|
من أَثينا الى لالش ج١
غازي نزام
الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 09:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من أَثينا الى لالش ج 1
أتفق عَدد من فلاسفة الأَغريق حَول مَقولة (( لاشيء يولد من لاشيء )) أَي بمَعني أَن المادة أوالشيء الأَول الذي ولِدَ منهُ اللآخر هو الثابت ، ولكن كيف يمكن لِمادة واحدة أَن تَتخذ هذا القَدر من الأَشكال المُختلفة ، تفسير ذلك أصبح من مهام الدين وَوظيفتهِ وَتحت عنوان الكَون أَو ( الطبيعة ) ، أضافة الى دور الدين الثقافي والأجتماعي والأَخلاقي وتفسيرهِ للأسطورة والسحر من خلال طقوس ونصوص دينية تُفسر وتأول الظَواهر الطبيعية ، والحياتية ، كالمَوت وقصة الخَلق والمقدس ومابَعد الموت ، وأَول من سَلط الضوء على الدين هم فَلاسفة الأغريق وقَسَمهُ الى قسمين ، الطبيعي تمثل الظَواهر الطبيعية ( الهواء ، الماء ، التراب ، والنار ) والظواهر الكونيية وهو موضوع بحثنا هذا ، والجانب الآخر أَو القسم الآخر هو أَخلاقي أَو روحاني ( ميتافيزيقي ) ميثولوجي تَتعلق بما وراء الطبيعة. والذي نقف عندهُ ونَبحَث عَنهُ في الجزء الثاني من هذا المَقال . وَعن الطبيعة والكَون هناك الكثير من النصوص الدينية الأيزيدية تَتطابق تماماً بماجاء بها هؤلا الفلاسفة منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد .
وجاء في نص الأَرض والسماء ( قه ولى ئه ردو ئه زمانا ) السبقة 6
ئه رد دبيژه ئه زمانى : ئه سلى من و ته ژده ره ك ئه م نه ژراندينه ژجه وهه ره ك شه فقه لمه ده نه ده ره ك
المعنى الأرض يقول للسماء نَحن أصلنا واحد خَلَقنا من جَوهر واحد الرَحمة تأتينا من مَصدر واحد
وهنا الأشارة الى أَثينا لاأَقصد بها ( الآلهة أثينا ) بل المَدينة الأَشهر مَنبع الفلاسفة والمؤرخين وعاش فيها فلاسفة الطبيعة والفكر والأخلاق ، وهم أَول من فَسَّروا الدين وبآراء مُتعددة ومن هؤلاء فلاسفة الطبيعة ، طاليس ، أناكسيمندر ، أناكسيمينس ، وهيراقليطس ، وديمقريطس ، وكذلك أَمبيدوكلس ، ويُسمونهم فلاسفة (ميلي ) ميليتوس مهد الفلسفة الأَغريقية أضافة الى( أَثينا ) عاصمة بلاد اليونان القديمة ، وكان طاليس أَول من فَسَر الكون بشكل عَقلاني أَو حاول يفَسرهُ ، وهو الذي أعتبر أن الماء هو أَصل الكون وكُل الأشياء ، وكما جاء في النص الديني الأيزيدي ،
قه ولي ( زه بونى مه كسور ) نَص الناسك الزاهد
ئاف ژدورى وه ريا بوه به حر و په نگيا په دشى من مه ركه ب به ست ودنافدا گه ريا
المعني : جرى الماء من الدّرة وأنحصر وأَصبح بحراً جهَز آلهي مَركباً وابحر فيهِ
أَما أنكيسمندر أعتقد أَو قال بوجود مادة أَزلية غير محدودة ( الأَبيرون ) كأَصل الكون ويعني بها الذرة قبل الأنشطار وهو وارد في الكثير من النصوص الأيزيدية (الذرة أَو الدٌرّة )والتي تعني نفس الشيء أَو الأَزلي الذي نَتج منه الكون ويعد أَحياناً سر من أسرار الآلهة عند الأيزيديين ، والفيلسوف أناكسيمنس أعتقد بأن الهواء هو أَصل كل شيء ، وكما جاء في النص الديني الأيزيدي ، قه ولى مه ها ، ( نص أشهر السنة )
په دشى من دؤر مه كانه ژباوى يه عه يانه ئوى خولقاندبو عه ردو ئه زمانه
المعنى : آلهى مكانه الدرّة وهو العالم القدير وهو الذي خَلق الأَرض والسماء
په دشى من. به ر حوكمى خوى ره وايه ئه وى ده شت چيكر روكوبانده سه ر چيايه كه ونا دونيايى بايه
المعنى :
آلهى هو الذي يَحكم الكَون هو الذي خلق اليابسة ووَضع عليها الجبال أَساس هذا الكون هو الهَواء
وَعن الطبيعة وأصلها أختلف الفلاسفة بأرائهم ف عَن النار مَثلاً قال الفيلسوف هيراقليطس أن التغيير ( النار كمركز لَهٌ ) وهو الجَوهر الأَساس للطبيعة كما جاء تماماً في نص ديني أيزيدي ( ژقه ولى شيشم مه ستم ژ قه ده حى )
مه ستم ژديوانئ ئه م بشيشم (*) بد ه ين به يانئ ياشيشم ته ئه م ئانينه سه ر ئه ركانئ
المعنى :
