيض- ...
- الروائي شادي لويس وصفعة لوجه الرأسمالية القبيح.
- مخطوطات نجيب سرور
- القصة الشاعرة. - قراءة لفصل من كتاب ألعاب اللغة للدكتور محمد ...


المزيد.....




- شکست ب? ه?موارکردن?و?ي ک?ن?پ?رستان?ي ياساي باري ک?ساي?تي 188 ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني يدين السعي الأمريكي لت ...
- الجبهة الشعبية: مخططات التهجير الجديدة التي يخطط لها ترامب ل ...
- بيان المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بتارودانت
- اشتباكات قرب الحدود العراقية بين الجيش التركي ومقاتلي حزب ال ...
- التقدم والاشتراكية ينظم حفلًا تكريميًا مميزًا للرفيق النقيب ...
- آلاف المتظاهرين في كل أنحاء ألمانيا ضد اليمين المتطرف
- ألمانيا: أكثر من 15 ألف متظاهر في كولونيا ضد صعود اليمين الم ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترد على إحدى “ال ...
- بيان مشترك للأحزاب والمنظمات اليسارية والتقدمية العربية


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد فرحات - لينين الزعيم الإنساني الديمقراطي