ثملٌ من عشق مَجلس الأَولياء دَعنا نَمدح الشيخ شمس لأَنهُ من هَدانا الى الأيمان والعَقل والحكمة
ياشيشم توئ ره حيمئ خالقئ منى ژ قه ديمى ل هه مو ده ردا توى حه كيمى
المعنى : ياإله النور ياخالق الكون أنت الرحيم خالقئ منذ الأَزل يامن تَطيب بك الآلام
وتبقى مٍعضلة التفسير والتأويل للطبيعة والخَلق والتَكوين عند جميع الفلاسفة والعلماء والمؤرخين أشكالية أزلية رغم أن الجميع تُدافع عَن آرائها ونظرياتها عَن الموضوع . وعَن الطبيعة دائماً يبقى الخلاف والأختلاف حتى أَن أَعلن فيلسوف الطبيعة الشهير أَمبيدوكلس أَو أَمفيدوقليس ( ٤٩٥ ق.م – ٤٣٤ ٍق .م ) حيث جاء بنظريتهِ الذي أطلق عليها ( الجذور ) حيث يقول أن الطبيعة تَمتلك عناصر أساسية أَربعة ( الهواء ، الماء ، التراب ، النار ) كَما آشرنا اليها في بداية المَقال حيث يَقول أن كل مايَتحَرك في الأَرض يَعود الى أمتزاج أَو أنفصال هذهِ العَناصر الأَربعة . ذلك أن كل شيء مكون من ماء وهواء وتراب ونار ، والذي يَختلف هو النسبة فقط ، مَثلاً ليس مَوت حيوان أَو زهرة إلا أنفصال هذهِ العَناصر من جَديد مِما تمَكَن مُراقَبتهِ بالعين المُجردة ، ولكن الهواء والماء والتراب والنار تَظل غير متغَيرة في ذاتها . أنها في منجى من كل هذهِ التَحولات ليس من الصحيح القول أن (( كل شيء يتحول ))، ففي العمق في الأساس لاشيء يَتنَغير ، كل مايَحصل أن أَربعة عَناصر تَتحد وتَنفَصل قبل أَن تَعود لتَتحد من جَديد وكَما جاء في النص الديني الأيزيدي ( قه ولئ شيخوبكر )
په دشئ منى جه باره ژدورئ ئه فراندبو چاره ئاڤه وئاخه وبايه و ناره
المعنى :
إلهى الجَبار خلق الأَربَعة من الدّرة الماء والتراب والهواء والنار
هه رچار كودفاخرن بكئ دئينان وبكئ دبرن بكى مه رسومئ ژدورئ فاريقه دكرن
المعنى :
الأَربعة الفَواخر بأَمر مَنْ جَلبوهم وبأَمر مَنْ أخذوهم بأَي مَرسوم فَصَلوهم عَن الدرّة هه ر چار كود روستن نه دخوارن نه دنفستن بكى مه رسومئ ژ دورئ فه دگوهه ستن
المعنى :
الأَربعة الصالحين لَم يكونوا يأكلون ولايَشربون بأَي مَرسوم نَقلوهم من الدّرة
المَصادر :-
*. الشمش أًَو شيشم عند الأيزيدية هو أله النور وهو( النار بعينه )، والنار من المقدسات عند الأيزيدية ، ويَتمثل بالشيخ شمس الشمساني أبن ئيزدين أَمير في الطبقة الدُنيا عند الأيزيدية ( والشمسانية بذاتها طَبقة من طَبقات الشيوخ الثلاثة ) الشمسانية والآدانية والقاتانية ، ويأتي شيشم أَحياناً الأله الأَكبر الكلي القُدرة أَو ( ئيزي – خودا – وأحياناً تاؤوسي مللك ،إله النور ) والحديث عَن شيشم والشمس طويل قد لايكفي هذا التوضيح لفهم الموضوع كاملاً . • عالم صوفي ، رواية حَول تاريخ الفَلسفة / جوستان گاردر / دار المنى ، السويد / الرواية الأَكثر رواجاً في شَتى أَنحاء المعمورة في العام ١٩٩٥ • به رن ژئه ده بى ديني ئيزديان / صفحات من الأَدب الديني الأيزيدي ، الدكتور خليل جندي / سبيريز للطباعة والنشر ، دهوك ، ٢٠١٣ • لالش نامة ، بدل فقير حجي • الأنترنيت ، ويكيبيديا • الذكاء الصناعي GPt
غازي نزام / أوكسبورك ١٦/ كانون الثاني ./ ٢٠٢٥
#غازي_نزام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نوع حليب يؤخر سن اليأس عند المرأة
-
أمريكا تفتقر إلى أدوات الضغط على روسيا
-
لماذا تحايل ترامب على القانون لإنقاذ تيك توك؟
-
ملك البحرين يبحث مع ترامب هاتفيا أهمية العمل لضمان الأمن بال
...
-
الولايات المتحدة تعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائ
...
-
البرهان يزور مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم بعد استعادت
...
-
اليمن: مطار الريان يطلق أول رحلة مباشرة إلى القاهرة بعد توقف
...
-
وزير الدفاع الأميركي: ملتزمون بحصول إسرائيل على القدرات العس
...
-
حماس تسلم الوسطاء قائمة -رهائن المرحلة الأولى-
-
من داخل التحقيقات.. معلومات وتفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|